حبوب الأنف
تتشكل الحبوب (البثور) عادة نتيجة انسداد المسام وتراكم خلايا الجلد الميتة، وفي معظم الأحيان تظهر تلك الحبوب على الوجه، وتكون مزعجة جدًا للشخص، بيد أن الأمر الأكثر إزعاجًا منها هو احتمال تشكلها في الأنف أيضًا! ففي حالات كهذه، تظهر الحبوب في التجويف الأنفي مسببة ألمًا متفاوت الشدة للإنسان، وتكون تلك الحبوب ناجمة عن أسباب كثيرة سنتطرق إليها في هذا المقال.
سبب ظهور الحبوب داخل الأنف
يرجع ظهور الحبوب داخل الأنف إلى عوامل عديدة؛ فالأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة أو مرض السكري يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الجلدية، وهذا الأمر يفسر لمَ يكون أولئك الأفراد أكثر عرضة لتشكل الحبوب داخل الأنف، ومن جهة أخرى يمكن أن تتغلغل البكتريا الضارة في مسام الجلد مسببة احمراره وتهيجه، فتغدو الحبوب مؤلمة جدًا، وقد يكون ظهور الحبوب داخل الأنف عائدًا إلى بعض الأمراض التي تصيبه؛ فالتهاب دهليز الأنف Nasal vestibulitis، أو ما يعرف بالتهاب الأجربة الأنفية، قد يتسبب في تشكل حبوب ملتهبة حمراء اللون أو بيضاء، وهي تظهر عادة عند فتحتي الأنف، وفي بعض الحالات، تكون حبوب الأنف ناجمة عن الشعر الغارز، أي الذي ينمو تحت الجلد، أو تظهر ببساطة نتيجة انتزاع الشعر من الأنف. كذلك يمكن أن تؤدي دمامل الأنف Nasal furuncles إلى ظهور الحبوب داخله؛ فهي من الأعراض الخطيرة التي تقود ربما إلى الإصابة بمرض التهاب النسيج الخلوي cellulitis، وهو عدوى جلدية سريعة الانتشار وقادرة على الانتقال إلى مجرى الدم عند الإنسان، مما يتسبب في تورم الجلد والتهابه، ويصاب الإنسان بهذا المرض نتيجة بكتريا معروفة بالمكورات العنقودية الذهبية، والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين MRSA، وتتميز هذه البكتريا عن سواها بصعوبة القضاء عليها نظرًا لمقاومتها المضادات الحيوية، لذلك يكون مرض التهاب النسيج الخلوي مميتًا في بعض الحالات.
علاج الحبوب داخل الأنف
يعتمد علاج الحبوب داخل الأنف على تحديد السبب الكامن وراء ظهورها في المقام الأول، ولكن في حالات كثيرة، يمكن التخلص منها عبر اتباع أساليب بسيطة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن إذابة كمية صغيرة من الملح في ماء مغلي، ومن ثم تركه حتى يبرد، وبعدها تُغمس قطنة صغيرة في المحلول وتوضع داخل الأنف بلطف لتنظيف منطقة ظهور البثور، وبعد الانتهاء من هذه العملية، يجب استخدام قطن نظيف لتجفيف الأنف قدر الإمكان، وبطبيعة الحال يمكن تكرار هذه الطريقة عدة مرات شريطة استخدام قطن نظيف دائمًا. ويمكن اللجوء كذلك إلى استعمال المراهم الطبية للتخلص من تلك الحبوب، ولا سيما مراهم المضادات الحيوية، فهي قادرة على تخفيف شدة الألم في الأنف، ولكنها تتطلب طبعًا استخدامها مرتين يوميًا أو حسب تعليمات الصيدلي، فإذا لم تختف الحبوب بعد فترة أسبوع أو أكثر، عندئذ يكون من الضروري رؤية الطبيب المختص لإيجاد علاج آخر. وإذا كان المرء مصابًا بحساسية إزاء المضادات الحيوية، يكون من المستحسن حينها استخدام وسائل العلاج الطبيعي، وهنا يأتي جور زيت شجرة الشاي بوصفه فعالًا جدًا في التخلص من حبوب الأنف؛ فهو مطهر طبيعي قادر على تنظيف المسام وتجفيف البثور، لذلك يقبل الناس على استعماله، ولا سيما عند إصابتهم بحب الشباب، ويكفي وضعه على قطن ومسح الأنف من الداخل مرتين يوميًا، فإذا كان جلد الشخص حساسًا، عندئذ يجب تخفيف شدة تركيزه عبر مزجه بالماء، ويتميز زيت شجرة الشاي بكونه آمنًا، إذ قلما يتسبب بتأثيرات جانبية.
في الختام، ثمة بعض الخطوات البسيطة التي تقي الإنسان من ظهور الحبوب في الأنف؛ فمثلًا يجب عليه أن يتجنب تنظيف الأنف بشدة أو لمسه بيده حين تكون متسخة، تحسبًا لالتهاب تلك الحبوب وتهيجها، كذلك ينبغي للإنسان أن يحصل على كميات إضافية من فيتامين د ، فهو يساهم في الوقاية من تشكل الحبوب عمومًا.