مكونات المشروبات الغازية واضرارها
تعد المشروبات الغازية من أكثر المشروبات شهرة والتي يتم تناولها عادةً مع الوجبات السريعة، حيث تتميز هذه المشروبات باحتوائها على السكر والكافيين والماء الكربوني، ومن المكوّنات الرئيسية للمشروبات الغازية ما يلي:
- المحلّيات: تحتوي المشروبات الغازية على كميات عالية من السكر اللازمة لتغيير المذاق، وقد تستخدم أحياناً التحلية الاصطناعية (الأسبارتام) و(سوكوالوسي).
- المنكّهات: إنّ إضافة الأحماض للمشروبات الغازية يعمل على إضافة لدغة يشعر بها الشخص الذي يتناول المشروب الغازي وهذا ما يميّز طعم المشروبات الغازية عن غيرها من المشروبات، ومن الأحماض المستخدمة لإضافة هذه اللدغة حمض الفسفوريك، وحمض الستريك، وكذلك المياه الكربونية وهي مياه تحتوي على غاز ثاني أكيد الكربون المذاب تحت الضغط، كما يتم إضافة مادة الكافييين كمنشط.
- المواد الحافظة: من بعض المواد الحافظة المستخدمة في تكوين المشروبات الغازية (سوربات البوتاسيوم وحمض الأسكوربيك).
- الملوّنات: تستخدم الصودا البرتقالية وغيرها لإعطاء لون للمشروب الغازي.
أضرار المشروبات الغازية على المعدة
المشروبات الغازية من السوائل الرئيسة لدى البعض على مائدة الإفطار في رمضان، ومن الممكن أيضًا أن يتم تناولها على معدة فارغة.. فهل يمكن أن يسبب ذلك مشكلة بالجسم؟
يؤدي تناول المشروبات الغازية على معدة فارغة إلى الانتفاخ، ومن الطبيعي أن المعدة تفرز حمضًا يساعد على هضم الطعام، وعند دخول تلك المشروبات إلى المعدة الخالية من الطعام، فإنها تحرق الحمض الذي يساعد على الهضم، مسببة تشنجات المعدة أو آلام البطن.
يسبب ثنائي أكسيد الكربون الموجود في المشروبات الغازية انتفاخ المعدة، ولا تؤدي تلك المشروبات فقط إلى التجشؤ، لكن يسبب ألم أيضًا بالمعدة ينتج عن زيادة الغازات بشكل كبير، وفقًا لمجلة “goodyfeed”.
وعادة ما يرتبط تناول المشروبات الغازية في أي وقت باضطرابات الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ والتقلصات والإسهال والإمساك ومتلازمة القولون العصبي التي يعاني منها الكثيرون، إلى جانب زيادة الوزن والسكري وأمراض القلب وهشاشة العظام وغيرها، وفقًا لموقع “flatulence cures”.
ويصل الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية إلى الكبد، ثم يتحول إلى دهون ثلاثية في البطن، وربما تصل الكميات الزائدة منه إلى الأمعاء، فتتغذى عليها البكتيريا الضارة، وتتخمر بسرعة مسببة غازات البطن.
ويؤدي الاستمرار في تناول المشروبات الغازية أثناء الوجبات إلى تقليل الأحماض الجيدة بالمعدة، وتنخفض معدلات حمض الهيدروكلوريك بالمعدة، والذي يعد مسؤولاً عن تكسير البروتين وامتصاصه بالأمعاء، وبالتالي يتراكم البروتين، وتنمو البكتيريا الضارة، وينتج عن ذلك مشكلات معوية وغازات.
أضرار المشروبات الغازية على الكلى
تُعرف المشروبات الغازيّة بأضرارها على صحّة الجسم، وتأثيرها السلبيّ على العديد من أجهزة الجسم كالقلب، وبشكل عام عندما يتم استهلاك السكّر المضاف بشكل مفرط، فيمكن أن يؤدّي هذا غلى تأثير سلبي مضاعف على صحة الجسم، ومع ذلك، تعدّ بعض مصادر السكر أسوأ من غيرها، وبشكل متوقّع تمثل المشروبات الغازية الأسوأ على الإطلاق.
ولكن يتسائل العديد من الأشخاص حول آثار المشروبات الغازية على الكلى بشكل خاص، وقد أشارت دراسة أجريت حديثًا إلى أنّ تناول المشروبات الغازيّة السكريّة يرفع من خطر الإصابة بأمراض الكلى بشكل كبير، وفي نتائج هذه الدراسة فإنّ الموظفين الذين يستهلكون أكثر من عبوّتي مشروب غازي يوميًّا ظهر البروتين في بولهم بشكل أكبر بكثيرعند مقارنتهم بأولئك الذين لم يشربوا المشروبات الغازيّة بشكلٍ يوميّ، ويعدّ ظهور البروتين في البول علامة مبكّرةً على تلف الكلى، وبذلك أظهرت الدراسة الجديدة وجود علاقة بين تناول المشروبات الغازية وزيادة التعرض للإصابة بضرر في الكلى.
تم ربط المشروبات الغازية بالإصابة بالعديد من الأمراض؛ كارتفاع ضغط الدم، ومرض السكّري من النوع الثاني، والسمنة، وفي دراسات حديثة تم ربط استهلاك أكثر من كوبين من هذه المشروبات يوميًا بزيادة خطر الإصابة بفشل الكلى المزمن، وفي تجربة عشوائيّة أجريت على رجال يعانون من حصى الكلى؛ لدراسة آثار المشروبات الغازيّة على الكلى، أظهرت النتائج أن تكرار الإصابة بحصى الكلى كان أعلى بين أولئك الذين استمروا في تناول المشروبات الغازيّة التي تحتوي على حمض الفسفوريك، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا مشروبات أخرى.
فوائد المشروبات الغازية
إنّ تناول المشروبات الغازية باعتدال قد يكون له بعض الآثار المفيدة على الجسم، وفي ما يأتي بعض فوائده:
- الكافيين يعتبر الكافيين من المنبّهات وهو موجود في المشروبات الغازية، له عدّة فوائد ولكن كثرة تناوله قد تؤثّر في الصحّة، ومن فوائد الكافيين أنّه يعمل على تحفيز الجهاز العصبيّ، وتعديل المزاج، وتخفيف من آلام الصداع، وتحطيم الأحماض الدهنيّة في الكبد، ويعدّ الذين يتناولون الكافيين أقلّ عرضة لمرض باركنسون، وتليف الكبد، وسرطان القولون، وحصى المرارة.
- المياه الغازية تعدّ المياه الغازية المكوّن الرئيسيّ في المشروبات الغازيّة، وقد تبيّن أنّ لها فائدة في التخفيف من الغثيان والإمساك وآلام المعدة.
- الصوديوم يعتبر الصوديوم مكوّن آخر موجود في المشروبات الغازيّة، وتكمن فائدة الصوديوم في أنّه يحتفظ بالماء في الجسم، ويقي من التقلّصات العضليّة، ويقلّل آثار الشيخوخة، ويمنع انخفاض مستوى ضغط الدم.
أضرار المشروبات الغازية على الطلاب
قد تُسبب المشروبات الغازية مجموعة من الأضرار لمستهلكيها ومن ضمنهم فئة الطلاب، ومن أبرز هذه الأضرار ما يأتي:
- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: تحتوي المشروبات الغازية على نسبة عالية من السكر، إذ تشتمل حصة واحدة من المشروبات التي تبلغ 0.34 لتر على ثلاث ملاعق كبيرة من السكر تقريبًا، ويؤدي تناول هذه الكميات بكثرة إلى رفع مستويات الغلوكوز في الدم وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول: يُمكن أن يُساهم تناول المشروبات الغازية مع مرور الوقت في الإصابة بمرض السكري غير المعتمد على الإنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني، إذ تحتوي المشروبات الغازية على شراب الذرة عالي الفركتوز أو مركبات الكربون الهيدروفلورية كمكون أساسي للسكر الذي تحتويه، مما يؤدي إلى تقلب مستويات السكر في الدم وبالتالي ظهور مرض السكري.
- مشاكل الأسنان: يُعد السكر الموجود في المشروبات الغازية غذاءً مناسبًا للبكتيريا في الفم، وعندما تفكك البكتيريا السكر، تُطلق مادة حمضية تؤثر على مينا الأسنان وقد تؤدي إلى إزالتها، كما قد تزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان، بالإضافة إلى محتوى المشروبات الغازية من الأحماض التي تؤثر أيضًا على الأسنان وتجعلها هشة وأكثر عرضة للتسوس والتآكل.
- زيادة الوزن: تحتوي المشروبات الغازية على عدد كبير من السعرات الحرارية التي غالبًا ما يُطلق عليها السعرات الحرارية الفارغة نظرًا لعدم تقديمها أي قيمة غذائية للجسم، إذ تحتوي الحصة الواحدة من المشروبات الغازية التي تبلع 0.34 تقريبًا على 140 سعرة حرارية، مما يعني أن تناول علبة واحدة منها يوميًا لمدة أربعة أسابيع يُؤدي إلى الحصول على 3,920 سعرة حرارية إضافية، وبما أن زيادة الوزن تنتج عندما يتناول الشخص سعرات حرارية أكبر من السعرات التي يحرقها، فإن تناول المشروبات الغازية يؤدي إلى زيادة الوزن، بالإضافة إلى دورها في فتح الشهية وتعزيز الرغبة في تناول الأطعمة السكرية الأخرى، مما يزيد أيضًا من الوزن.
- التأثير السلبي على العظام: يُمكن أن تستنفذ المشروبات الغازية عنصر الكالسيوم الضروري لنمو العظام والحفاظ على أسنان قوية وصحية، إذ تتكون المشروبات الغازية من حمض الفوسفوريك وحامض الستريك اللذين يُقللان من امتصاص الجسم للكالسيوم، بالإضافة إلى تقليل نسبة الكالسيوم في العظام، مما يؤدي إلى التسبب في ضعف نمو العظام أو الإصابة بهشاشة العظام.
- الانتفاخ: قد يؤدي تناول المشروبات الغازية إلى الانتفاخ والغازات في البطن خاصة لدى الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل المعدة أو متلازمة القولون العصبي.
بحث تخرج عن المشروبات الغازية
الآثار الفورية للصودا موثقة بشكل جيد، فبعد حوالي 20 دقيقة من الانتهاء من الصودا، يأخذ الإنسان 100 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من السكر، أو 10 ملاعق صغيرة، وهذه الزيادة في السكر بالدم، تسبب انفجار الانسولين الذي يخدع الكبد لتحويل جميع السكريات إلى دهون، في غضون 40 دقيقة، يتم اكتمال امتصاص الكافيين، ويستجيب بقية الجسم وفقا لذلك، ويبدأ ضغط الدم في الارتفاع، ويبدأ الكبد في تفريغ المزيد من السكر في مجرى الدم، وهذا فقط يحدث في الساعة الأولى، وبمرور الوقت فإن استمرار شرب المشروبات الغازية سيؤثر على جميع أجزاء الجسم تقريبًا .
أجزاء الجسم التي تؤثر عليها المشروبات الغازية
1- الدماغ
يمكن للنظام الغذائي المرتفع في السكر أن يتداخل مع عدد من العمليات العصبية، لا سيما تلك المشاركة في صنع الذاكرة، وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة Neuroscience أن الكميات المفرطة من السكر المضاف يمكن أن تقلل من إنتاج مادة كيميائية، تعرف بعامل التغذية العصبي المشتق من الدماغ ( BDNF )، ومع المستويات غير الكافية من BDNF، تصبح المهام المعرفية اليومية مثل التعلم وتشكيلات الذاكرة أكثر صعوبة، وكتب الباحثون في استنتاجهم : ” تشير نتائجنا إلى أن النظام الغذائي المستهلك بشكل شائع، يمكن أن يؤثر على الجوانب الحاسمة من اللدونة العصبية والسلوكية، المرتبطة بوظيفة BDNF ” .
2- القلب
في عام 2012، وجدت دراسة من جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين يشربون علبة واحدة فقط من الصودا في اليوم، يزيدون بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب المزمنة ( CHD )، وبالمقارنة مع المشاركين الذين يشربون المشروبات الغازية أقل، فإن أولئك الذين يشربون أكثر عرضة بنسبة 20 بالمائة أكثر للإصابة بنوبة قلبية، وخلص الباحثون إلى أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر كان مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، وبعض التغيرات المعاكسة في الدهون والعوامل الملتهبة والليبتين ” .
3- الرئتين
كما ربط العلماء بين استهلاك الصودا وارتفاع مخاطر حدوث مضاعفات رئوية، مثل اضطراب الانسداد الرئوي المزمن ( COPD )، وقد كتب الدكتور زومين شي، الباحث في جامعة أديلايد، والمؤلف الرئيسي لدراسة لعام 2012 : ” ترتبط كمية استهلاك المشروبات الغازية بزيادة فرصة الإصابة بالربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، مما يعني أنه كلما زاد استهلاك المشروبات الغازية، زادت فرص الإصابة بهذه الأمراض ” .
4- الأسنان
في كل مرة يشرب الشخص مزيدا من الصودا، فإن روابط السكر تتحد مع البكتيريا في الفم، مما يؤدي إلى ارتفاع الحمض، هذا الحمض يضعف المينا، والذي يؤدي مع مرور الوقت إلى البلاك البكتيرية التي تسبب تسوس الأسنان، كما يخفض الصودا درجة الحموضة في اللعاب، مما يزيد من انتشار البكتيريا وتآكل الأسنان، وعلى النقيض من الاعتقاد السائد، فإن صودا الحمية ليست استثناء، بل ينطبق عليها نفس المشاكل .
حقائق عن أضرار المشروبات الغازية
تعتبر المشروبات السكرية مساهما رئيسيا في الظروف الصحية مثل البدانة، السكري من النوع 2 وتسوس الأسنان، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ( CDC )، يشرب حوالي نصف سكان الولايات المتحدة المشروبات السكرية في أي يوم، مع استهلاك هذه المشروبات أعلى بين المراهقين والشباب، وهناك ما يقرب من 10 ملاعق صغيرة من السكر المضاف في علبة واحدة من الكولا، وتوصي منظمة الصحة العالمية ( WHO ) بتناول ما لا يزيد عن 6 ملاعق صغيرة من السكر المضاف يومياً، وعلى هذا النحو، ليس من المستغرب أن يرتبط استهلاك المشروبات السكرية بمجموعة من الحالات الصحية، طبقًا لكلية هارفارد للصحة العامة، فإن الأشخاص الذين يشربون 1 – 2 علب من المشروبات السكرية يوميًا، يزيد احتمال إصابتهم بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 26 % .
وقد وجدت دراسة على 40.000 رجل على مدى عقدين من الزمن، أن أولئك الذين قاموا بتناول متوسط علبة واحدة من مشروب سكري في اليوم كان لديهم خطر أعلى بنسبة 20 %، من الإصابة بنوبة قلبية أو الموت بسبب نوبة قلبية، أكثر من الرجال الذين نادراً ما تناولوا المشروبات السكرية، ووجدت دراسة ذات صلة في النساء رابط مماثل بين المشروبات السكرية والقلب، ووجدت دراسة أجريت على مدى 22 عاما على 80 ألف امرأة، أن من استهلكوا المشروبات السكرية يوميا قد ازداد خطر الإصابة بالنقرس بنسبة 75 في المائة لديهم، مقارنة بالنساء اللاتي نادرا ما يتناولن مثل هذه المشروبات، وقد وجد الباحثون خطرًا مرتفعًا بالمثل عند الرجال، وقدم الدكتور فرانك هو، أستاذ التغذية وعلم الأوبئة بكلية هارفارد للصحة العامة مؤخرًا، حجة قوية بأن هناك أدلة علمية كافية، على أن تقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، سيقلل من انتشار السمنة والأمراض المرتبطة بالسمنة .
تاريخ المشروبات الغازية
ظهرت المشروبات الغازية بشكلها الطبي عام 1767 حيث اخترع كاربوناتها عالم انكليزي اسمه جوزيف برستلي، لكنها تطورت الى مشروب تجاري واسع الانتشار لخلوها من الكحول وسعرها الرخيص وكان اشهرها “شفيبس”، ثم اكتشفت مادة الكولا فبات المشروب دوليا. هناك جدل علمي اجتماعي عالمي حول تأثيرات المشروبات الغازية على الصحة العامة.