الصحة النفسية

أسباب الغيبوبة الطويلة

أسباب الغيبوبة الطويلة

الغيبوبة

الغيبوبة هي كلمة يونانية اشتقت من كلمة كوما؛ أي بمعنى النوم العميق، وهي حالة طويلة من اللاوعي تحدث بسبب تلف جزء من المخ، إما بشكل مؤقت أو دائم، وينتج عن هذا التلف فقدان الوعي وعدم القدرة على الاستيقاظ وعدم الاستجابة للمنبهات مثل الألم والصوت والضوء؛ أي بمعنى آخر أن الشخص على قيد الحياة ولكنه لا يستطيع الاستجابة للبيئة المحيطة بالطريقة الطبيعية، وبناء على مقدار عمل الدماغ تتباين مستويات الوعي والاستجابة، وفي الغالب الغيبوبة تستمر لبضعة أيام أو أسابيع، وقد تستمر لعدة سنوات ولكن هذه الحالة نادرة جدًا، ويعد دخول الشخص في غيبوبة حالة طبية طارئة، ويجب العمل بشكل سريع للحفاظ على الحياة ووظيفة الدماغ.

أسباب الغيبوبة الطويلة

توجد أسباب عدة للإصابة بالغيبوبة ومنها:

  • إصابات الدماغ الرضحية: تحدث هذه الإصابات عادة بسبب الاصطدام المروري أو أعمال العنف، وهي من الأسباب الشائعة لحدوث الغيبوبة.
  • السكتة الدماغية: تحدث السكتة الدماغية نتيجة قلة تروية الدم للدماغ أو انقطاع الدم عن الدماغ وذلك بسبب انسداد الشرايين أو انفجار وعاء دموي مما يؤدي إلى حدوث الغيبوبة.
  • الأورام: يمكن أن تؤدي أورام الدماغ أو أورام جذع الدماغ إلى الإصابة بالغيبوبة.
  • داء السكري: يمكن أن يؤدي ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم كثيرًا إلى الإصابة بالغيبوبة.
  • نقص الأكسجين: يُسبب نقص الأكسجين إلى الدماغ حدوث الغيبوبة.
  • العدوى: تتسبب بعض حالات العدوى مثل التهاب الدماغ، والتهاب السحايا في التهاب أو تورم الدماغ، أو الحبل الشوكي أو الأنسجة المحيطة بالدماغ، ويمكن أن تتسبب حالات العدوى الشديدة تلف الدماغ أو الغيبوبة.
  • النوبات الصرعية: قد تؤدي النوبات المستمرة إلى الدخول في غيبوبة.
  • التعرض للسموم: مثل الرصاص أو أول أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى تلف الدماغ وبالتالي حدوث الغيبوبة.
  • المخدرات والكحوليات: تناول جرعة زائدة من المخدرات أو الكحوليات قد يؤدي إلى الدخول في غيبوبة.

أعراض الغيبوبة الطويلة ومضاعفاتها

توجد عدة أعراض وعلامات للغيبوبة منها:

  • العيون المغلقة.
  • عدم وجود استجابة للمنبهات المؤلمة عدا حركات ردود الفعل.
  • عدم وجود استجابة من أطراف الجسم عدا حركات ردود الفعل.
  • عدم انتظام التنفس.
  • عدم استجابة بؤبؤ العين للضوء.

يتعافى العديد من الأشخاص المصابين بالغيبوبة لكن تدريجيًا، وعلى الرغم من التعافي إلا أنه قد يعاني بعض الأشخاص الذيت تعافوا من غيبوبة من إعاقات بسيطة أو كبيرة، وقد تحدث مضاعفات خلال الغيبوبة، بما في ذلك التقرحات بسبب الضغط والتهابات المثانة والجلطات الدموية في الساقين وغيرها من المشكلات، ويوجد احتمال بعدم الاستيقاظ من الغيبوبة وبالتالي تؤدي إلى الوفاة.

تشخيص الغيبوبة

يسأل الطبيب عن المعلومات التي يمكنها مساعدتهم لتشخيص وعلاج المريض جيدًا، لذلك ستسأل العائلة عن أي علامات جسدية قد تكون سبب الغيبوبة، وقد يُسأل عن أي أحداث أو أعراض أدت إلى الغيبوبة، أو تفاصيل حول التغييرات الحديثة في حياة المريض والسجل الطبي وتعاطي المخدرات، أو إذا تناول المصاب الأدوية سواء إن كانت بوصفة طبية أو دون وصفة، وسيجرى الفحص البدني للمريض الذي قد يشمل:

  • فحص ردود الافعال.
  • التأكد من وجود علامات كدمات على الجلد قد تكون ناجمة عن الإصابة أو الصدمة.
  • استجابة المريض للمنبهات المؤلمة.
  • مراقبة أنماط التنفس.
  • مراقبة حجم البؤبؤ.

وقد تجرى بعض فحوصات واختبارات الدم وغيرها من الاختبارات ومنها:

  • تعداد الدم.
  • وظائف الغدة الدرقية والكبد.
  • فحوصات حول وجود تسمم بأول أكسيد الكربون.
  • فحوصات لوجود جرعة مخدرات زائدة.
  • فحوصات لوجود جرعة زائدة من الكحول.
  • التهابات وعدوى الجهاز العصبي.

وقد تجرى صور للدماغ لتحديد مناطق الإصابة والبحث عن علامات نزيف أو أورام أو سكتة دماغية، وتتضمن هذه الصور:

  • التصوير الطبقي المقطعي الذي يستخدم الأشعة السينية لإنشاء صورة مفصلة للدماغ.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يستخدم الموجات الراديوية والمغناطيسات لعرض الدماغ.
  • تخطيط كهربية الدماغ الذي يقيس النشاط الكهربائي داخل الدماغ.

طرق العناية بالشخص المصاب بالغيبوبة

الشخص المصاب بالغيبوبة يحتاج إلى عناية مشددة في وحدة العناية المركزة الموجودة في المستشفيات، ويمكنه الحصول على الرعاية والاهتمام من قبل الكادر الطبي بأكمله، ويجب التأكد من إعطاء المصاب السوائل والمواد الغذائية والأدوية الضرورية التي يحتاجها للحفاظ على صحة الجسم قدر الإمكان، وذلك من خلال أنبوب بلاستيكي صغير يدخل في الوريد أو من خلال أنبوب التغذية؛ لإيصال السوائل والمواد المغذية مباشرة إلى المعدة، وأيضًا لا يمكن لبعض المصابين التنفس طبيعيًا ولذلك هم بحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي الذي يضخ الهواء إلى الرئتين من خلال أنبوب يوضع في القصبة الهوائية، كما يحاول الطاقم الطبي منع ظهور تقرحات الفراش عند المصاب بغيبوبة وهي تقرحات مفتوحة على الجسم تحدث بسبب البقاء بوضعية التمدد لفترة طويلة دون تحرك على الإطلاق، وأيضًا يمكن أن يساعد الأهل الشخص المصاب بالغيبوبة وذلك من خلال قضاء بعض الوقت في زيارته والتحدث معه والقراءة له لأن المريض قد يكون قادرًا على سماع ما يحدث حوله حتى لو لم يكن قادرًا على الاستجابة.

العلاج من الغيبوبة

الغيبوبة هي من الحالات الطبية الطارئة لذلك سيبدأ الطاقم الطبي والأخصائيون بالمحافظة على التنفس والدورة الدموية لزيادة كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ، وقد يعطى الجلوكوز عند تعرض المريض لغيبوبة السكر، أو المضادات الحيوية عند الإصابة بعدوى في المخ حتى قبل أن تكون نتائج اختبارات الدم جاهزة، لذلك يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء الغيبوبة، وإذا وجد تورم في المخ، فقد يحتاج المريض عندها إلى إجراء عملية جراحية لتخفيف هذا التورم والضغط.

وإذا عرف سبب الغيبوبة وعالجه الأطباء بنجاح، فقد يصحو الشخص في النهاية دون أي ضرر دائم ولكن قد يشعر بالارتباك في البداية ومن المحتمل بعدها أن يتذكر ما حدث قبل الغيبوبة، وبالتالي يكون قادرًا على مواصلة حياته، ولكن في بعض الأوقات قد يكون بحاجة لعلاج إعادة تأهيل، أما عند حدوث تلف في الدماغ فقد يؤدي ذلك إلى ضعف طويل الأجل، وعند الاستيقاظ قد يكون بحاجة إلى إعادة تعلم المهارات الأساسية، وقد لا يتذكر ما حدث، ومع الدعم والعلاج الطبيعي والوظيفي قد يمكن للمريض الاستمتاع بحياة جيدة، وفي المقابل بعض حالات المرضى الذين دخلوا بغيبوبة لم يستيقظوا بعدها.

السابق
أسباب الدوخة بعد النوم
التالي
علامات سرطان الدماغ

اترك تعليقاً