الصحة النفسية

أسباب خوف الطفل

الخوف عند الطفل

يمتلئ عالم الأطفال بالكثير من المخاوف والهواجس الحقيقية والتخيلية، لكن سرعان ما تتبدد هذه المخاوف عند وصول الأطفال إلى أعمار متأخرة، وقد يتناسى الكثير من البالغين أسباب وطبيعة المخاوف التي كانوا يشعرون بها أثناء مراحل حياتهم الأولى، لذا يُمكن القول بأن مخاوف الأطفال هي حالة مؤقتة وعادية وستذهب في طي النسيان عند وصول الطفل إلى سن البلوغ، لكن تبقى اضطرابات القلق هي أكثر أنواع الاضطرابات النفسية شيوعًا عند الأطفال وفقًا للكثير من الدراسات، ومما لا شك فيه أيضًا أن علامات إصابة البالغين باضطرابات القلق تنبع أساسًا من سنوات الطفولة الأولى، وهذا يعني ضرورة عدم تجاهل مخاوف الطفل وإيجاد العلاجات اللازمة للتعامل معها حتى لا تلازمهم فيما بعد، لكن وعلى أي حال، تتميز عقول وعواطف الأطفال بالتغير والتطور المستمر، وقد يُصبح صعبًا على الأطباء والمعالجين التفرقة بين مخاوف الأطفال العادية وبين المخاوف التي تستدعي فعلًا تدخلًا طبيًا للتعامل معها؛ فمن الطبيعي –مثلًا- أن يخشى الأطفال الرضع من الأصوات العالية، كما من الطبيعي أن يخشى الفتية الصغار من الأماكن المظلمة، والحيوانات الكبيرة، وأقنعة الوجه المخيفة، والكائنات الأسطورية، أما بالنسبة للمراهقين، فإن لديهم مخاوفهم الجنسية والاجتماعية والمستقبلية الخاصة بهم أيضًا.

أسباب خوف الطفل

أشارت أحد الدراسات إلى معاناة حوالي 43% من الأطفال بعمر 6-12 سنة من مشاكل الخوف، ويُعد الخوف من الظلام هو أكثر أشكال الخوف انتشارًا عند الأطفال بهذه الفئة العمرية، لكن أطفال آخرين قد يخافون من الحيوانات، أو النار، أو المرتفعات العالية، أو أصوات الرعد، بل قد يخاف بعض الأطفال من أخبار التلفاز، واللصوص، والحروب أيضًا، كما قد يخافون على حياة من حولهم عند سماعهم بخبر وفاة أحد أقربائهم بسبب الأمراض، ويُمكن لهذه المخاوف أن تتطور لديهم إلى حد إصابتهم بالفوبيا أحيانًا، وعلى أي حال، قد يكون الخوف من الظلام في الليل هو أكثر أنواع المخاوف انتشارًا لدى الأطفال، لكن قد يشكو الطفل أيضًا من مخاوف مرتبطة بالظلام بصورة أو بأخرى؛ كالخوف من الأشباح، أو الوحوش، أو الأصوات الغريبة، وهذا يجعلهم يرفضون النوم لوحدهم في الليل دون إضاءة بعض الأنوار أو بقاء البالغين بجانبهم، لكن في حال استمر الخوف من الظلام خلال سنوات البلوغ، فإن هذا قد يكون مؤشرًا على إصابة الشخص برهاب الليل أو فوبيا الظلام، وعلى أي حال، يُمكن لأسباب الخوف عند الأطفال أن تكون نابعة من عوامل كثيرة، منها الآتي:

  • تحلي أحد الأبوين بالخوف والقلق: يشعر الأطفال بالخوف الشديد والقلق عند رؤيتهم لأحد أبويهم قلقًا أو خائفًا من أمور معينة، وهذا ينمي لديهم حس الخوف من الظلام أو من أمور أخرى.
  • قلق الأبوين المفرط على سلامة طفلهم: يُصاب بعض الأطفال باضطرابات القلق بسبب اعتمادهم الكلي على الأبوين أو على مقدم الرعاية، وقد يشعر هؤلاء الأطفال بالعجز بسبب هذا الأمر.
  • المشاكل العائلية: تُساهم كثرة حصول المشادات الكلامية والجدال والصراعات المتكررة بين الوالدين إلى تحلي الطفل بشعور من عدم الأمان والقلق المستمر.
  • التعرض للمواقف الصادمة: تترك بعض المواقف الصادمة آثارًا عميقة داخل الأطفال وتقودهم أحيانًا إلى الشعور بالفوبيا نحو أمر معين، وقد تتضمن هذه المواقف –مثلًا-التعرض لحوادث السيارات المفجعة.
  • وجود القابلية الوراثية: يتحدث الخبراء عن إمكانية أن تكون مخاوف الأطفال والبالغين نابعة أصلًا عن وجود قابلية جينية أو وراثية لديهم.

أسباب خوف الطفل من المدرسة

من الطبيعي من أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق عند انفصاله عن والديه أثناء السنة الأولى أو الثانية من العمر، لكن الخوف من الانفصال عن الوالدين يُمكن أن يبقى كامنًا في عقلية الطفل حتى عند وصوله إلى سن الذهاب إلى المدرسة، وهذا يُشكل تحديًا حقيقيًا لكثير من أولياء الأمور، خاصة في حال ظهرت اعراض بدنية على الطفل بسبب خوفه من الذهاب إلى المدرسة؛ كالإسهال، والغثيان، والأحلام المزعجة، ويُمكن للخوف من المدرسة أن يؤثر على التحصيل العلمي للطفل ويدفعه إلى التخلي عن التعليم، ولقد أكدت الدراسات العلمية على أنه يعاني ما يتراوح بين 1-5% من الأطفال من مشكلة الخوف من المدرسة في وقت ما من حياتهم. كما ربطت بعض الدراسات بين الخوف من المدرسة وبين بعض العوامل مثل الاكتئاب، والقلق، والمشاكل الأكاديمية والعائلية، وتنتشر مشكلة الخوف من المدرسة بوتيرة أكبر عند الأطفال الوحيدون الذين ليس لديهم أخوة، والأطفال المصابون بأمراض مزمنة، والأطفال الأصغر سنًا في العائلة، ويُمكن لأسباب الخوف من المدرسة أن تتضمن الآتي:

  • الانتقال إلى مدرسة جديدة أو الانتقال لمرحلة أو صف دراسي جديد.
  • مواجهة تغيرات في العائلة؛ كالطلاق أو حوادث الوفاة.
  • المعاناة من القلق الاجتماعي أو الحرج المفرط.
  • الخوف من التعرض للتنمر على يد أطفال آخرين.
  • الخوف من سوء التحصيل الدراسي أو الخوف من العلاقات السيئة مع المدرسين والأقران.
  • الخوف من تلقي العقاب أو السخرية داخل المدرسة.

علاج الخوف عند الطفل

تبدأ أغلب مخاوف الأطفال بالزوال تدريجيًا عند شعورهم أكثر بالأمان في البيئة المحيطة بهم وعند وصولهم إلى مرحلة التفرقة بين العالم الخيالي والعالم الواقعي، لكن يبقى هنالك الكثير من الاستراتيجيات والأساليب التي يُمكن اتباعها لمساعدة الأطفال على التغلب على مخاوفهم، مثل:

  • الاعتراف بوجود المخاوف لدى الأطفال وعدم السخرية أو الضحك عليهم؛ لأنه على الرغم من كون هذه المخاوف قد تكون غير حقيقة على أرض الواقع، إلا أن آثارها تبقى حقيقية بالنسبة للطفل، وهذا يعني ضرورة حث الطفل على التحدث بصراحة عن مخاوفه وحثه على الاعتقاد بان من الطبيعي أن يخاف الأطفال من بعض الأمور.
  • تزويد الطفل بألعاب أو ملابس لها آثار نفسية إيجابية عليه؛ كالدمى على شكل دب أو قرد مثلًا؛ فعلى الرغم من بساطة هذه الأشياء، إلا أن الطفل يشعر بالأمان بفضلها.
  • تزويد الطفل بتفسير منطقي وبسيط للمخاوف التي يشعر بها.
  • إيجاد حلول عملية لمخاوف الطفل أثناء الليل؛ كوضع مصباح ضوء صغير بالغرفة أو وضع لعبة وإقناع الطفل بان هذه اللعبة ستحميه من الوحوش التي يخشاها.
  • مساعدة الطفل على مجابهة مخاوفه بيده؛ فمثلًا قد يكون من الأنسب اصطحاب الطفل أثناء الليل لتفقد ما تحت السرير في حال كان الطفل يخشى من الوحوش القاطنة تحت السرير.
  • إبعاد الطفل عن مشاهدة الصور، أو الأفلام، أو العروض السنيمائية أو التلفازية التي تتصف بنوع من الرعب؛ فهذه الأشياء تُسبب لهم الخوف من أمور وأشياء كثيرة.
  • عدم مشاركة مخاوف وهواجس الكبار مع الأطفال الصغار.
السابق
أجمل كلام عن الحياة
التالي
كيفية التخطيط للحياة

اترك تعليقاً