الامارات

أسباب ضعف الشخصية

أسباب ضعف الشخصية

الشخصية

نسمع دائمًا ما يسمى بالشخصية، إذ نقول فلان شخصيته قوية، أو فلان له شخصية مميزة، أو نرغب بالاقتداء في الشخص الفلاني، لأنه دائم التطور والانفتاح والمرونة، وعلى الرغم من أن معظم الناس يسعون جاهدين بأن يكونوا من أصحاب الشخصية القوية إلا أن لكل إنسان عيوب، ومن بعض العيوب التي تظهر على صاحب الشخصية الضعيفة؛ الأنانية، والميل إلى الأحكام، والغضب على كل شيء، وعدم الرغبة في العمل الجاد أو حتى عدم إظهار المبادرة في أي شيء، وفي العادة لا يملك هذا الشخص رأيًا مستقلًا في أي قضية اجتماعية، ويتذبذب دائمًا في اتخاذ القرار، ومن هنا يأتي تعريف الشخصية وما يجعل أي شخصيّة مميزة عن غيرها، فهي الاختلافات الفردية بين الأشخاص في الأنماط المميزة للتفكير والشعور والسلوك، والسمات الداخلية والخارجية للأسلوب والتفكير والسلوك والنتاج النهائي لعاداتنا، وفهم الفروق الفردية بين الشخصيات، فقراءات الشخص وتجاربه ومنظوره للعالم وتواصله مع الناس والحياة، وكيفية حلّه للمشكلات، ومنهجه في التعامل مع الآخرين، وقدرته على التطوّر والتأقلم والتراجع عن الخطأ، ومدى انفتاحه على ثقافات وعوالم أخرى مع بقائه ثابت على مبادئِه ودينه؛ كلُّ ذلك يعمل على تشكيل شخصيته.

فإذا كان الشخص ضعيف الشخصية فإنه يكون إنسانًا كسولًا يتقاعص عن الإنجاز والتطور ولا يرغب بمساعدة أحد، وقد يلجأ إلى الكذب والخداع حتى يُظهر صفات ومميزات ليست فيه، وذلك لجلب الانتباه وتعويض النقص الذي يشعر به عادةً، لكن يجب التنويه إلى أن ضعف الشخصية ليست صفة لازمة لدى أي شخص، لكنّها نتيجة عوامل ومؤثراث عائلية أو اجتماعية أو مواقف معينة مرّ بها الشخص سببت لديه عقدة، ولا ننسى أنه من الممكن أن يكون الشخص ممن يعانون من مرض نفسي وهو لا يعلم، لذا ينصح بمراجعة الطبيب.

أسباب ضعف الشخصية

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الشخصية، منها ما يأتي:

  • الكبت أثناء الطفولة، وتعزير الطفل وإسكاته عند تعبيره عن رأيه أو حتى التلفظ بأي شيء، أو عقاب الطفل عقابًا شديدًا في حال قيامه بأي تصرف سواء كان خاطئًا أم صوابًا، أو الاستهزاء به أمام الناس أو أمام أقرانه، والحديث عن أخطائه لهم والضحك عليها.
  • التعرض للتهميش في الطفولة، أو إجبار الطفل على النزول تحت رغبات الناس وعدم ترك حرية الاختيار له.
  • الحماية الزائدة والمبالغ فيها من قبل الوالدين في الطفولة، وعدم تجربة الطفل لأي شيء أو منعه من الخروج إلى الشارع أو تجنب اصطحابه للزيارت العائلية التي تتيح له رؤية أقرانه واللعب معهم، مما يجعل الطفل يعتمد اعتمادًا كاملًا على والديه.
  • الخوف من جرح مشاعر الناس والشعور بالذنب.
  • الصداقة والصحبة المحبطة، والتأثر بالناس السلبيين.
  • عدم تقدير النفس ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها، وعدم محاسبتها، وهذا يجعل النفس غريبة عن الشخص وبعيدة عنه.
  • عدم تطوير الذات والخوض في التجارب، والابتعاد عن القراءة.
  • عدم وجود هدف أو غاية يعمل لأجلها الإنسان، فهو يعيش ليعيش فقط، إذ إنّ حياته تكون عبارة عن روتين فقط.
  • عدم الإيمان بالأفكار والقيم وشعوره بأنها أقل منزلة من أفكار غيره وقيمة.
  • الإيحاء السلبي للنفس وترديد الكلمات المحبطة والمدمرة.
  • غياب التوجيه التربوي، أو القدوة الصالحة في مرحلة الطفولة والبلوغ والشباب.
  • الإحساس بأن الجميع أفضل وأعلى مرتبة منه.

سمات الشخصية الضعيفة

إنّ نظرتنا تختلف حين نرى من يشعر بالهوان والهزيمة والخوف من مواجهة الناس، والتردد في اتخاذ القرارات وغيرها من السلوكيات المنفرّة، التي تعد دليلًا واضحًا على الشخصية الضعيفة، ويمكن إجمال الصفات السلوكية الظاهرة أمامنا في أقواله وأفعاله ونتائجه في عدة نقاط فيما يأتي:

  • عدم امتلاك الشخص رأي في الحياة: لا يفكر الشخص ذو الشخصية الضعيفة بما يحدث حوله، ولا يعرف ما هو هدفه في هذه الحياة، على عكس الشخص الذي يمتلك شخصية قوية واثقة بنفسها ومدركة لأهدافها.
  • السماح للآخرين بإحباطه أو التقليل من شأنه: يكون الشخص الضعيف محلًا للنقد وسوء المعاملة من قبل الآخرين.
  • المحدودية: يتصف ضعيف الشخصية بامتلاك مشكلات داخلية، فهو غير قادر على تصديق أن يستطيع أن ينجح، وأنه يستحق مثل هذا النجاح.
  • الشعور بالنقص: لا يحترم الشخص ضعيف الشخصية ذاته، ولا يثق بنفسه، ويشعر دائمًا بالنقص عند مقارنة نفسه بالآخرين.

كيفية التخلص من ضعف الشخصية

جميع صفات الإنسان قابلة للتغير والتطوير، وذلك بالاجتهاد والعمل، وتوجد عدة خطوات يمكن اتباعها للتخلص من ضعف الشخصية:

  • زيادة التفكير الإيجابي وتقليل التفكير السلبي: وهذا لأن التفكير الإيجابي يجعل من صاحبه شخصًا متفائلًا، وبالتالي تصبح لديه قوة الاعتقاد بأن الأشياء الجيدة ستحدث، ومع هذا الدافع ستتحقق أشياء جديدة في الحياة، وستتوفر فرص جديدة أيضًا.
  • إيجاد دافع قوي: يساعد الدافع على إبقاء الرغبة في تحقيق الأهداف قوية للغاية، ويمد الشخص بطاقة هائلة تمكنه من تحقيق هدفه.
  • تطوير لغة الجسد: يجب على الشخص أن يبقي نظراته وحركاته واضحة ومليئة بالثقة، مما يؤدي إلى زيادة الاحترام من قِبل الآخرين.
  • عدم القلق من المستقبل: يؤدي القلق من المستقبل والعمل والصحة وغيرها من الأمور الغيبية إلى الخوف والقلق اللذين يؤديان إلى التوقف عن السعي إلى تحقيق الأهداف.

مكونات الشخصية

تؤثر السمات الخاصة بالإنسان وأنماط الفكر الخاصة به أيضًا والعاطفة المتجسدة في كيانه، وتلعب أدوارًا هامة جدًا في تكوين الشخصية، إضافة إلى الكثير من السمات الآخرى الهامة التي من خلالها تتكون شخصية الإنسان، فمثلًا وجود ترتيب معين في حياة الشخص يتبعه كل يوم ويكون على نسق محدد يستطيع من خلاله تنظيم سلوكياته على نمط محدد يتبع شخصيته، وعاداته وتقاليده التي تربى عليها، والنهج الفكري الذي يسير عليه، لذلك قد نجد العديد من الأشخاص يتصرفون بالطريقة نفسها أو بطريقة مشابهة لبعضهم البعض في مواقف متنوعة، نتيجة نشأتهم في البيئة ذاتها التي تحمل العادات التقاليد والقيم والأخلاق والمبادئ ذاتها.

إن النفسية الفسيولوجية في شخصية الإنسان نفسها البنية النفسية الأساسية التي كبرت مع نمو الشخص، وكما أشارت العديد من الأبحاث أن شخصية الإنسان ونفسيته تتأثر أيضًا بالعمليات والاحتياجات البيولوجية عند الشخص، وتؤثر الشخصية على طريقة تصرفنا وعلى طريقة الاستجابة لها على حسب بيئتنا، وتعرض شخصية الإنسان للآخرين في أكثر من مجرد سلوك، فيمكن أيضًا رؤية شخصية الإنسان من خلال الأفكار التي يحملها، والمشاعر التي يعبر عنها، ومن خلال علاقته المتينة مع الآخرين، ومن خلال العديد من التفاعلات المختلفة التي تعكس طبيعة شخصية الإنسان دون الحاجة إلى التكلم.

أسباب حدوث اضطربات في الشخصية

على الرغم من أن السبب الدقيق لاضطرابات الشخصية غير معروف إلى الآن، إلا أنه توجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة باضطرابات الشخصية أو التسبب فيها، منها:

  • وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الشخصية أو غيرها من الأمراض العقلية.
  • الحياة الأسرية غير المستقرة بين الأب والأم والأطفال أو الفوضوية أثناء الطفولة.
  • الاختلافات في بنية الدماغ نتيجة حدوث بعض المواقف السلبية أو المواقف المزعجة.
السابق
مرض الذئبة الحمامية الجهازية
التالي
النقص في الشخصية

اترك تعليقاً