أسباب فقدان الذاكرة عند الشباب

يختلف فقدان الذاكرة في الواقع تمامًا عن فقدان الذِاكرة التي تظهر في الأفلام والمسلسلات الدرامية على شاشات التلفاز، والتي تُظهر عدم تذكر الشخص أيًا من الخبرات والحقائق والمعلومات التي حصل عليها على مر الزمان، بل يشير فقدان الذاكرة إلى فقدان الذكريات، كالحقائق والمعلومات والخبرات، وفي الغالب فإن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة أو بمسمى آخر متلازمة فقدان الذاكرة هم على وعي تام بمن هم، ولكن تكمن الصعوبة في تعلم معلومات وخبرات جديدة وتكوين ذكريات جديدة، ويمكن أن يتسبب فقدان الذاكرة بإحداث تلف في مناطق معينة من الدماغ تعد من المناطق الحيوية لمعالجة الذاكرة خلال التعرض لفقدان الذاكرة، وذلك بسبب الأضرار التي تلحق بها، ويركز علاج فقدان الذاكرة على التقنيات والاستراتيجيات للمساعدة في تعزيز الذاكرة ومعالجة أي أمراض أساسية تسبب فقدانها.

أسباب فقدان الذاكرة عند الشباب

من المهم معرفة أن فقدان الذاكرة لا يعني تلقائيًا الإصابة بالخرف، بل يوجد العديد من الأسباب الأخرى التي تسبب حدوث مشاكل في الإدراك بما في ذلك؛ التوتر، والاكتئاب، ونقص الفيتامينات، ولهذا السبب، فمن المهم للغاية مراجعة الطبيب للحصول على تشخيص في حال وجود مشاكل في الذاكرة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يحدث فقدان الذاكرة بسبب ظروف أوعوامل خارجية قابلة للعلاج، ومن أبرزها ما يأتي:^[٢]

• الجفاف، إذ يُسبب الجفاف الشديد الارتباك والنعاس وفقدان الذاكرة وأعراض أخرى شبيهة بالخرف، لذا فمن المهم الحرص على شرب الماء، كما يجب مراقبة الفرد بالأخص إذا كان ممن يتناولون مدرات البول أو المسهلات أو ممن يعانون من مرض السكري أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو الإسهال.
• مشاكل الغدة الدرقية تتحكم الغدة الدرقية في عملية الأيض؛ فإذا كان الأيض سريعًا للغاية، فقد يسبب ذلك الارتباك، أما إذا كان بطيئًا جدًا، فيمكن أن يسبب الاكتئاب، لذلك يمكن أن تسبب مشاكل الغدة الدرقية مشاكل في الذاكرة؛ كالنسيان وصعوبة التركيز، وللتأكد من عمل الغدة يجب إجراء فحص دم بسيط للتأكد فيما إذا كانت الغدة الدرقية تؤدي عملها على أكمل وجه أم لا.
• الكحول، إذ إن الإفراط في شرب الكحوليات يعد ضارًا لخلايا المخ، كما قد يؤدي إلى فقدان الذاكرة، ومع مرور الوقت، فقد يزيد تعاطي الكحول أيضًا من خطر الإصابة بالخرف.
• الاكتئاب، يمكن أن يتشابه الاكتئاب مع علامات فقدان الذاكرة، إذ يجعل من الصعب عليك التركيز والبقاء منظمًا وتذكر الأشياء وإنجاز المهام، ويعد حصول تغيرات كبيرة في الحياة؛ كالتقاعد، أو فقدان شخص عزيز، أو تشخيص طبي خطير، أو بأن يصبح الفرد أقل نشاطًا مما كان عليه في السابق، فجميعها أمور قد تؤدي إلى الاكتئاب، وخاصة عند كبار السن.
• نقص فيتامين ب 12، إذ يحمي فيتامين ب 12 الخلايا العصبية، فتواجد فيتامين ب 12 في الجسم يعد أمرًا حيويًا لعمل الدماغ السليم، ومن الجدير بالذكر أن معدل امتصاص ب 12 عند كبار السن بطيء، مما قد يجعل الحصول على ب 12 الذي يحتاجه العقل والجسم أمرًا صعبًا، ومن الممكن أن يسبب ذلك أضرارًا في الدماغ، مما قد يؤثر على الذاكرة، ويجب معالجة نقص فيتامين ب 12 مبكرًا لعلاج المشاكل المرتبطة بالذاكرة.

ويوجد العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب فقدانًا في الذاكرة، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:

• • التخدير من الجراحة الأخيرة.
  • علاجات السرطان مثل؛ العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو زرع نخاع العظم.
  • أنواع معينة من النوبات الصرعية.
  • الصدمات العاطفية.
  • العلاج بالصدمة الكهربائية.
  • الأمراض التنكسية العصبية، مثل؛ مرض هنتنغتون، أو مرض التصلب المتعدد، أو مرض باركنسون.
  • الصداع النصفي.

ويهتم الطبيب أو الأخصائي فيما إذا كان فقدان الذاكرة قد حدث بصورة مفاجئة أو تدريجية، إذ يوجد أسباب كثيرة ممكن أن تكون سببًا في فقدان الذاكرة، كما يمكن أن يؤدي وجود مشكلة في أي من مناطق الدماغ إلى فقدان الذاكرة، لذلك فقد يحدث فقدان الذاكرة جراء إصابة جديدة في الدماغ ناتجة عن أو حدثت بعد ما يأتي:

• ورم في الدماغ.
• معالجة مرض السرطان؛ كإعطاء العلاج الكيميائي، أو زرع نخاع العظم.
• ارتجاج أو صدمة في الرأس.
• عند توقف القلب أو التنفس لفترة طويلة مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ.
• التهاب أو عدوى شديدة في الدماغ أو عدوى حول الدماغ.
• جراحة كبيرة كجراحة الدماغ.
• فقدان الذاكرة الشامل العابر، وهو فقدان الذاكرة المفاجئ والمؤقت بذات الوقت، والذي يكون سببه غير واضح.
• السكتة الدماغية.
• مَوَهُ الرأس، أي تجمع سوائل في الدماغ.

كما يوجد أسباب أخرى لفقدان الذاكرة:

• المخدرات.
• الإفراط في استخدام الأدوية، مثل الباربيتورات أو المنومات.
• الصرع الذي لا يمكن التحكم فيه جيدًا.
• تدني مستويات العناصر الغذائية الهامة أو الفيتامينات، مثل تدني مستوى فيتامين ب1، و ب12.

علامات وأعراض فقدان الذاكرة

من السهل جدًا معرفة فيما إذا كان الشخص يعاني من فقدان الذاكرة أو كما يسمى بمتلازمة فقدان الذاكرة، إذ يوجد أعراضًا واضحة لفقدان الذاكرة، ومن أبرزها ما يأتي:

• صعوبة تذكر الشخص للمعلومات الجديدة التي حصل عليها بعد فقدان الذاكرة، أي بمعنى آخر فقدان الذاكرة الحاضرة.
• صعوبة تذكر الشخص للأحداث والمواقف التي حصلت معه في السابق، أي فقدان الذاكرة الماضية.

ومعظم الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة بالذاكرة قصير المدى، يواجهون مشكلة، وذلك بأنهم لا يتذكرون المعلومات الجديدة، إذ يتمكنون من تذكر المواقف والأحداث القديمة كذكريات الطفولة، أو حدث سياسي قديم، أو أسماء رؤوساء سابقين، بينما لا يستطيعون تذكر المعلومات الجديدة، كاسم رئيس حالي، أو موقف حصل معهم في الصباح.ومن الجيد أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة فقط، يستطيعون فهم الكلمات المكتوبة أو الموجهة إليهم، ويستطيعون تعلم مهارات جديدة، إذ إن فقدان الذاكرة وحده لا يؤثر على ذكائهم، أو درجة الوعي لديهم، أو شخصيتهم وهويتهم، أو حكمهم على الأمور، وإنما قد يستوعب بعضهم حقيقة إصابته بخلل في الذاكرة.

الوقاية من فقدان الذاكرة

بعد التعرف على الأسباب المؤدية إلى فقدان الذاكرة ومعرفة أن تلف الدماغ هو سبب رئيسي أو جذري في فقدان الذاكرة، فيجب الحذر من إصابات الدماغ، واتخاذ خطوات مهمة للتقليل من فرص إصابة الدماغ، وذلك من خلال اتباع النصائح التالية:

• ارتداء خوذة للأمان والمحافظة على رأسك عند قيادة الدراجات، ووضع حزام الأمان.
• معالجة أي عدوى سريعًا لكي لا تسمح بانتشارها إلى الدماغ.
• إذا كنت تعاني من أي أعراض أو علامات تشير إلى إصابتك بسكتة دماغية، أو تمدد بالأوعية الدموية الدماغية، مثل؛ الصداع الشديد، أو الإحساس بالخدر أو الشلل في جانب واحد من الجسم، فيجب الذهاب إلى أقرب مستشفى للحصول على العلاج السريع.