الامارات

أسباب نقص الميلانين في الجسم

أسباب نقص الميلانين في الجسم

الميلانين

توجد مادّة بروتينيّة ذات صفةٍ صَبغيّةٍ في الخلايا الداخليّة في الدماغ والنخاع المستطيل والأذن الداخليّة والخلايا العصبيّة وفي الغدة الكظريّة تُعطي للجلد وللشعر في كافّة أنحاء الجسم وللعينييّن اللون الخاصّ بكل شخصٍ، ويُطلق على هذه المادّة اسم الميلانين أو صبغة الميلانين.

والميلانين هي المادّة البروتينيّة المسؤولة عن لوّن الجلد؛ إذ كلّما ازداد إفراز هذه المادّة في الجسم أصبح لون البشرة أغمق، وكلّما نَقُص إفرازها أصبح لونها أفتح، وإذا انعدم إفراز الميلانين أصبح لوّن البشرة أبيض تمامًا، وهو ما يُعرف بالبرص، ويعرف الميلانين بأنه من المواد سريعة التأثر بأشعة الشمس؛ إذ يمتصّ الأشعة فوق البنفسجية وهذا ما يُفسِّر اسمرار البشرة عند التعرُّض إلى الشمس.

تكمن الوظيفة الرئيسية للميلانين في وقاية الحمض النووي الموجود في خلايا الجسم من الأضرار الناجمة عن أشعة الشمس، كذلك، يكون مسؤولًا عن لون الجلد والشعر وقزحية العين عند الشخص، ومن المعلوم أن مستوياته تختلف بين شخص وآخر تبعًا لعوامل عديدة، منها العرق ومدى التعرض لأشعة الشمس؛ فكلما ازدادت مدة تعرض الجسم لأشعة الشمس، ازدادت عملية إنتاج الميلانين لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية، وفي المقال الآتي توضيح أسباب نقص الميلانين في الجسم، وذكر أنواعه، وطرق زيادة الميلانين عند الرجل.

أسباب نقص الميلانين في الجسم

يرجع نقص الميلانين في الجسم إلى مجموعة من الأسباب، في ما يأتي إجمالها:

  • البرص: يعرف البرص Albinism بأنه من الأمراض النادرة بين الناس، فهو اضطراب وراثي يؤدي إما إلى توقف بعض الخلايا الصبغيّة في بعض المناطق من الجسم عن إنتاج مادّة الميلانين، وإما إلى انخفاض معدل إنتاجها، ويكون لون الشعر عند مرضى البرص أبيض، في حين تكون بشرتهم شاحبة وعيونهم وردية اللون أو زرقاء، ويعانون أحيانًا من مشكلات في حاسة البصر، وتجدر الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن يكون لون العينين أحمر أو أزرق عند جميع المرضى.
  • البُهاق: تؤدي الإصابة بمرض البُهاق إلى ظهور بقع بيضاء اللون حساسة لأشعة الشمس، ومرد ذلك أساسًا إلى تراجع أعداد الخلايا الصبغية المنتجة للميلانين، ويُعتقد أن البهاق يندرج ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية عند الإنسان، وفي بعض الحالات، يصاب الإنسان بالبرص نتيجة طفرة وراثية، فيعاني من تراجع إنتاج الميلانين في البشرة والعينين والجلد، فيكون حينها مصابًا بالبرص الجلدي البصري.
  • خلل وراثي: يحصل نقص الميلانين في الجسم نتيجة مرض وراثي معروف باسم بيلة الفينيل كيتون اذي يحدث نتيجة تراكم حمض فينيل آلانين في جسم الشخص، فيعاني من البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء، نظرًا لأن هذا الحمض لا يتحول إلى ميلانين.
  • الفطريات: تنمو الفطريات طبيعيًا على بشرة الإنسان، وتتكاثر بأعداد كبيرة في المناطق الرطبة والمعرضة للتعرق الشديد، ويخلّف هذا الأمر بقعًا ملونة أو فاتحة على مناطق الصدر واليدين والذراعين، وهو ما يعرف بمرض النخالية المُبرقشة Tinea Versicolor (السعفة المُبرقشة).
  • عدم التعرُّض لأشعة الشمس: تحفز أشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية) عمليات إنتاج الميلانين الضروري لحماية البشرة من ضرر تلك الأشعة.
  • التقدُّم في العمر: يقلل التقدم في العمر من كفاءة الخلايا الصبغية في إنتاج الميلانين، فتنخفض مستوياته نتيجة لذلك.
  • أسباب أخرى: ربما لا تقدر خلايا البشرة في بعض الأحيان على تعويض نقص الميلانين الحاصل في منطقة معينة بفعل البثور أو القرحات أو الحروق.

أنواع الميلانين في الجسم

تتضمن الأنواع المختلفة للميلانين كلًا من الفيوميلانين pheomelanin، والإيوميلانين eumelanin والنيورميلانين neuromelanin (الميلانين العصبي)، ويوجد الإيوميلانين في الشعر والجلد والدوائر البنية حول الحلمتين، وتكون كمياته كبيرة جدًا بين الأفراد ذوي البشرة السمراء؛ ويمنح اللون الأسود أو البنيّ للشعر والبشرة والعينين، أما حين تكون كمياته قليلة جدًا عند الشخص، فمن المحتمل أن يكون شعره أشقر اللون.

في المقابل، يوجد الفيوميلانين في الشعر والجلد، وتُعزى إليه الألوان الحمراء والوردية، وتكون كمياته وافرة جدًا عند الأفراد ذوي الشعر الأحمر، ولا يتمتع الفيوميلانين بالقدرة ذاتها للإيوميلانين في وقاية الإنسان من الأشعة فوق البنفسجية المسببة لمرض السرطان، أما النيورميلانين فيوجد أساسًا في أجزاء مختلفة من الدماغ، وقد يؤدي نقص مستوياته إلى معاناة الشخص من مجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية.

زيادة الميلانين في الجسم عند الرجل

يستطيع الرجل اتباع بعض الخطوات البسيطة التي من المحتمل أن تزيد الميلانين في جسمه؛ فمثلًا تعدّ التغذية الصحية وتناول الأطعمة الغنية بعناصر غذائية معينة تشكّل وسيلةً فعّالة لزيادة الميلانين عند الإنسان؛ فقد أشارت دراسات علمية عديدة إلى أن مجموعة من العناصر تعزز إنتاج الجسم للميلانين، في ما يأتي إجمالها:

  • مضادات الأكسدة: وضحت بعض الدراسات قدرة مضادات الأكسدة في تعزيز إنتاج الميلانين في الجسم، بيد أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات والتجارب العلمية لتأكيد هذه النتائج، وتبرز المغذيات الدقيقة، مثل مركبات الفلافونويد أو البوليفينول، بوصفها من مضادات الأكسدة القوية المؤثرة على إنتاج الميلانين؛ فإما تزيده وإما تنقصه، لذلك، يُحبذ تناول كميات إضافية من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الخضروات الورقية الداكنة والشوكولاتة السوداء والتوت.
  • فيتامين أ: تشير بعض الدراسات العلمية إلى الدور المهم لفيتامين A في إنتاج الميلانين والمحافظة على صحة البشرة، لذا، يكون من الضروري تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، خاصة الخضروات الغنية بمركبات بيتا كاروتين، مثل الجزر والسبانخ والبازلاء والبطاطا الحلوة واللحوم والمكملات الغذائية، ومع ذلك ما تزال الدراسات المتعلقة بدور فيتامين A في زيادة إنتاج الميلانين قليلة جدًا، مما يتطلب إجراء دراسات جديدة.
  • فيتامين هـ: يعرف هذا الفيتامين بأنه من مضادات الأكسدة، فهو ضروري جدًا لصحة البشرة، وقد يكون مفيدًا في زيادة إنتاج الميلانين، ومع أن هذا الأمر ما يزال محط جدل نظرًا لعدم وجود صلة مباشرة بين تناول هذا الفيتامين وزيادة إنتاج الميلانين، فإن بعض الدراسات أشارت إلى مدى أهميته في رعاية البشرة ووقايتها من أشعة الشمس، ويحصل الشخص على كميات إضافية من فيتامين هـ إما عبر تناول مكملاته الغذائية، وإما عبر تناول الأطعمة الغنية به، مثل الخضروات والحبوب والبذور والمكسرات.
السابق
تعريف الحكاية
التالي
تعريف العصر الجاهلي

اترك تعليقاً