الصحة النفسية

أضرار المخدرات على الجهاز العصبي

أضرار المخدرات على الجهاز العصبي

 

المخدرات

المخدرات هي المواد الكيميائية الخطيرة التي تؤثر على الجسم والدماغ، وتشمل أهم آثارها الآثار الصحية التي تدوم طويلًا، ولا يُمكن للمتعاطي التوقف عن أخذ المادة المُخدرة إلا بعلاج خاص، وتناول عقاقير المُخدرات يكون بعدة طرق مثل الحقن والاستنشاق والابتلاع، ولحقن الأدوية مباشرة في مجرى الدم تأثير فوري، وفي حال الابتلاع له تأثير متأخر، لكن جميع هذه العقاقير تؤثر على الدماغ وتفرز كميات كبيرة من المواد الشبيهة بالناقل العصبي الذي يُساعد في تنظيم عواطفنا ودوافعنا ومشاعر السرور لدينا، وفي النهاية عند إغراق الدماغ بهذه المواد تتغير كيفية عمل الدماغ، وتتغير قدرة الشخص على اتخاذ الخيارات، مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة بتعاطي المخدرات، وبمرور الوقت يمكن أن يتحول هذا السلوك إلى إدمان خطير على المخدرات يصل للموت.

يعاني اليوم الملايين من اضطرابات المخدرات، ويرتبط عدد أكبر من الوفيات والإعاقات بسبب الإدمان على المخدرات أكثر من أي حالة صحية أخرى، والأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول هم أيضًا أكثر عرضة للإصابات غير المقصودة بحوادث العنف المنزلي تمامًا كمدمني المُخدرات، ويعد اضطراب استخدام المواد المخدرة مرضًا يؤدي إلى إجباره على تعاطي المخدرات على الرغم من معرفة العواقب، وترتبط اضطرابات استخدام المواد المخدرة بمجموعة واسعة من الآثار الصحية المُضرة القصيرة طويلة الأجل.

أضرار المخدرات على الجهاز العصبي

يؤدي الإدمان على منبهات الجهاز العصبي المركزي، مثل الكوكايين والميثامفيتامين، إلى تسريع نشاط الدماغ وزيادة ضغط الدم ومعدل دقات القلب، لذلك قد يصاب المدمنون بسكتة دماغية جراء انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، وهو ما يؤدي بدوره إلى الموت المفاجئ، ويؤدي الإدمان على الميثامفيتامين (الميث) إلى إلحاق ضرر دائم بخلايا دماغية معينة، وخصوصًا تلك المرتبطة بعملية إرسال الدوبامين، وهو ناقل عصبي ذو دور كبير في منظومة المكافأة داخل الدماغ، لذا، يتسبب الإدمان على الميث في انخفاض مستوياته انخفاضًا كبيرًا، وقد بينت بعض الدراسات العلمية وجود صلة بين الأضرار التراكمية في إفراز الدوبامين وبين زيادة احتمال الإصابة بمرض باركنسون. وأظهرت دراسات أخرى أن الإدمان على الميث له عواقب عصبية تضاهي تلك الناجمة عن إصابات الدماغ الرضحية TBI، بالإضافة إلى إحداثه تغييرات في مستويات البروتين داخل الدماغ، مما يقود لاحقًا إلى موت الخلايا والتهاب الدماغ.

من جهة أخرى، يؤدي الإدمان على الكوكايين إلى إصابة المدمن بالنوبات، التي تؤدي إلى توقف القلب المفاجئ والوفاة، ويبدو أن الإدمان على الكوكايين لفترة طويلة يؤدي إلى أمر خطير للغاية؛ إذ تصبح الجرعات الصغيرة من هذا المخدر كافية لإحداث تأثيرات سلبية خطيرة على صحة المدمن، مثل النوبات وقد يرافق الإدمان على الكوكايين حالة تعرف بالتحسس Sensitization، يكثر حدوثها بين المدمنين المصابين باضطرابات نفسية مزمنة، وتؤدي إلى تفاقم الأعراض الذهانية نتيجة استمرار تعاطي الكوكايين، كما أن الاستهلاك المفرط للكحول يحدث أضرارًا عصبية عند المدمن، وخاصة إذا اقترن ذلك مع سوء التغذية، فمن الشائع حدوث نقص في الفيتامينات الأساسية عند مدمن الكحول، مثل فيتامين B1، مما يجعله عرضة للإصابة بمتلازمة فيرنيك-كورساكوف، وهو مرض خطير يؤثر على بعض الوظائف العصبية في الجسم.

كيفية تأثير المخدرات على الجهاز العصبي

المشابك هي النّهايات العصبيّة التي تنتقل من خلالها النّواقل العصبيّة، وتُصنع النواقل العصبية داخل الخلايا العصبية، وكل عصبون في الخلية يصنع واحدًا أو أكثر من الناقلات العصبية التالية؛ الدوبامين، أو الغلوتامات، أو السيروتونين أو الأسيتيل كولين، ويرتبط كل ناقل عصبي بتأثيرات خاصة اعتمادًا على توزيعه بين المناطق الوظيفية المختلفة للدماغ، والدوبامين على سبيل المثال يتركز بدرجة كبيرة في المناطق التي تنظم مشاعر الفرحة والنشوة، وهو المحفز الرئيسي في حال تعاطي المخدرات، وتؤثر بعض المواد المُخدرة أساسًا على ناقل عصبي واحد أو فئة من الناقلات العصبية، فعلى سبيل المثال يرتبط الكوكايين بالهياكل التي تُنظم الدوبامين، مما يؤدي إلى زيادة في نشاط الدوبامين مما يؤدي إلى الشعور بالنشوة.

وبعض المواد المُخدرة تؤثر على أكثر من نوع واحد من الناقلات العصبية، فمثلًا المواد الأفيونية بالهيروين لها تأثيرات تشبه المواد التي تنتجها الناقلات العصبية كانخفاض اليقظة، وتباطؤ التنفس، والنقل العصبي هي عملية دورية تحدث بعدة خطوات باستخدام مكونات متخصصة من الخلايا العصبية المرسلة والمستقبلة، وبعض المواد الكيميائية تُحاكي الناقلات العصبية بتشابه كيميائيتها مع كيمياء الخلايا العصبية؛ مثل الحشيش المُعالج والهيروين والأفيون، وتتفاعل مع المكونات الجزيئية لعملية الإرسال والاستقبال في الخلية العصبية ونقل مادة الدوبامين وغيرها من المواد الموجودة في المُخدرات، فتعطل هذه المواد المُخدرة النواقل فلا يستطيع الدوبامين وغيره من النواقل الدخول للخلية العصبية ويتراكم في المشابك مما يحفز مستقبلات الخلايا العصبية المستقبلة لإفراز كميات أكبر منه، وبعض أنواع المخدرات لا تتلاعب بالنقل العصبي عن طريق زيادة أو تقليل كمية المستقبلات المحفزة، والمثال الأوضح عليها هو البنزوديازيبينات التي تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء عن طريق تعزيز استجابات الخلايا العصبية المُستقبلة.

أسباب الإدمان على المخدرات

في بادئ الأمر، يكون قرار تعاطي المخدرات بالنسبة لمعظم الناس أمرًا طوعيًا واختياريًا، ولكن حالما ينخرطون في دائرة الإدمان، تتغير المسارات العصبية في أدمغتهم، وتقل قدرتهم على التحكم في سلوكهم ومقاومة الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات. فكما هو معلوم، يحتوي الدماغ على منظومة المكافأة الخاصة بالتجارب الممتعة، مثل الضحك وتناول الطعام وغيرها، وتكمن آليتها في إفراز مواد كيميائية (نواقل عصبية) مثل الدوبامين، بيد أن تعاطي المخدرات يتسبب في إفراز كميات إضافية منه، ويؤدي تدفق مشاعر النشوة لدى المدمن إلى إجباره على تكرار التجربة مرة أخرى، وهكذا كلما ازداد إدمانه على المخدر، توقع دماغه الحصول على المشاعر والأحاسيس المبهجة ذاتها، وهذا يفسر لمَ يصبح الإنسان مدمنًا على المخدرات. وفي نهاية المطاف، لا يعود السلوك الإدماني قادرًا على توفير المتعة ذاتها للشخص، فتصبح عملية تعاطي المخدرات مجرد وسيلة لتجنب أعراض الانسحاب التي قد يعاني منها.

الآثار الجانبية لإدمان المخدرات

يُسبب الإدمان على المُخدرات العديد من الآثار الجانبية التي تُلاحظ أكثر كلما زادت الجرعة، وهذه الآثار هي:[١]

  • ضعف الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض والعدوى.
  • الغثيان وآلام البطن والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تغيرات في الشهية وفقدان شديد في الوزن.
  • زيادة الضغط على الكبد، مما يعرض الشخص لخطر تلف الكبد أو فشل الكبد.
  • أمراض الرئة.
  • الآثار الواضحة للأدوية على الجسم، مثل نمو الثدي لدى الرجال، وزيادة في درجة حرارة الجسم بصورة ملحوظة وغريبة.
  • مشاكل في الذاكرة والانتباه واتخاذ القرارات، مما يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة.
  • الوفاة وهي أشد العواقب الصحية لتعاطي المخدرات، وشهدت الوفيات المرتبطة بالأفيونيات الاصطناعية والهيروين أكبر ارتفاع لها في عام 2018 ميلادي، إذ استخدم 212,000 شخصًا تتراوح أعمارهم 12 عامًا أو أكبر المخدرات لأول مرة، وكل يوم يموت أكثر من 90 شخص في الولايات المُتحدة الأمريكية وحدها بعد تناول جرعة زائدة من المُخدرات.

الآثار السلبية للمخدرات على المتعاطي

من الأثار السلبية للمخدرات على العائلة ما يلي

  • سرقة الأموال أو بطاقات الائتمان أو أشياء أخرى لبيعها أو الاتجار بها لجلب ثمن المادة المُخدرة.
  • قد يضطر المُدمن إلى رهن منزلة لتغطية نفقات المُخدرات.
  • قد يضطر المُدمن لبيع سلع ثمينة لجمع الأموال ودفع ثمن المُخدرات.
  • قد يضطر المُدمن إلى القضاء على حسابات التوفير إن وجدت لديه، وصرف مبالغ التقاعد إن كان مُتقاعدًا.
  • عدم توفر الوقت الكافي لدى المتعاطي للزوجة والأطفال، وأيضًا يفقد المُتعاطي الاهتمام بالمدرسة أو الرياضة أو العمل، وينسحب من نشاطات الأسرة والأطفال عندما يزيد الإدمان أكثر وأكثر.
  • عدم اعتماد الآخرين على المتعاطي بأي شيء.
  • يصبح سلوك المُتعاطي أكثر تمردًا وتحديًا مع أولياء الأمور الآخرين والمعلمين وحتى الأشقاء والشقيقات.
  • يظهر على المُتعاطي بوضوح صفة تقلب مزاجه، وأحيانًا يُصاب بجنون العظمة والغضب اللاإرادي.
  • من أعراض الإدمان الشهيرة أن يُصبح من السهل على المُتعاطي الاعتداء اللفظي والجسدي على الآخرين خاصة عائلته.
  • الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات لا يرون الضرر والأذى الذي يسببونه للآخرين، وربما هذه أخطر نقطة رغم بساطتها.

المخدرات غير المشروعة

المخدرات غير المشروعة هي مادة تؤثر على الطريقة التي يعمل بها الجسم، وتُصنف كدواء غير قانوني، مما يعني أنها محظورة بموجب القانون، وللمُخدرات العديد من الأشكال المُختلفة التي يجب أخذ الحيطة والحذر الشديدين منها وعدم محاولة تجربتها أبدًا خاصة من الشباب، وهذه الأنواع هي:

  • الماريجوانا (القنب).
  • الكوكايين.
  • المهلوسات.
  • الهيروين.
  • الكيتامين.
  • الميثامفيتامين.
  • مخدرات الإكستاسي أو مخدرات النشوة MDMA.
  • مخدرات جاما هيدروكسي بيوتيريت GHB.
  • المستَنشقات.
  • البانجو.
  • مخدرات الباربيتورات.
  • منشطات الديكسامفيتامين، والتي تُحفز الجهاز العصبي المركزي وتسرع الرسائل العصبية بين الدماغ والجسم.
السابق
ما هي كيفية تتابع الفتن وكثرتها؟
التالي
أضرار الثلج على الجسم

اترك تعليقاً