الصحة النفسية

أعراض الصداع النصفي

أعراض الصداع النصفي

 

الصداع النصفي

يعرف الصداع النصفي، أو الشقيقة بأنه أحد أنواع الصداع الذي يشتمل على مجموعة من الأعراض العصبية التي تتضمن صداعًا حادًا يكون على هيئة نبضات، ويكون غالبًا في جهة واحدة من الرأس، وتتضمن أعراض نوبة الصداع النصفي حدوث مشاكل في الإحساس، والرؤية، والكلام، ووظائف الحركة، وغالبًا تدوم أعراضها عدة دقائق فقط، ولا تترك خلفها أي آثار دائمة، ويعتقد الأطباء أن سبب الصداع النصفي ناتج عن حدوث تغيرات في المواد الكيميائية المتواجدة في الدماغ، والتي قد تسبب الالتهاب، أو يمكن أن يحدث نتيجة لعوامل وراثية، ويرافق الصداع النصفي نوبات، ويمكن أن تستمر النوبة من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، وفي بعض الأحيان تستمر لفترة أطول، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي مقارنة بالرجال بثلاث مرات، وتجدر الإشارة إلى أن أعراض الصداع النصفي تبدأ عند معظم الأشخاص عندما تتراوح أعمارهم ما بين 10 و40 عامًا.

مراحل وأعراض الصداع النصفي

يمرّ الأشخاص المصابون بالصداع النصفي بعدّة مراحل من الأعراض، وتصنف هذه المراحل إلى مرحلة مقدمة المرض، ومرحلة الهالة، ومرحلة النوبة، ومرحلة ما بعد النوبة، إذ إن بعض المصابين يمرون بجميع هذه المراحل، ولعل من أبرز الأعراض المرافقة لكل مرحلة نذكر ما يأتي:

  • مقدمة المرض: تعرف مقدمة المرض بأنها عبارة عن الأعراض التي تسبق الألم، والتي يمكن أن تحدث عادةً قبل يوم أو يومين من الصداع، وتتضمن الأعراض والعلامات في هذه المرحلة ما يلي:
    • المعاناة من الإمساك.
    • تغيّرات تطرأ على المزاج مثل: الاكتئاب.
    • الشعور بالرغبة الشديدة في الطعام.
    • المعاناة من تصلّب الرقبة.
    • زيادة التبول، والعطش.
    • زيادة حالات التثاؤب.
  • الهالة: يقصد بالهالة بأنها المرحلة التي تحدث قبل الصداع النصفي، أو خلاله، إذ تعكس هذه الهالات أعراض الاضطراب في الجهاز العصبي والتي تكون غالبًا بشكل تدريجي ومرئي، بحيث تستمر لمدة تتراوح ما بين ٢٠ إلى ٦٠ دقيقة تقريبًا، وتشتمل الأمثلة على الهالات التي قد تحدث للأشخاص المصابين ما يلي:
    • ملاحظة رؤية بعض الظواهر البصرية، مثل: البقع، أو الأشكال المختلفة، أو ومضات من الضوء.
    • ملاحظة فقدان للبصر.
    • الإحساس بوخز كوخز الإبر، أو الدبابيس في الساق، والذراع.
    • حدوث خدر، أو ضعف في الوجه، أو جانب واحد من الجسم.
    • إيجاد صعوبة في الكلام.
    • ملاحظة سماع الضجيج.
    • أداء حركات غير إراديّة.
  • النوبة: يقصد بالنوبة الصداع، وهي المرحلة التي يبدأ فيها الشخص المصاب بالشعور بالصداع، وتستمر من ٤ ساعات إلى ٧٢ ساعة في حال لم تعالج، وتختلف عدد مرات حدوث الصداع من شخص لآخر، ولعل من أبرز الأعراض المرافقة لهذه المرحلة ما يلي:
    • ألم في جانب واحد من الرأس، أو كلا الجانبين.
    • الشعور بالألم على هيئة نبض يمكن الشعور به.
    • الإصابة بحساسية للصوت، والضوء وأحيانًا الشم.
    • المعاناة من الغثيان، والتقيؤ .
  • ما بعد النوبة: يشعر المصاب في هذه المرحلة بالارتباك، والاستنزاف والتعب لمدة يوم، وأبلغ بعض المصابين عن الشعور بالابتهاج.

أسباب الصداع النصفي

إن المسبب الرئيسي وراء حدوث الصداع النصفي غير معروف حتى الآن، إذ يُعتقد بأنّه يحدث نتيجة نشاطٍ غير طبيعي في الدماغ، والذي يؤثر بدوره في طريقة إرسال الإشارات عبر الأعصاب، بالإضافة إلى أنه يؤثر في الأوعية الدموية، والنواقل العصبية الموجودة في الدماغ، ويمكن أن تلعب العوامل الوراثية والجينات دورًا كبيرًا في زيادة تحسّس بعض الأشخاص تجاه المحفّزات التي قد تثير تلك الحالة، ولعل من أبرز العوامل المحفزة للصداع النصفي التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض ما يلي:

  • التغيرات الهرمونية.
  • العوامل البيئية.
  • المحفزات العاطفية.
  • الأسباب الجسمية؛ مثل: التوتر، والتعب، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، وشد الرقبة، أو الكتف، وبذل المجهود البدني، وانخفاض السكر في الدم.
  • بعض أنواع المشروبات والأطعمة؛ مثل: الحمضيات، والأطعمة المضاف إليها التيرامين .
  • بعض أنواع الأدوية؛ مثل: حبوب منع الحمل، أو بعض أنواع الحبوب المنوّمة، أو أدوية العلاج بالهرمونات البديلة.

طرق علاج الصداع النصفي

الهدف الرئيسي من العلاج هو منع تكرر حدوث الصداع النصفي في المستقبل، والتخفيف من أعراضه، ويتم اللجوء إلى عدة طرق للعلاج كالعلاجات الدوائية، أو الجراحية، أو المنزلية، أو الطبيعية، وفي الحقيقة تعتمد طريقة علاج الصداع النصفي على الأعراض، وشدة الصداع، وفيما يلي طرق علاج الصداع النصفي:

العلاجات الدوائية

تعد إحدى طرق علاج الصداع النصفي، وتستعمل للتقليل من الآلام التي تنشأ عند الإصابة بهذا النوع من الصداع، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تعمل بشكلٍ أفضل عندما تستعمل في بداية ظهور الأعراض، ويتوفر العديد من الأدوية التي تفيد في العلاج، وتتضمن هذه الأدوية ما يأتي:

  • مسكنات الألم: تعد إحدى طرق علاج الصداع النصفي، إذ تفيد في شفاء الآلام الخفيفة، ولا تستلزم وصفة طبية لصرفها، ومن الأمثلة عليها؛ الإيبروفين، والأسبرين، ومن الجدير بالذكر أنّ استعمال هذه الأدوية لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في تفاقم مشكلة الصداع، وحدوث نزيف، وتقرّحات في الجهاز الهضمي.
  • أدوية التريبتان: تفيد هذه الأدوية، والتي تشمل دواء السوماتريبتان، ودواء الريزاتريبتان، والتي تصرف بوصفة طبية في علاج هذه الحالة من خلال منع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية بالامتناع عن استعمال هذه الأدوية.
  • أدوية ثنائي الهيدروإرغوتامين: يتوفر هذا الدواء من خلال بخاخات في الأنف، أو عن طريق الحقن، وتعد إحدى طرق علاج الصداع النصفي الفعالة في حالة أخذها بعد حدوث النوبة بفترة قصيرة في حال كانت النوبة تستمر لمدة 24 ساعة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية يمكن أن تؤدي إلى تطور حدوث الغثيان، والتقيؤ، كما أنه يتوجب على الأشخاص المعرضين لزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو مرض الشريان التاجي، أو أمراض الكبد، والكلى الامتناع عن استعمال هذه الأدوية.
  • دواء اللاسميديتان: يعطى هذا الدواء عن طريق الفم، إذ إنه يفيد في علاج هذه الحالة، بالإضافة إلى أنه يفيد في تحسين الأعراض المرافقة للصداع النصفي، مثل: الحساسية للصوت، والضوء، ومن الجدير بالذكر أنه يجب الابتعاد عن شرب الكحول عند تناول هذه الأدوية.
  • الأدوية الأفيونية: تستعمل هذه الأدوية، والتي تحتوي على الكودايين غالبًا عند فشل الأدوية الأخرى في العلاج، ومن الجدير بالذكر أن الأدوية الأفيونية يمكن أن تسبب الإدمان.
  • الأدوية المضادة للغثيان: تفيد هذه الأدوية مثل: الكلوربرومازين، أو الميتوكلوبراميد، أو البروكلوربيرازين في علاج الصداع النصفي المرافق للغثيان، والقيء.
  • الأدوية المستعملة للوقاية من الصداع النصفي: إن الهدف الرئيسي من اللجوء إلى استعمال هذه الأدوية هو تقليل عدد مرات الإصابة بهذا النوع من الصداع، إذ يصفها الطبيب عند تكرر حدوث الصداع، أو عندما لا تفيد الأدوية السابقة في العلاج، أو عند استمرار الصداع لفترات طويلة، وهناك العديد من الأدوية التي يمكن استعمالها، وهي كالآتي:
    • الأدوية المخفضة لضغط الدم: تفيد هذه الأدوية مثل: حاصرات قنوات الكالسيوم، أو حاصرات بيتا في الحد من تكرر حدوث الصداع النصفي.
    • الأدوية المضادة للاكتئاب: تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل: الأميتريبتيلين في الحد من تكرر الإصابة بالصداع النصفي، ومن الجدير بالذكر أن دواء الأميتريبتيلين يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية، مثل: النعاس، أو زيادة الوزن.
    • الأدوية المضادة للصرع: من الأمثلة عليها؛ دواء الفالبروات، أو دواء التوبيراميت، إذ إنها تفيد في التقليل من عدد مرات الإصابة بهذه الحالة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية يمكن أن تؤدي إلى حدوث العديد من الآثار الجانبية مثل: الغثيان، أو الدوخة.
    • حقن البوتوكس: يفيد حقن البوتوكس كل 12 أسبوعًا في الحد من حدوث هذه الحالة عند بعض الأشخاص المصابين.
    • الأجسام المضادة أحادية النسيلة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين: تعد من أحدث الطرق في معالجة الصداع النصفي، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية، مثل: حدوث تفاعل في مكان الحقن.

العلاجات الطبيعيًة

تتوافر العديد من العلاجات الطبيعية التي تفيد في التخفيف من أعراض الصداع النصفي، ولعل من أبرز هذه العلاجات ما يلي:

  • الزنجبيل: يفيد الزنجبيل في علاج العديد من الأمراض، مثل: الصداع النصفي، والغثيان، وغيرها، إذ إنه يعد مضادًا للفيروسات، والالتهابات، والبكتيريا، والفطريات، ويمكن تناوله إمّا مجففًا أو طازجًا.
  • الزيوت الأساسية: تفيد بعض أنواع الزيوت الأساسية في التخفيف من الصداع النصفي، ولعل من أبرز هذه الزيوت ما يأتي:
    • زيت إكليل الجبل: يتميز زيت إكليل الجبل باحتوائه على مضادات للالتهاب، بالإضافة إلى أنه يمتلك خصائص مسكنة فعالة في الحد من الإجهاد، وتحسين الدورة الدموية، وتخفيف الألم، وأيضًا التخفيف من الأرق، وتعزيز الاسترخاء العضلات، إذ إن جميع هذه العوامل تساعد في القضاء على الصداع، وتجدر الإشارة إلى أن رائحة زيت إكليل الجبل تفيد في تخفيف الصداع، وذلك من خلال وضعه في حمام ساخن، أو استنشاق رائحته، أو تطبيقه موضعيًا بعد تخفيفه.
    • زيت الخزامى: يستعمل زيت الخزامى في التقليل من التوتر، إذ إنه يفيد في الاسترخاء، فيخفف من الصداع، بالإضافة إلى أن رائحة الزيت تفيد في التقليل من الصداع النصفي الحاد؛ ويوضع زيت الخزامى المخفف على المنطقة المصابة، أو يمكن إضافة الزيت إلى حمام دافئ للاستفادة منه.
    • زيت النعناع: يتميز زيت النعناع بأنه علاج طبيعي للصداع النصفي؛ إذ يتميز باحتوائه على المينثول الذي يفيد في التقليل من الألم، وإرخاء العضلات، وكذلك يُوفر راحةً سريعةً للجسم، وذلك من خلال وضعه على الجبين بعد تخفيفه بزيت ناقل، مثل: زيت جوز الهند.

العلاجات المنزلية

تعد العلاجات المنزلية إحدى طرق علاج الصداع النصفي، ويجدر بالذكر أن العلاجات المنزلية لا تساعد في معالجة الحالات الشديدة من الإصابة، ولكنها تفيد في التخفيف من مدة الصداع وأعراضه وشدته، ويوجد مجموعة من العلاجات التي يمكن اتباعها، وهي كالآتي:

  • الابتعاد عن تناول بعض أنواع من الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذا النوع من الصداع، مثل: النقانق، والمخللات، واللحوم المشوية، أو الأطعمة المصنعة، أو الأطعمة الباردة، أو الفواكه المجففة.
  • العلاج بواسطة الإبر الصينية؛ إذ إنها تعد إحدى طرق علاج الصداع النصفي، وتفيد في شفاء أغلب الحالات المزمنة من هذا النوع من الصداع.
  • ينصح باستعمال الأقحوان لمعالجة أعراض هذا الصداع.
  • ينصح بممارسة تمارين اليوغا؛ إذ إنها تفيد أيضًا في العلاج.
  • الحرص على تدوين الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصداع النصفي، وذلك لتفاديها.
  • الحرص على تناول الأطعمة الغنية بعنصر المغنيسيوم، مثل: البيض، أو اللوز، أو بذور زهرة عباد الشمس، أو الكاجو، وأيضًا حبوب السمسم، أو دقيق الشوفان، أو زبدة الفول السوداني.
  • ينصح بالتدليك، إذ إنه يفيد في التقليل من تكرار الإصابة بهذا النوع من الصداع، وأيضًا يفيد في تحسين جودة النوم.

متى تستدعي الحالة مراجعة الطبيب؟

يفضل زيارة الطبيب المختص في حال ظهور بعض الأعراض والعلامات الآتية: 

  • الإصابة بالصداع المفاجئ والشديد.
  • الإصابة بالصداع المرافق للارتباك الذهني، أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم، أو تصلب الرقبة، أو ضعف الرؤية، أو نوبات الصرع.
  • الإصابة بالصداع الذي يحدث نتيجة الإصابة في الرأس، وتحديدًا عند تفاقمه.
  • الإصابة بالصداع المزمن، والذي يزداد سوءًا بعد بذل مجهود، أو السعال، أو القيام بحركة المفاجئة.
  • الإصابة بالصداع الجديد بعد بلوغ سن الخمسين.

نصائح للوقاية من نوبات الصداع النصفي

هناك العديد من النصائح والإرشادات التي تفيد في التقليل من فرصة الإصابة بالصداع النصفي، وتتضمن هذه النصائح ما يأتي:

  • ينصح بتناول وجبات الطعام، وتجنب تجاوز أي منها.
  • الامتناع عن التدخين.
  • الحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • شرب كميات كافية من الماء، بحيث لا تقل عن 9 أكواب يوميًا تقريبًا للنساء؛ و13 كوبًا للرجال.
  • الحرص على ممارسة تقنيات الاسترخاء، والتغلب على التوتر، والقلق اليومي.
  • الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وذلك لدورها الكبير في التخفيف من التوتر، وخسارة الوزن في حال كان يعاني الشخص المصاب من الوزن الزائد، أو السمنة.

مَعْلومَة

هناك العديد من الأطعمة التي يعتقد العلماء أنّها يمكن أن تتسبب في حدوث الصداع النصفي، تتضمن هذه الأطعمة ما يلي:

  • الكافيين.
  • الكحول.
  • الشوكولاتة.
  • الأطعمة الغنية بالتوابل.
  • المشروبات، أو الأطعمة المحتوية على الأسبارتام.
  • الجلوتامات أحادية الصوديوم
السابق
طرق تقوية النظر
التالي
الغثيان والقولون العصبي

اترك تعليقاً