أعراض خمول الغدة الدرقية

خمول الغدة الدرقية

تعرف الغدة الدرقية بأنها غدة صغيرة على شكل فراشة تقع أسفل تفاحة آدم، وتتمثل وظيفتها الأساسية في التحكم في عملية التمثيل الغذائي في الجسم من خلال إنتاج هرمونات T4 وT3، إذ تتحكم في درجة حرارة الجسم، وتؤثر على معدل ضربات القلب، وتنظم إنتاج البروتين، كما تحافظ الغدة الدرقية السليمة على كمية مناسبة من الهرمونات اللازمة للحفاظ على عملية التمثيل الغذائي في الجسم بمعدل مناسب، إذ تراقب الغدة النخامية الواقعة في مركز الجمجمة أسفل المخ كمية هرمونات الغدة الدرقية في مجرى الدم وتتحكم فيها، وعندما تستشعر الغدة النخامية إما نقص هرمون الغدة الدرقية أو إفرازها أكثر من اللازم فإنها تضبط هرمونها المعروف بالهرمون المحفز للغدة الدرقية.

وإذا لم يوجد ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية في مجرى الدم، فإن عملية التمثيل الغذائي في الجسم تقل، وتسمى هذه الحالة خمول الغدة الدرقية المعروف أيضًا باسم قصور الغدة الدرقية، وهو مرض شائع نسبيًا يصيب الأشخاص من جميع الأعمار والأعراق، ومع ذلك فإن النساء وخاصةً النساء الأكبر سنًا هم أكثر عرضة للإصابة بخمول الغدة الدرقية مقارنةً بالرجال، إذ يمكن أن يؤثر على ما يصل إلى 20 في المئة من النساء فوق سن 50.

أعراض خمول الغدة الدرقية

تختلف علامات وأعراض خمول الغدة الدرقية اعتمادًا على شدة نقص هرمونها، إذ تميل المشكلات إلى التطور ببطء، وغالبًا على مدار عدة سنوات، وقد لا تُلاحظ أعراض قصور الغدة الدرقية في البداية، مثل التعب وزيادة الوزن، وقد تُعزى الأعراض ببساطة إلى التقدم في السن، ولكن مع استمرار تباطؤ عملية الأيض، فقد تتطور إلى مشاكل أكثر وضوحًا، وتشمل علامات وأعراض خمول الغدة الدرقية ما يأتي:

• الإعياء.
• زيادة الحساسية للبرد.
• الإمساك.
• جفاف الجلد.
• زيادة الوزن.
• سمنة في الوجه.
• بحة في الصوت.
• ضعف العضلات.
• ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
• آلام وتصلب في العضلات.
• ألم أو تصلب أو تورم في المفاصل.
• دورات حيض أغزر من المعتاد، أو غير منتظمة.
• ترقق الشعر.
• تباطؤ معدل ضربات القلب.
• الاكتئاب.
• ضعف الذاكرة.
• تضخم الغدة الدرقية.

وعلى الرغم من أن خمول الغدة الدرقية يؤثر في أغلب الأحيان على النساء في منتصف العمر وكبار السن، إلا أن أي شخص يمكن أن يصاب بالحالة، بما في ذلك الرضع، وقد تشمل المشاكل ما يأتي:

• اصفرار الجلد وبياض العينين المعروف باليرقان، ويحدث ذلك في معظم الحالات عندما يتعذر على كبد الرضيع هضم مادة البيليروبين التي تتشكل عادةً عند إعادة تدوير خلايا الدم الحمراء القديمة أو التالفة.
• لسان كبير بارز.
• صعوبة في التنفس.
• صوت بكاء مبحوح.
• الفتق السري.
• مشكلة في التغذية مع تقدم المرض، وقد يفشلون في النمو والتطور الطبيعي.
• الإمساك.
• ضعف العضلات.
• النعاس المفرط.
• تخلف جسدي وعقلي شديد، وتظهر هذه المضاعفات عند عدم علاج خمول الغدة الدرقية عند الرضع، حتى الحالات الخفيفة منها، وعامة يكون لدى الأطفال والمراهقين الذين يصابون بقصور قصور الغدة الدرقية نفس العلامات والأعراض التي يصاب بها البالغون، لكن قد يتعرضون أيضًا إلى ما يلي:
• ضعف النمو، مما يؤدي إلى قصر القامة.
• تأخر تطور الأسنان الدائمة.
• تأخر البلوغ.
• ضعف النمو العقلي.

أسباب خمول الغدة الدرقية

تنتج معظم حالات خمول الغدة الدرقية عن مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية وإلحاق أضرار بها، أو الضرر الذي يحدث نتيجة لعلاج سرطان الغدة الدرقية، أو فرط نشاطتها، وذلك كالآتي:

• جهاز المناعة: غالبًا ما يحدث خمول الغدة الدرقية عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية مؤديًا إلى إتلافها، مما يعني أنها غير قادرة على إنتاج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية، وتعد حالة مرض هاشيموتو أكثر أنواع أمراض المناعة الذاتية شيوعًا التي تسبب قصورًا في نشاط الغدة الدرقية، وعلى الرغم من عدم وضوح سبب هذا المرض، إلا أنه متوارث في العائلات، كما أنه شائع عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب آخر في جهاز المناعة، مثل مرض السكري من النوع الأول والبهاق.
• علاج الغدة الدرقية سابقًا: يمكن أن يحدث خمول في الغدة الدرقية كآثار جانبية، أو مضاعفات للعلاج السابق للغدة الدرقية، مثل: الجراحة أو العلاج الذي يسمى العلاج باليود المشع، كما تستخدم هذه العلاجات أحيانًا لفرط نشاط الغدة الدرقية؛ إذ تنتج الغدة الدرقية الكثير من هرموناتها، أو سرطان الغدة الدرقية.
• أسباب أقل شيوعًا: يعد نقص اليود في العالم أحد الأسباب الشائعة لنقص نشاط الغدة الدرقية، لأن الجسم يحتاج اليود لصنع هرمون الغدة الدرقية، وقد يولد الأطفال في بعض الأحيان مع الغدة الدرقية الخاملة بسبب عدم تطور الغدة تطورًا صحيحًا في الرحم، وهي حالة غير شائعة تسمى بقصور الغدة الدرقية الخلقي، وعادةً ما تُشخص أثناء الفحص الروتيني بعد الولادة بفترة وجيزة، كما يمكن أن تؤدي مشكلات الغدة النخامية إلى نقص نشاط الغدة الدرقية، وهي الغدة الواقعة في قاعدة الدماغ وتنظم الغدة الدرقية، لذلك، قد يؤدي تلفها إلى نقص نشاط الغدة الدرقية، وربط خمول الغدة الدرقية ببعض الالتهابات الفيروسية أو بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الحالات الأخرى، مثل:
  • الليثيوم: وهو دواء يستخدم أحيانًا لعلاج بعض حالات الصحة النفسية، بما في ذلك الاكتئاب، والاضطراب الثنائي القطب.
  • أميودارون: وهو دواء يستخدم في بعض الأحيان لعلاج اضطراب دقات القلب.
  • الإنترفيرون: وهو فئة من الأدوية التي تستخدم لعلاج أنواع معينة من السرطان، والتهاب الكبد الوبائي.

تشخيص وعلاج خمول الغدة الدرقية

إذا كان الشخص يعاني من أعراض وعلامات مرتبطة بضعف أو خمول الغدة الدرقية، فسيطلب الطبيب إجراء العديد من فحوصات الدم، وذلك من أجل الكشف عن مستويات الهرمونات في الجسم، ومن هذه الفحوصات ما يلي:

• الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH).
• هرمون الغدة الدرقية (الثيروكسين أو T4).

وعندما تكون مستويات هرمون الغدة الدرقية أقل من المستوي الطبيعي، فهذا يعني إصابة الشخص بضعف الغدة الدرقية، ولكن في بعض الأحيان قد ترتفع مستويات الهرمون المنشط للغدة الدرقية TSH، بينما تبقى مستويات هرمون الثروكسين أو T4 طبيعية، وهذا ما يسمى بضعف الغدة الدرقية الخفيف، وفي حال كانت نتائج الفحوصات أو الفحص البدني للغدة الدرقية غير طبيعية فمن الممكن أن يطلب الطبيب إجراء فحص الموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية للكشف عن وجود عقيدات أو التهاب في الغدة.

ولا يمكن علاج قصور الغدة الدرقية، ولكن يمكن السيطرة على المرض سيطرة تامة عند كل مريض تقريبًا، إذ تعالج هذه الحالة بتناول أقراص هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي المحتوية على هرمون يشبه T4 الذي تصنعه الغدة الدرقية نفسها، ويمكن علاج جميع مرضى قصور الغدة الدرقية خارج المستشفى باستثناء مرضى الوذمة المخاطية الشديدة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عدم راحة أثناء تناول المستحضر الصناعي المكون من T4 وحده، فإن إضافة T3 قد تكون مفيدة.