الامارات

أعراض ضعف الشخصية

أعراض ضعف الشخصية

ضعف الشخصية

تلعب شخصية الإنسان دورًا مهمًا في صقل مهاراته وطريقة تعامله مع من حوله، فضلًا عن المشاعر والأفكار التي يشعر بها، وتوجد بالطبع الكثير من العوامل البيئية والبيولوجية والوراثية التي تؤثر في صقل شخصية الإنسان، وتقود إلى تكون اضطرابات في الشخصية لديه أحيانًا، وقد تمكن العلماء من إحصاء وتصنيف الكثير من أنواع اضطرابات الشخصية التي تصيب البشر، ومن بين هذه الاضطرابات ما يُعرف بالشخصية البارونية التي يشعر صاحبها بصعوبة بالغة في الثقة الآخرين، والشخصية المعادية للمجتمع التي يتميز صاحبها باللامبالاة نحو عواقب أفعاله على من حوله، والشخصية النرجسية، والشخصية الهستيرية، والشخصية الاجتنابية، والشخصية الاعتمادية، وقد تظهر علامات الضعف على الكثير من المصابين بأنواع اضطرابات الشخصية التي ذكرت سابقًا، لكن الشخصية الاعتمادية هي الأضعف بينها بسبب الاعتمادية والانهزامية العالية التي يتميز بها صاحبها، فضلًا عن سهولة التلاعب به بواسطة الآخرين من أصحاب الشخصيات القوية.

أعراض ضعف الشخصية

تُعد الشخصية الضعيفة أو الاعتمادية من بين أكثر أنواع اضطرابات الشخصية انتشارًا بين الناس، إذ تظهر عند الرجال والنساء بنسب متساوية تقريبًا، ويتميز أصحاب هذه الشخصية بالخوف المستمر من الانفصال عن الآخرين وبدرجة عالية من الاعتمادية على الآخرين من الناحية العاطفية، كما أن الكثير منهم يسعون إلى بذل الكثير من الجهد لإسعاد الآخرين أيضًا، ويُمكن ذكر أبرز الأعراض الدالة على الإصابة باضطراب الشخصية الضعيفة أو الاعتمادية على النحو الآتي:

  • مواجهة صعوبة بالغة في اتخاذ القرارات الشخصية المستقلة دون مشاورة الآخرين حتى لأتفه الأسباب؛ كطلب المشورة منهم لارتداء الملابس مثلًا.
  • تجنب المسؤوليات المناطة بالكبار، ومطالبة الأصدقاء أو شريك الحياة بتحديد الخيارات الأنسب للسكن أو العمل.
  • الشعور بالخوف الشديد من هجر الناس له أو الانفصال عنهم، ومحاولة الاندماج سريعًا بعلاقة جديدة بعد انتهاء العلاقة القديمة.
  • الحساسية المفرطة نحو الانتقاد أو وجهات النظر المغايرة.
  • تجنب عدم الاتفاق مع الآخرين أو مخالفتهم الرأي بسبب الخوف الشديد من خسارتهم.
  • فقدان الثقة بالنفس لدرجة رفض القيام بأي مشاريع أو أعمال جديدة.
  • مواجهة صعوبة في البقاء وحيدًا لفترة وجيزة.
  • التحلي بالإذعان وسهولة التعرض للتلاعب على يد الآخرين.
  • الاستعداد لتقبل سوء المعاملة والاعتداء من الآخرين.
  • إعطاء الأولوية لحاجات الآخرين على حساب الحاجات الشخصية.
  • التصرف بسذاجة وكثرة التوهم..

أسباب ضعف الشخصية

يجهل الخبراء الأسباب الحقيقة وراء الإصابة بضعف الشخصية أو الشخصية الاعتمادية، لكن من المعروف أن مشكلة ضعف الشخصية تظهر عادةً أثناء سنوات الشباب المبكرة، وتزداد فرص الإصابة بها عند المراهقين والأطفال الذين تعرضوا لمرض مزمن أو الذين تعرضوا لاضطرابات القلق الناجمة عن الانفصال، وتزداد نسب الإصابة بهذه المشكلة عند النساء على وجه التحديد، وقد كشف بعض الخبراء عن وجود عوامل كثيرة قد تساهم في حدوث ضعف في الشخصية عند بعض الأفراد، وفيما يأتي ذكرها:

  • العيش مع عائلة متسلطة أو استبدادية أو حتى مع عائلة تخاف كثيرًا على أبنائها أكثر مما ينبغي.
  • التعرض للإهمال أو الحرمان الشديد.
  • الانخراط في علاقات مسيئة لفترات طويلة.
  • التربية السيئة التي تخللها الكثير من الاعتداءات.

ينظر خبراء النفس المعرفي إلى الشخصية الاعتمادية أو الضعيفة على أنها ناجمة عن نظرة الفرد نحو نفسه ونحو الآخرين؛ فغالبًا ما يعتقد المصاب بضعف الشخصية بأنه ضعيف للغاية والآخرين هم أكثر قوة منه، ويُمكن للأبوين أن يضعا هذه الفكرة في عقول أبنائهم عند إخضاعهم لسلطتهم باستمرار عبر عقابهم أو تهديدهم بالوحدة أو الهجر، كما يُمكن للأبوين إضعاف شخصية طفلهم عبر كبح جماح رغبته في الاستقلال عنهم أو عبر السماح لأخوته بالتنمر عليه.

علاج ضعف الشخصية

يهدف العلاج إلى مساعدة الأفراد الذين يُعانون من أعراض ضعف الشخصية على الشعور بأنهم قادرين على التصرف باستقلالية عن الآخرين وزيادة الثقة بأنفسهم، وللأسف فإن الكثير من المصابين بضعف الشخصية لا يسعون إلى الخضوع للعلاجات النفسية حتى تحين اللحظة التي يشعرون عندها بأن طريقة تصرفهم أو تفكيرهم قد أدت إلى انعكاسات سيئة على حياتهم الشخصية أو عند إصابتهم بالاكتئاب أو القلق الشديد، وهذا الأمر لا ينطبق فقط على مشكلة الشخصية الضعيفة أو الاعتمادية، وإنما ينطبق أيضًا على اضطرابات الشخصية الأخرى، وعلى أي حال تتضمن أبرز أنواع العلاجات المناسبة للتعامل مع أصحاب الشخصية الضعيفة ما يلي:

  • العلاج النفسي: يُعد العلاج النفسي هو الحل الأمثل للتعامل مع أعراض ضعف الشخصية وإرشاد الفرد إلى الطرق والأساليب الأفضل لبناء علاقات اجتماعية صحية وباستقلالية نسبية، ويُمكن للطبيب النفسي الاستعانة بأساليب العلاج السلوكي المعرفي للوصول إلى هذا الهدف، كما يُمكن لأساليب التحليل النفسي أن تكون مفيدة أيضًا.
  • الأدوية: يلجأ الأطباء إلى صرف الأدوية لعلاج الاكتئاب والقلق عند الأفراد المصابين بضعف الشخصية، لكن لن يكون بوسع هذه الأدوية علاج المشاكل النفسية المتجذرة في نفسية الفرد، كما أنه يجب الحذر عند إعطاء الأدوية للجوء بعض الأفراد إلى استخدامها لأغراض أخرى خارج نطاق علاجهم.

مضاعفات ضعف الشخصية

يرى بعض الخبراء وجود احتمالية أن يُصاب أصحاب الشخصية الضعيفة أو الاعتمادية ببعض المضاعفات السيئة، وفيما يأتي ذكرها:

  • الإصابة بأحد اضطرابات القلق؛ كاضطراب الذعر أو اضطرابات الشخصية الأخرى؛ كالشخصية الوسواسية القهرية أو الشخصية الاجتنابية أو الانطوائية.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • زيادة خطر التعرض للاعتداء البدني، أو العاطفي، أو الجنسي.
  • الإدمان على المخدرات أو العقاقير غير القانونية.
  • الإصابة بالفوبيا.
  • التفكير بالانتحار.
السابق
كيف أعرف شخصيتي في علم النفس
التالي
أسباب ضيق الخلق

اترك تعليقاً