اسلاميات

أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على

أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على

أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على ، فلقد حثنا الله عز وجل إلى استعمال عقولنا والتفكير في مدى عظمته وقدرته في الكون وفي أنفسنا، فكيف لا وهو الذي خلق هذا الكون فأحسن خلقه، وخلق الإنسان في أحسن تقويم، ورفع السماء بلا عمد، لذلك سوف نوضح  على ماذا تدل الآية الكريمة في هذا المقال.

أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على

إن قول الله تعالى أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على وجود الخالق عز وجل والإيمان بالربوبية  ففي الآية الكريمة وهي الآية رقم 35 من سورة الطور سؤال مراد به التعجب، وهو هل يعتقد الإنسان أنه من خلق نفسه أو أنه خلق بمحض الصدفة على أساس أن هذا الكون قد خُلق بشكل عشوائي.

وفي الآية استنكار لتفكير البعض من البشر الذين يدعون معرفتهم بالأمور مع أنهم قد خالفوا جميع القواعد العقلية والاستدلال المنطقي.

تفسير أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون

هناك أكثر من تفسير لقوله سبحانه وتعالى أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون وسنذكره فيما يلي:-

التفسير المُيسر

يستنكر الله عز وجل في هذه الآية الكريمة اعتقاد المشركين بأنه لا خالق لهم، فهو يتعجب ويقول أنه من المستحيل أن يكونوا هم الخالقين لأنفسهم، فهذا الأمر باطل، فيجب عليهم التيقن من الله عز وجل هو الخالق لهم، وهو الذي لا تصلح العبادة إلا له سبحانه وتعالى.

تفسير السعدي

يقول السعدي أن في الآية الكريمة استدلال على المشركين حيث أنه ليس أمامهم سوى التسليم بالحق، أو الخروج عن العقل والنكران لوحدانية الله تعالى، وتكذيبهم للرسول الكريم، وذلك نتيجة لإنكارهم أن الله تعالى هو الذي خلقهم، وعلى ذلك يحتمل تفسير الآية 3 من الأمور وهي:

  • أولًا: أنهم قد خُلقوا من دون شيء أي لا يوجد خالق لهم، فقد وُجدوا بدون خالق وذلك درب من المستحيل.
  • الثاني أنهم هم الخالقون لأنفسهم وذلك أيضًا شيء مُحال فلا يمكن لإنسان أن يخلق نفسه.
  • الثالث هو أن الله تعالى هو الذي خلقهم، وعلى ذلك يتوجب عليهم عبادته دون سواه، ولا تصلح الربوبية والعبادة إلا له.

تفسير البغوي

تبعًا لتفسير البغوي فإن الآية الكريمة تعني تعجب الله تعالى من الكافرين وهو أنهم خُلقوا بلا رب أو وجدوا بلا خالق!!، وذلك الأمر غير جائز فالخلق مقترن بوجود خالق وهو اسم مشتق من نفس الاسم، فنكرانهم لوجود الخالق يستدعي أن يكونوا هم الخالقون وذلك أمر باطل وأشد في الاستحالة، فالذي لا وجود له كيف يتم خلقه.

تفسير ابن كثير

يوضح ابن كثير في مقام توحيد الألوهية وإثبات الربوبية أن تفسير الآية (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) تعني القول بأنهم يعتقدون أنهم وجدوا بدون مُوجد، أو أنهم قد أوجدوا أنفسهم، فلا هذا ولا ذاك صحيح، لأن الله تعالى هو الذي أنشأهم وخلقهم ولم يكونوا قبل ذلك شيئًا مذكورا.

تفسير القرطبي

يقول القرطبي في تفسير الآية الكريمة أن كلمة أم في “أم خلقوا من غير شيء”، هي صلة زائدة والتقدير هو” أخلقوا من غير شيء”، أي بدون رب قد خلقهم وأحسن خلقتهم، ويقال أيضًا بلا أب أو أم، فهم كذلك كالجماد الذي ليس له عقل وليس عليه حجة، وهم في الحقيقة يمتلكون العمول وقد خلقوا من نطفة وعلقة ومضغة، فهم لم يُخلقوا عبثاً من غير شيء.

وفي تفسير أم هم الخالقون القول بأنهم لا يأتمرون بما جاء عن الله عز وجل لقولهم بأنهم هم الخالقون لأنفسهم، وأما لو أعملوا عقولهم وقالوا بوجود خالق لهم فلماذا لا يعبدونه من دون الأصنام، فهو القادر على البعث والمستحق للعبادة

تفسير الطبري

يقول الطبري أن هناك تأويل في قوله تعالى:{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}، أي يدعي المشركين خلقهم بلا شيء أو بدون آباء وأمهات وذلك أمر منافي للعقل، فهم لا يعقلون حجة الله سبحانه وتعالى، ولا يتعظون من آياته.

مثل القول بفعل الأشياء بدون وجود القدرة والإمكانية لفعلها، فكيف يدعي هؤلاء أنهم الخالقون وهو الذي خلقهم وهو الذي بيده الأمر والنهي، أفلا يتفكرون بضرورة وجود خالق فهم حتى لا يمكنهم خلق نملة أو حشرة صغيرة فكيف يمكنهم خلق أنفسهم.

وفي النهاية نكون قد وضحنا أن الآية الكريمة  أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون دليل على وجود الله سبحانه وتعالى وربوبيته فالله موجود في كل مكان وزمان وهو الوحيد القادر على الخلق فلا يمكن لأي أحد غيره أن يحي أو يميت.

السابق
ما أهمية التغيرات الكيميائية للمخلوقات الحية
التالي
أنواع اللغة الانجليزية

اترك تعليقاً