اسلاميات

أين يوجد جبل الجودي

جبل الجودي

يعدّ جبل الجودي أحد الجبال المشهورة تاريخيًا، لأنه الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام بعد الطوفان الكبير، وكانت تقل على متنها من آمن مع سيدنا نوح عليه السلام، وزوجين من من كل نوع من الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة، كما جاء ذكره في القرأن الكريم في قوله تعالى: وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وغِيضَ الماءُ وقُضي الأمرُ واستَوتْ على الجُودِيّ، وقيلَ بُعدًا للقوم الظالمين [سورة هود: 44] .

أين يوجد جبل الجودي

اختلف العلماء عبر الأزمان في تحديد موقع جبل الجودي الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام، ومن هذه الأماكن التي يرجح أنّ السفينة قد رست عليها:

  • مكة المكرمة: يقول ابن عباس رضي الله عنهما: كان مع نوح عليه السلام في السفينة ثمانون رجلًا، معهم أهلوهم، وأنهم أقاموا في السفينة 150 يومًا، وأن الله تعالى وجّه السفينة إلى مكة، فدارت بالبيت أربعون يومًا، ثم وجهها الله تعالى إلى الجودي، فاستقرت عليه؛ فهبط إلى أسفل الجودي، فابتنى قرية وسماها ثمانين، ويدعم هذا القول عدة أمور، منها؛ أنه جاء في بعض الروايات أن إبراهيم عليه السلام بنى زوايا الكعبة بأربعة أحجار: حجر حراء، وحجر من ثبير، وحجر من الطور، وحجر من الجوديّ، كما أن دعاء سيدنا نوح عليه السلام: وقل ربي أنزلني منزلًا مباركًا وأنت خير المنزلين، يجعل مكة الأقرب إلى المنطق؛ إذ إنّ مكة هي الأقدس من بين كل المواقع الأخرى التي ذكر أن السفينة رست عليها.
  • الموصل: ذكر هذا القول عند بعض الجغرافيين العرب، مثل؛ القزويني، وياقوت الحموي؛ إذ قالا بوجود دير في الموصل يسمى دير الجودي، مبني على تلة الجودي، كما يدعم هذا القول بعض الرحالة العرب، مثل؛ ابن بطوطة، وابن جبير.
  • جنوب شرق تركيا في منطقة شرناق: وهي على المثلث الحدودي التركي العراقي السوري، وقال بعض العلماء أنّهم توصلوا إلى آثار السفينة على هذا الجبل الذي يسمى أيضا جبل حمرين، وقد التقطوا صورًا جويةً تبين وجود سفينة على الجبل، ووصفوها بأنّها مكونة من ثلاثة طوابق؛ أحدها للبشر، والثاني للوحوش والدواب، والأخير للطيور، ويبلغ طولها ألفًا ومئتا ذراع وعرضها ستمائة ذراع.

العبرة من قصة سيدنا نوح وبناء السفينة

عانى نوح عليه السلام دعوة قومه للإيمان، واستمر رغم ذلك حتى جاء الأمر الرباني ببناء السفينة التي حملت على ظهرها المؤمنين، وطافت بهم في أمواج متلاطمة وفي بقاع من الأرض متعددة، حتى انتهاء العذاب الذي أحاط بالقوم الكافرين، ورجوع الأرض لحالتها الطبيعية بأمر من الله تعالى، ومن العبر التي نسخلصها من هذه الأحداث:

  • الصبر على الدعوة: إذ لبث نوح عليه السلام مع قومه تسعمائة وخمسين عامًا يدعوهم إلى الله ويصبر على عنادهم وإيذائهم له، ومع ذلك لم يكل ولم يمل من دعوتهم ونصحهم وإرشادهم للخير، وهكذا كان عليه السلام أنموذجًا في نصح الناس وإصلاح المجتمعات.
  • التسليم لأمر الله: أمر الله نوحًا عليه السلام ببناء السفينة بالرغم أنهم كانوا وسط الصحراء؛ إذ لا أنهار ولا بحار، وظل قومه يستهزئون به وبسفينته، لكنه بقي على يقين تام بالله، مسلمًا له دون شكوك.
  • التنويع في أساليب الدعوة: على الداعية أن يتحرى الأساليب المناسبة وأن يستغل الأساليب الجديدة منها في إيصال رسالته كما ثابر سيدنا نوح عليه السلام في دعوة قومه ليلًا ونهارًا، سرًا وعلانيةً
السابق
الوقاية من قرحة المعدة
التالي
الهرمون المسؤول عن الشعر

اترك تعليقاً