الامارات

اسباب مرض ثنائي القطب

اسباب مرض ثنائي القطب

مرض ثنائي القطب

يتسبب مرض ثنائي القطب Bipolar Disorder في حدوث تغيرات ملحوظة في المزاج وفي مستوى الدافعية والنشاط لدى المصاب، ولقد أطلق البعض على هذا المرض في الماضي اسم الهوس الاكتئابي، وهو بالطبع أحد الأمراض النفسية التي يُمكن أن تتسبب في دمار العلاقات وآفاق المستقبل الوظيفي والأكاديمي، وقد يؤدي إلى الانتحار أحيانًا، وتشير التقارير إلى وجود هذا المرض عند 2.9% من السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، وتصل نسبة الحالات الشديدة من المرض إلى حوالي 83% من مجموع الحالات، وعادةً ما تظهر علامات هذا المرض عند الشباب بأعمار 15-25 سنة، لكنه قد يظهر عند الجميع بغض النظر عن فئاتهم العمرية، كما أن نسب الإصابة به متساوية لدى النساء والرجال، ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات قد كشفت عن تحلي بعض المصابين بهذا المرض بنوع نادر من الإبداع، لكن التغيرات الكبيرة في المزاج تجعلهم غير قادرين على إكمال المشاريع التي ينوون النجاح فيها، وهنالك بالطبع عوامل وأسباب محتملة كثيرة وراء الإصابة بهذا المرض، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

أسباب مرض ثنائي القطب

ينفي الخبراء معرفتهم بالأسباب الحقيقية وراء الإصابة بمرض ثنائي القطب، لكن الكثير منهم متفقون حول وجود مجموعة من العوامل التي تتضافر فيما بينها لتجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، ومن بين هذه العوامل ما هو بيئي، أو بدني، أو حتى اجتماعي، ويُمكن ذكر أبرز هذه العوامل كما يلي:

  • اختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ: يعتقد الكثيرون بأن سبب مرض ثنائي القطب الرئيسي يرجع إلى حدوث اختلالاتٍ في المواد أو المركبات الكيميائية داخل الدماغ، أو ما يُعرف بالنواقل العصبية، التي تُعد مسؤولة أصلًا عن السيطرة على وظائف الدماغ، ومن بين أشهر الأمثلة عليها كل من الدوبامين، والنورادرينالاين، والسيروتونين، وهنالك في الحقيقة أدلة علمية تشير إلى أن اختلال أحد هذه النواقل يُمكن أن يجعل الإنسان أكثر عرضة للمعاناة من أعراض المرض ثنائي القطب.
  • الوراثة: بدأ بعض العلماء بالحديث عن وجود علاقة بين الجينات الوراثية وبين الإصابة بمرض ثنائي القطب، مما يعني أن هنالك احتمالية أن يسري هذا المرض بين أفراد العائلة الواحدة، لكن المشكلة أن العلماء لم يستطيعوا تحديد جين محدد مسؤول عن هذا المرض، وعلى أية حال، تشير التقارير إلى أن 80-90% من المصابين بهذا المرض هم لديهم أصلًا أقارب يعانون من الاكتئاب أو مرض ثنائي القطب.
  • التعرض للمحفزات البيئية: تظهر أعراض مرض ثنائي القطب أحيانًا نتيجة للتعرض للمواقف الحياتية المثيرة للتوتر؛ كالانفصال عن شريك العلاقة العاطفية، أو التعرض لاعتداء جنسي أو عاطفي أو بدني، أو وفاة أحد المقربين، كما يُمكن لأعراض هذا المرض أن تنشأ بعد التعرض لمرض بدني، أو المعاناة من مشاكل النوم، أو بسبب المشاكل المادية ومشاكل العمل.
  • أسباب إضافية: يتحدث البعض عن إمكانية أن يكون مرض ثنائي القطب ناجمًا عن الإصابة ببعض المشاكل الهرمونية، كما أن خبراء آخرين يربطون بين هذا المرض وبين تعاطي المخدرات أو الكحوليات.

أعراض مرض ثنائي القطب

تتباين أعراض مرض ثنائي القطب بين المصابين، وقد يُعاني البعض من تغيرات ظاهرة في المزاج بحيث يُعانون من الاكتئاب في تارة ومن البهجة والهوس في تارة أخرى، وقد يستمر الشعور بالاكتئاب لبضعة أشهر يليها أشهر أخرى من البهجة والنشوة ثم أشهر من الاستقرار بينهما، ومن المصابين كذلك من يقضون الأشهر والسنين في مزاج مبهج للغاية أو كئيب للغاية، ويُمكن للبعض أن يُعانوا من حالة مختلطة من الاكتئاب والهوس معًا، وهنا يؤدي بالطبع إلى الشعور بالغرابة والاضطراب، وعلى أية حال يُمكن ذكر الأعراض الظاهرة أثناء المرور بفترات الاكتئاب والهوس لدى المصابين بمرض ثنائي القطب على النحو الآتي:

أعراض فترة الاكتئاب

  • الشعور باليأس والظلامية وفقدان الآمل.
  • الإحساس بالحزن الشديد والقلق من أتفه الأمور.
  • الأرق ومشاكل النوم الأخرى.
  • الشعور بالألم والمشاكل البدنية التي لا تستجيب للعلاجات الطبية.
  • الشعور بالذنب وتحميل النفس المسؤولية عن كل شيء.
  • حدوث تغيرات في طبيعة الأكل أو تناول الوجبات.
  • فقدان أو زيادة الوزن.
  • الشعور بالتعب الشديد والإعياء.
  • فقدان القدرة على الاستمتاع بالأنشطة الحياتية.
  • صعوبة تذكر الأشياء أو التركيز على الأشياء.
  • الشعور بالعصبية وحدة الطباع عند الاستماع للأصوات العالية أو شم الروائح.
  • فقدان القدرة على الذهاب إلى العمل أو المدرسة.

أعراض فترة الهوس

  • الشعور بالغرابة.
  • الشعور بالملل والتشتيت.
  • إقناع الذات بالقدرة على عمل أي شيء.
  • الاعتقاد بأن كل شيء عارٍ عن الخطأ.
  • الاستعجال كثيرًا في المواعيد القادمة.
  • الإقدام على القيام بالأفعال الخطرة.
  • الشعور بالابتهاج والشموخ.
  • الشعور بثقة مفرطة في النفس.
  • الكلام بسرعة والقفز من موضوع إلى موضوع آخر عند الحديث.
  • الانخراط في الأفعال الجنسية المشينة بسبب زيادة الرغبة الجنسية.
  • بعثرة الأموال وتعاطي المخدرات أو الكحوليات.

علاج مرض ثنائي القطب

تتضمن الخطط العلاجية المناسبة للتعامل مع حالات مرض ثنائي القطب مزيجًا من العلاجات الدوائية والعلاجات النفسية، كما يلي:

  • العلاجات الدوائية: بوسع الطبيب وصف أنواعٍ كثير من الأدوية القادرة على تخفيف حدة أعراض مرض ثنائي القطب، وقد تنتمي هذه الأدوية إلى فئات الأدوية المحسنة للمزاج، أو الأدوية المضادة للذهان، أو الأدوية المضادة للقلق.
  • العلاجات النفسية: تهدف العلاجات النفسية –أو العلاج بالكلام-إلى تغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات لدى المصاب، ويُعد العلاج المعرفي السلوكي من أشهر الطرق العلاجية المستخدمة للتعامل مع مرضى ثنائي القطب.

مَعْلومَة

من المهم التنبيه هنا إلى جنوح بعض المرضى المصابين بمرض ثنائي القطب نحو الأفكار الانتحارية، وهذا يستوجب على أقربائهم وأحبابهم تثقيف أنفسهم حول العلامات والمؤشرات الدالة على وجود الأفكار الانتحارية في ذهن المصاب بالمرض من أجل تقديم المساعدة له على وجه السرعة، ومن بين هذه المؤشرات-مثلًا- الإصابة بالاكتئاب، وعزل الذات، والحديث بكثرة عن الانتحار، والانخراط في الأنشطة العبثية والمتهورة، وكثرة الانخراط في الحوادث، وتعاطي الكحوليات أو المخدرات، والتركيز كثيرًا على التعابير المميتة والسلبية، وكثرة البكاء ومنح الممتلكات الشخصية للآخرين.

السابق
مراحل النمو النفسي
التالي
كيفية التخلص من الخوف والتوتر

اترك تعليقاً