حكم تخلف الرجل عن صلاة الجماعة من غير عذر ، من الأحكام المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أن المقصود بصلاة الجماعة هو: الصلاة التي يؤديها مجموعة من الأشخاص في نفس المكان والزمان ويصلّي بهم الأمام وأفضل ما تكون صلاة الجماعة للرّجال في المسجد حيث شرعت المساجد في الإسلام للعبادة والصلاة والذكر وقد سُمّيت المساجد بالجوامع لأنها تجمع الناس وقد رغب الإسلام بصلاة الجماعة لما لها من أجرٍ عظيمٍ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تفضُلُ صلاةُ الجماعةِ على صلاةِ الفذِّ أو صلاةِ الرَّجلِ وحدَهُ خمسًا وعشرينَ صلاةً”، وهذا الحديث النبويّ يبيّن أجر الصلاة في جماعة عن صلاة الفرد.
حكم تخلف الرجل عن صلاة الجماعة من غير عذر
إنّ حكم تخلف الرجل عن صلاة الجماعة من غير عذر لا يجوز شرعًا لأن صلاة الجماعة مؤكدة في السنة النبوية، أيْ أنا سنة مؤكدة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أنّها فرض عينٍ؛ أيْ يأثم تاركها ويُثاب الملتزم فيها ولا سيّما إن كانت في المسجد، ولكن صلاته بشكلٍ فرديٍّ صحيحةٌ، وذهب آخرون من العلماء وقالوا بأنّها فرض كفايةٍ؛ أيْ يأثم جميع أفراد المجتمع إن تركوها، وصلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد وحده بسبعٍ وعشرين درجة، وعلى المسلم ألّا يتهاون في صلاة الجماعة؛ لما لها من أجرٍ وفضلٍ عظيم يوم القيامة، وكما تمّ البيان سابقًا أنّ صلاة الجماعة الجماعة في المسجد أفضل وأولى من صلاة الجماعة في البيت.
الحكمة من تشريع صلاة الجماعة
وفيما يأتي بيان الحكمة من تشريع صلاة الجماعة:
- نشر المحبة والألفة بين المسلمين، فإنهم عندما يلتقون بكثرة تحصل بينهم الألفة والمحبة، وهذا مما يزيد التواد والترابط بين أفراد الأمة الإسلامية.
- إظهار منعة المسلمين وقوتهم، فإنهم إذا دخلوا المسجد مجموعة كبيرة ثم خرجوا منه جميعاً كذلك ظهر تجمعهم وهيبتهم حيث تكبر منعتهم أمام الكافرين والمنافقين.
- تعليم الجاهل أحكام الصلاة وقراءة القرآن وغيرها، فإن من الناس من لا يتعلم أحكام الصلاة إلا في المسجد، ومن لا يستطيع قراءة القرآن على الوجه الصحيح إلا عندما يسمعه من الإمام في القراءة الجهرية.
- تعويد المسلمين على الترابط والوحدة وترك الابتعاد بين الأفراد، فالمصلون جميعاً يجمعهم إمام واحد، يتابعونه في كل سنة وركن من أركان الصلاة ولا يخالفونه في شيء أبداً.
- تهذيب نفس الإنسان وتعويدها على الضبط، فلا يجوز للمصلي أن يفعل شيئًا بدون تفكير، بل يجب عليه متابعة الإمام تماماً، فلا يركع قبله ولا يرفع قبله ولا يفعل شيئاً إلا على ذات الصورة التي يأتي بها الإمام.