الصحة النفسية

اصفرار العين وعلاجه

اصفرار العين وعلاجه

 

اصفرار العين

يحدث اصفرار العين نتيجة لحصول اليرقان، الذي ينجم عن تحطم مكونات الدم التي تحمل الأكسجين، أي الهيموغلوبين إلى ما يُعرف بمادة البِيليروبين، ثم تراكم البِيليروبين في الدم وعجز الجسم عن التخلص من الكميات الفائضة منه، وفي الأحوال الطبيعية ينزل البِيليروبين من الكبد إلى قنوات الصفراء، ثم يطرحه الجسم في البراز، لكن في حال عدم اكتمال هذه العملية لأي سبب كان، فإن البِيليروبين سيتراكم في الجلد ويُسبب اللون الأصفر، وهذا قد يحدث في العينين أيضًا؛ إذ يُمكن للجزء الأبيض من العين، أي “الصلبة”، أن تصبح صفراء اللون بسبب اليرقان، وغالبًا ما يُنسب حدوث اصفرار العين إلى حدوث خلل في المرارة، أو البنكرياس، أو في أكثر من عضو في الجسم.

ورغم أن بعض الخبراء يؤكدون على احتمالية أن يكون سبب حصول اصفرار العين أمرًا بسيطًا وغير مؤذٍ وبالإمكان التعامل معه بسهولة، إلا أن بعضهم الآخر يعتبرون حصوله مؤشرًا على أن مشكلة ما قد حدثت في الجسم، وقد تكون هذه المشكلة فعلًا كبيرة تتطلب تدخلًا طبيًا لمداواتها، ويرون أيضًا أن اصفرار العين دون وجود مشكلة في الأعضاء البطنية، كالكبد أو المرارة، قد يكون مؤشرًا على حدوث ما يُعرف بنزف تحت الملتحمة، الذي يقتصر على حصول تمزق في أحد الأوعية الدموية في العين فقط ولا دور للبِيليروبين في ذلك، ومن المعروف أن هذه الحالة قد لا تتطلب أي علاج على الإطلاق وتُشفى وحدها خلال سبعة أيام.

أسباب اصفرار العين

من المحتمل أن يكون اصفرار العين عند البالغين أحد الأعراض الجانبية لمشكلة صحية خطيرة يعانون منها، وقد يكون أيضًا ناجمًا عن أمور أخرى، وتشمل قائمة الحالات المسبّبة لاصفرار العين ما يلي: 

  • حدوث التهاب حادٍّ في الكبد نتيجة عدوى فيروسيّة.
  • حصول انسداد في الوعاء الصّفراوي الذي ينقل البيلروبين من الكبد.
  • فقر الدم نتيجة تفكك الكريات الحمراء سريعًا، ممّا يؤدي إلى زيادة إنتاج البيليروبين بمعدل يفوق طرحه.
  • الإصابة ببعض الأمراض مثل الملاريا أو التهاب البنكرياس.
  • الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الكبد والبنكرياس.
  • تناول بعض الأدوية التي تؤثّر سلبيًا على صحة الكبد.
  • المعاناة من التليف الكبدي، مما يقلّل قدرة الكبد على طرح البيلوروبين.
  • استهلاك المشروبات الكحولية بكميات كبيرة وإدمانها، ممّا يؤدي إلى تلف الكبد وقصور وظائفه واصفرار العين لاحقًا.
  • الإصابة بالتلاسيميا، وهي مرض يصيب الدم ويصبح الجسم فيه عاجزًا عن إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي.
  • المعاناة من نقص إنزيم G6PD الذي يدخل في عمليات الأيض (الاستقلاب)، وهو يكون وراثيًا غالبًا، ومسببًا لاصفرار العين.
  • فقر الدّم المنجلي الذي يتسبّب في تشوه شكل كريات الدّم الحمراء.
  • الحمى الصفراء؛ وهو مرض مميت ينتقل عبر لسعات البعوض، ويُسبّب حرارةً مرتفعةً في الجسم وإصابة المرء باليرقان.

وعلى العموم يترافق اصفرار العين مع ظهور أعراض أخرى تابعة لليرقان، فإذا أصيب الشخص بها جميعًا أو بمعظمها، كان اصفرار لون عينيه ناجمًا عن اليرقان، وتتضمن أهم تلك الأعراض المعاناة من الحمى، والإصابة بالقشعريرة، والشعور بآلام في البطن، وتغير لون الجلد، وتحول لون البول إلى الغامق، وظهور أعراض شبيهة بأعراض مرض الإنفلونزا. 

علاج اصفرار العين

يؤكد المختصون على أن أفضل علاج لاصفرار العين سيتحقق عند علاج السبب الذي أدى إلى ذلك، فإذا كان الاصفرار ناجمًا عن عدوى، مثل التهاب الكبد الوبائي سي أو الملاريا، فإن إعطاء المضادات الحيوية، أو المضادات الفطرية، أو المضادات الفيروسية سيكون أمرًا ضروريًا لإيقاف اصفرار العين، بينما لو كان ناجمًا عن استهلاك الكحول أو تعاطي العقاقير، فإن العلاج سيركز على مساعدة المريض على التخلص من إدمان هذه العادات، كما أن البعض يؤكد على ضرورة تناول الأطعمة الصحية، كالفواكه والخضراوات، في حال كان ناجمًا عن اتباع عادات غذائية سيئة، لكن يبقى من الجدير ذكره هنا أن اصفرار العين قد يكون ناجمًا عن ضرر أصاب الأعضاء الداخلية أو عن الإصابة بفقر الدم، أو إحدى الإصابات المباشرة، أو تشمع الكبد، أو السرطان، وهذا يعني أن العلاج المناسب سيعتمد على الحالة الدقيقة التي أدت إلى الإصابة، وربما قد تكون الجراحة، أو العلاج الإشعاعي، أو العلاج الكيماوي، أو نقل الدم أمورًا لا بد منها لعلاج الحالات التي أدت إلى اصفرار العين، لكن بعض الخبراء يرون فائدة في اتباع بعض الأنماط الحياتية المفيدة لدعم وظائف أعضاء الجسم الداخلية، كالكبد، والبنكرياس، والمرارة، وبالتالي تقليل أعراض الإصابة، ومن بين الأنماط أو النصائح المفيدة لحل مشكلة اصفرار العين ما يلي:

  • استهلاك كميات كافية من الألياف الغذائية الموجودة في الفواكه، والخضراوات، والبقوليات، والحبوب الكاملة.
  • الاعتماد على مصادر البروتين قليلة الدهون، مثل الأسماك والمكسرات.
  • تجنب الأطعمة المصنعة أو المعلبة.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.
  • تجنب الكربوهيدرات المكررة الموجودة في المعجنات والحلويات.
  • إيقاف الاستهلاك المفرط للكحول.
  • الإقلاع عن التدخين أو استعمال منتجات التبغ.
  • التوقف عن استعمال العقاقير غير القانونية أو الأدوية.
  • الممارسة المنتظمة للتمارين البدنية.
  • شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا.
  • استعمال بعض العلاجات الطبيعية الخاصة بعلاج اصفرار العين، لكن الأدلة العلمية الداعمة لهذه العلاجات ضعيفة أو معدومة، ومن بين هذه المنتجات الطبيعية ما يلي:
    • جذر عرق السوس.
    • مادة الريسفيراترول، التي توجد في العنب والتوت.
    • نبات السلبين المريمي أو الخرفيش.
    • مادة النارنجينين، التي توجد في الجريب فروت والطماطم.
    • القهوة.
    • فيتامين “هـ”.

قد يُهِمُّك

قد يصاب طفلك بالاصفرار واليرقان أيضًا ويعد أمرًا شائع الحدوث بسبب عدم اكتمال العمليات الحيوية المسؤولة عن إزالة مادة البِيليروبين من الجسم، لكن رضيعًا واحدًا من بين 20 رضيعًا سيتطلب رعاية طبية لعلاج هذه المشكلة، وغالبًا ما يقلل الخبراء من جدية اليرقان في هذه الحالة ويقولون بإمكانية اختفائه وحده دون علاج عبر زيادة مرات الرضاعة الطبيعية للطفل إلى ما بين 8-20 رضعة من أجل تسريع القدرات الهضمية عند الرضيع وإزالة مادة البِيليروبين، أما في حال كان العلاج ضروريًا، فإن الطبيب قد ينصح باللجوء إلى العلاج الضوئي مع استعمال بطانيات الألياف البصرية، ويقدم بعض الخبراء نصائح وحلولًا أخرى بإمكان الآباء اتباعها لحل مشكل اصفرار العين واليرقان عند الرضع، مثل:

  • جعل زوجتك تبدأ في الرضاعة الطبيعية لطفلك بأسرع وقت، أي بعد ساعات قليلة من ولادة الطفل.
  • إطعام الرضيع بصورة متكررة دون اتباع جدول مواعيد محدد، والتركيز على عدد وطول الرضعات.
  • تجنب زوجتك استخدام المكملات الغذائية.
السابق
علامات الاخصاب المبكرة
التالي
مغص حاد اسفل البطن

اترك تعليقاً