الصحة النفسية

اضرار ترك التدخين فجأة

اضرار ترك التدخين فجأة

ترك التدخين المفاجئ

في كلّ المواد الطبيعية أو العقاقير الطبية يوجد جانبان إما المفيد أو الضار، إلا في التدخين فلا يوجد فيه إلا الضار، إذ يخلو من أي منفعة، وسنتحدث في هذا المقال عن مضار ترك التَّدخين فجأةً، إذ لا توجد أي مضار بالابتعاد عن التدخين سواء فجأة أو تدريجيًا، إلا أنّ الأعراض الانسحابيّة التي يتعرّض لها المقلع عن التدخين تكون هي ذاتها في الحالتين، فكلّما كان ترك التدخين أسرع كلما كان أفضل، ويُمكن الاستدلال على ذلك بأحد الدراسات التي قام بها باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية وجامعة برمنجهام وجامعة لندن

تحتوي السجائر على النيكوتين وهو ما يسبب الإدمان، إذ يعد النيكوتين المتواجد في التبغ واحدًا من أكثر المركبات صعوبة من حيث التغلب على إدمانها، فعندما تنقص مستويات النيكوتين في الدم يشعر الشخص برغبة شديدة في التدخين تسيطر على تفكيره، فيصبّ تفكيره على السّيجارة وكيفية الوصول إليها، ويصاب بالتّوتر والانفعال السريع على أتفه الأسباب، بالإضافة لعدم القدرة على التركيز، وهذه الأعراض تعرف بأعراض الانسحاب أي انسحاب النيكوتين من الدم، ويمكن الشعور بالأعراض الانسحابية خلال ساعات قليلة من ترك التدخين، وتزداد شدتها في الأيام الأولى ثم تقل درجة الشعور بها تدريجيًّا حتى تنتهي، وقد تحتاج لمدة شهر تقريبًا حتى يصبح الدم خاليًا من أغلب النيكوتين.

أضرار ترك التدخين فجأة

يؤدي ترك التدخين فجأة إلى ظهور بعض الأعراض الانسحابية السيئة، ويُمكن ذكر الأعراض الانسحابيّة بشيء من التفصيل كما يلي:

  • الصّداع: وهو من الأعراض الطبيعية عند انسحاب النيكوتين من الدّم، ويمكن أن يساعد الزنجبيل في التخفيف من حدة الصداع.
  • الأرق: قد تستمر عدم القدرة على النوم لأيام عديدة حتى يتعوّد الجسم على النقص المفاجئ في النيكوتين، ولكنه سيزول.
  • الإمساك: يحدث الإمساك نتيجة ترك التدخين المفاجئ خاصة خلال الشهر الأول.
  • زيادة الوزن: بعد ترك التدخين تزداد الشّهية والإقبال على الطعام، وهنا لابدّ من مراقبة النّظام الغذائي والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والمكسرات، مثل: البوشار والعنب المجمد؛ للانشغال ونسيان التّفكير بالتدخين.
  • الانفعالات العصبية والعاطفية: قد يشعر المدخنون بالتوتر والقلق الدائم وربما الاكتئاب أيضًا بعد تركهم للتدخين، وتختلف درجة هذه الاعراض بين الأفراد.
  • الرغبة بالتدخين مرة أخرى: يبدأ المدخنون بالشعور برغبة جامحة نحو التدخين مرة أخرى بعد انقطاعهم فجأة لفترة زمنية قصيرة، وقد عزى الخبراء الرغبة الشديدة بالتدخين إلى الاستجابات الناجمة عن مستقبلات النيكوتين داخل الدماغ التي تحتاج إليه.
  • السعال المستمر: على الرغم من الشعور بالضيق والانزعاج الناجم عن السعال بعد ترك التدخين، إلا أن هذا السعال هو مؤشر على تعافي الرئتين من آثار التدخين.
  • وخز في اليدين والقدمين: تتحسّن الدورة الدموية للأفراد عند التوقف عن التدخين لذلك يشعر الفرد بوخز في القدمين واليدين.
  • جفاف الفم: يُعد التدخين من الأسباب الشائعة لجفاف الفم، ويؤدي التوقف عن التدخين إلى تفاقم جفاف الفم؛ بسبب التوتر والقلق الذي يُعاني منه الفرد عند توقفه عن التدخين،بالإضافة الى المعاناة من قُرحة الفم.
  • أعراض ومضار أخرى: يشكو بعض المدخنين من ظهور أعراض شبيهة بأعراض الأنفلونزا بعد تركهم للتدخين؛ كالتهاب الحلق، والحمى الخفيفة، ومع ذلك لا تحدث الحمى عادة كعلامة على انسحاب النيكوتين، وهذه الأعراض بالمجمل تدل على محاولة الجسم للتخلص من آثار التدخين والعودة مرة أخرى إلى الحالة الطبيعية،كما قد تعاني من التعرق والاستيقاظ المتكرر في الليل.

وتعد أعراض الانسحاب العقلية أكثر جديةً من الأعراض الانسحابية التي تصيب الجسم، إذ يشكّل التدخين روتينًا يوميًّا في حياة المدخنين ومرتبطًا باللحظات الفرحة والسعيدة، أو الشعور باسترخاء العضلات عند التدخين بعد التعرض لموقف مثير للأعصاب، فهو مرتبط بفنجان القهوة اليومي، وعند الانتهاء من تناول وجبة الطعام، ومع الأصدقاء، وبالتالي يجب على الشخص الذي يقرّر الإقلاع عن التدخين أن يتهيأ ويكون قرار ترك السجائر نابعًا من قناعة داخلية بضررها وضرورة التحرر من هذه العادة المهلكة.

آثار ترك التدخين مع مرور الوقت

يشير الخبراء إلى إمكانية تبيان أو شرح الآثار الناجمة عن ترك التدخين مع مرور الوقت ابتداءً من لحظة ترك التدخين، كما يلي:

  • 20 دقيقة بعد ترك التدخين: يبدأ معدل دقات القلب بالانخفاض تدريجيًا؛ وذلك لأن سجائر النيكوتين كانت قادرة على رفع ضغط الدم ومعدل دقات القلب، لكن ترك التدخين سوف يُساهم في إعادة معدل دقات القلب إلى وضعه الطبيعي خلال 20 دقيقة فقط.
  • 8-12 ساعة بعد ترك التدخين: تنخفض نسبة غاز أول اكسيد الكربون في الدم، ويرتفع مستوى الأكسجين في الجسم خلال 8-12 ساعة بعد ترك التدخين، وهذا بالطبع هو أمرٌ جيد للغاية؛ فغاز أول أكسد الكربون هو نفس الغاز الذي يخرج من عادم السيارات، وهو غازٌ معروفٌ بقدرته على التسبب في حدوث ضيق في التنفس وزيادة في معدل دقات القلب.
  • 48 ساعة بعد ترك التدخين: تتحسن حاستي الشم والتذوق خلال 48 ساعة من آخر سيجارة جرى تدخينها، كما تستعيد النهايات العصبية عافيتها ويُصبح بمقدورها النمو مرة أخرى وإصلاح نفسها للقيام بوظائفها الطبيعية المتعلقة بالشم والتذوق.
  • بعد أسبوعين إلى 3 أشهر من ترك التدخين: يُصبح المدخن عرضة أقل لخطر الإصابة بالنوبات القلبية خلال هذه الفترة؛ وذلك بسبب التحسن الكبير الذي طرأ على التروية الدموية، وضغط الدم، ومعدل دقات القلب داخل الجسم، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الأكسجين ورجوع وظائف الرئتين إلى وضعها الطبيعي.
  • بعد 1-9 أشهر من ترك التدخين: يشعر الفرد بنوبات أقل حدة من ضيق التنفس والسعال، كما يشعر بتحسن في مستوى الاحتقانات الحاصلة في الجيوب الأنفية، وهذه الأمور بمجملها تجعل الفرد يشعر بمستوى أفضل من الحيوية والنشاط.
  • بعد سنة كاملة من ترك التدخين: ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار 50% تقريبًا بعد مرور سنة كاملة من ترك التدخين.
  • بعد 5 سنوات من ترك التدخين: ينخفض خطر الإصابة بالجلطات الدماغية ليصبح مساويًا لما عند الإنسان العادي الذي لم يدخن نهائيًا، لكن هذا الأمر يتوقف بالطبع على عوامل أخرى؛ كالصحة العامة التي كان يتمتع بها المدخن، وكمية السجائر التي تعود على تدخينها من قبل.
  • بعد 10 سنوات من ترك التدخين: ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة وسرطانات أخرى.
  • بعد 15 سنة من ترك التدخين: يُصبح خطر الإصابة بأمراض القلب مساويًا لما عند الإنسان العادي الذي لم يدخن أبدًا.

فوائد ترك التدخين

يُعدّ التدخين ضارًا بالصحة، وتوجد العديد من الفوائد للإقلاع عن التدخين والتوقف عنه، ومن هذه الفوائد ما يلي:

  • تأخير ظهور التجاعيد؛ يُبطّئ التوقف عن التدخين من ظهور التجاعيد، إذ يحتوي جلد الأفراد غير المدخنين على كمية أكبر من المُغذّيات والأكسجين مقارنة بالمدخنين.
  • ظهور أسنان بيضاء اللون ورائحة جميلة للنَفس؛ إذ يؤدي التدخين إلى تصبغ الأسنان، وكذلك رائحة كريهة للنفّس.
  • تحسين التنفّس؛ يؤدي ترك التدخين إلى تحسين قدرة الرئة بمقدار 10% خلال تسع أشهر من التوقف عن التدخين، مما يساعد الفرد على التنفس، ويٌقلل السّعال.
  • الشعور بالحيوية والطاقة؛ تتحسن الدورة الدموية عند الأفراد خلال فترة 2-12 أسبوعًا من التوقف عن التدخين، مما يحسّن من قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة الرياضية كالجري أو المشي، كما يؤدي ذلك إلى تعزيز مناعة الجسم لمواجهة حالات البرد والإنفلونزا، كما تجدر الإشارة إن ازدياد كمية الأكسجين في الجسم تؤدي إلى الحدّ من الشعور بالتعب والإصابة بالصداع.
  • الحدّ من التوتر؛ يشعر الفرد في الفترة الأولى من توقّفه عن التدخين بالتوتر؛ بسبب الآثار الانسحابية للتدخين، إلّا إنه في الواقع قد أظهرت الدراسات العلمية أن مستويات التوتر لدى الناس تقل بعد التوقف عن التدخين.
  • تحسّن ممارسة الجنس؛ يُحسّن التوقف عن التدخين من جريان الدم، لذلك يتحسّن الانتصاب عند الرجال عند توقفهم عن التدخين.
  • تعزيز الخصوبة؛ يؤدي التوقف عن التدخين الى تحسين كفاءة وجودة الحيوانات المنوية.
  • الحدّ من التدخين السلبي؛ يؤدي التدخين إلى تعرّض بقية أفراد الاسرة لمخاطر التدخين من سرطان الرئة، أو أمراض القلب أو غيرها؛ وذلك بسبب تعرّضهم للتدخين السلبي، لذلك يُساعد الإقلاع عن التدخين في حمايتهم من الإصابة بهذه الأمراض.

أضرار التدخين

توجد العديد من الأضرار للتدخين، ومن تأثيرات التدخين السلبية على أجزاء الجسم ما يلي:

  • الدماغ؛ يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية التي تؤدي إلى تلف الدماغ، والموت، من ضعفين إلى أربعة أضعاف، وتحدث السكتة الدماغية بسبب تضخّم الأوعية الدموية في الدماغ أو ما يُسمّى بأم الدم، والذي يحدث بسبب حدوث ضعف في جدران الأوعية الدموية.
  • جهاز القلب والدوران؛ يزيد التدخين من احتمالية تصلّب الشرايين، إذ يؤدي إلى تراكم اللويحات في الدم والتصاقها بجدار الشرايين، مما يؤدي إلى تضيّق الشرايين وصعوبة جريان الدم فيها، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم ومعدّل ضربات القلب، كما تحتوي السجائر على العديد من المواد الكيميائية التي تسبب مشاكل في القلب وجهاز الدوران مثل مرض الشريان التاجي، أو النوبات القلبية.
  • العظام؛ يزيد التدخين من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام وخصوصًا عند النساء.
  • جهاز المناعة؛ يسبب التدخين الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو مرض كرون، كما توجد علاقة بين التدخين وبين الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • الرئتين؛ يؤدي التدخين إلى تلف الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئتين، فتصبح أضرار التدخين على الرئتين ملاحَظة وظاهرة بعد سنوات من التدخين، ومن أبرز مشاكل جهاز التنفسي التي يُسببها التدخين ما يلي:
    • داء الانسداد الرئوي المزمن، يسبب داء الانسداد الرئوي المزمن الصفير عند التنفس، وضيق النفس، وهو من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الموت.
    • التهاب الشعب الهوائية المزمن؛ يحدث التهاب الشعب الهوائية المزمن عند الإفراط في إفراز المخاط، مما يُسبّب السعال المستمرّ.
    • النفاخ الرئوي؛ يُعدّ انتفاخ الرئة أحد أنواع داء الانسداد الرئوي المزمن، إذ يقلل من عدد الأكياس الهوائية في الرئتين وتنهار الجدران بين هذه الأكياس، مما يسبب صعوبة التنفس.

معالجة آثار ترك التدخين

تظهر الحاجة لوجود ما يُساعد على تخفيف الآثار التي يُسببها الإقلاع عن التدخين، ومن الحلول التي يمكن اتباعها لمعالجة آثار ترك التدخين:

  • العلاج ببدائل النيكوتين، ويعتمد على التوقف عن استخدام التبغ، والبدء باستخدام إحدى البدائل التي تحتوي على كميات أصغر من النيكوتين، مثل؛ علكة النيكوتين، ولصقات الجلد، وبخاخات الأنف أو الفم، وأقراص للمص تحتوي على النيكوتين.
  • تناول الأدوية مثل الفارينيسلين، والبوبروبيون.
  • ممارسة الرياضة مثل المشي.
  • تذكير الذات بأن هذه الأعراض والمشاعر مؤقتة وستختفي نهائيًا.
  • السجائر الإلكترونية.
  • محادثة الأصدقاء، وممارسة أنشطة مختلفة مثل مشاهدة فيلم.
  • تناول الفاكهة عند الشعور بالحاجة للتدخين.
  • التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين متل الشاي والقهوة.
  • اعتماد التأمل أو غيرها من التقنيات التي تساعد على الاسترخاء، مثل؛ الحصول على التدليك، أو الاستجمام في حمام ساخن، أو تأدية تمرين التنفس بعمق بأخذ شهيق عميق عن طريق الأنف ثَّم الزفير على نحو بطيء، وتكرار التمرين لمدة عشر دقائق أو لعشر مرات.
  • استشارة الطبيب في حال استمر الاكتئاب لأكثر من شهر.
  • زيادة الوزن قد تكون مشكلةً لدى البعض، فيُفضل استشارة خبير التغذية أو مستشار النظام الغذائي.
  • التقليل من الاحتكاك بالمُدخنين خلال الفترة الأولى من الإقلاع عن التدخين.
  • الامتناع عن شراء أو حمل علبة سجائر أشخاص آخرين.
  • منع المدخنين من التدخين في المنزل.
  • طلب الدعم من الآخرين للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
  • الاستماع للموسيقى أو قراءة الكتب لملء الوقت.
  • تفريش الأسنان واستخدام غسول الفم بعد كل وجبة.
  • معرفة المشروبات والمأكولات المحفزة للتدخين وتجنبها.

مَعْلومَة

لا يقتصر ضرر التدخين على المُدخِّن فحسب، وإنما يتضرر من حوله نتيجة استنشاق دخان السجائر بما يسمى التدخين السلبي، ويعد عامل خطر يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة، وما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم هو احتواء السجائر على مادة البنزين، ويظهر أثر التدخين السلبي على الأطفال الذين يستنشقون دخان السجائر بإحداث عدة مشكلات صحية، ومنها زيادة احتمالية إصابتهم بالعدوى، خاصةً لدى الأطفال الرضع الذين يبقون قرب الأهالي المدخنين، خاصةً خلال أول سنة من حياتهم، فتتكرر لديهم الإصابة بالالتهاب الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية. نتيجةً لذلك يجب عدم السّماح للأشخاص بالتدخين قرب الأطفال أو أشخاص آخرين من حولهم، خاصةً داخل السيارات، أو في الأماكن المُغلَقة، ويتوجب تحديد مساحات مخصصة للتدخين، أو في مكان مفتوح لا يؤثر فيه الدخان على الأشخاص الآخرين، وتجنب أي شخص التعرّض الثانوي لدخان السجائر ووصول آثار التدخين السلبي إليه، وتنطبق القاعدة على كل من السجائر العادية والإلكترونية، فمع عدم وجود دليل كافٍ علمي، إلا أن بعض الدراسات العلمية المحدودة أثبتت أن للنيكوتين المُستنشَق من السجائر الإلكترونية التأثير السلبي ذاته على كل من الأشخاص المحيطين والمدخِّن نفسه.

السابق
أعراض انخفاض السكر في الدم
التالي
تأثير الكحول على الكبد

اترك تعليقاً