الامارات

اكتئاب العمل أعراضه وأسبابه

اكتئاب العمل أعراضه وأسبابه

اكتئاب العمل

حجز اكتئاب العمل مكانًا له ضمن أكثر ثلاث مشاكل تواجه العاملين بجوار المشاكل العائلية والتوتر، وقد وصل مجموع الخسائر المادية الناجمة عن اكتئاب العمل إلى حوالي 77 مليار دولار في الولايات المتحدة الامريكية؛ وذلك نتيجة لأيام العمل الضائعة بسبب الاكتئاب والعلاجات المصروفة للتعامل مع هذه المشكلة، وهذا يعني أن مصاريف الاكتئاب قد باتت تقترب من مصاريف أمراض القلب وأنواع أخرى من الأمراض الخطيرة، وقد لاحظ الباحثون أن الاكتئاب بات يظهر بكثرة بين العاملين في سنوات عملهم الأساسية أو الأولى، ومن المحتمل أن يستمر الاكتئاب لدى بعضهم طيلة فترة حياتهم في حال تجاهله أو إهماله لديهم، ولحسن الحظ فإن 80% من المصابين بالاكتئاب السريري يُمكن علاجهم بنجاح، لكن للأسف فإن الكثير من العاملين يرفضون التصريح علانية بأمر إصابتهم بالاكتئاب أو طلب المساعدة خشية أن ينعكس ذلك على مسيرتهم المهنية وخصوصيتهم الشخصية.

أعراض اكتئاب العمل

من الصعب مشاهدة أو ضبط أعراض اكتئاب العمل عند المصابين به، كما أن أعراض الاكتئاب تتباين أصلًا من شخص إلى آخر ويصعب تعميم أعراض معينة على الجميع، لكن عليك أن تبدأ بالشك جديًا حول إصابة زملائك باكتئاب العمل عند ملاحظتك لبعض السلوكيات؛ كالامتناع مؤخرًا عن الفضفضة أو مشاركة الأحاديث مع الآخرين، والتأخر عن الحضور لمكان العمل أو الاجتماعات، وعلى أية حال فإن أعراض اكتئاب العمل لا تختلف كثيرًا عنأعراض الاكتئاب السريري التي من أهمها:

  • الشعور بالحزن والقلق والمستمر.
  • التأخر في النوم أو كثرة النوم أو الاستيقاظ مبكرًا في الصباح الباكر.
  • انسداد الشهية وفقدان الوزن، أو زيادة الوزن وانفتاح الشهية.
  • فقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة الممتعة.
  • الشعور بحدة الطباع والانزعاج.
  • الشعور بأعراض بدنية مستمرة كالصداع والمشاكل الهضمية، وقد لا تختفي هذه الأعراض حتى بعد استخدام العلاجات.
  • صعوبة تذكر الأشياء، أو التركيز، أو حتى اتخاذ القرارات.
  • الشعور بالإعياء أو فقدان الطاقة.
  • الشعور بالذنب أو فقدان الأمل.
  • زيادة التفكير بالموت أو الانتحار.

أسباب اكتئاب العمل

ألقت بعض الجهات والجمعيات والمنظمات الإدارية الضوء على مشكلة اكتئاب العمل، وتوصل بعض الباحثين التابعين لهذه المنظمات إلى وجود أسبابٍ كثيرة وراء إصابة البعض بالاكتئاب في العمل، منها ما ينشأ عن حياة الموظف الشخصية، ومنها ما ينشأ عن بيئة العمل الخارجية، وتشتمل بعض أبرز هذه الأسباب على الآتي:

  • العمل في المجال غير المناسب؛ كأن يعمل الفنان في إحدى الشركات بمنصب محاسب مثلًا.
  • وجود تناقضات أو تعارض بين القيم الأخلاقية للشركة أو المؤسسة وبين قيم الموظف.
  • الشعور بالانزعاج المستمر من أشخاص آخرين في العمل.
  • العمل لساعات طويلة إلى درجة الانقطاع تمامًا عن الهوايات والأشياء المفضلة.
  • أن يكون الموظف انطوائيًا أصلًا وعليه أن يمارس عمل يتطلب منه أن يكون منفتحًا ومتصلًا مع الآخرين.
  • عدم تلبية الأجر المادي في العمل للمتطلبات والتطلعات الحياتية والمعيشية للموظف.
  • الشعور بالحصار نتيجة لوجود سبب يمنع الموظف من مغادرة أو ترك عمله أو بسبب خوفه من أمرٍ ما.
  • مطالبة الرئيس أو الإدارة للموظف بإنجاز مهام كثيرة ليس بمقدور الموظف القيام بها.
  • عدم وجود صيغة واضحة لكيفية إجراء الأمور والمهام في العمل، مما يضع الموظف في خانة الظلام والحيرة حولآدائه الوظيفي.
  • مواجهة الموظف لمشاكل في إتمام الأعمال المنوطة به على أحسن وجه بسبب سوء التواصل مع الآخرين أو بسبب وجود مواعيد نهائية غير منطقية لتسليم هذه الأعمال.
  • تعرض الموظف للتنمر في العمل من جهة موظفين آخرين أو حتى من الزبائن.
  • معاقبة الموظف على فشل لم يرتكبه وإنما ارتكبه مديره، أو توجيه الحوافز إلى المدير بدلًا عن الموظف الذي قام بالمجهود الأكبر.
  • سوء أحوال أو بيئة العمل؛ كالحرارة المرتفعة في المكاتب، أو عدم السماح للموظف بأخذ استراحات كافية، أو تجاهل وسائل الحماية التي يحتاجها الموظف للقيام بعمله على أتم وجه.

كيف تتغلب على اكتئاب العمل؟

لن تتمكن من الاستمرار بالإنتاج والعمل بالصورة المطلوبة في حال دام شعور الاكتئاب في صدرك لفترة طويلة، وعليه فإن من الأنسب لك القيام ببعض التغيرات للتعامل مع الاكتئاب، مثل:

  • بادر بالذهاب إلى أحد الأطباء أو خبراء النفس، وتذكر بأن الاكتئاب هو مرض نفسي يُمكن علاجه بالأدوية وبالعلاجات النفسية.
  • ضع نفسك فوق العمل وتذكر بأن صحتك النفسية أهم من الموعد النهائي لتسليم الأعمال والمهام.
  • ضع سلمًا للأولويات لترتيب المهام التي بوسعك إنجازها وكن صريحًا مع مديرك حول قدراتك الفعلية.
  • ضع استراتيجية مناسبة لك لإتمام المشاريع المنوطة بك عند مجيء نوبات الاكتئاب؛ كتقسيم المشروع مثلًا إلى أعمال منفصلة صغيرة، ثم أخذ استراحة بعد إتمام كلّ عمل من هذه الأعمال.
  • حاول إيجاد زميل أو حليف قريب منك في عملك للتعبير له عن مشاعرك حول العمل برمته.
  • اتباع الأساليب أو الأنماط الحياتية الصحية العامة؛ كالنوم المناسب، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي.

مَعْلومَة

يتزامن ذكر مفهوم اكتئاب العمل مع مفهوم آخر شائع بكثرة بين الموظفين والعاملين وهو الانهاك الوظيفي Job Burnout، والذي يُعد شكلًا من أشكال التوتر الشديد المرتبط بالعمل، ويشير كذلك إلى حالة عاطفية وبدنية يشعر خلالها الموظف بقلة المنجزات وفقدان البوصلة أو الهوية الشخصية، وفي المناسبة فإن الانهاك الوظيفي ليس تشخيصًا طبيًا رسميًا كما يعتقد الكثيرون، لكنه يرتبط في الكثير من الأحيان بالاكتئاب، ومن المثير للاهتمام أن الكثير من المصابين بأعراض الإنهاك الوظيفي يرفضون الاعتراف بأن عملهم هو المسؤول أو سبب إصابتهم بهذه الأعراض أصلًا، ومن بين الأعراض الدالة على إصابتك بالإنهاك الوظيف:

  • انزياحك نحو السخرية أو الجدية الشديدة في العمل.
  • شعورك بالقهر على العمل وعدم رضاك بمبدأ العمل أصلًا.
  • تحليك بحدة الطباع عند تعاملك مع زملائك أو الزبائن.
  • شعورك بصعوبة التركيز أو قلة الطاقة.
  • شعورك بالانزعاج من منجزاتك وعدم رضاك عنها.
  • إحساسك بتغيرات ملحوظة في طبيعة نومك أو إحساسك بالصداع ومشاكل بدنية أخرى.
السابق
كيف تتغلب على خوفك من الحيوانات
التالي
أعراض مرض الفقاع وطرق العناية به

اترك تعليقاً