التخلص من التثدي عند الرجال

يعرف التثدي بأنه تضخم يصيب الثدي، إذ تزداد أنسجة غدة الثدي لدى الذكور، وقد يصاب الذكور من مختلف المراحل العمرية بالتثدي، فقد تنشأ هذه الحالة لدى الأولاد في سنّ مبكرة من الطفولة، أو في مرحلة البلوغ، أو قد يتطور التثدي لدى كبار السنّ البالغين من العمر 60 عامًا فما فوق كجزء طبيعي من التقدم بالسنّ، ويحدث التثدي لدى الرجال نتيجةً لحدوث تغيرات هرمونية؛ إذ يصبح فيها هرموني التستوستيرون والإستروجين غير متوازنين، أو يتطور كأحد الآثار الجانبية الناجمة عن استخدام بعض الأدوية، وقد يصيب أحد الثديين أو كليهما، ولا تستدعي معظم حالات التثدي الحاجة إلى الحصول على علاج، إلا أنه قد يعمد بعض الرجال إلى علاج هذه الحالة والتخلص منها باستخدام بعض الأدوية، أو الإجراء الجراحي، أو التوقف عن تناول بعض الأدوية أو العقاقير غير المشروعة؛ وذلك لتأثير التثدي على الناحية الجمالية واحترام الذات، وتسبُّبه بإحراج الأشخاص وانطوائهم وتهربهم من الأنشطة الاجتماعيةن ويُوجد نوع من التثدي يُسمى التثدي الوهمي، والذي تُسببه السّمنة وارتفاع مستويات الدّهون في نسيج الثّدي، ولا علاقة له بزيادة النسيج الغدي فيه.

علاج التثدي عند الرجال

تزول معظم حالات تثدي الرجال تلقائيًا مع مرور الوقت دون الحاجة إلى العلاج، إلا أن بعض الحالات الناجمة عن وجود حالة مرضية كامنة تستدعي الحصول على العلاج، مثل: قصور الغدد التناسلية، أو سوء التغذية، أو تشمع الكبد، وتُعالَج حالات التثدي المرتبطة بتناول بعض الأدوية عن طريق التوقف عن تناولها أو استبدالها بأدوية أخرى وفقًا لتعليمات الطبيب وإرشاداته.

قد يوصي الطبيب المراهقين الذين يعانون من التثدي الناجم عن سبب غير واضح عدا التغيرات الطبيعية في مستويات الهرمونات خلال مرحلة المراهقة بتكرار إجراء الفحوصات والتقييم كلّ 3-6 أشهر للتحقق من تحسُّن الحالة تلقائيًا، ويزول التثدي لدى الرجال دون علاج في غضون فترة تقل عن عامين غالبًا، إلا أن بعض الحالات التي لا تزول تلقائيًا أو التي تتصاحب مع الشعور بألم وتحسس بالغَين أو يشعر أصحابها بالإحراج تستدعي العلاج، لذا يمكن علاجه باستخدام العلاجات الآتية:

• الأدوية: يلجأ الأطباء إلى وصف أنواعٍ من الأدوية الخاصة بعلاج سرطان الثدي من أجل المساعدة على تقليل المعاناة من تثدي الرجال، ومن بين أشهر هذه الأدوية؛ دواء التاموكسيفين، ودواء الرالوكسيفين، والأدوية المثبطة للأروماتيز، لكن تجدر الإشارة هنا إلى عدم موافقة إدارة الغذاء والدواء على استعمال هذه الأدوية لغرض علاج مشكلة تثدي الرجال بالتحديد.
• العلاجات الهرمونية: يُمكن للطبيب أن ينصح الرجال الكبار بالسنّ الذين يُعانون من مشكلة تثدي الرجال بالخضوع للعلاجات الهرمونية القائمة على إعطاء المزيد من هرمون التستوستيرون، لكن هذا النوع من العلاجات يبقى غير مجدٍ عند الرجال الذين يمتلكون مستويات طبيعية من هذا الهرمون.
• العلاجات النفسية: تُصبح الحاجة ملحة أحيانًا لزيارة أخصائي الطب النفسي عند تسبب مشكلة تثدي الرجال بحصول اكتئاب وقلق شديد نتيجة للحرج الذي قد يشعر به المصاب بهذه المشكلة.
• الجراحة لاستئصال نسيج الثدي الزائد: قد ينصح الطبيب بعض الرجال بالخضوع للجراحة لإزالة التثدي في حالات التضخم الكبير في الثدي، أو التثدي المثير للضيق حتى بعد تلقي العلاج الأولي، ويترك الأطباء الخيار الجراحي إلى النهاية في حال لم تنجح العلاجات الأخرى عن الإتيان بأي نتيجة إيجابية، ويتوفر خياران جراحيان لإزالة التثدي يمكن توضيحهما كالآتي:
  • شفط الدهون، تهدف هذه العملية الجراحية إلى إزالة الأنسجة الدهنية المتمركزة في منطقة الثديين وليس خلايا الغدد الخاصة بالثديين.
  • استئصال الثدي، يعمد الجراح خلال هذه الجراحة إلى إزالة نسيج الغدد الثديية، ويُجرى استئصال الثدي بعمل شقوق صغيرة فقط لإدخال المنظار واستئصال الأنسجة، وتعد هذه الجراحة من الإجراءات طفيفة التوغل التي تستغرق فترة شفاء قصيرةً.

علاج التثدي عند الرجال طبيعيًا

يمكن تقليل حجم الثدي دون تناول الأدوية أو دون اللجوء للجراحة، وذلك عن طريق اتباع الآتي:

• تناول الطعام الصحي: يجب على الشخص خسارة الوزن، وذلك من خلال تقليل السعرات الحرارية المتناولة يوميًا، ومن أسهل الطرق لفعل ذلك، تجنب المأكولات المليئة بالدهون مثل؛ البرغر، والبطاطا المقلية، والبيتزا، وأجنحة الدجاج، والنقانق، والحلويات، إذ تمتلئ هذه الأطعمة بالسكريات والصوديوم، وهما المكونان الرئيسيان للدهون، ويجب الاستعاضة عن هذه الأطعمة بتناول الكثير من الخضار والفواكه، والبذور، والمكسرات، والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهن، والأسماك، والفاصوليا، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
• القيام بالتمارين المفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية: تساعد هذه التمارين على تقوية القلب والرئتين من خلال حرق السعرات الحرارية، ويفضل القيام بهذه التمارين لمدة نصف ساعة أربعة أو خمسة أيام في الأسبوع، ومن أشهر هذه التمارين المشي والجري، ويمكن استخدام أجهزة الجري المنزلية ذات البدالات، إذ تساعد هذه الأجهزة على انقباض وانبساط عضلات الصدر.
• تقوية عضلات الصدر: يمكن استكمال التمارين المفيدة للقلب عن طريق القيام بتمارين تقوية العضلات الخارجية للصدر، مما يعطي منظرًا جذابًا ويمنع نمو الدهون في منطقة الصدر.
• التخلص من العادات السيئة: أكدت الدراسات أن الكحول والعقاقير الممنوعة تذهب العقل وتضرّ بالكبد، كما أنها تساهم في تكبير حجم الثدي عند الرجال، ويفضل التخلص من هذه العادات لتقليل نسب الإصابة بالتثدي.

أعراض التثدي عند الرجال

تتمثل العلامات والأعراض الأولية للتثّدي عند الرجال بتشكّل كتلة أو ورم من الأنسجة الدهنية تحت الحلمة، وقد تثير هذه الكتل التحسّس أو الألم أحيانًا، وقد تتماثل هذه الأعراض مع سرطان الثدي الذي قد يصيب نسبةً قليلةً من الرجال، ولا ينشأ التثدي كعلامة تشير إلى حتمية إصابة الرجال بسرطان الثدي، إلا أن الطبيب قد يعمد إلى إجراء بعض الاختبارات لاستبعاد تطور هذه الحالة، وقد يتضخم أحد الثديين ويظهر بحجم يزيد عن الثدي الآخر، إذ لا يشترط أن يتساوى كلا الثديين في حجم التضخم الحاصل فيهما.

أسباب التثدي عند الرجال

يعاني ما يقارب 70% من البالغين من هذه الحالة خلال فترة المراهقة، وقد تحدث حالة التثدي لدى الرجال نتيجةً لاختلال التوازن بين هرمونات التستوستيرون والإستروجين، ويعد هرمون الإستروجين أو كما يطلق عليه هرمون الأنوثة -نظرًا لارتفاع مستوياته لدى الإناث- وهو الهرمون المسؤول عن نمو نسيج الثدي، في حين تنطوي وظيفة هرمون التستوستيرون أو كما يطلق عليه هرمون الذكورة -نظرًا لإنتاجه بكميات كبيرة لدى الذكور- على موازنة هرمون الإستروجين للحدّ من النمو والزيادة المفرطة في أنسجة الثدي، ويوجد هذان الهرمونان لدى الأشخاص من كلا الجنسين، وقد يصاب الأطفال الذكور حديثو الولادة بحالة التثدي؛ نظرًا لحصولهم على مستويات عالية من الإستروجين من الأم، وقد يتلاشى هذا التضخم في الأنسجة في غضون عدة أسابيع مع تناقص مستويات هرمون الإستروجين وعودتها إلى معدلها الطبيعي، ويشيع تضخم الثدي لدى الذكور في منتصف العمر وكبار السنّ نتيجة لتراجع مستويات هرمون التستوستيرون المُنتجة وزيادة كميات الدهون في الجسم والثدي، مما يسبب زيادة إنتاج هرمون الإستروجين، وقد تزيد بعض العوامل من فرصة إصابة الرجال بالتثدي، ومنها ما يأتي:

• الإصابة بأمراض الكلى أو الكبد.
• الإفراط في شرب الكحول.
• علاج الخصيتين باستخدام العلاج الإشعاعي.
• متلازمة كلاينفلتر.
• الإصابة بأورام الخصيتين، أو أورام الغدة الكظرية أو الغدة النخامية.
• فرط نشاط الغدة الدرقية، أو الإصابة بأورام نشطة تزيد من إفراز الهرمونات.
• تعاطي المخدرات؛ إذ تؤدي الماريجوانا وبعض العقاقير كالهروين، والأمفيتامينات إلى ظهور هذه الحالة.
• استخدام بعض المنتجات العشبية، مثل: زيت شجرة الشاي، ومنتجات اللافندر.
• الآثار الجانبية الناجمة عن تناول بعض الأدوية، فقد ينجم عن استخدام بعض الأدوية تضخم الثدي لدى الرجال، ومنها ما يأتي:
  • المنشطات الابتنائية.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • بعض الأدوية التي توصف لعلاج القرحة.
  • أدوية العلاج الكيماوي.
  • بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج أمراض القلب، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم.
  • الأدوية المضادة للقلق.
  • علاجات الإيدز.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

قد يُهِمُّكَ

لا يمكنك الوقاية من حالات التثدي المتسببة إثر تغيرات في الهرمونات المسؤولة عن النمو، ولكن يمكنكَ الوقاية من الحالات الأخرى باتباع الآتي:

• تجنب استخدام العقاقير الممنوعة.
• تجنب شرب الكحوليات.
• تأكد من الأدوية التي تسبب هذه الحالة قبل تناولها.