الصحة النفسية

التخلص من الغازات والامساك

التخلص من الغازات والامساك

الغازات والإمساك

تنتج الغازات في البطن نتيجة عمليّة تحطم فضلات الأغذية من خلال الجراثيم المتواجدة في القولون أثناء عملية الهضم، وقد تنتج عند ابتلاع الهواء الخارجي أيضًا، وتشكّل الغازات عديمة الرائحة معظم غازات الجهاز الهضمي وهي الغازات التي نحصل عليها من الهواء، مثل؛ النيتروجين، والأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والهيدروجين، في حين تتميز الغازات المتبقية برائحة كريهة نظرًا لأنها ناتجة عن البكتيريا التي تعيش داخل الجهاز الهضمي والتي تنتج الغازات تحتوي على الكبريت المسبب للرائحة، ويعد المعدل الطبيعي لإخراج الغازات لدى الشخص البالغ 10–14 مرةً يوميًّا، ولكن قد يحدث احتباس للغازات في بعض الحالات من خلال بقائها داخل البطن وعدم القدرة على إخراجِها بسهولة مما يتسبب بالانزعاج وعدم الراحة والألم.

ومن ناحية أخرى يعرف الإمساك بأنه من الحالات الشائعة جدًا الناتجة غالبًا عن أنماط الحياة التي نعيشها أو مرض معين أو نتيجة لآثار جانبية لبعض الأدوية، وتحدث هذه الحالة إذا كان الإخراج أقل من 3 مرات في الاسبوع، بالإضافة إلى أعراض أخرى تشمل الانزعاج والألم عند الذهاب للحمام والانتفاخ البطني والألم بسبب صعوبة إخراج البراز وجفافه، وبالتالي التأثير على الحياة اليومية سلبًا، بالإضافة إلى الصحة البدنية والعقلية.

علاج الغازات والإمساك

يتعرض الجهاز الهضمي لدى الإنسان للكثير من المشاكل الصحية التي تؤثر على وظيفته، ويرافق هذه المشاكل الكثير من الأعراض الصحية المزعجة التي تؤثر على جودة حياة المصاب خاصةً في الحالات المزمنة؛ كالحساسية الغذائية ومتلازمة القولون العصبي، ومن الأمثلة على ذلك الإصابة بالإمساك؛ وكما ذكرنا سابقًا فهي حالة صحية يعاني فيها المصاب من صعوبة طرح فضلات الطعام خارج الجسم بعد تراكمها، مما يسبب الشعور بآلامٍ في البطن ومن أهم الأسباب المؤدية للإصابة بالإمساك المؤقت هي النظام الغذائي المتبع، أما في الحالات المزمنة فإنه ينتج عن الإصابة بمرض انسداد القولون أو المستقيم، أو التغيرات الهرمونية المرتبطة ببعض الأمراض المزمنة، أو خلل في الأعصاب المحيطة بالقولون والمستقيم.

أما الغازات فتتشكل عندما تتغذى بكتيريا الأمعاء الغليظة على الكربوهيدرات الموجودة في البراز، وفي حالات الامساك يصبح من الصعب التخلص من هذه الغازات، وفيما يأتي أهم الطرق المساعدة في التخلص من الغازات والانتفاخ:

  • التغيير في النظام الغذائي: قد يساعد تغيير أنماط الطعام من خلال تقليل أحجام الوجبات وتناول الطعام ببطء في التخلص من الغازات، ومن الجيد اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة من مجموعة السكريات الموجودة في الأطعمة، مثل الألبان والفول وبعض الفواكه، وخاصة من قبل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، وذلك لأن هذه السكريات لا تتحطم جيدًا في الأمعاء الدقيقة وعندما تصل إلى الأمعاء الغليظة تشكل الوقود للبكتيريا هناك، مما يسبب المزيد من الغازات، ولاتباع هذا النظام الغذائي من المهم تجنب الأطعمة الآتية: التفاح، والمشمش، الفول والبقوليات (البازلاء والعدس وفول الصويا)، والقرنبيط، والثوم، والمثلجات، والحليب، والبصل، والإجاص، والبرقوق، والقمح، ومن ثم تُضاف هذه الأطعمة إلى النظام الغذائي ببطء وتدريجيًأ في كل مرة؛ وذلك لتحديد الأطعمة المسببة للانتفاخ، ولكن من ناحية أخرى تعد أحد الجوانب السلبية لهذا النظام الغذائي أن هذه الأطعمة غنية بالألياف الصحية ومن المهم تعويض هذه المصادر من خلال استشارة الطبيب بشأن الأطعمة الغنية بالألياف والتي لا تسبب الغاز.
  • الأدوية المهدئة للغازات: يمكن استخدام بعض العلاجات الدوائية التي لا تحتاج لوصفة طبية في المساعدة بتقليل كمية الغاز المنتجة، كما تساعد بعض الأدوية في إطلاق الغازات، مثل السايميثكون، ولكنها قد لا تفيد جميع الأشخاص.
  • تجنب مضغ العلكة: يؤدي مضغ العلكة إلى زيادة إنتاج الغازات وابتلاع الهواء الذي يتحول إلى غازات في البطن، ودائمًا ما تعد العلكة الخالية من السكر أفضل للأسنان.
  • تناول الزنجبيل: يساعد الزنجبيل بخصائصه المهدئة للمعدة في التخلص من الغثيان واضطراب المعدة، وذلك لأنه يسرع حركة الطعام في الأمعاء ويخفف أيضًا من الغازات والانتفاخ.
  • الشومر: يساعد مضغ بذور الشومر عند الشعور بالانتفاخ في التخلص من الغازات.
  • الكمادات الدافئة: يساعد تطبيق الكمادات الدافئة أو الاستحمام بالماء الساخن في التخلص من الألم الناتج عن الغازات والانتفاخ لدور الحرارة في إرخاء عضلات الأمعاء.
  • الأعشاب الطبيعية: يساعد تناول مشروبات بعض أنواع الأعشاب في التخلص من الغازات وعلاج الإمساك مثل مغلي بذور اليانسون، مغلي أوراق النعناع وغيرها.
  • تفريغ الأمعاء: ينصح باستعمال الحمام مباشرةً بعد الشعور بالانتفاخ للتخلص من تراكم الغازات وطرح الفضلات خارج الجسم.
  • تجنب الأطعمة المسببة للغازات: يختلف تأثير تناول الأطعمة في إنتاج الغازات من شخصٍ لآخر، إلا أن أكثرها شيوعًا القرنبيط، الفول، الحمص، الملفوف، المشروبات الغازية وغيرها، لذا ينصح بالتقليل من استهلاكها.
  • الإقلاع عن التدخين: يؤدي التدخين إلى دخول كمية كبيرة من الهواء للجهاز الهضمي مما يسبب الإصابة بالانتفاخ والشعور بعدم الراحة، وينصح بالإقلاع عن التدخين للتخلص من الغازات وأيضًا لمنع الإصابة بأمراض القلب والرئتين.

يمكن استخدام بعض العلاجات الملينة الدوائية المساعدة في تليين البراز والتخلص من حالة الإمساك، وتشمل كل من: مكملات الألياف المساعدة في تحفيز حركة الأمعاء، والملينات الأسموزية التي تساهم في زيادة كمية السوائل التي تُفرز داخل الأمعاء، والمسهلات العشبية المنشطة المحتوية على العديد من الأعشاب ذات الخصائص الملينة والمركبات الكيميائية التي تحفز الأمعاء وتحسن حركتها، والمسهلات المنشطة التي تسرع حركة العضلات المعوية، وتوجد بعض العلاجات الطبيعية أيضًا والفعالة في التخلص من الإمساك، وتشمل ما يأتي:

  • بذور الشيا: وذلك لاحتوائها على كمية كبيرة من الألياف، مما يجعلها علاجًا طبيعيًا وأحد مضادات الإمساك، إذ تساهم الألياف الطبيعية في امتصاص الماء في الأمعاء، مما يسهل مرور البراز بجعله أكثر ليونة.
  • التوت: يعد التوت أيضًا من النباتات الغنية بالألياف، مما يجعله خيارًا جيدًا لعلاج الإمساك بالإضافة إلى اعتباره مسهلًا طبيعيًا يساعد في تليين البراز والوقاية من الأمراض المزمنة أيضًا، ويعود ذلك إلى احتوائه على نوعي الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان التي تساهم بدورها في امتصاص الماء من القناة الهضمية وتشكيل الهلام الملين لحركة الأمعاء.
  • بذور الكتان: تقدم بذور الكتان خصائص ملينة بفضل احتوائها على الألياف القابلة للذوبان بالماء وغير القابلة للذوبان، بالإضافة إلى احتوائها على كمية كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا 3، وكمية عالية من البروتين.
  • التفاح: يساعد التفاح الغني بالألياف في تليين المعدة بفضل احتوائه على البكتين أحد أنواع الألياف القابلة للذوبان، والتي تعمل بمثابة ملين للأمعاء، فتسرع وقت العبور في القولون، بالإضافة إلى زيادة نسبة البكتيريا المفيدة في القناة الهضمية لتعزيز صحة الجهاز الهضمي.
  • زيت الزيتون: يساعد استهلاك زيت الزيتون في التخفيف من الإمساك لدوره في تليين القناة الهضمية والمستقيم لتسهيل مرور البراز، بالإضافة إلى فعاليته في تحفيز الأمعاء الدقيقة لتحسين عملية نقل الأطعمة المهضومة، وقد أثبتت إحدى الدراسات فعالية زيت الزيتون في زيادة تطهير القولون أيضًا.
  • الألياف الغذائية: لا يعاني الأشخاص الذي يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بالألياف من مشكلة الإمساك، لدور الألياف في تليين حركة الأمعاء وخاصة الألياف القابلة للذوبان الموجودة في المكسرات وبعض أنواع الفاكهة والخضراوات وحبوب الشوفان.
  • القهوة: يساعد مركب الكافيين في تحفيز الأمعاء على التخلص من فضلات الطعام بعد هضمها، كما تحتوي القهوة على نسبة جيدة من الألياف الغذائية التي تمنع الإصابة بالإمساك.
  • البروبيوتيك: تساعد البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة على حفظ التوازن البكتيري في الأمعاء مما يحسن من عملية الهضم ويقي من حالات الإصابة بالإمساك المزمن، وذلك بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك؛ كالزبادي، أو استعمال المكملات الغذائية.
  • الخوخ: تحتوي ثمار الخوخ على مركبات طبيعية تعمل كملينات للأمعاء، مثل مركب السوربيتول.
  • التمارين الرياضية: بالرغم من عدم وجود دراسات كافية تثبت فعالية ممارسة التمارين الرياضية في علاج الإمساك إلا أن اعتمادها يقي من الإصابة به ويحسن من أعراض المشكلة؛ كممارسة رياضة المشي للمصابين بمتلازمة القولون العصبي.
  • الماء: يعد الماء العلاج الأمثل للكثير من المشاكل الصحية لدوره في طرد السموم والمركبات الضارة وتنظيف الأمعاء وعلاج الجفاف.

أسباب تشكل الغازات

إنّ مشكلة الانتفاخ والغازات تعود طبيعيًا لزيادة كمية الهواء في الأمعاء بسبب بعض العوامل مثل ابتلاع كمية الهواء أكثر من المعتادة، التدخين، مضغ العلكة، تناول بعض أنواع الأطعمة والمشروبات، بينما تعود أسباب زيادة كمية الغازات في الحالات الصحية للعديد من الأمراض مثل القولون العصبي، مرض كرون، التهاب البنكرياس، انسداد الأمعاء، القرحة، حساسية اللاكتوز، الارتداد المريئي وغيرها من الأمراض الأخرى. وتنتج الغازات في الجهاز الهضمي كنتيجة طبيعية لعملية الهضم، ولكن قد تتراكم عند إنتاج كميات زائدة مسببة عدة أعراض، وذلك نتيجة للحالات الآتية:

  • ابتلاع الهواء: يحدث ابتلاع الهواء يوميًا خلال تناول الأطعمة والمشروبات، ولكن ذلك يحدث بكميات صغيرة مما يسبب الغازات والتجشؤ، ولكن يمكن لبعض العادات السيئة أن تزيد من ابتلاع الهواء بكميات أكبر مثل مضغ العلكة والتدخين ومص الأشياء وشرب المشروبات الغازية وتناول الطعام بسرعة.
  • تناول الأطعمة التي تزيد من الغازات: تؤدي بعض الأطعمة إلى إنتاج كميات أكبر من الغازات أثناء الهضم بسبب عدم قدرة الجسم على امتصاصها بالكامل أو لأنها تستغرق وقتًا أطول خلال عملية الهضم، وبالتالي انتقالها من الأمعاء إلى القولون دون هضمها، وفي كلا الحالتين يتسبب ذلك بتراكم المزيد من الغازات والروائح الكريهة، وتشمل هذه الأطعمة كلًا من: الكرنب والفاصولياء والبروكلي والزبيب والعدس والخوخ والتفاح بالإضافة إلى الأطعمة الغنية بالسوربيتول، مثل عصائر الفواكه.
  • الحالات المرضية: قد يزداد إنتاج الغازات نتيجة لوجود حالة مرضية كامنة في الجهاز الهضمي، والتي قد تكون مؤقتة أو مزمنة، ويشمل ذلك:
    • الإمساك.
    • التهاب المعدة والأمعاء.
    • حالات عدم تحمل اللاكتوز.
    • متلازمة القولون العصبي.
    • مرض كرون.
    • الداء البطني.
    • داء السكري.
    • اضطرابات الأكل.
    • التهاب القولون التقرحي.
    • مرض الارتداد المعدي المريئي.
    • التهاب البنكرياس المناعي الذاتي.
    • القرحة الهضمية.
    • سرطان القولون، إذ قد تكون الغازات في بعض الحالات النادرة إشارة إلى وجود أورام سرطانية وأحد أعراض سرطان القولون ومن الجيد إجراء الفحوصات اللازمة لذلك.
  • العمليات الجراحية في البطن، إذ تؤدي بعض العمليات الجراحية في البطن، مثل عمليات إصلاح الفتق إلى تشكل الغازات، ومن المهم مراجعة الطبيب بشأن ذلك أو أي أعراض أخرى تظهر بعد العملية.
السابق
نقص بلازما الدم
التالي
أفضل علاج طبيعي للقولون

اترك تعليقاً