الحلبة
الحلبة نبات عشبي يتراوح ارتفاع ساقه عن سطح التّربة حوالي ثلاثة أقدام، أي ما يعادل 60 إلى 90 سنتيميترًا، ويتميّز بأوراقه الخضراء، وأزهاره البيضاء صغيرة الحجم التي ما إن تتلقّح حتى يحل محلّها قرون تحتوي بداخلها على بذور صغيرة الحجم وذهبيّة اللّون تعدّ الجزء المستخدم في نبات الحلبة.
استخدمت الحلبة في الطّب الصّيني والطّب البديل، إلى جانب دخولها في الآونة الأخيرة ميدان التّوابل المنزليّة لما لها من فوائد صحيّة، وطعم يُضفي نكهة مميّزة على الأطباق، ناهيك عن استخدامها لغايات جماليّة لصحّة البشرة والشّعر، ودخولها كمكوّن رئيسي في الكثير من مستحضرات العناية بالبشرة والشّعر.
التخلّص من رائحة الحلبة في الشّعر
للحلبة العديد من الفوائد الصحيّة للشّعر سنتطرّق لها لاحقًا، مما يجعل من استخدامها كغسول للشّعر، أو تضمينها في الماسكات التي توضع على الشّعر أمرًا مرغوبًا، ولكن ما يجعل البعض يستنكف عن استخدام الحلبة للشّعر هو رائحتها القويّة التي تنبعث من الرّأس عندما تتعرّق فروة الرّأس، ولكنّها ليست بالمعضلة، إذ توجد حلول لهذه المشكلة من شأنها إزالة رائحة الحلبة من الشّعر تمامًا، ومنها:
- تدليك فروة الرّأس بأي نوع من الزّيوت العطريّة التي من شأنها تغيير رائحة الحلبة إلى رائحة طيّبة وزكّية.
- شطف الشعر بماء الورد، أو تدليك فروة الرأس بالقليل من ماء الورد، ويجدر التّنبيه هنا على تجنّب استخدام الشّامبو بكثرة لإزالة رائحة الحلبة، إذ يكفي غسل الشّعر بالشّامبو مرّة كل خمسة أيّام.
- إضافة قطرات من زيت الورد إلى كميّة من الماء وشطف الشّعر به كاملًا، حتى تختفي رائحة الحلبة نهائيًّا.
فوائد الحلبة للشّعر
طالما وُجد الحل للتخلّص من رائحة الحلبة القويّة من الشّعر، لا حرج من استخدامها للحصول على فوائدها الرّائعة للشّعر التي يمكن تلخيصها بالنّقاط الآتية:
- تغذية بصيلات الشّعر وتقويتها ومكافحة ضعفها الذي يؤدّي لتساقطها، لاحتواء بذور الحلبة على البروتين الذي يشكّل وحدة البناء الأساسيّة للشّعر.
- التخلّص من قشرة فروة الرّأس والوقاية من الإصابة بها، لاحتواء الحلبة على خصائص مضادّة للبكتيريا والفطريّات التي تسبّب تهيّج فروة الرّأس وتكوّن القشرة.
- زيادة معدّل نمو الشّعر لما تحتوي الحلبة من مجموعة من الأحماض الأمينيّة التي تدعّم قوّة بصيلة الشّعر.
- حماية الشّعر وعلاجه من التقصّف والجفاف النّاتجين عن تقلّبات الطّقس وارتفاع مستويات التلوّث، لاحتواء الحلبة على مجموعة من الفيتامينات التي تقوّي الشّعرة وتحسّن من بنيتها، وتزيد من سماكتها، وتحمي بصيلة الشّعر من التأكسد الإجهادي الذي تتسبّب به الجذور الحرّة التي تقاومها هذه الفيتامينات مثل فيتامين ج، وفيتامين أ، وفيتامين ب.
- ترطيب الشّعر ومنحه النّعومة، لاحتواء الحلبة على الأحماض الدهنيّة اللّينوليّة والأوليونيّة، إذ تحتوي بذور الحلبة على أعلى نسبة من الزّيوت يمكن لأي نوع بذور آخر الاحتواء عليه، إذ تبلغ نسبة الزّيت في بذور الحلبة حوالي 7.8%.
- إضفاء لمعة حيويّة على الشّعر، وتعزيز لون الشّعر الطّبيعي، لاحتواء بذور الحلبة على اللّيسيثين.
وصفات الحلبة للشّعر
فيما يأتي بعض الماسكات والوصفات الطّبيعيّة التي تتكوّن من الحلبة كمكوّن رئيسي لها، لعلاج مشاكل الشّعر المختلفة:
- الحلبة مع عصير اللّيمون: تنقع كميّة مناسبة من بذور الحلبة طوال اللّيل، وتُطحن في صباح اليوم التّالي للحصول على مسحوق ناعم، يُخلط مع عصير ثمرة ليمون طازجة متوسّطة الحجم، للحصول على عجينة ملساء طريّة يسهل تدليك فروة الرّأس بها بأطراف الأصابع، وتترك على الشّعر لمدّة ساعة، ويُشطف بعدها بالماء الفاتر وحده فلا حاجة لاستخدام الشّامبو، وتفيد هذه الوصفة في علاج تساقط الشّعر وعلاج بعض حالات الصّلع.
- الحلبة مع زيت جوز الهند: تُضاف ملعقتان كبيرتان من بذور الحلبة إلى ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند، ويوضع الخليط على النّار حتى يصل لدرجة الغليان ويصطبغ الزّيت باللون الأحمر، ويُرفع بعدها الخليط عن النّار ويترك جانبًا حتى يبرد، ثمّ يُصفّى لإزالة البذور من الزّيت، وتُدلّك فروة الرّأس به بلطف مع تركه طوال اللّيل وغسله بالشّامبو كالمعتاد في صباح اليوم التّالي، ويُنصح بتكرار هذه الوصفة مرّتين أسبوعيًّا، وتستخدم هذه الوصفة لتطهير فروة الرّأس وتعقيمها، وتقوية جذور الشّعر وتغذيتها.
- الحلبة مع صفار البيض: يُنقع مقدار كوب من بذور الحلبة في الماء لمدّة ليلة كاملة، ثمّ تؤخذ البذور وتطحن، ويضاف لها صفار بيضة مع الخفق جيّدًا لتمازج المكوّنين وللحصول على قوام يسهل تطبيقه على فروة الرّأس مع تدليكها بأطراف الأصابع بلطف، وترك المزيج على الشّعر لمدّة نصف ساعة، يُشطف بعدها بالماء الفاتر والشّامبو للتخلّص من رائحة البيض، وتستخدم هذه الوصفة للتخلّص من التهابات فروة الرّأس وما ينتج عنها من تهيّج وحكّة، بالإضافة لمنح الشّعر نعومة ولمعان صحّي.
- الحلبة مع زيت الزّيتون: توضع ملعقتان كبيرتان من مسحوق الحلبة النّاعم في وعاء، وتضاف لها كميّة مناسبة من زيت الزّيتون لصنع عجينة متماسكة وملساء يسهل تطبيقها على المناطق من فروة الرّأس التي تعاني من الشّعر الخفيف أو الصّلع، أو البقع الخالية من الشّعر، وتترك لبعض الوقت، وتُغسل بعدها بالماء والشّامبو كالمعتاد، ويمكن استبدال زيت الزّيتون بزيت جوز الهند.
- منقوع الحلبة: يُنقع مقدار ملعقة كبيرة من بذور الحلبة في كوبين من الماء المغلي، وتترك طوال اللّيل وتُشرب في صباح اليوم التّالي على الرّيق قبل تناول الفطور، إذ تعدّ هذه الطّريقة فعّالة في تغذية الشّعر من الدّاخل.
- الحلبة مع الزّبادي: تُخلط كميّة مناسبة من مسحوق الحلبة النّاعم، مع كميّة كافية من الزبادي أو ما يُعرف باللّبن الرّائب في بعض اللّهجات، لتكوين عجينة يسهل فردها على فروة الرّأس مع التّدليك برفق، وتترك لبعض الوقت ثمّ تُشطف بالماء فقط، ويُنصح بتكرار هذه الوصفة ثلاث مرّات يوميًّا للتخلّص التّام من قشرة الرّأس.
- الحلبة مع خل التفّاح: تُخلط حفنة من مسحوق الحلبة النّاعم مع ملعقتين صغيرتين من خل التفّاح الطّبيعي، وكميّة مناسبة من الماء لصنع غسول يسهل شطف الشّعر به مع تدليك فروة الرّأس، للتخلّص من الدّهون الزّائدة في الشّعر التي تعطيه مظهرًا زيتيًا.
- الحلبة مع حليب جوز الهند: تُخلط أربع ملاعق كبيرة من مسحوق الحلبة النّاعم مع كميّة كافية من حليب جوز الهند للحصول عجينة تُدلّك بها فروة الرّأس بلطف، ويُغطّى الشّعر بقبعة الاستحمام البلاستيكيّة لمدّة نصف ساعة، يُشطف بعدها بالماء.
