الصحة النفسية

التهاب النخاع الشوكي في الرقبة

التهاب النخاع الشوكي في الرقبة

 

التهاب النخاع الشوكي في الرقبة

التهاب النخاع الشوكي يسمى أيضًا التهاب النخاع المستعرض، والنخاع الشوكي هو جزء رئيسي من الجهاز العصبي المركزي، يحمل إشارات عصبية من وإلى المخ عبر أعصاب تمتد على كل جانب من جوانبه، وتتصل بأعصاب في أماكن أخرى من الجسم، يشير مصطلح التهاب النخاع الشوكي إلى التهاب النخاع الشوكي المستعرض، ويشير المستعرض إلى نمط التغيرات في الإحساس، إذ غالبًا ما يكون هناك إحساس يشبه الشريط الضاغط عبر جذع الجسم مع تغييرات حسية، ويمكن أن يحدث الإلتهاب بأي جزء من أجزاء النخاع الشوكي سواء بالرقبة أو الظهر، ويحدث ذلك تأثيرًا على حركة الذراعين والساقين والمثانه والأمعاء.

تشمل أسباب التهاب النخاع المستعرض الإصابة بالعدوى، واضطرابات الجهاز المناعي وغيرها من الاضطرابات التي قد تتلف أو تدمر المايلين، وهي المادة العازلة الدهنية التي تغطي ألياف الخلايا العصبية، ويؤدي الالتهاب داخل الحبل الشوكي إلى انقطاع الاتصالات بين ألياف الأعصاب في الحبل الشوكي وبقية الجسم، مما يؤثر على الإحساس والإشارات المرسلة من العصب أسفل مكان الإصابة، وتشمل الأعراض الشعور بالألم، والمشاكل الحسية ببعض أعضاء الجسم القريبة من منطقة النخاع الشوكي الملتهب، وقد تتطور الأعراض فجأة على مدار ساعات أو على مدار أيام أو أسابيع. والتهاب النخاع المستعرض يمكن أن يؤثر على الأشخاص من أيّ عمر أو جنس أو عرق فهو غير وراثي، يصيب الأعمار ما بين 10 و19 سنة و30 و39 سنة.

على الرغم من أن بعض الأشخاص يتعافون من التهاب النخاع المستعرض لكن مع احتمالية بقاء مشاكل بسيطة، إلا أن عملية الشفاء قد تستغرق شهورًا إلى سنوات، وقد يعاني الآخرون من إعاقات دائمة تؤثر في قدرتهم على آداء المهام العادية للحياة اليومية. ولا يوجد علاج محدد لالتهاب النخاع المستعرض، وتشمل العلاجات منع أو تقليل العجز العصبي الدائم كأدوية الكورتيكوستيرويد وغيرها من الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي، أو فِصادَةُ البلازْما أي إزالة البروتينات من الدم، أو الأدوية المضادة للفيروسات.

سبب الإصابة بالتهاب النخاع الشوكي

لا يعرف الخبراء السبب الدقيق لالتهاب النخاع الشوكي، لكن توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب النخاع الشوكي منها:

  • الالتهابات البكتيرية مثل مرض الزهري والسعال الديكي والكزاز، أو الاتهابات البكتيرية التي تصيب الأمعاء أو الرئة وغيرها.
  • الالتهابات الفيروسة مثل الحصبة والحصبة الألمانية، والتهاب الكبد الوبائي ب، وجدري الماء وغيرها.
  • إصابات في العمود الفقري أو التشوهات في العمود الفقري.
  • أمراض الأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين ، وجميعها يمكن أن تقلل من كمية الأكسجين في أنسجة الحبل الشوكي، إذا لم يصل الأكسجين إلى أجزاء الحبل الشوكي بكمية كافية، فغالبًا ما تبدأ الخلايا العصبية بالموت، ويؤدي موت الخلايا إلى التهاب النخاع المستعرض.
  • الاصابة بمرض التصلب المتعدد يمكن أن يسبب التهاب النخاع المستعرض، ولكن هذا أمر نادر الحدوث.
  • أمراض المناعة الذاتية، نظرًا لأن بعض المصابين بالتهاب النخاع المستعرض يعانون من أمراض المناعة الذاتية أيضًا مثل مرض الذئبة، لذلك يعتقد بعض الأطباء أن التهاب النخاع الشوكي قد يكون أيضًا من أمراض المناعة الذاتية.
  • السرطان إذ يمكن أن تؤدي بعض أنواع السرطانات إلى استجابة مناعية تؤدي إلى التهاب النخاع الشوكي.

أعراض التهاب النخاع الشوكي

يمكن أن تظهر أعراض التهاب النخاع الشوكي على مدار عدة ساعات أو أيام، أو على مدى فترة أطول من أسبوع إلى أسبوعين، ومن الأعراض المحتملة التي تظهر على المريض:

  • آلام الظهر أو الرقبة.
  • ضعف في الذراعين أو الساقين.
  • إحساس غير طبيعي في الساقين أو الذراعين، مثل حرق أو وخز أو تنميل.
  • فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
  • زيادة الحساسية للمس.

تحدث هذه الأعراض في الجسم بالاعتماد على جزء الحبل الشوكي الملتهب، فالأشخاص الذين يعانون من التهاب الحبل الشوكي في الرقبة عادة ما يشعرون بأعراض من منطقة الرقبة ولأسفل، بينما يسبب الالتهاب في منتصف العمود الفقري أعراضًا من منطقة الخصر إلى الأسفل.

تشخيص التهاب النخاع الشوكي

لتشخيص التهاب النخاع الشوكي يمكن أن يقوم الطبيب بواحدة أو أكثر من هذه الإجراءات بالإعتماد على حالة المريض:

  • يراجع الطبيب التاريخ الطبي إضافةً إلى إجراء فحص بدني كامل.
  • إجراء اختبار لبعض الأمراض؛ نظرًا لأن التهاب النخاع المستعرض يمكن أن يكون ناتجًا عن عدد من الحالات التي يمكن علاجها،
  • إجراء التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • تصوير النخاع، وهو إجراء تستخدم فيه الإبرة لحقن صبغة خاصة في منطقة العمود الفقري، وبعدها سيستخدم أشعة سينية تسمى التنظير الفلوري للحصول على صور من الحبل الشوكي.
  • اختبارات الدم وثقب الفقرات القطنية، وذلك لاستبعاد أيّ أسباب أخرى لالتهاب النخاع المستعرض.

أما إذا استبعدت جميع الأسباب الكامنة وراء التهاب النخاع المستعرض، فإنه يسمى مجهول السبب.

علاج التهاب النخاع الشوكي

لا يوجد علاج فعال حاليًا لالتهاب النخاع الشوكي، وتركز العلاجات على تخفيف الالتهاب الذي يسبب الأعراض، ويمكن أن يصف الطبيب جرعات عالية من الستيرويدات التي تكبح نشاط الجهاز المناعي، وقد يوصي الطبيب أيضًا باستخدام الأدوية المسكنة مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، وبالطبع الكثير من الراحة في الفراش، وإذا لم تخفف الستيرويدات من أعراض التهاب النخاع المستعرض، فقد يجرب طبيب إجراءً يسمى تبادل البلازما، والذي يستبدل بلازما دم المريض ببلازما جديدة، هذا الإجراء يزيل الأجسام المضادة الضارة من الدم، ويمكن أيضًا وصف أدوية أخرى لتثبيط المناعة.

  • مدة التعافي:عادة ما يبدأ الشفاء من التهاب النخاع المستعرض من أسبوعين إلى 12 أسبوعًا بعد ظهور الأعراض لأول مرة، ويمكن أن يستغرق التعافي ما يصل إلى عامين، وقد يشفى حوالي ثلث المصابين بالتهاب النخاع المستعرض شفاءً كاملًا أو شبه كامل مع اختفاء معظم الأعراض، والثلث الآخر يشفى شفاءً متوسطًا مع بقاء بعض الأعراض، أما الثلث الأخير يتعافى بشكل ضعيف ويبقى يعاني من إعاقات جسدية كبيرة.
  • علاجات الإعاقة الدائمة: بعض الأشخاص الذين يصابون بالتهاب النخاع المستعرض تبقى لديهم إعاقات جسدية دائمة، مثل تصلب العضلات أو ضعفها، وفقدان السيطرة على الأمعاء والمثانة، وربما الشلل، يوصف العلاج الطبيعي لهذه الحالات، وفي هذا العلاج سيعمل المتخصصون على زيادة قوة الجسد، والمساعدة في الحصول على مزيد من التحكم في وظائف المثانة والأمعاء، ويوجد نوع آخر من العلاج وهو العلاج المهني الذي يساعد على تعلم طرق جديدة للقيام بالمهام اليومية مثل الاستحمام، ويشعر بعض الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية بالحزن أو الاكتئاب، فإذا حدث هذا يمكن أن يوصي الطبيب بمراجعة أخصائي الصحة العقلية، وربما يصف الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي للمساعدة في علاج الاكتئاب.
السابق
ما معنى تحليل TSH
التالي
زيادة حجم العظام

اترك تعليقاً