الصحة النفسية

الجهاز التنفسي عند الإنسان

الجهاز التنفسي عند الإنسان

 

الجهاز التنفسي للإنسان

يُعد الجهاز التنفسي مسؤولًا في الأساس عن إتمام عملية التنفس، التي تبدأ باستنشاق جزيئات الهواء من الأنف والفم ثم دفعها نزولًا إلى الحلق والقصبة الهوائية، لتصل بعد ذلك إلى الرئتين اللتين تنقبضان عند دخول الهواء إليهما، ويحدث داخلهما عملية تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، ومن المثير للاهتمام أن القصبات الهوائية تحتوي على قصيبات هوائية أصغر حجمًا، التي تحتوي بدورها على أكياس صغيرة شبيهة بالبالونات تُدعى بالأسناخ، التي يجري داخلها تزويد الدم بالأكسجين، ويصل عددها إلى حوالي 300 مليون تقريبًا، ويُعد الجهاز التنفسي من بين الأجهزة الحيوية والمهمة للغاية التي لا تتوقف عن العمل نهائيًا على مدار الساعات والأيام، وعادةً ما يتراوح معدل التنفس ما بين 12- 20 مرة في الدقيقة الواحدة.

أجزاء الجهاز التنفسي

يتكون الجهاز التنفسي من عدة أجزاء، ولكل منها وظيفة محددة، وفيما يأتي ذكرها:

  • الأنف والتجويف الأنفي: الأنف هو الفتحة الخارجية الأساسية للجهاز التنفسي، وهو أحد الأعضاء الموجودة في الوجه، يتكوّن من الغضاريف، والعظام، والعضلات، والجلد، وتحمي جميعها الأجزاء الداخلية من التجويف الأنفي وتدعمها، ويُعرف التجويف الأنفي بأنه فراغ مجوّف في الأنف والجمجمة، مُغطى بالشعر والغشاء المُخاطي، وتكمن أهميته بتدفئة الهواء الذي يدخل للجسم وترطيبه وتنقيته قبل وصوله إلى الرئتين، كما يساعد الشعر والغشاء المُخاطي على احتجاز الغبار، والعفن، وحبوب اللقاح، والملوثات البيئية الأخرى قبل وصولها إلى الأجزاء الداخلية للجسم.
  • الفم: ويُعرف بالتجويف الفموي، وهو الفتحة الخارجية الثانوية للقناة التنفسية، إذ يحدث التنفس الطبيعي عادةً من الأنف، لكن يمكن التنفس من الفم عند الحاجة لذلك، ونظرًا لأن الطريق الذي يمر من خلاله الهواء عند عبوره من الفم أقصر من الطريق الذي يقطعه عند عبوره من الانف، فإن الفم لا يدفّئ أو يرطب الهواء الذي سيدخل للرئتين، كما يفتقر الفم للشعر والمخاط الذي ينقي الهواء، ولكن الفائدة الوحيدة من التنفس عبر الفم هي قِصَر المسافة التي يقطعها الهواء وكِبَر القطر، مما يسمح بمرور كمية أكبر من الهواء بسرعة أكبر.
  • البلعوم: ويُعرف بالحلق، وهو تركيب عضلي على شكل قُمع يمتد من النهاية الخلفية للأنف إلى بداية المريء والحنجرة، ويقسم البلعوم لثلاثة أقسام يوجد في نهايتها لسان المزمار، وهو غضروف ليّن يبدل فَتح القناة التنفسية والمريء، وبما أن البلعوم أيضًا يُستخدم لبلع الطعام فإن لسان المزمار يضمن مرور الهواء عبر القناة التنفسية عن طريق التغطية على فُتحة المريء، ويحدث العكس عند بلع الطعام، ويهدف ذلك إلى منع الاختناق.
  • الحنجرة: تُعرف الحنجرة بصندوق الصوت، وهي جزء صغير من الممر التنفسي يربط آخر جزء من البلعوم بالقصبة الهوائية، وتكوّن العديد من الغضاريف الحنجرة وتمنحها شكلها، ومنها لسان المزمار، ويقع أسفل لسان المزمار الغضروف الدرقي، وهو ما يسمى بتفاحة آدم، وعادةً ما يكون متضخمًا وبارزًا عند الرجال، كما تحتوي الحنجرة على الحبال الصوتية التي تسمح للجسم بإنتاج الأصوات عند الكلام أو الغناء.
  • القصبة الهوائية: وهي أنبوب يبلغ طوله حوالي 12.7 سينتيميتر مكوّن من غضروف على شكل حرف C، وتربط القصبة الهوائية بين الحنجرة والشعبة الهوائية، مما يسمح بمرور الهواء عبر الرقبة إلى الصدر، ويعمل الغضروف المكوّن للقصبة الهوائية على إبقائها مفتوحةً دائمًا لمرور الهواء، وتُعد الوظيفة الأساسية للقصبة الهوائية توفير ممر نظيف للهواء ليدخل ويخرج من الرئتين، كما ينتج النسيج الذي يبطن القصبة الهوائية المُخاط الذي يحتجز الغبار والملوثات الأخرى مانعًا إياها من الوصول إلى الرئتين، وتحرك الشعيرات الموجودة على سطح هذا النسيج المخاط للأعلى باتجاه البلعوم، مما يمكّن من ابتلاعه وهضمه في القناة الهضمية.
  • الشعبتان الهوائيتان والشعيبات الهوائية: تنقسم القصبة الهوائية لقسمين؛ أيمن وأيسر، ويُعرف كل منهما بالشعبة الهوائية، وتنطلق كل من الشعبتين الهوائيتين داخل الرئتين قبل أن يتفرع كل واحد منهما إلى شعيبات هوائية ثانوية، والتي تحمل الهواء في فصوص الرئتين، ثم تتفرع إلى شعيبات هوائية من الدرجة الثالثة، والتي تعاود التفرع لشعيبات أصغر، وينتهي الأمر بالانقسامات بالوصول إلى شكل يشبه الشجرة، ويمكن تحديد الوظيفة الأساسية للشعب والشعيبات الهوائية بحمل الهواء من القصبة الهوائية إلى الرئتين.
  • الرئتان: وهما زوج من الأعضاء الإسفنجية الكبيرة الموجودة في الصدر إلى جانب القلب وفوق الحجاب الحاجز، وتحاط بغشاء جنبي يمنح الرئتين المساحة للتمدد، وتوجد داخل كل رئة أنسجة إسفنجية تحتوي على الكثير من الشعيرات الدموية وما يقارب 30 مليون حويصلة صغيرة تدعى بالحويصلات الهوائية ، وتعد الحويصلات مكان تبادل الغازات بين الرئتين والدم عن طريق الشعيرات الدموية.
  • العضلات اللازمة للتنفس: تحيط العضلات بالرئتين وتمكنها من الشهيق والزفير، ويعد الحجاب الحاجز العضلة الأهم اللازمة للتنفس، وهو طبقة رقيقة من العضلات الهيكلية التي تشكل أرضية الصدر، كما توجد أنواع أخرى من العضلات كالتي توجد بين أضلاع القفص الصدري، ووظيفتها دعم الحجاب الحاجز في انقباض الرئتين وانبساطها.

يشير بعض الخبراء كذلك إلى وجود أجزاء أخرى من الجسم بالإمكان إضافتها إلى قائمة أجزاء الجهاز التنفسي، مثل:

  • الغدانيات واللوز: تنتمي الغدانيات واللوز أساسًا إلى الجهاز اللمفاوي، ومن المعروف أن الأطباء يلجؤون إلى استئصالها نهائيًا في حال التهابها أو تورمها.
  • الجنبة: تتكون الجنبة من غشائين يُحيطان بالرئتين لفصلهما عن جدار الصدر.

أمراض تصيب الجهاز التنفسي

توجد العديد من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، وفيما يأتي ذكرها:

  • الربو: يعاني المصابون بالربو من صعوبة التنفس والسعال وآلام الصدر خاصةً مع التعرض لمحفزات الربو، وبالرغم من اعتبار الربو من الأمراض المزمنة إلا أنه يمكن للمصاب التحكم بنوبات المرض عبر استعمال الأدوية العلاجية ومضادات الالتهاب.
  • التهاب الشعب الهوائية: يسبب التهاب الشعب الهوائية الإصابة بالسعال المزمن بسبب زيادة إنتاج المخاط وتجمعه فيها، وقد يحتاج المصابون إلى المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية المسببة للالتهاب.
  • الانسداد الرئوي المزمن: يستمر تطور هذا المرض لعدة سنوات قبل ظهور أعراضه كالشعور بضيق التنفس والسعال والتعب بعد ممارسة الأنشطة البدنية، وهو مرض يزداد سوءًا مع الوقت، ويتضمَّن التهاب القصبات إلى جانب النفاخ الرئوي.
  • التهاب الرئتين: تصاب الرئة بالالتهاب عند وصول أحد أنواع العدوى الجرثومية مثل البكتيريا أو الفطريات أو الفايروسات للحويصلات الهوائية، وبالرغم من إمكانية علاج المصابين والتخلص من الأعراض خلال عدة أسابيع إلا أن البعض قد يصاب بمضاعفات أكثر خطورة.
  • السّل: تسبب أحد أنواع البكتيريا الإصابة بمرض السّل الذي يؤثر عادةً على الرئتين، لكنه من الممكن أن يؤثر في الكلى، أو النخاع الشوكي، أو الدماغ.
  • سرطان الرئة: إذ تتغير بعض الخلايا الموجودة في الرئة وتنمو على شكل خلايا سرطانية مُسبِّبة سرطان الرئة، وهو ما يحدث عادةً بسبب التدخين أو استنشاق المواد الكيميائية، ويعدّ سرطان الرئة من أكثر أنواع الأورام السرطانية انتشارًا وتسببًا بالوفاة وغالبًا ما يرتبط بتدخين السجائر لمدة طويلة بالإضافة للتعرض المستمر للأشعة والمركبات الكيميائية الضارة.
  • التليّف الكيسي: يحدث هذا المرض نتيجة وجود مشكلة جينية تزداد سوءًا مع الوقت، وتسبب الالتهابات الرئوية ولا يمكن شفاؤها.
  • الانصباب الجنبي: ويكون بسبب تراكم السوائل بين الأنسجة المبطنة للرئتين والصدر.
  • التليّف الرئوي مجهول السبب: إذ تصبح الأنسجة الرئوية مندبةً ولا تعمل بالشكل السليم.
  • الساركويد: وهو تجمعات دقيقة من الخلايا الالتهابية الحبيبية تسبب الالتهابات، وتحدث عادةً في الرئتين والعقد الليمفية.
  • حمى الكلأ: يُعرف هذا المرض أيضًا بحمى القش، وهو يحدث نتيجة للتعرض لحبوب الطلع، أو الغبار، أو أي من المهيجات البيئية الأخرى.
  • الأنفلونزا: يُصاب بعض الأفراد بالأنفلونزا بسبب تعرضهم لبعض أنواع الفيروسات.
  • التهاب الحنجرة: يحدث هذا الالتهاب في الحنجرة.
  • نزلة البرد: يؤدي البرد الشائع الذي يسببه أكثر من 200 نوع فيروس مختلف، إلى التهاب الجهاز التنفسي العلوي، في عدوى الجهاز التنفسي الأكثر شيوعًا، التي تشمل أعراضًا مثل حمى خفيفة، وسعال، وصداع، وسيلان الأنف، والعطس، والتهاب الحلق.

القفص الصدري

يتكون القفص الصدري من عظمة القص وأضلاع وغضاريف وفقرات الصدرية، يرتبط بعظمة القص من الأمام، وبالفقرات الصدرية الـ12 من الخلف، وبعظمة الترقوة من الأعلى، وبعضلة الحجاب الحاجز من الأسفل، ويقع التجويف الصدري داخل الصدر، ويوجد داخله الرئتان والقلب وبعض الهياكل الحيوية الأخرى. وتتمثل وظيفة القفص الصدري في ربط العمود الفقري الخلفي بعظمة القص، بسبب هذه الارتباطات فإن الحركة داخل العمود الفقري الصدري محدودة للغاية؛ مما يحمي أعضاء الصدر (الرئة والقلب والشريان الأبهر والغدة الزعترية وجزء من القصبة الهوائية والمريء والغدد الليمفاوية والأعصاب المهمة) التي تقع داخل القفص الصدري.

يحتوي كل جانب على 12 ضلعًا، أي ما مجموعه 24 ضلعًا، الأضلاع السبعة العلوية تسمى الأضلاع الحقيقية لأنها متصلة مباشرة بعظمة القص، وتسمى الضلوع من 8 إلى 10 أضلاعًا كاذبة، لأنها ترتبط ارتباطًا غير مباشر بالقص، ويطلق على الضلوع 11 و 12 الأضلاع العائمة، لأنه لا يوجد لها أي ارتباط أمامي؛ أما عظمة القص فهي عظمة طويلة مسطحة تقع في منتصف جدار الصدر الأمامي، تشبه شكل الخنجر، وتتكون من ثلاثة أجزاء: القبضة، والجسم، والناتئ الرهابي.

السابق
تأثير الكحول على الدماغ
التالي
أضرار زرع الشعر

اترك تعليقاً