الصحة النفسية

الذئبة الحمراء القرصية

الذئبة الحمراء القرصية

مفهوم الذئبة الحمراء القرصية

يشتهر مرض الذئبة الحمراء القرصية بكونه نوعًا منفصلًا من أنواع مرض الذئبة، وهو يختلف كليًا عن مرض الذئبة الحمامية المجموعية، الذي يُعد أكثر أنواع الذئبة انتشارًا ويُصيب أي جزء من أجزاء الجسم، وعلى العموم يبقى مرض الذئبة الحمراء القرصية أحد أمراض المناعة الذاتية الناجمة عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجلد تحديدًا، وهذا بالطبع سيؤدي إلى ظهور تقرحات جلدية على الوجه، والأذنين، وفروة الرأس، ومناطق أخرى من الجسم، وعادةً ما ينسب العلماء الإصابة بهذا المرض إلى مجموعة كبيرة من العوامل الجينية، والهرمونية، والبيئية؛ كالتعرض لأشعة الشمس، وتُعد فئة النساء أكثر عرضة للإصابة بالذئبة الحمراء مقارنة بالرجال بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبًا، ومن جهة أخرى تبقى الذئبة الحمراء القرصية أقل خطورة من الذئبة الحمامية المجموعية، ومن النادر أن تنتشر الذئبة القرصية إلى الأعضاء الداخلية في الجسم، لكن من المحتمل أن تظهر الذئبة الحمامية المجموعية عند شخص مصاب من بين خمسة أفراد مصابين أصلًا بالذئبة الحمراء القرصية.

أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء القرصية

لم يتوصل العلماء والباحثون إلى السبب الحقيقي وراء الإصابة بالذئبة الحمراء القرصية، لكن العديد منهم يتحدثون عن وجود مجموعة من العوامل الهرمونية، والوراثية، والبيئة؛ كالتوتر والتعرض للأشعة فوق البنفسجية كما ورد مسبقًا، وتتضمن أبرز العوامل الأخرى التي تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض كلًّا مما يأتي:

  • تاريخ العائلة المرضي: تزداد فرص الإصابة بالمرض عند الأفراد الذين ينتمون إلى عائلة يسود بين أفرادها مرض الذئبة أو أي من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
  • الجنس: تظهر 90% من حالات الإصابة بالمرض عند النساء تحديدًا.
  • العرق: ترتفع نسب الإصابة بالمرض بين الأفارقة الأمريكيين بمقدار ثلاثة أضعاف عند مقارنتهم بالأفراد المنحدرين من أصول قوقازية أو بيضاء.
  • العمر: يشير الخبراء إلى شيوع المرض بين الأفراد بعمر 20-50 سنة.

أعراض الذئبة الحمراء القرصية

تتسبب الذئبة الحمراء القرصية بظهور طفحٍ جلدي على شكل بقع وردية على جلد الجسم، خاصة في منطقة العنق، وراحة اليد، وأخمص القدم، وتحت المرفق، بل قد يمتد الطفح الجلدي إلى قناة الأذن أيضًا، كما تتضمن أعراض الذئبة الحمراء القرصية ما يأتي:

  • ظهور أفات لجدية دائرية الشكل.
  • ظهور تقشرات جلدية على فروة الرأس.
  • ظهور بثور وحب حول المرفقين وقمم الأصابع.
  • حصول هزالة في جلد الجسم.
  • حصول سماكة في جلد فروة الرأس بالذات.
  • ظهور بقع داكنة أو فاتحة على الجلد.
  • حصول فقدان دائم للشعر.
  • حصول تقصف في الأظافر.
  • ظهور تقرحات فوق الشفتين.
  • الإصابة بندوب جلدية دائمة.

علاج الذئبة الحمراء القرصية

يرى الأطباء ضرورة في أخذ العلاجاتٍ المناسبة للتعامل مع حالات الذئبة الحمراء القرصية مبكرًا ودون تأخير من أجل تلافي حصول ندوب جلدية دائمة لدى المرضى، وتتضمن أبرز هذه العلاجات ما يأتي:

  • أدوية الستيرويد: تمتلك هذه الأدوية مقدرة على مقاومة الالتهابات، وبالإمكان أخذها على شكل كريمات موضعية، أو حقن، أو حبوب؛ كدواء البريدنيزون، لكن تبقى لأدوية الستيرويد أعراض جانبية سيئة على الجلد.
  • الأدوية الموضعية اللاستيرويدية: بوسع الأطباء وصف أنواع أخرى من المراهم والكريمات القادرة على تخفيف الالتهاب؛ كالأدوية المثبطة للكالسينورين، التي من أشهرها ما يُعرف بدواء التاكروليمس.
  • الأدوية المضادة للملاريا: تتميز الأدوية المضادة للملاريا بمقدرة جيدة على تخفيف الالتهابات، كما أن لها أعراضًا جانبية أخف من أنواع أخرى من الأدوية، لذا ليس من الغريب أن يصفها الأطباء لعلاج الذئبة القرصية أحيانًا.
  • الأدوية المثبطة للمناعة: تهدف هذه الأدوية إلى الحد من عدد الخلايا المناعية المسببة للالتهابات، وعادةً ما يصفها الأطباء للحالات الذئبة الحمراء القرصية الشديدة.
  • العلاجات المنزلية: يرى الخبراء ضرورة في توعية مرضى الذئبة الحمراء القرصية بأهمية تجنب أشعة الشمس، واستخدام الكريمات الواقية للشمس، أو وضع الطواقي والملابس لحماية الجلد من الشمس، بالإضافة إلى أهمية الإقلاع عن التدخين وتجنب استخدام الأدوية التي تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس؛ بما في ذلك بعض أنواع المضادات الحيوية ومدرات البول، لكن يجب بالطبع استشارة الطبيب قبل البدء بهذا الأمر.

مضاعفات الذئبة الحمراء القرصية

تبقى الذئبة الحمراء القرصية أخف وطأة من الذئبة الحمامية المجموعية، لكن الكثير من المصابون بها يشكون من الألم والحرقة في مواضع انتشار المرض على أجسامهم، كما أن البعض منهم قد يُعانوا من تشوهات جلدية وفقدان للشعر بسبب الندوب الجلدية، لذا، تؤثر الذئبة الحمراء القرصية مباشرة على جودة حياة المرضى، وفي الحقيقة أظهرت دراسة نشرت عام 2016 إلى شيوع الاكتئاب والقلق عند المصابين بأمراض الذئبة الجلدية، وأكدت الدراسة كذلك على ضرورة توفير العلاجات النفسية لهؤلاء المرضى، أما بالنسبة إلى موضوع تحول الأفات الجلدية إلى أنسجة خبيثة، فهو أمرٌ غير شائع كثيرًا لكن احتمالية حدوثه تبقى واردة لدى البعض.

السابق
التخلص من الإمساك فورًا
التالي
التهاب الذكر عند الرجل

اترك تعليقاً