الصحة النفسية

القولون العصبي وضغط الدم

القولون العصبي وضغط الدم

 

القولون العصبي

يشير مفهوم القولون العصبي إلى مجموعة من الأعراض والآلام التي تصيب البطن وتؤدي إلى حصول تغيراتٍ على عادات التبرز؛ كالإسهال، والإمساك، أو كليهما معًا، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض دون وجود علاماتٍ دالة على الإصابة بأمراض أو مشاكل أخرى متعلقة بالجهاز الهضمي، وكثيرًا ما يصف الأطباء والخبراء مرض القولون العصبي بالقول بانه مرضٌ وظيفيٌ ناجمٌ عن مشاكل تتعلق بعمل الدماغ والأمعاء، مما يؤدي إلى جعل عضلات الأمعاء أكثر حساسية إلى درجة التسبب بالإسهال وآلام البطن، وتشير بيانات المعهد الوطني للسكري وأمراض جهاز الهضم والكلى في الولايات المتحدة الأمريكية إلى معاناة ما لا يقل عن 12% من الأفراد من القولون العصبي، كما أن المرض شائعٌ أكثر بين فئة النساء بمقادر ضعف ما لدى الرجال تقريبًا، وتسود حالات المرض أكثر بين الأفراد بأعمار أقل من 50 سنة، بالإضافة إلى الأفراد الذين لديهم أقارب مصابون بالمرض والأفراد الذين يتعرضون إلى الكثير من المواقف المثيرة للتوتر في حياتهم.

ضغط الدم

يشير مفهوم ضغط الدم إلى القوة الواقعة على جدران الشرايين أثناء مرور الدم داخلها، ويصل ضغط الدم إلى أعلى نسبة له أثناء نبض أو انقباض عضلة القلب، ويُدعى حينئذ بضغط الدم الانقباضي، بينما يهبط ضغط الدم عند راحة القلب بعد الانقباض، ويُدعى ذلك بـ”ضغط الدم الانبساطي”، لكن ضغط الدم يُمكنه أن يرتفع كثيرًا لدى بعض الأفراد ليتسبب بإصابتهم بمرض ارتفاع الدم الشهير الذي يُمكنه أن يؤدي إلى حصول مشاكل في القلب؛ كالنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والفشل القلبي، والفشل الكلوي. وتشير بيانات جمعية القلب الأمريكية إلى إمكانية وجود مرض ارتفاع ضغط الدم عند 103 مليون فردًا بالغًا، وهذا يعني أن حوالي نصف البالغين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة الأمريكية، أما عالميًا، فإن التقارير المتوفرة تشير إلى وجود المرض عند ثلث السكان البالغين حول العالم.

القولون العصبي وارتفاع ضغط الدم

تؤدي الإصابة بالقولون العصبي إلى ظهور أعراضٍ كثيرة، مثل آلام مزمنة في البطن، وتغيراتٍ في عادات التبرز تتأرجح بين الإسهال والإمساك، وتغيراتٍ على شكل البراز مع الشعور بعدم إفراغ الأمعاء عند التبرز، بالإضافة إلى أعراضٍ أخرى، كالضعف الجنسي، وعسر الطمث عند النساء، وعسر الجماع، وكثرة التبول، وبعض الأعراض الشبيهة بأعراض مرض الفيبروميالغيا، وهذه الأعراض بالمجمل تبقى بعيدة عن الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لكن هناك بعض المنتجات الغذائية التي أكد الباحثين على وجود علاقة بينها وبين الإصابة بالقولون العصبي وارتفاع ضغط الدم معًا، منها مثلًا ما يُعرف بشراب الذرة عالي الفركتوز، الذي يشتهر بكونه أحد أكثر المحليات المستعملة في تصنيع الفطائر، ومنتجات الألبان، والأطعمة المصنعة والمعلبة في جميع بلدان العالم، وفي الحقيقة لا يتسبب شراب الذرة عالي الفركتوز في حصول القولون العصبي وارتفاع ضغط الدم فحسب، وإنما هناك معلوماتٍ تتحدث عن تسببه بحدوث مرض السكري، والكوليسترول، وأمراضٍ في الكبد أيضًا[٤]. ومن جهة أخرى، يجب عدم إغفال العلاقة بين التوتر وبين القولون العصبي وارتفاع ضغط الدم؛ فمن المعروف ان التوتر يؤدي إلى دفع الجسم إلى إفراز الأدرينالين، الذي يُؤدي بدوره إلى حصول تغيراتٍ في الأوعية الدموية والجهاز الهضمي؛ كزيادة معدل نبضات القلب، وزيادة توتر العضلات، وإطالة زمن إفراغ المعدة لمحتوياتها من الطعام، وزيادة سرعة انقباضات القولون أيضًا.

علاج القولون العصبي

يلجأ الأطباء إلى حث المريض على اتباع تغييراتٍ حياتية تتعلق بالعادات الغذائية وأسلوب المعيشة العام؛ لتقليل حدة التوتر والعوامل أو المحفزات التي تؤدي إلى ظهور أعراض المرض، وقد يضطر الطبيب كذلك إلى وصف مليّناتٍ للأمعاء في حال كان المريض يُعاني من الإمساك، كما يُمكن للطبيب وصف أدوية أخرى لعلاج الإسهال أيضًا، وقد يلجأ الطبيب كذلك إلى تحويل المريض إلى الطبيب النفسي من أجل استكشاف الأمور النفسية التي أدت إلى حدوث المرض.

السابق
اعراض تهيج القولون الهضمي
التالي
أضرار النوم في النهار

اترك تعليقاً