التعليم

المتكبرون يوم القيامة يجعلهم الله كأمثال

المتكبرون يوم القيامة يجعلهم الله كأمثال

“المتكبرون يوم القيامة يجعلهم الله كأمثال الذر”

من صور تواضع النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه

صور تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس كثيرة جدًا، لأنه كان يتصف بأخلاق مكتملة، وحسن الخلق، والأدب، وصلة الرحم، يقول سبحانه: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً}، والنبي عليه الصلاة والسلام كان أكثر الناس تواضعًا، وكان قوله: {إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد}وقد ضرب عليه الصلاة والسلام أعظم مثال في احترام الناس والتواضع لهم.

ومن صور تواضعه:

  • كراهيته أن يقوم أصحابه عندما يدخل المجلس
  • كان النبي عليه الصلاة والسلام أديبًا في المصافحة
  • الاستئذان عند الدخول
  • كان النبي لا يقيم أحد من مجلسه، لكنه يطلب منهم أن يتفسحوا في المجلس
  • الابتعاد التام عن التكبر في المجلس وخارجه
  • لا يحب أن يناديه أحد بسيدنا

كراهيته أن يقوم أصحابه عندما يدخل المجلس:

كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يحب كل مظاهر الكبر والتميز عن الناس ومعاملته بصورة خاصة، وكان لا يحب أن يقوم أصحابه له عندما يدخل إلى المجلس بالرغم من شدة محبتهم له وتعظيمهم له، يقول أنس: (ما كان شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِما يعلمون من كراهيته لذلك)

أدب المصافحة:

نذكر ما رواه أنس رضي الله عنه أنه قال «مَا رَأَيْتُ رَجُلًا الْتَقَمَ أُذُنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُنَحِّي رَأْسَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأَسَهُ، وَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَخَذَ بِيَدِهِ فَتَرَكَ يَدَهُ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَدَعُ يَدَهُ»

الاستئذان عند الدخول:

كان النبي عليه الصلاة والسلام يستأذن قبل الدخول على مجلس ما، فإن لم يؤذن له فيرجع، وذلك عن حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ، وَيَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ» (رواه أبو داود)، وفي رواية: «فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلَّا انْصَرَفَ»

لا يقيم أحد من مجلسه:

يقول النبي ﷺ: لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن تفسحوا وتوسعوا، وقد علمهم النبي عليه الصلاة والسلام عدم المزاحمة. إنما إذا قام الشخص يعود إلى مجلسه كما كان، فهو أحق في مجلسه إذا رجع.

الابتعاد التام عن التكبر في المجلس وخارجه:

النبي عليه الصلاة والسلام لم يعرف التكبر في حياته، وصح عنه القول: {يحشر المتكبرون يوم القيامة، في صورة الذر يطؤهم الناس بأقدامهم}، والله عز وجل قرن بين صفات المتكبرين والطغاة الذين يدخلون النار، قال تعالى: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12]

كان النبي متواضعًا لا يحب أن يناديه أحد سيدنا:

ونذكر هذه القصة المؤكدة لكلامنا، دخل على النبي عليه الصلاة والسلام رجل فقال: يا سيدَنا وابنَ سيدِنا، ويا خيرَنا وابنَ خيرِنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يا أيها الناس عليكم بتقواكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بنُ عبدِ الله، عبدُ الله ورسولُه، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل)).

اقرأ المزيد عن الاثار المترتبة على التواضع

من صور تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

النبي عليه الصلاة والسلام كان قدوة للناس جميعًا. وقد علمنا التواضع في الكلام والمشي، والتعامل مع الناس. وكان هذا غريبًا على أهل الجاهلية الذين عرفوا بأنهم أكثر الناس تكبرًا في الأرض. وبالتواضع كسب النبي عليه الصلاة والسلام قلوب الناس المساكين، أما التكبر فهو ينفر الناس، ولا تقبله القلوب.

جمع النبي عليه الصلاة والسلام بين الزهد وبين التواضع. وكان يعلم الناس دينهم مهما كانوا، ويقطع حياته كي يعلم شخص أمرًا ما أو يلبي حاجته. ونذكر صور أخرى للتواضع

  • كان يكره عبارات الثناء
  • النبي عليه الصلاة والسلام كان يعامل الناس كواحدًا منهم
  • كره التعظيم والتبجيل

كره عبارات الثناء:

كان النبي عليه الصلاة والسلام ينهى اصحابه عن المبالغة في الثناء عليه وإطرائه، فكانوا عندما يرمقونه بنظرات الإعجاب والفخر به، والإطراء، كان ينهاهم عن ذلك، وكان يفضل أن يدعوه الناس بعبد الله ورسوله

كان النبي عليه الصلاة والسلام يعامل الناس كواحدًا منهم:

وكان يكره أن يتميز عنهم: حينما كان الصحابة في غزوة بدر، كان يتعاقبون كل ثلاثة أشخاص على بعير واحد، وكان أصحاب النبي في ركوب البعير هم علي وأبو لبابة، وعندما انتهت مرحلة النبي عليه الصلاة والسلام في الركوب، اقترح أصحابه باستمرار دوره وهم يمشون عنه، لكن النبي عليه الصلاة والسلام منعهم من ذلك، وقال لهما: ((ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى عن الأجر منكُما)).

وشارك أيضًا أصحابه في حفر الخندق، ولم تمنعه نبوته وعظيم منزلته من مساعده أصحابه، حتى وارى التراب بطنة

كره التعظيم والتبجيل:

كان النبي عليه الصلاة والسلام لا يحب أن يعظمه أصحابه، عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) والقديد يعني اللحم المجفف، وهذا دلالة تامة على تواضع النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم.

من تواضع الرسول في مجلسه

كان النبي عليه الصلاة والسلام يكره أن يقوم له أصحابه عندما يدخل، وذلك من شدة تواضع، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على عصاً ، فقمنا له ، قال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً)، وهذا على عكس ما يقوم به المتكبرون اليوم من مظاهر لا يمكن أن يتخيلها عقل من إجبار الناس المساكين على الانحناء لهم وتعظيمهم، وتبجيلهم والانصياع والتذلل لهم في سبيل تحقيق مصالح الآخرين، وقال عليه الصلاة والسلام في ذلك: ( من أحب أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار)

وخلق التواضع للنبي عليه الصلاة والسلام كان جزء رافق النبي في جل حياته، فكان يجلس كما يجلس الناس، ويركب مما يركبون من البعير والحمار والبغلة والفرس، وفضل أن يكون عبدًا رسولًا على أن يكون ملكًا رسولًا.

اقرأ ايضا: مبسط لدرس الممنوع من الصرف

السابق
منصة مدرستي
التالي
فوائد الجبنة القريش للجنس

اترك تعليقاً