الصحة النفسية

امراض القولون

امراض القولون

القولون

يعد القولون أو الأمعاء الغليظة جزءًا من الجهاز الهضمي، ويعد الأعور Cecum الجزء الأول من أجزاء القولون، ويقسم القولون إلى أربعة أجزاء رئيسية، وهي: القولون المستعرض الذي يمتد عبر البطن، والقولون الصاعد المتواجد في الجزء الأيمن من البطن، وأيضًا القولون النازل أو الهابط، وهو يعد قولون الجزء الأيسر من البطن، بالإضافة إلى القولون السينيّ المتواجد قبل المستقيم؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ القولون يحتوي على الكثير من البكتيريا، والتي تبقى في مستويات متوازنة، كما يبطّن القولون العديد من العضلات التي تساعد في دفع البراز الناتج إلى الأسفل، وقد يتعرض القولون للإصابة بالعديد من الأمراض التي تسبب ضعفًا فيه، وعدم القدرة على أدائه وظائفه بالشكل المطلوب.

أمراض القولون

هناك مجموعة من الأمراض والمشكلات الصحية التي تصيب القولون، وتتضمن هذه الأمراض:

مرض كرون

يعد مرض كرون من أمراض القولون الأكثر شيوعًا، إذ يمكن أن يصيب الأشخاص على مختلف فئات العمرية، ويعرف بأنه حالة تسبب حدوث التهاب في أجزاء من الجهاز الهضمي، وهو يعد أحد أمراض الأمعاء الالتهابي، والسبب الرئيسي لمرض كرون غير معروف، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي لها دور كبير في زيادة احتمالية إصابتك به مثل: التدخين، والعامل الوراثي، ووجود اضطرابات في الجهاز المناعي، وتظهر أعراض إصابتك بمرض كرون عادةً أثناء مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ، وتظهر هذه الأعراض كالإصابة بالإسهال، ونزول البراز مع الدم، والشعور بالتقلصات، وآلام البطن، والمعاناة من فقدان الوزن غير المبرر، والّتعب، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعراض يمكن أن تذهب وتأتي كل عدة أسابيع أو أشهر، أو يمكن أن تكون ثابتة، وفي الحقيقة لا يوجد علاج لمرض كرون، إلا أن هناك مجموعة من العلاجات التي عند اتباعها تفيد في السيطرة على الأعراض والتخفيف منها، مثل: أدوية الستيرويد لتقليل من الالتهابات الموجودة، وأيضًا أدوية أخرى تفيد في منع الالتهابات من العودة مرة أخرى، ومن الجدير بالذكر أنه في بعض الحالات يتم اللجوء إلى إجراء عملية جراحية لإزالة جزء صغير متضرر من الجهاز الهضمي.

التهاب الردب أو الرّتج

يعد أحد أمراض القولون الذي يحدث نتيجة دخول قطع من الطعام المهضوم جزئيًا، أو قطع من البراز في فتحة الردب، مما يتسبب في انسدادها والتهابها، وحدوث عدوى، ويتسبب التهاب الردب في المعاناة من مجموعة من الأعراض المزعجة، والمضاعفات الخطيرة في حال تُرك دون تلقي العلاج المناسب، وتتراوح أعراض التهاب الردب ما بين خفيفة إلى شديدة، إذ إنها تظهر بشكل مفاجئ، ويمكن أن تتفاقم تدريجيًا مع مرور الأيام، وتتضمن هذه الأعراض؛ الحمى، والاستفراغ، والشعور بألم البطن، والإصابة بالإمساك، أو الإسهال، والانتفاخ، والغثيان، والقشعريرة، بالإضافة إلى أنه يمكن أن يلاحظ بعض الأشخاص المصابين حدوث نزيف من المستقيم، أو نزول دم في البراز؛ وتجدر الإشارة إلى أن علاج التهاب الردب يعتمد على شدة الحالة؛ إذ في بعض الحالات يوصي الطبيب بإجراء تعديلات على النظام الغذائي المتبع لإعطاء الجهاز الهضمي فرصة للتعافي والراحة وذلك من خلال الابتعاد عن تناول الأطعمة الصلبة، والحرص على اتباع نظام غذائي سائل لعدة أيام، كذلك يصف الطبيب بعض الأدوية للتقليل من الألم كدواء الأسيتامينوفين، وأيضًا بعض المضادات الحيوية لمعالجة العدوى مثل: دواء أموكسيسيلين، وميترونيدازول، وهناك بعض الحالات الأخرى التي يتم اللجوء فيها إلى إجراءات جراحية لمعالجة التهاب الردب.

سرطان القولون

يعد مرض سرطان القولون من الأمراض التي تنشأ نتيجة لتطوّر أورام حميدة داخل بطانة القولون الداخلية، وتزداد احتمالية الإصابة به مع التقدّم في العمر، وتحديدًا عند تجاوز عمر 50 عامًا، ويوجد مجموعة من العوامل التي تساهم في زيادة فرصة الإصابة به مثل: العامل الوراثي، والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، وزيادة الوزن، والإصابة بأمراض التهاب الأمعاء، مثل: التهاب القولون التقرحي، والنمط الغذائي المتبع للمصاب، وتظهر على الأشخاص المصابين بمرض سرطان القولون مجموعة من الأعراض، تتضمن؛ فقدان الوزن غير المبرر، والشعور بالتعب والضعف، والإصابة بالإسهال أو الإمساك، وخروج دم مع البراز مع تكرار مرات التبرز، وحدوث تغيرات في شكل البراز، والشعور بألم في البطن، والإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، والإصابة بالغازات، والانتفاخ، والإصابة بمتلازمة القولون العصبي، والشعور المستمر بعدم تفريغ البراز من الأمعاء بشكل الصحيح، وغيرها من الأعراض الأخرى، ويعالج مرض سرطان القولون من خلال اللجوء للعلاج الجراحي، وما يتبعه من العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، وتجدر الإشارة إلى أن علاج سرطان القولون يعتمد على المرحلة التي وصل إليها المرض، ويفيد الاكتشاف المبكّر للمرض في تحسين نتائج العلاج.

القولون العصبي

يعرف القولون العصبي بأنه من الاضطرابات التي تصيب الأمعاء الغليظة، وهي شائعة الحدوث، إذ يعاني الأشخاص المصابون بالقولون العصبي من مجموعة من الأعراض المعوية، مثل: زيادة الغازات في البطن، والشعور بالتقلصات، وألم في البطن، الإصابة بالإمساك أو الإسهال بالتناوب، والإصابة بالانتفاخ، كذلك ملاحظة وجود مخاط مرافق للبراز، وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد سبب رئيسي للإصابة بالقولون العصبي، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالقولون العصبي، مثل: حدوث انقباض العضلات في الأمعاء، أو حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي، أو الإصابة بالتهاب في الأمعاء، أو حدوث تغيرات في بكتيريا الأمعاء، أو الإصابة بعدوى شديدة، وغيرها من العوامل الأخرى، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض القولون العصبي، ولكن هناك مجموعة من العلاجات التي تقلل من الأعراض المرافقة له، وتشتمل هذه العلاجات على: الحرص على الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، والامتناع عن تناول الأطعمة التي تتسبب في تهيُج القولون، والتخفيف من تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف الغذائية، والابتعاد عن تناول وجبات الطعام بسرعة، والإقلاع عن شرب المشروبات الغازية، والكافيين، والإكثار من السوائل، والحرص على أخذ قسط كافٍ من النوم، وغيرها من العلاجات الأخرى.

التهاب القولون التقرحي

يعد التهاب القولون التقرحي أحد أنواع أمراض التهاب الأمعاء التي تحدث نتيجة إصابة المستقيم، أو بطانة القولون أو كليهما بالالتهاب، والذي يتسبب في ظهور تقرّحات صغيرة فيها، ويبدأ هذا الالتهاب عادةً في المستقيم، ومن ثم ينتقل إلى الأعلى، وتسبب الإصابة به ظُهور المخاط أو النزيف المرافق للبراز؛ ويحدث ذلك نتيجة موت خلايا بطانة الأمعاء، وحدوث النزيف فيها، وتجدر الإشارة إلى أن التهاب القولون التقرحي يصيب جميع الفئات العمرية، إلا أن الرجال أكثر عرضةً للإصابة به مقارنة بالنساء، ويعتقد البعض أن سبب الإصابة بالتهاب القولون التقرحي زيادة نشاط الجهاز المناعي في الجسم، بالإضافة إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الإصابة به، مثل: العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، وحدوث اضطرابات المناعية، وغيرها من العوامل الأخرى.

ويعاني الأشخاص المصابون به من الإسهال الدموي الذي يعد من أبرز أعراض التهاب القولون، بالإضافة إلى فقدان الوزن، والشعور بالتعب، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والشعور بالألم والتشنجات في البطن، والشعور بالرغبة المُفاجئة بالتبرز، وأيضًا الإصابة بالجفاف، وفقر الدم، وقرحة في الفم، والشعور بآلام في المفاصل، والشعور بألم في العين عند التعرُض لضوء ساطع، وغيرها من الأعراض الأخرى؛ ويتضمن علاج مرض التهاب القولون وصف الطبيب لبعض الأدوية متزامنة مع إجراء التغييرات في النظام الغذائي مثل: مضادات الالتهاب للسيطرة على الأعراض، والتخفيف من التهاب القولون، والمضادات الحيوية لمحاربة الالتهابات وتعافي القولون، وغيرها من الأدوية، بالإضافة إلى تجنب تناول بعض الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية أو الحارة، ومنتجات الألبان التي تزيد من حدة الأعراض، ومن الجدير بالذكر إلى أنه يتم اللجوء للإجراء الجراحي في حال لم تنجح الخيارات السابقة في معالجة التهاب القولون التقرحي، ويستأصل فيها القولون.

أطعمة مفيدة للقولون

تتوفر مجموعة من الأطعمة والمشروبات المفيدة لصحة القولون، والتي تفيد في حمايته والتخفيف من أعراض الأمراض التي تصيبه، ولعل من أبرز هذه الأطعمة:

  • الأطعمة الغنيّة بالألياف الغذائية: تعد الأطعمة الغنية بالألياف من أهم الأطعمة المفيدة لصحة وسلامة القولون والأمعاء، فهي تفيد في الوقاية من الإصابة بالإمساك من خلال تنظيم عمل القولون، والذي يفيد بدوره في الوقاية من احتمالية الإصابة بالبواسير، وتجدر الإشارة إلى أنه لا بد من أخذ ما يتراوح 25-35 غرامًا تقريبًا من الألياف الغذائية في اليوم، وذلك من خلال تناول الكثير من الخضروات والفواكه الغنية بالألياف الغذائية مثل: التوت، والكمّثرى، والتفاح، والموز، والبرتقال، والبازيلاء، والذّرة، والقرنبيط، بالإضافة إلى تناول البقوليات، والحبوب الكاملة.
  • الأطعمة الخالية من الغلوتين: إذ يعرف الغلوتين بأنه عبارة عن بروتين يتواجد في منتجات الحبوب؛ كالمعكرونة، والخبز، ويتسبب في إلحاق الضرر بالأمعاء لدى الأشخاص الذين يمتلكون حساسية تجاه الغلوتين، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من آلام القولون العصبي.
  • الحليب: يفيد شرب الحليب كل يوم في حصول الجسم على الكمية الموصى بها من فيتامين د والكالسيوم، والذي يفيد بدوره أيضًا في الوقاية من احتمالية الإصابة بمرض سرطان القولون والمستقيم، وتجدر الإشارة إلى أن الجرعة اليومية للشّخص تعتمد على عمره، إلا أنها بشكل عام تتراوح ما بين 1000-1300 ملليغرام تقريبًا يوميًّا؛ ومن الجدير بالذكر إلى أنه يتوجب على الرجال الحذر من كميّة الكالسيوم المتناولة؛ وذلك لأنّ زيادة نسبة الكالسيوم في جسم قد تزيد فرصة إصابتهم بسرطان البروستاتا.
  • شاي النعناع: يفيد تناول كوبٍ من شاي النعناع قبل تناول كل وجبة في التخفيف من أعراض وألم متلازمة القولون العصبي.
  • الحرص على تناول الأطعمة قليلة الدهون: وذلك لأن الدهون تزيد من أعراض القولون العصبي، وبالتالي فإنه ينصح باتباع نظام غذائي منخفض الدهون يقلل من أعراض انزعاج الأمعاء.
  • شاي البابونج: يفيد تناول شاي البابونج في الحد من الغازات المحبوسة، والانتفاخ، وعسر الهضم، وبالتالي يفضل شربه قبل كل وجبة وقبل موعد النوم.
  • خل التفّاح: يفيد تناول خل التفاح في الحفاظ على صحة القولون، والتقليل من أعراض الالتهاب، وذلك من خلال مزج معلقة صغيرة من خل التفّاح في كوب من الشاي أو الماء، وشربه كل يوم قبل تناول كل وجبة.

طرق الحفاظ على صحة القولون

تتوفر هنالك العديد من النصائح والطرق التي يتوجب اتباعها للحفاظ على صحة وسلامة القولون، ولعل من أهم هذه النصائح:

  • حافظ على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • ابتعد عن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، وخاصة المحتوية على كمية كبيرة من الدهون المشبعة.
  • احرص على الإكثار من تناول الفواكه، والخضروات الغنية بالألياف الغذائية مثل: الموز، والتفاح، والبرتقال، والبروكلي، بالإضافة إلى تناول البقوليات، والحبوب الكاملة مثل: الجوز، والبذور الكتان.
  • ابتعد عن السمنة، وحاول التخفيف من الوزن.
  • التزم بتناول الطعام المتوازن.
  • احرص على التقليل من تناول السكّريات.

قد يُهِمُّكَ

يعتمد علاج ألم القولون في تحديد المسبب الرئيسي لهذا الألم، والمرض المؤدي له، ويعالج وفقًا لما يوصي به الطبيب المختص، بالإضافة إلى أنه تتوفر مجموعة من العلاجات الطبيعية، كما أن التعديلات على نمط الحياة المتبع يفيد في التقليل من حدة آلام القولون، ومن أبرز هذه العلاجات نذكر:

  • الإكثار من شرب الماء: يفضل الحصول على الكمية الكافية من الماء أي لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء في اليوم.
  • احرص على ممارسة التمارين الرياضية: تُفيد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في التقليل من التوتر، والمساعدة على الاسترخاء.
  • الانتباه عند تناول بعض أنواع الأدوية: يوجد هناك مجموعة من الأدوية التي تزيد من تهيج القولون، والتي يتوجب إيقافها، وزيارة الطبيب لصرف أدوية أخرى بديله عنها؛ ومن الأمثلة على هذه الأدوية؛ الأدوية مضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل: الآيبوبروفين، والأسبرين، إذ إنها تزيد التهاب القولون، وبالتالي تؤثر على بطانة الأمعاء.
  • إجراء تعديلات على نمط الحياة المتبع: يكون ذلك من خلال التخلص من بعض السلوكيات التي تؤثر سلبًا على صحة وسلامة القولون، مثل: الخمول وقلة النشاط البدني، والتدخين، والجلوس لفترات طويلة.
  • الابتعاد عن تناول بعض أنواع الأطعمة: تتوفر مجموعة من الأطعمة التي يفضل الابتعاد عنها لآثارها السلبية على القولون؛ إذ إنها تتسبب بتهيج القولون، مثل: الأطعمة المقلية، والقهوة، والكربوهيدرات المعالجة.
السابق
البقع البنية على الجلد
التالي
علاج ثعلبة الشعر بالثوم

اترك تعليقاً