انخفاض الهيموجلوبين في الدم

يُعد الهيموجلوبين أحد أهم مكونات خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى سائر أعضاء وأنسجة الجسم البشري، وعادةً ما يتكون جزيء الهيموغلوبين الواحد من أربع جزئيات بروتينية تُدعى بالغلُوبولينات، التي تتكون بدورها من مركباتٍ تحتوي على معدن الحديد، الذي يُعد مسؤولًا عن إعطاء الدم لونه الأحمر المميز، وغالبًا ما تتباين مستويات الهيموغلوبين الطبيعية عند البشر حسب الفئة العمرية؛ فمن الطبيعي مثلًا أن يصل مستوى الهيموغلوبين عند الأطفال حديثي الولادة أو بعمر أقل من أسبوع إلى ما بين 17-22 غرامًا لكل ديسيلتر، ومن الطبيعي أيضًا أن يصل مستوى الهيموغلوبين عند البالغين الذكور إلى ما بين 14-18 غرامًا لكل ديسيلتر، أما في حال انخفاض مستوى الهيموجلوبين في الدم إلى ما دون ذلك، فيُعد حينئذ فقرًا في الدم، بينما على العكس من ذلك قد يُصاب البعض بارتفاع مستوى الهيموغلوبين أحيانًا، وهذا شائعٌ أكثر بين الأفراد المدخنين والأفراد الذين يعيشون فوق المرتفعات العالية.

أسباب انخفاض الهيموغلوبين في الدم

تُقسم أسباب انخفاض الهيموغلوبين في الدم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي:

• الأمراض التي تدفع الجسم إلى إنتاج عددٍ أقل من خلايا الدم الحمراء، مثل:
  • الإصابة ببعض أشكال فقر الدم، مثل ما يُعرف بفقر الدم اللاتنسجي Aplastic Anemia، وفقر الدم الناجم عن عوز الحديد، وفقر الدم الناجم عن عوز الفيتامينات.
  • تناول أنواع معينة من الأدوية، بما في ذلك الأدوية الخاصة بالعلاج الكيماوي والأدوية الخاصة بعلاج فيروس نقص المناعة البشري.
  • الإصابة بالسرطان، كاللوكيميا.
  • الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
  • الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  • التسمم بالرصاص.
  • تشمع الكبد.
• الاضطرابات والأمراض التي تدفع الجسم إلى تحطيم خلايا الدم الحمراء الطبيعية، مثل:
  • تضخم الطحال.
  • انحلال الدم.
  • فقر الدم المنجلي.
  • التهاب الأوعية الدموية.
  • الثلاسيميا.
• الأسباب التي تؤدي إلى خسارة الجسم للكثير من الدم، مثل:
  • نزيف الجروح.
  • نزيف في الجهاز الهضمي.
  • نزيف المسالك البولية.
  • نزيف الدم الشديد أثناء الدورة الشهرية.
  • كثرة التبرع بالدم.

أعراض انخفاض الهيموغلوبين في الدم

يُعاني المصابون بانخفاض الهيموغلوبين في الدم من أعراضٍ عديدة، منها:

• الضعف العام.
• ضيق النفس وألم في الصدر.
• تسارع أو عدم انتظام دقات القلب.
• برودة في اليدين والقدمين.
• شحوب واصفرار الجلد.
• صداع ودوار.

علاج انخفاض الهيموجلوبين في الدم

باستطاعة المصابون بانخفاض الهيموجلوبين في الدم التعامل مع أعراض هذا الاضطراب عبر اتباع بعض الخطوات الوقائية والعلاجية الخاصة بذلك، مثل:

• تناول الأطعمة الغنية بالحديد: يُعد معدن الحديد من بين أهم العناصر المهمة التي يحتاجها الجسم لإنتاج خلايا الدم الحمراء والهيموغلوبين، وعادةً ما يكون بمقدور الأفراد أخذ احتياجات أجسامهم من الحديد عبر تناول الأطعمة الغنية به، مثل اللحم البقري، والكبدة، والمحار، والفول الأخضر، وبعض أنواع الخضروات الورقية، كالكرنب، والبروكلي، والسبانخ، والملفوف.
• تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: يُعرف حمض الفوليك بكونه أحد فيتامينات ب اللازمة لنضج خلايا الدم الحمراء، وبالإمكان الحصول على ما يكفي حاجات الجسم منه عبر تناول الأطعمة الغنية به، مثل اللحم البقري، والخس، والسبانخ، والأرز، والفول السوداني.
• أخذ مكملات الحديد: يلجأ الأفراد الذين يُعانون من نقصٍ حاد بمستوى الحديد في أجسامهم إلى أخذ مكملات الحديد عبر الفم، لكن يجب دائمًا توخي الحذر لتجنب أخذ الكثير من مكملات الحديد؛ لأن ذلك يؤدي إلى الإصابة بالإمساك، والغثيان، والتقيؤ، وبعض أمراض الكبد الخطيرة.
• زيادة امتصاص الحديد: يشير الخبراء إلى أهمية الحرص على تناول الأطعمة التي تزيد من قدرات الجسم على امتصاص الحديد للاستفادة من كمياته الإضافية التي يحصل عليها من الأطعمة الغنية به، لهذا ينصح الباحثون بالتركيز على تناول الفواكه الحمضية، والخضراوات الداكنة ذات الأوراق، والأطعمة الغنية بفيتامين أ، كالأسماك والكبدة، كما لا يغيب عن الخبراء التنبيه إلى ضرورة تجنب الأطعمة التي تقلل من امتصاص الحديد، كالأطعمة الغنية بحمض الفايتك، مثل الجوز والسمسم، والأطعمة الغنية بالكالسيوم، كمنتجات الألبان والتين.