حول العالم

اين تقع ارمينيا وما هي المعالم السياحية فيها

اين تقع ارمينيا وما هي المعالم السياحية فيها

اين تقع ارمينيا هذه الدولة التي تملك تاريخاً يُعدّ الأقدم بين الدول الأوراسيّة، ولكنّها لا تملك أيّ منفذٍ بحريّ، إنّها إحدى الدول التي كانت سابقاً من بين دول بالاتحاد السوفيتي، واستقلّت عنه عام 1991، إحدى أقدم الحضارات المسيحيّة، والتي تأسّست أولى كنائسها في القرن الرّابع الميلادي، بلد الجمال والطبيعة السّاحرة.

اين تقع ارمينيا

تقع ارمينيا في جنوب القوقاز من أوراسيا، بين كلٍّ من البحر الأسود وبحر قزوين، في الشمال الشرقيّ من الهضبة الأرمينيّة، عند ملتقى غرب آسيا وشرق أوروبا، ويحدّها من الجهة الغربيّة تركيا، ومن الجهة الشماليّة جورجيا، ومن الجهة الشرقّة أذربيجان وكاراباخ، أمّا من الجهة الجنوبيّة فتحدّها إيران، وتبلغ مساحتها حوالي 29.743 كيلو متراً مربّعاً، أي ما يُعادل 11.484 ميلاً مربّعاً، ترتفع عن مستوى سطح البحر نحو 4.090 متراً أي حوالي 13.419 قدم في آراغاتس، أمّا أخفض نقطة فيها في ديبيد وتبلغ 390 متر فوق مستوى سطح البحر أي حوالي 1.280 قدم، وهي دولة حبيسة نظراً لعدم وقوعها على أيّ بحرٍ.

المناخ في أرمينيا

يتّصف مناخ أرمينيا بأنّه قارّي، أي أنّ الصيف فيها حارّ، والشتاء بارد، إذ تكثر فيها الثلوج، ودرجات الحرارة فيها تتراوح بين 22 و36 درجة مئويّة في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فدرجات الحرارة تتراوح بين -10 و -5 درجة مئويّة. وتُعتبر ذات رطوبة منخفضة، ما يجعل تأثير درجات الحرارة العالية فيها منخفض، وتوفّر النسمات المسائيّة القادمة من الجبال تأثيراً منعشاً في أرمينيا.

الطبيعة في أرمينيا

تغلب على تضاريس أرمينيا الطبيعة الجبليّة، حيث يُعدّ جبل أرارات أعلى جبالها، وهو جزء من أرمينيا التاريخيّة، إلاّ أنّه اليوم يتبع لتركيا. إضافة لوجود أنهار ذات جريان سريع، أمّا الغابات فهي قليلة نوعاً ما، وأشهر مناطقها:

  • منتزه ديليجان الوطنيّ: تقع في شمال شرق أرمينيا، وهو عبارة عن منطقة جبال طبيعيّة، مشكّلة غابات، وفيها جداول مياه متناثرة تتدفّق عبر الشجيرات، وبعض البحيرات، والأديرة القديمة التي تعود إلى القرنين العاشر والحادي عشر، وفيه مسار لممارسة رياضة المشي لمسافاتٍ طويلة.
  • جوريس: وهي قرية تقع في جنوب شرق أرمينيا، على ضفاف نهر فاراك، في وادي خلاب تُحيط به الجبال، وفيه العديد من المعالم التاريخيّة والثقافيّة، وتتميّز بشوارعها المخطّطة التي تصطفّ إلى جانبيها الأشجار في المدينة، وهي مثاليّة للتجول، ويكثر فيها الكهوف الحجريّة القديمة والسّاحرة، التي تُعتبر متحفاً رائعاً ومعرضاً فنيّاً أثريّاً، بالإضافة إلى كنيسة يعود تاريخها إلى القرن الرّابع، وبالقرب منها تقع قرية كهف ودير تاتيف.
  • ديبد كانيون: تضم هذه المنطقة مجموعة مذهلة من القُرى والبلدات الصغيرة والتي تتميّز كلّ منها بمظهرها وهويّتها الفريدة، حيث يربط الوادي فيها بين أرمينيا وجورجيا، ويمتدّ عبر مناظر طبيعيّة خلاّبة، وتحتوي كلّ قرية على ثروة من المعالم التاريخيّة، مليئة بالكنائس والأديرة والحصون.
  • أريني مدينة النبيذ: ويُزرع فيها النبيذ منذ 6000 عام، تقع هذه المدينة في الجبال، وتُغطّي كروم العنب سفوحها ومنحدرات الوادي، وتنتشر فيها مصانع النبيذ، وفيها أيضاً الأديرة القديمة وكهف أريني الأثريّ.
  • بحيرة سيفان: وهي أكبر بحيرة في منطقة القوقاز، وتحتل المرتبة الثانية عالميّاً من حيث الارتفاع، حيث تقع على ارتفاع 2000 متر فوق مستوى سطح البحر أي حوالي 6234 قدم. وتكثر فيها الينابيع، والشلالات التي تنحدر من علو، وتبلغ مساحتها 66 كيلو متر، وتُلقّب بجوهرة أرمينيا، أو لؤلؤة أرمينيا الطبيعيّة، حيث تبدو المياه الزرقاء على وشك أن تلمس السماء، ويُحيط بها الأديرة والكنائس الأثريّة المنتشرة على طول شواطئها ذات الرمال الذهبيّة، حيث تنشط فيها الرياضات المائيّة.
  • شلال ممروت قار: يقع في ناغورنو كاراباخ، في المنطقة الواقعة في الجزء الشرقي من أرمينيا، ينبع من وادي جردوز، مكّوناً شلالات دائمة التدفّق على شكل مظلّة ضخمة مغطّاة بالطحالب.
  • كوتايك: وهي بأرمينيا في وادي غارني، يشتهر بأعمدة البازلت الفريدة، نتيجة للعمليّات الجيولوجيّة، تمّ تشكل أعمدة متناظرة طبيعيّة ومذهلة، يُطلق عليها اليوم (سيمفونيّة الحجارة).

الديموغرافيا في أرمينيا

بلغ عدد سكّان دولة أرمينيا وبحسب إحصائيّة تعود لعام 2008 حوالي 3.238.000 نسمة، وبكثافة سكانيّة تبلغ 108.4 نسمة في الكيلو متر المربّع، ومن قوميّات مختلفة، إذا يشكّل الأرمن 97.9% من عدد السكّان، واليزيديون 1.3%، والرّوس 0.5 %، إضافة لوجود الكثير من الأقليّات، كالأشوريين، والأوكرانيين، والأكراد، والجورجيين، واليونانيين، البيلاروسيين، والألمان، والقوقاز، والبولنديين، والأوديين، والتايين، وغيرهم. يوجد الكثير من الأرمن خارج حدود بلدهم، أي في دول الشتات، وقد يتجاوز عددهم 8 مليون نسمة، وأكبر التجمّعات موجودة في (روسيا، فرنسا، إيران، أمريكا، جورجيا، سوريا، لبنان، الأرجنتين، أستراليا، كندا، اليونان، قبرص، العراق، بولندا، أوكرانيا، مصر، تركيا، القدس، إيطاليا).

التقسيمات الإدارية في أرمينيا

تُقسم أرمينيا إلى إحدى عشر محافظة وهي: (أراغاتسوتن، أرارات، أرمافير، غيغاركونيك، كوتايك، لوري، شيراك، سيونيك، تافوش، فايوتس جور، والعاصمة بريفان، وتضمّ 915 مجتمعاً محليّاً، منها 49 موجود في المناطق الحضريّة، أمّا الريفيّة فتضم 866 مجتمعاً.

الاقتصاد في ارمينيا

إنّ أهمّ داعم لاقتصاد أرمينيا هو الاستثمارات، وأيضاً الدعم الذي تتلقّاه من الأرمن الذين يعيشون خارج البلاد، اضافة إلى صناعة المواد الكيميائيّة والالكترونيّة والآلات والأغذية، والمطاط الصناعي، والمنسوجات، وتصدّر معظم منتوجاتها، في حين تستورد الموادّ الخامّ، والطّاقة التي تستوردها من روسيا، كالغاز والوقود النووي. أمّا المصدر الرئيسي للطاقة المحلية هي الطاقة الكهرمائيّة. ويوجد فيها كميّات قليلة من الفحم والغاز والبترول. وتُعتبر المناجم الأرمنيّة أهمّ منتجٍ للنحاس والزّنك والذهب والرصاص، كما وتعتمد في اقتصادها على النتاج الزراعي بشكلٍ كبير، والذي يشكّل حوالي 40% من الناتج المحلّي.

المواقع السياحية في أرمينيا

تمتلك أرمينيا العديد من الأماكن السياحيّة ما جعلت شعبيّتها متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع عدد السائحين فيها، نظراً لما تمتلك من مناظر طبيعيّة جبليّة إذ أنّها مليئة بالوديان العميقة والبحيرات المتلألئة والأنهار المتدفّقة، ولكونها أوّل دولة اعتنقت المسيحيّة، فإنّها تمتلك عدد لا يحصى من الأديرة والكنائس القديمة الأثريّة، وأهمّ معالمها السياحيّة:

  • دير تاتيف: ويبعد عن مدينة بريفان 253 كيلو متراً، يعود بناء الدير إلى العصور الوسطى، أي القرن التّاسع الميلادي، ويقع على حافة مضيق عميق وتحيط به المناظر الطبيعيّة الجبليّة المذهلة.
  • دير خور فيراب: وهو مقصد للحج، يُطلّ على جبل أرارات، ويعود تاريخ بناءه لعام 642 م، والذي يعني اسمه (زنزانة عميقة)، ويُعرف بأنّه كان محبسة القدّيس غريغوريوس المنور في القرن الثّالث الميلادي.
  • غارني: تقع هذه المدينة فوق حافّة منحدر يطلّ على التلال والجبال المزهرة، وتشتهر فيها العمارة الهيلينيّة، والتي تعود للقرن الأوّل الميلادي، وفيها معبد غارني الشهير، ودير جيكارد الذي يعود للقرن الحادي عشر الواقع على مجمع محصّن، إضافة لوجود ينابيع المياه الحارّة، وفيه مسارات للتنزّه وركوب الدرّاجات وركوب الخيل.
  • ممر سليم: يقع في الطريق من سيفان إلى بريفان، وقد كان الممر يوماً جزءاً من طريق الحرير الشهير الذي يربط أوروبا بالشّرق الأقصى، ولا تزال القوافل القديمة قائمة حتّى يومنا هذا.
  • جيرموك: وهي من المدن السياحيّة الشهيرة في أرمينيا، التي تتصف بمناخها المعتدل ومياهها المعدنيّة، حيث ينتشر فيها أكثر من 40 نبعاً حارّاً، وتُعتبر الرحلة إليها استشفائيّة، وفيها شلال جيرموك والذي يُعدّ ثاني أكبر شلاّل في أرمينيا حيث تنحدر مياهه من علوّ 70 متراً.
  • كاراهونج: وتقع في منطقة سيونيك على بعد 200 كيلو متر من يريفان، وهي أشهر المواقع الصخريّة في أرمينيا، والتي يُطلق عليها اسم (جيش الحجارة)، وتقع على هضبة ارتفاعها 1770 متراً، وفيها أكثر من 200 حجر محفور في أعلى كلّ واحدٍ دائرة بقطر 5 سنتمتر، مازالت لغزاً للعلماء في أصولها واستخداماتها، وتعود للقرن السّادس الميلادي، وكانت المنطقة بمثابة مرصد لمشاهدة النجوم.
  • نورفانك: وهو من أشهر الأديرة الموجودة في أرمينيا ويُعتبر أحد أكثر المواقع السياحيّة فيها، ويعود تاريخه إلى القرن الثّالث عشر، تُحيط به الجبال المنحدرة ذات اللون الأحمر، حيث تكثر المنحوتات والزخارف في واجهاته، إضافة لوجود درج حجريّ شديد الانحدار يُمكن تسلّقه يصل إلى جانبيّ الدير، ويطلّ على وادي أماغو السحريّ.
  • دير جيجارد: ويقع على مشارف مدينة غارني الخلاّبة، وهو وجهة شهيرة للرحلات اليوميّة، تمّ نحت الدير في سفح الجبل، مع قمم مهيبة تطلّ عليه، ويوجد فيه المنحوتات الأثريّة المعقّدة والتي تعود للقرن الرّابع الميلادي، وتتبع إليه كنائس صغيرة محفورة في الصخور تطل على مضيق نهر أزات.
  • مدينة بريفان: وتُعرف بأنّها من أكثر المدن المأهولة بالسّكان منذ القدم، إذ وفقاً للنقش المسماري للملك الأورارتي أغريشتي تمّ بناؤها عام 782 قبل الميلاد، ممّا يدلّ على أنّها أقدم من روما. لا تملك اليوم المباني الأثريّة والتاريخيّة، ويعود ذلك لأنّ السوفييت أسقطوا معظمها في عشرينيّات القرن العشرين، وقاموا بإنشاء الأبنية الحديثة، في محاولة لإنشاء مدينة مثاليّة على غرار باريس وسانت بطرسبرغ، وتقع مباني الحقبة السوفيتيّة جنباً إلى جنب مع طرق واسعة تضمّ المباني والكنائس القديمة والمُبهجة المُنتشرة في المدينة، وتكثر فيها المؤسّسات الثقافيّة كالمسارح والمتاحف، وأشهرها متحف الإبادة الجماعيّة الأرمنيّ.

معلومات هامة عن أرمينيا

تمتلك أرمينيا العديد من المعلومات الهامّة التي لا بدّ من ذكرها، وهي:

  • يعود تاريخ دولة أرمينيا إلى حوالي 3500 عام.
  • نظراً لموقعها الاستراتيجيّ في القوقاز، فقد مرّت عليها عدّة حضارات متعاقبة، كالرومان والبيزنطيّين والفرس والسوفييت.
  • تُعدّ أرمينيا أوّل بلد في العالم اعتمدت المسيحيّة كدين للدولة، وهو حدث يؤرّخ تقليديّاً في عام 301 م.
  • اللّغة الأرمنيّة هي لغة البلاد الرسميّة والوحيدة، والتي تمّ اختراعها من قِبَل القديس ميسروب مشدوتس عام 405م، وتتألّف من 38 حرفاً، وأضيف لها حرفان خلال الفترة القيليقيّة، أمّا اللّغة الثانية فهي الروسيّة، والتي تُستخدم في مجال التعليم، ويتكلّم بها 75.8%.
  • العملة الوطنيّة في أرمينيا هي الدرام.
  • تُعتبر الرياضة الأكثر شيوعاً في أرمينيا هي التزلّج، حيث تنشط في فصل الشتاء، إضافة إلى المصارعة، ورفع الأثقال، والجودو، وكرة القدم، والشطرنج، والملاكمة، وتسلق الجبال، والرياضات المائيّة.
  • تمتلك أرمينيا 27 محطّة بثّ تلفزيوني، محطّتان منها فقط الحكومية.
  • يوجد في أرمينيا تلفريك مُدرج في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أطول تلفريك في العالم، وهو الطريق الوحيد للوصول إلى دير تاتيف، حيث تستغرق الرحلة 20 دقيقة.

إنّ المطّلع على ما كتبته في اين تقع ارمينيا، سيتعرّف على هذه الدولة التي تمتلك أجمل المناظر الطبيعيّة الجبليّة والمُذهلة، وعلى ثقافاتها الغنيّة والمتعدّدة، وعلى سكّانها الذين يشتهرون بكرم ضيافتهم حيث يبذلون قُصارى جهدهم لجعل الزوّار يشعرون بالترحيب في وطنهم الجميل والعريق والأصيل.

السابق
طريقة عمل سمك فيليه بعدة طرق وخطوات سهلة
التالي
لماذا سميت حجة الوداع بهذا الاسم

اترك تعليقاً