تعرف على طرق إزالة آثار الجروح القديمة من الجسم

آثار الجروح

يُعدّ تشكل الندوب الجلدية جزءًا طبيعيًا من عملية التئام الجروح الناجمة عن التعرض لحادث عرضي، أو الخضوع لعملية جراحية، ويرى الخبراء أن مظهر الندوب الجلدية الحاصل في النهاية يعتمد في الأصل على كيفية التئام الجروح، وينوه المختصون إلى حقيقة أن الخضوع لعمليات مفاصل الركبة والمرفقين يُمكنه أن يؤدي إلى تشكّل ندوب جلدية من الصعب التخلص منها أيضًا، بينما قد يكون بالإمكان إيجاد علاجاتٍ منزليةٍ للتخلص من الندوب الناجمة عن التعرض للجروح البسيطة، ويشير الخبراء إلى حقيقة أن معظم الندوب الجلدية تبقى قابلةً للاختفاء وحدها مع مرور الوقت.

إزالة آثار الجروح القديمة من الجسم طبيًا

يُمكن للأطباء علاج ندبات أو آثار الجروح باستخدام أساليب طبية كثيرة، منها:

• العلاج الجراحي: يزيل طبيب الأمراض الجلديّة المنطقة المتندبّة، وبالتالي يقل حجم التندب، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة فعالّة إلا أنها لا تكون خيارًا إلا عندما تفشل الخيارات الأخرى؛ إذ من المحتمل أن تتشكل الندبة مرّة أخرى بعد إزالتها، وغالبًا ما تعطى حقن الكورتيزون للمُصابين الذين يخضعون لجراحة إزالة الندب؛ لزيادة فاعلية النتائج المرجوة من الجراحة.
• حقن الستيرويد: تمتلك هذه الحقن قدرةً على جعل ندبات الجروح تبدو أكثر استواءً من قبل.
• العلاج الإشعاعي: والذي حسب ما تشير له الدراسات يساهم في تقليل حجم الندوب في حالة فشل الطرق الأخرى، ويقلل من احتمالية عودة الندوب بعد إزالتها، إلا أن قلة من المرضى يتلقون العلاج الإشعاعي؛ بسبب مخاوفهم من الإصابة بالسرطان، إضافةً إلى الأعراض الجانبية الأخرى التي قد ترافق هذا العلاج كظهور البقع الداكنة والتورم.
• التقشير السطحي للجلد: يتضمن هذا العلاج إزالةً كاملةً لسطح الجلد باستخدام معدات طبية خاصة.
• الليزر: يستخدم الليزر في علاج آثار بعض أنواع الحروق، ومن بعض أنواع الليزر الشائعة المستخدمة للنّدب؛ ليزر الإربيوم YAG، وأشعة ليزر ثاني أكسيد الكربون CO2، وأشعة الليزر النابضة، ويعمل كل نوع من هذه الأشعة بآلية محدّدة بناءً على نوع التندّب الموجود في بشرة المُصاب،وتستخدم هذه الأشعة بطرق متعددة نذكرها كالآتي:
  • آلية إعادة تسوية طبقة الجلد بالليزر: إذ يُعاد تسوية سطح الجلد بالليزر؛ لتحسين مظهر الجلد ومعالجة الندب عن طريق إزالة طبقات الجلد المصابة ويمكن إجراء إعادة التسطيح بالليزر بواسطة كلٍ مما يأتي:
    • تقنية الليزر الاستئصالي: والذي يهدف إلى إزالة طبقة الجلد العليا كاملة باستخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون CO2 وأشعة ليرز الإيربيوم، وقد تحتاج البشرة إلى فترة تتراوح من ثلاثة أيام إلى عشرة أيام كي يخف احمرار المنطقة المُعالجة.
    • تقنية الليزر غير الاستئصالي: وتستخدم هذه التقنية ليزر الأشعة تحت الحمراء لعلاج الندب، والتي تحفز إنتاج مادة الكولاجين، وتجدد الخلايا في المنطقة المُصابة؛ لتحل محل الأنسجة المتندبة والتالفة.
  • الفراكسل ليزر: تهدف أشعة الليزر الكسرية Fraxel إلى تحفيز نمو الأنسجة الموجودة تحت الندب؛ لإزالة الخلايا المتصبّغة والموجودة تحت الطبقة العليا من الجلد.

إزالة آثار الجروح القديمة من الجسم منزليًا

تتوفر الكثير من أنواع الكريمات والمراهم الجلدية التي تُباع بغرض التخلص من الندبات الناجمة عن الجروح، لكن يبقى الكثير من هذه المنتجات يفتقد إلى الأدلة العلمية الداعمة لها، ويُمكن ذكر أبرز الأساليب المنزلية المثبتة علميًا؛ لإزالة ندبات الجروح القديمة على النحو الآتي:

• السيليكون: يؤكد الخبراء على توفر الكثير من الأدلة التي تثبت فعالية كريمات السيليكون في القضاء على ندبات الجروح، ولحسن الحظ، فإنّ هذه الكريمات لا تحمل الكثير من الأعراض الجانبية، كما أنها متوفرة في الصيدليات، وبالإمكان الحصول عليها دون وصفة طبية، وكثيرًا ما ينصح أطباء الجراحة باستخدام هذه الكريمات، لوضعها فوق مكان ندبات الجروح الناجمة عن العمليات الجراحية.
• المركبات الكيميائية المقشرة للجلد: توجد هذه المركبات في الكثير من أنواع المراهم الخاصة بإزالة ندبات الجروح، وتشتهر بكونها تُساعد على إزالة طبقات الجلد الميتة وإكساب الجلد مظهرًا أكثر نعومةً، ويُعد حمض الجليكوليك من بين أشهرها، لكن تجدر الإشارة هنا إلى أنَ معظم الدراسات المتوفرة تُساند استخدام هذه المركبات؛ لعلاج الندبات الناجمة عن البثور وحب الشباب وليس ندبات الجروح.
• منتجات الوقاية من الشمس: لا تمتلك هذه المنتجات الكثير من الفعالية فيما يخص إزالة الندبات القديمة، لكنها قد تكون قادرةً على منع تدهور حالة الجروح وتسريع عملية التئامها طبيعيًا، كما ينصح الكثير من الخبراء باستعمال هذه المنتجات جنبًا إلى جنب مع المركبات الكيميائية المقشرة للجلد.
• مستخلصات البصل: تتوفر في الصيدليات منتجات لإزالة ندبات الجروح، التي تحتوي بالدرجة الأولى على مستخلصات البصل، وفي الحقيقة فقد توصلت الكثير من الدراسات إلى وجود فائدة فعلية لهذه المستخلصات فيما يخص إزالة ندبات الجروح خلال أربعة أسابيع فقط، لكن توجد دراسات أخرى عارضت هذا الأمر، ولم تتوصل إلى وجود ما يميز مستخلصات البصل عن غيرها من المستخلصات.
• زبدة الكاكاو: يفرك الجلد بقطعة قماش مبللة بماء دافئ، ثم يدلك الجلد بقطعة قماش تحتوي على زبدة الكاكاو مع التمسيد بلطف بحركات دائرية قوية في حال كانت آثار الجروح ظاهرةً بشدة، وتكرر هذه الخلطة ثلاث مرّات يوميًا لمدّة عشر دقائق.
• العلاجات الطبيعية الأخرى: يعتقد الكثير من الأشخاص فعالية استعمال منتجات طبيعية أخرى لعلاج ندبات الجروح، مثل: العسل، وزيت الزيتون، وعشبة الألوفيرا، وقد يكون لهذه المنتجات بعض الفائدة فيما يخص ترطيب الجلد وتنعيمه، لكن لا يوجد إلى الآن ما يُثبت نجاعة أي منها في إزالة ندبات الجروح.
• الخطوات الوقائية: يرى الكثير من المختصين أن أفضل طريقة للتخلص من ندبات الجروح هي اتباع الخطوات التي تقي من تشكّلها في الأساس، مثل:
  • الحفاظ على نظافة الجرح عبر غسل الجلد ببعض الماء والصابون مرةً واحدةً على الأقل في اليوم.
  • إزالة خيوط العمليات أو الجروح العميقة في موعدها، وعدم تركها لتزول وحدها.
  • وضع الفازلين كل يوم فوق مكان الجرح بعد التئامه، ولف المكان بضمادة نظيفة.
  • الحفاظ على رطوبة الجرح قدر الإمكان.

الآثار النفسية الناتجة عن آثار الجروح على الجسم

قد يؤثر التغيير السلبي الحاصل في الجسم على ثقة الشخص بنفسه، فالمجتمع وضع معايير خاصة بالجمال تصف الندب بأنها قبيحة وتؤثر على تقبل المجتمع، ويصف المُصابون حياتهم مع الندوب بأنها تشبه العيش بحالة من الصدمة وأنه يشعر بالإهانة من قبل المجتمع، وقد تسبب الندبات بتغيير الشخص لوظيفته وكما قد يُصاب بعض الأشخاص بالمشاكل النفسيّة كالاكتئاب، والشعور بالخجل والميول إلى العدائيّة؛ مما يخلق توترات في العلاقات الاجتماعية وضعف التواصل مع الآخرين ويقلل من الرغبة العاطفيّة بين الأشخاص، ومع محددوية العلاج النفسي المُتاح لهذه الفئة من المجتمع، وافتقار الأطباء في كثير من الأحيان إلى التدريب المناسب لإدراة هذا النوع من القضايا النفسيّة الاجتماعيّة، يكون من اللازم أن تتخذ بعض الخطوات اللازمة لتخفيف حدّة الأعراض النفسية الناتجة عن الإصابة بالندوب خاصة في منطقة الوجه.