اسلاميات

تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وهي إحدى آيات سورة الحجرات، وفي هذه الآية الآية إشارة إلى أنّ الله تعالى خلق الإنسان من جملة ما خلق سبحانه، وأكرمه بأنْ جعله خليفةً في الأرض يعْمُرها وفق مراده، ومنحه كلّ ما يمكنّه من هذه المهمّة الجليلة، وامتنّ عليه بالعقل وجمال الصورة، فخلقه بأحسن تقويم، وشاءت إرادة الله تعالى أنْ يكون البشر أممًا مختلفةً، وشعوبًا متعدّدة.

سورة الحجرات

قبل معرفة تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، فهي إحدى آيات سورة الحجرات، لذلك سنتعرّف على سورة الحجرات، وهي من السّور المدنيّة أيّ من السّور التي نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المدينة المنورة، وقد نزلت في السنّة التاسعة من الهجرة النبويّة، ويبلغ عدد آياتها ثمانية عشر آية، وقد سُميت بهذا الاسم لنسبتها لحجرات أمهات المؤمنين، وقد جاء في هذه السّورة العديد من القضايا والآداب، ومن أبروها تلك التي تحدثت عن الأدب مع رسول الله عليه الصلاة والسّلام، وحددت طبيعة العلاقة والتصرف معه صلّى الله عليه وسلّم، وقد تمّ تحريم رفع الصوت في حضرة رسول الله، كم حُرم التعدّي على حقوقه، مثل تقديم الرأي بين يديه أي قبل أن يطرح رسول الله رأيه، وفي هذا تنبيه للصحابة الكرام ولجميع الأمة فالمسألة إذا كان فيها نص من القرآن الكريم أو السنة النبوية وجب الوقوف عند هذا النص وعدم تعديه إلى الاجتهاد وإلى مصادر التشريع الأخرى، وفي هذا المقال سنتحدّ عن تفسير إحدى آيات سورة الحجرات.

تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

جاء في تفسير الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، أنّ الله عزّ وجلّ قد خلق بني آدم من أصل واحد ومن جنس واحد، وخلقهم جنسين الذكر والأنثى بحيث يعود أصلهم جميعًا لآدم وحوّاء، وقد جعل الله تعالى منهم رجالًا كثيرًا ونساءً، وفرقهم في أمم وقبائل، وذلك في سبيل أن يتعارفوا في بينهم، فلو استقلّ أحدٌ منهم بذاته لم تتحقق الغاية المرادة، وهي التعارف الذي يترتب عليه التعاون والتناصر والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، وثبوت النّسب لذلك جعل الله تعالى البشر قبائلًا وشعوبًا، لتكون تلك الامور وغيرها مما يسهم في عمار الارض، كما أشارت الآية الكريمة إلى عدم جواز الافتخار في موضع الأصل فيه التّعارف والتّآلف، فكرم الإنسان وأصله هو التقوى، فأكرم الناس عند الله تعالى هم أتقى الناس، وأكثرهم طاعةً وبُعدًا عن المعاصي، وليس أشرف الناس نسبًا أو عددًا، والله تعالى هو العليم الخبير بذلك، يعلم ما خفي في قلوب عباده من التقوى، ويعلم ما ظهر من العبد وما بطن، ويُجازي كلًّا بما يستحقه.

سبب نزول اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

ورد في سبب نزول قوله تعالى في سورة الحجرات: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا”، أنّه لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة المكرمة، أمر الصحابيّ الجليل بلال بن رباح بأن يصعد على ظهر الكعبة ويؤذن بالناس، فاستنكر بعض الناس هذا بسبب نسب سيدنا بلال رضي الله عنه، فقال عتاب بن أسيد: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم يرَ هذا اليوم، وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود، وقال سهيل بن عمرو: إن يرد الله شيئاً يغيره، وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئاً، أخاف أن يخبر به رب السماء، فنزل جبريل عليه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأخبره بكلّ ما قاله القوم، فدعاهم النبيّ الكريم وسألهم عن قولهم ذاك، فأقروا به، فأنزلت الله جلّ وعلا هذه الآية الكريمة، التي تنهى الناس عن التفاخر بالإنسان، أو التكاثر بالأموال والتقليل من شأن الفقراء، فكلّ من عيّر سيدنا بلال كانوا من المسلمين حديثًا أيّ وقت الفتح، حيث لم يكن الإيمان قد ثبت في قلوبهم بعد عندما قالوا ذلك عن سيدنا بلال رضي الله عنه، وهو الكريم عند الله تعالى بإسلامه وإيمانه، فالتقوى هي الميزان فقط.

إعراب اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

بعد معرفة تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، ومعرفة سبب نزولها سنتعرّف على إعراب مفردات هذه الآية الكريمة التي جاءت في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، وإعرابها كالآتي:

  • يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
  • أيُّها:  منادى مبني على الضم؛ لأنه نكرة مقصودة في محل نصب، و الهاء حرف تنبيه.
  • الناسُ: بدل مرفوع، و علامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، و التابع هنا مرفوع للفظ لا للمحل.
  • إِنَّا: إنّ حرف مشبه بالفعل، ونا: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إنّ.
  • خَلَقْناكُمْ: خلق: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والميم للجمع، وجملة “خلقناكم”: جملة فعلية في محل رفع خبر إنّ.
  • من ذكر: من : حرف جر، ذكر: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والجار والمجرور متعلقان بالفعل خلقناكم.
  • وأنثىالواو حرف عطف، أنثى اسم معطوف على مجرور مجرور مثله بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
  • وجعلناكم: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والميم للجمع.
  • شعوبًا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • لتعارفوا: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بجعلناكم.
  • إِنَّحرف مشبه بالفعل.
  • أَكْرَمَكُمْ: أكرم: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والميم للجمع، وجملة “اكرمكم”: جملة فعلية في محل نصب اسم إنّ.
  • عند الله: عِنْدَ: ظرف مكان منصوب بالفتحة، اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
  • أتقاكم: أتقى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، الكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والميم للجمع، وجملة ” أتقاكم”: جملة فعلية في محل رفع خبر إنّ.
  • إِنَّحرف مشبه بالفعل.
  • اللهَلفظ الجلالة اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • عليمٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • خبيرٌ: خير ثاني لإنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
  • جملة إنّ الله عليم خبيرجملة اسمية استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.

وهكذا نكون قد تعرّفنا بعض المعلومات عن سورة الحجرات، وعرفنا تفسير اية وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وتعرفنا كذلك على سبب نزول هذه الآية، وأخيرًا أدرجنا الإعراب الكامل للآية الكريمة والتي هي الآية الثالثة عشر من سورة الحجرات.

السابق
اليوم الثامن من ذي الحجة يسمى
التالي
عبارات عن اليتيم مؤثرة قصيرة

اترك تعليقاً