معلومات عامة

حقيقة ظاهرة التغطيس للكشف عن المجوهرات و النفط

حقيقة ظاهرة التغطيس للكشف عن المجوهرات و النفط

هل يمكن أن تدلك عصا على طريق لاكتشاف الماء؟ ، كثيراً منا قد سمع عن ظاهرة التغطيس و البعض رأى على شاشات التلفاز ، فقد يأتي شخص ضائع في الصحراء يحمل عصا على شكل حرف Y فيمسكها من طرفيها و يتركها تقوده و يتحرك معها دون وجهه محددة و بمجرد أن يشعر بأن هذه العصا تجذبه يعي أنه قد عثر على بئر ماء و يبدأ بالحفر ، هذا ما يحدث في الأفلام و لكن على أرض الواقع الوضع يختلف ، ففي هذا المقال سوف نتعرف على حقيقة هذا الظاهرة.

تعريف ظاهرة التغطيس :
ظاهرة التغطيس هي عملية لم يتم تفسيرها حتى الآن ، و لكن يمكن الإشارة إلى ظاهرة التغطيس على أنها القدرة على استنباط مكان الماء أو النفط أو المجوهرات ، و قد قام العديد من الباحثين بعمل تجارب للكشف عن ظاهرة التغطيس عن طريق تجربتين ؛ التجربة الأولى هي إحضار خشبة على شكل حرف Y ، و التفكير في الشىء المراد إيجاده ثم إتباع العصا حتى تنجذب للشىء الذي نفكر فيه ، أما التجربة الثانية فهي استخدام قضيبين معدنيين على شكل حرف L و إتباع الخطوات السابقة للعثور على الأشخاص أو التنقيب عن النفط أو إيجاد آبار المياه.

التفسيرات التي يقدمها التغطيسيون لهذه الظاهرة:
يلجأ التغطيسيون لعدة تفسيرات لهذه الظاهرة ، و من أهم هذه التفسيرات ؛ التفسير فيزيائي الذي يشير إلى أن الجسم الذي يحاول الشخص إيجاده يقوم بإطلاق طاقة تتناغم مع العصا التي يحملها و بذلك ينجذب إليها ، أما التفسير الآخر فيشير إلى قوة الإدراك و هي قوة تتصل بين الجسم و العنصر المراد كشفه ، يستند بعض التغطيسيون على كتاب De Re Metallica الذي يشير إلى أن التغطيس يعتبر أحد الطرق الأساسية للبحث عن المعادن.

الرد على تفسيرات التغطيسين:
عندما نظر الباحثون إلى تفسيرات التغطسيون ؛ وجدوا أن التغطيسيون وقعوا في خاطئين ، أولهما إنهم استندوا إلى التقاليد بمعنى أنهم اعتبروا تلك الفكرة ظاهرة علمية صحيحة لمجرد أنه تم استعمالها لفترة زمنية طويلة في الماضي ، و هذا مرفوض في العلم لأن العلم يتطور بتغير الزمن ، فالأساليب التي استعملها الإنسان قديمًا كانت بدائية بسبب فقر معلوماته .

أما الخطأ الثاني الذي وقع فيه التغطيسيون فهو أن كتاب De Re  Metallica لم يؤكد على أن التغطيس طريقة فعالة للكشف عن المعادن ، بل أشار الكاتب إلى هذا الموضوع قائلا ” لا يجب عليه أن يستعمل العصا المسحورة -يقصد عصا التغطيس- لأنه إذا كان ذكياً وماهراً في فهم إشارات الطبيعة، يدرك بأن هذه العصا لا تفيده”

فشل التغطيسيون:
في عام ١٩٤٩م قامت الجمعية الأمريكية للعلوم الطبيعية بإجراء اختبار لكشف مدى صدق أو كذب هؤلاء التغطيسيون ، ضمت التجربة ٢٧ تغطيسي ، تم وضعهم في أرض ليس بها أي علامات على وجود المياه ، و طلب منهم أن يقوموا بتحديد مكان وعمق المياه في هذه الأرض ، و كانت النتيجة أن لم يتمكن أي أحد منهم النجاح في هذا الاختبار و ذلك على عكس علماء الجيولوجيا و المهندسين الذين تمكنوا من تحديد مكان و عمق المياه في هذه الأرض.

الدليل العلمي على فشل هذه الظاهرة:
يشير التغطيسيون إلى أن العصا التي يحملونها تقوم بجذبهم للشىء المراد إيجاده ، ردًا على هذا أكد بعض العلماء أن هذا الجذب طبيعي و يسمى “Idiomotor” بمعنى توقع حدوث شىء ، فعند الإيمان بأن هذه العصا سترشدك إلى الشئ المراد إيجاده فإن عقلك الباطن سيعطي أوامر لجسدك بالتحرك بطريقة لا إرادية ، فالتغطيس لا يختلف عن مؤشر لوح الويجا الذي يعتقد البعض أن يمكنهم من خلاله التحدث مع الأرواح و الأشباح و لكن في الحقيقة أن ما يحرك هذا اللوح هو العقل الباطن لا غير

السابق
الأزمة الثانية لاسبانيا في عهد الملكة إيزابيل الثانية
التالي
بيتر فان موشنبروك أول مخترع للمكثف بالدوائر الكهربية

اترك تعليقاً