القرآن الكريم

طرق سهلة لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال

حفظ القرآن الكريم

يعد حفظ القرآن الكريم من أهم الأمور وأعظمها في طلب العلم، بل إن لحفظ القرآن الكريم الأولوية في العلم، فالناظر إلى سيرة السلف الصالح والسابقين يجد أن أول ما يهتمون فيه في طلب العلم هو حفظ القرآن الكريم، فيحفظونه منذ نعومة أظفارهم، لما له من أهمية كبيرة باعتباره أساس العلوم جميعها وقوامها، فمنه تستمد الأحكام والأدلة الشرعية، وبعد ذلك يسعون إلى التدرج في دراسة العلوم الشرعية الأخرى، فقد قال الحافظ النووي رحمه الله : “وأول ما يبتدئ به حفظ القرآن العزيز فهو أهم العلوم ، وكان السلف لا يُعلِّمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن”.

إلا أن ما نراه من واقع الشباب في وقتنا الحاضر يختلف عن ذلك، فنراهم يغفلون عن حفظ القرآن، وبعضهم يبدأ بحفظ القليل منه ثم لا يلبث أن ينقطع عن ذلك لأسباب متعلقة بكثرة المشاغل، أو الاعتذار بطلب العلوم الأخرى في المدارس الجامعات، أو لكثرة تفلت القرآن ونسيانه، لذا لا بد من تنشئة الأطفال تنشئة صحيحة قائمة على حفظ كتاب الله في سن صغيرة لحمل لواء الإسلام عندما يكبرون، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن الطرق التي سيمكنك من خلالها تحفيظ القرآن الكريم للأطفال.

طرق سهلة لتحفيظ القرآن للأطفال

يوجد العديد من الطرق المتنوعة التي يمكن من خلالها تحفيز أطفالك على الإقبال على حفظ القرآن الكريم، ويعد عامل الترغيب العامل الأهم الذي يمكن اعتماده في ذلك، بعد الدعاء والتوكل على الله تعالى، بالإضافة إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الوالدين هم القدوة الأولى والأهم بالنسبة للطفل، ومع القليل من الصبر والتكرار والمتابعة الراشدة ستصل إلى هدفك بحفظ طفلك للقرآن الكريم، وفيما يأتي بعض الطرق البسيطة التي يمكنك اتباعها لتحفيظ طفلك القرآن الكريم:

  •  الاستماع للقرآن وقراءته خلال فترة الرضاعة: فقد ذكر العديد من العلماء أن الطفل الرضيع يتأثر كثيرًا بما يحيط به من أصوات، فعندها تكون حاسة السمع قد بدأت باستقبال الأصوات الصادرة نحوها، فيخزن الرضيع المفردات التي يسمعها وإن لم يكن قادرًا على توظيفها في الوقت الحاضر، لذلك فإن قراءة القرآن أمام الطفل الرضيع أو إسماعه إياه يسهل كثيرًا عليه حفظ القرآن عند كبره.
  • قراءة القرآن أمام الأطفال: إذ إن الأطفال الصغار يحاكون والديهم في طريقة الجلوس أو الكلام، وينطبق هذا الأمر على كيفية الصلاة وتلاوة القرآن الكريم، فالإكثار من تلاوة القرآن أمامهم يجعله محببًا إليهم، ويحفزهم على حفظه فيما بعد.
  • تقديم المصحف كهدية للطفل: إذ إن إهداء المصاحف للأطفال يجعلهم أكثر تعلقًا بها، نظرًا للغريزة البشرية المتمثلة بحب الهدايا، الأمر الذي يدفعهم للإقبال على حفظ القرآن الكريم برغبة وحب.
  • الاحتفال عند ختم الطفل للقرآن قراءة: إذ إن الترغيب والتحفيز من الأمور المحببة إلى الأنفس، وهي في نفس الطفل أشد، فعند ختم الطفل لتلاوة القرآن الكريم يفضل أن تقدم له الهدايا، فهو حدث يبقى عالقًا في ذاكرته على المدى البعيد، وفرصة يتمنى تكرارها، الأمر الذي سيدفعه إلى أن يقبل على حفظ القرآن الكريم بحب وشغف ودون أوامر أو تعنيف.
  • قص ما ورد في القرآن الكريم من قصص على الأطفال: فالقصص محببة إلى نفوس الأطفال، وبالتالي يمكنك سرد ما ورد في القرآن الكريم من قصص على مسامعهم بأسلوب شيق ومبسط، واستخراج العبر من تلك القصص بطريقة تسهل عليهم فهمها، مما يعزز من تعلق الطفل بالقرآن ويزيد الرغبة لديه بسماع المزيد من القصص القرآنية، فيقبل على حفظه وتفسيره.
  • إجراء المسابقات المحفزة على حفظ القرآن الكريم: ويكون ذلك بجمع الطفل مع غيره من أفراد الأسرة أو مع أصدقائه لتحفيزه على الحفظ، وخاصة قصار السور المناسبة لسنه، وتقديم الهدايا له عند حفظ الجزء المقرر وتسميعه بالطريقة الصحيحة.
  • تحفيز الأطفال على مشاهدة القنوات الخاصة بالقرآن: والتي يُعرض عليها المسابقات الخاصة بحفظ القرآن للأطفال، الأمر الذي يحفز الطفل على المنافسة والرغبة بحفظ القرآن عند مشاهدته للأطفال من نفس الفئة العمرية الذين يتنافسون على الحفظ ويكرمون على ذلك غاية التكريم، الأمر الذي يدفعهم لأن يكونوا أمثال هؤلاء الأطفال وقد يتفوقون عليهم.
  • استخدام التقنيات الحديثة الميسرة للحفظ: إذ يمكن الاستعانة بالتطبيقات الموجودة على الهواتف المحمولة والتي تختص بتحفيظ القرآن للأطفال عن طريق القراءة والتكرار، كما يمكن السماح للأطفال بتسجيل أصواتهم والاستماع إليها، ومعرفة أخطاء القراءة وغير ذلك.
  • تشجيع الأطفال على المشاركة بالمسابقات القرآنية: والتي تعقد في المدارس أو المساجد أو الجمعيات القرآنية، إذ غالبًا ما يعجز الأطفال عن حفظ السور القرآنية بمفردهم، لذا فإن الحفظ الجماعي قد يكون عاملًا محفزًا لهم على الحفظ.

ثمرات حفظ القرآن الكريم

إن حفظ القرآن الكريم عبادة يبتغي صاحبها من خلالها الثواب والرضا من الله تعالى، إذ لا ينبغي على الحافظ أن يبتغي بحفظه أية منافع دنيوية، وإنما يعقد النية الخالصة لله تعالى عند حفظه للقرآن، ومن ثمرات حفظ القرآن الكريم التي تعود على الفرد في الدنيا والآخرة ما يأتي:

  • يقدم حافظ القرآن على غيره في الإمامة.
  • يقدم حافظ القرآن على غيره في الإمارة والرئاسة إذا كان قادرًا على حملها.
  • يتخذ حافظ القرآن منزلته يوم القيامة عند آخر آية كان يحفظها، لقوله صلى الله عليه وسلم: [يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها]، والمقصود بالقراءة هو الحفظ. يكون حافظ القرآن مع الملائكة رفيقًا لهم في منازلهم.
  • يلبس حافظ القرآن تاج الكرامة وحلتها يوم القيامة.
  • يشفع القرآن لحافظه عند الله تعالى يوم القيامة.
السابق
اعراض العصب في المعدة
التالي
اسباب شرب الماء بكثرة

اترك تعليقاً