للسوق المالية أهمية كبيرة في الناحية الاقتصادية لحياة الناس، وتساهم في التنمية الاقتصادية للمجتمعات، وكان لها دور مميّز في تمويل المشاريع الاقتصادية المختلفة، وحظي هذا الموضوع بأهمية كبيرة في حياة المسلمين، واهتموا بإنشاء سوق مالية إسلامية تختص في تداول الأوراق المالية، منفردة عن غيرها بالخصائص والمميّزات، وتقوم على مبادئ وضوابط إسلامية، لأنَّ السوق المالية أصبحت تُعتبر عمود الاقتصاد لدول العالم، فهي تدعم الاقتصاد من خلال جمع المدّخرات الكبيرة، التي ترفع من مستوى معيشة الناس وزيادة رفاهية المجتمع.
مفهوم سوق الأوراق المالية:
السوق المالية: هي عبارة عن تنظيم التقاء بين الناس من بائعين ومشترين، سواء في مكان محدّد أو عن طريق وسائل اتصال عن بُعد، تستخدم الأوراق المالية كأداة أساسية في معاملاتها، حيث يتم تبادلها بين العملاء تبعاً لقواعد ومبادئ منظّمة، ويتم توجيه العملاء في السوق المالية عن طريق وسطاء، مهمتهم تزويد العملاء بالمعلومات وإتمام عمليات تبادل الأوراق المالية.
وبذلك يمكن تحديد عناصر السوق المالية بالأوراق المالية، والمتعاملون من عملاء ووسطاء، وهيئات تنظيمية مثل الشركات أو المؤسسات ذات العلاقة.
أهمية السوق المالية في النشاط الاقتصادي:
لسوق الأوراق المالية أهمية كبيرة في خدمة الاقتصاد، من خلال الأمور التالية:
- زيادة المدّخرات بكفاءة استخدام الأوراق المالية في خدمة الاقتصاد، عن طريق التشجيع على الاستثمار.
- الاعتماد الذاتي في زيادة التنمية الاقتصادية، عن طريق جذب الاستثمار الأجنبي، وعدم الاعتماد على الاقتراض.
- توزيع الموارد المتاحة بطريقة تخفف من تكاليف التمويل.
- تشجيع الأفراد على الاستثمار بثقة أكبر دون التخوّف من مخاطر الاستثمار.
- من خلال زيادة فرص الاستثمار يتم رفع مستويات الإنتاج، التي تتطلّب عمالة وبالتالي زيادة التشغيل ورفع مستويات الدخل الفردي والقومي.
موقف الاقتصاد الإسلامي من أحكام السوق المالية:
بناءً على أهمية سوق الأوراق المالية في حياة الناس والمجتمعات، بحث علماء الاقتصاد الإسلامي في حقيقة سوق الأوراق المالية وتفصيلاتها، لإيجاد بدائل شرعية تراعي التطوّرات والمستجدات، وبيّن الاقتصاد الإسلامي موقف الإسلام من سوق الأوراق المالية، وقام بتنظيم أعمالها وضبط معاملاتها، بما يتوافق مع أحكام الإسلام ومبادئه.
ويظهر لنا ذلك بدراسة أدوات السوق المالية وتحديد الحُكم الشرعي لكل منها، والاستفادة من الأحكام المشروعة، إضافةً إلى عدم ترك غير المشروع من أحكام السوق المالية، بتوفير بدائل إسلامية مشروعة.
وبالتالي وصل الاقتصاد الإسلامي إلى سوق مالية إسلامية، تعمل بالضوابط والأحكام الإسلامية، وتعود بالمنفعة والفائدة على الأفراد المسلمين والمجتمعات الإسلامية كافّة.
