شبه الجزيره العربيه مهبط الوحي ، من المواضيع المهمة التي سيتم التعرف عليها في هذا المقال، فشبه الجزيرة العربية هي تلك المنطقة الواقعة جنوب غرب آسيا، وسميت شبه جزيرة لإحاطتها بالماء من ثلاث جهات هي الغرب والشمال الشرقي والجنوب الشرقي، حيث يحدها بالترتيب البحر الأحمر، والخليج العربي، والمحيط الهندي، وهي بلاد تعطي أكثرها الصحراء، إلا أنها عرفت في الماضي الكثير من العقائد والديانات السماوية منها وغير السماوية والتي سنتعرف على كلاها في السطور التالية.
شبه الجزيره العربيه مهبط الوحي
بعد أن عمت الجاهلية عرب شبه الجزيرة العربية، وساد الباطل فيها على الحق، وانطمست الفطرة السليمة، أرسل الله تعالى في نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- يهدي الناس إلى الدين القويم، ويخرجهم مما هم فيه من ظلمات الجهل والباطل، إلى النور الحق، وهو التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد دون ما يتخذون من عبادات ومعتقدات فاسدة، أو ديانات تم تحريفها، فمن مكة بدأت دعوة النبي -عليه السلام-، ثم انطلقت إلى العالم أجمع من المدينة المنورة.
سبب نزول الإسلام في شبه الجزيرة العربية
لأنّها الأرض التي نشأ عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ممّا يعني معرفة أمته باللغة العربية وغيرها وفيما يأتي مظاهر تغير شبه الجزيرة العربية:
- القضاء على ظاهرة القبليّة والنّزعة العرقيّة: التي كانت منشرة في شبه الجزيرة العربيّة، فكان سكّان الجزيرة العربيّة عبارة عن قبائل وعشائر كالأوس والخزرج في المدينة، وقريش وبنو كنانة في مكّة، وكندة، وطيء، وغطفان وغيرها، وكان التكبر في الأنساب كبيرًا؛ حيث كان كلّ إنسان يتكبر بقبيلته وعائلته التي ينتسب إليها ويرى أنّها أفضل القبائل والأهل، لذلك أصبح في شبه الجزيرة العربيّة قبل الإسلام وبسبب هذا التكبر والتفاخر الذي أساسه النسب كثير من الغزوات التي دامت سنوات مثل داحس والغبراء، وبعاث، وحرب البسوس، وعندما جاء الإسلام أكّد على تضامن الإنسانيّة وأنّه لا فضل لإنسان على آخر إلاّ بالتّقوى والإيمان، كما نهى عن القبليّة والتّفاخرب حينما أكّد على معنى الأخوّة في الإسلام فكلّ عباد الله إخوان ألّف الله بين قلوبهم بفضله تحت عقيدة الإسلام الوافية، ولتنطلق دعائم جيوش المسلمين الموحّدة لتفتح مشارق الأرض ومغاربها، ويشّع نور الإسلام في أنحاء المعمورة.
- القضاء على المنكرات بجميع أشكالها: فانتشرت حينها بين سكان الجزيرة العربيّة المنكرات والمعاصي، فباشروا الخمر والزّنا وكلّ مساوئ الأخلاق، كما جعلوا الأصنام آلهتهم حث كانت من حجارة صنعوها بأيديهم لتقرّبهم إلى الله تعالى بزعمهم، فجاء الإسلام بعقيدته السليمة ومنهجه الرّباني ليحرّم تلك الأفعال والمنكرات جميعها، وليؤسّس منهجاً ربّانياً كاملاً في التّشريع والأخلاق كفيلاً بأن يحقّق السّعادة للناس جميعاً في الدّنيا والآخرة.
من الديانات السماوية في شبه الجزيرة العربية
عرفت شبه الجزيرة العربية الديانات السماوية فانتشرت فيها اليهودية على وجه الخصوص آتية من بلاد اليمن، واستقرت بشكل كبير في يثرب (المدينة المنورة)، ووادي القرى، وفدك، وخيبر، وتيماء.
كما وجدت المسيحية نتيجة مخالطة العرب لليونان والرومان، وقد دخل التبشير إلى المسيحية في بادئ الأمر على يد رجل يدعى فيميون، حيث دعا أهل نجران إلى المسيحية فاعتنقها أهلها ثم بدأ صيتها ينتشر في كل أنحاء شبه الجزيرة وخاصة بعد مجئ أبرهة الحبشي.
أما الديانة السماوية الثالثة التي وجدت أيضًا في شبه الجزيرة العربية فهي الحنفية وهي دين سيدنا إبراهيم عليه السلام القائم على التوصل لعبادة الله الواحد الأحد عن طريق العقل، فقد كانوا المتحنفون يسيحون الأرض بحثًا عن الدين القويم، وينبذون الوثنية والمجوسية وسائر العقائد التي لا يقبلها العقل.
العقائد في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام
انتشرت في شبه الجزيرة العربية عقائد أخرى بجانب العقائد السماوية قبل مجئ الإسلام منها:
- عبادة الأصنام: وهي عبادة الأوثان والتماثيل التي يصنعونها على صورة إنسان أو طير، ويسمونها بأسماء مثل: مناة، واللات، وهبل، وقد انتشرت هذه الجهالة بشكل كبير بين العرب وقتها.
- وعبادة النجوم والكواكب: وعرفت هذه الفئة بالصابئة، حيث عبدوا الشمس والقمر والنجوم وغيرها.
- عبادة النار: وهي المجوسية، وقد أتت للعرب من بلاد فارس، فانتشرت في العراق، والبحرين، وعرب من اليمن وغيرها.
ارساء دعائم الاسلام
كانت رسالة الإسلام في بداية الأمر سرًا، واستمرت لمدة ثلاث سنوات، وهي الرسالة والدعوة إلى الله في سرية تامة، وكان أول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي الرؤيا الصادقة، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئًا في منامه يحدث وكأنه حقيقة، حيث تعتبر الرؤيا التي كان يراها الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من عند الله سبحانه وتعالى، حيث كان الوحي الذي أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الله سواء القرآن الكريم أو بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انتشل الناس من الضياع والشرك بالله عز وجل.
كيفية نزول الوحي
وضح النبي صلى الله عليه وسلم كيفية نزول الوحي عندما سأله الحارث بن هشام قائلًا يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي، فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول، قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا”.
إلى هنا نكون قد بينا أنّ شبه الجزيره العربيه مهبط الوحي ، كما بينا الأسباب الرئيسة التي جعلت شبه الجزيرة العربية مهبطًا للوحي، وقد تبيّن أنّ هذه المنطقة والتي هي مكة المكرمة هي مكان نشأة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ووجود الأمة التي لديها المعرفة بالقيم والفصاحة والأخلاق.
