البراز
يحتوي البراز على بقايا الطعام غير المهضوم والأملاح مع البكتيريا، إذ يتخلّص الجسم من الفضلات كريهة الرائحة مرّة واحدة كل يوم، أو مرّة كل يومين أو ثلاثة أيام، ويمتاز البراز بلونه البني المتوسط إلى البني الغامق، إذ يكتسب لونه من صبغة البيليروبين، وهو يمتاز بملمسه الناعم، بالإضافة إلى شكله الأسطواني، ومن جانبه فقد يعاني الأشخاص من تغيّرات في لون البراز، أو يكون خروجه مصحوبًا بالدم، ويرتبط ذلك غالبًا بأسباب طبية[١]، ويتخذ البراز الطبيعي ألوانًا عدّة تتدرّج بين البني الفاتح، والبرتقالي، والبني الداكن، أو الأصفر، وهي عادة لا تكون مرتبطة بحالة طبية ما، إلّا عندما تبدأ بأخذ تدرجاتها نحو اللوان الأسود الذي يشبه لون القطران، أو الأحمر بشقيّه الفاتح والغامق، إذ يدلّ ظهوره على وجود دم مع البراز.
لون البراز والصحة العامّة
فيما يلي ألوان البراز ودلالة كل لون على صحة الإنسان:
- البراز الأصفر: يبرز الأطفال وخاصة الرضع منهم برازًا أصفر اللون، ولكنْ إذا كانت الفضلات صفراء دهنية نتنة الرائحة، فإنّها تدل على وجود مشكلة ما في هضم الطعام، إذ يعاني البعض من اضطرابات الجهاز الهضمي التي تسبب عدم قدرة أجسامهم على هضم أغذية القمح، والشعير الذي يحتي على بروتين الغلوتين صعب الهضم، ولذا فإنّ ملاحظة البراز الأصفر قد يأتي نتيجة لاستهلاك أطعمة المعكرونة والخبز.[٣]
- البراز الأسود: يؤثر تناول المأكولات غامقة اللون أو استهلاك الأدوية في لون البراز وتحوّله للسواد، ورغم ذلك فقد يدلّ البراز الأسود على الحالة الصحية السيئة للأشخاص، إذ قد يرتبط بحدوث مشكلات الأورام السرطانية، والقرحة في المعدة، أو النزيف الناتج عن تقرّحات المريء، ولذا فإنّ من الضروري للأشخاص مراجعة الطبيب عند ملاحظة تغيّر لون الفضلات واستمرارها لفترة طويلة.
- البراز الأخضر: ينتج البراز الأخضر بسبب استهلاك الأشخاص للخضراوات الورقية الخضراء، مثل: السبانخ، واللفت، وينطبق الحال على تناول مكمّلات الحديد التي تؤدي إلى اخضرار لون الفضلات، ومن جانبه فإنّه لا يُشترط للبراز الأخضر أن يكون طبيعيًّا، فقد يرتبط بمشكلة طبية ما، مثل: سرعة الهضم للطعام، إذ لا تأخذ عصارة المرارة وقتها لصبغ البراز باللون البني.
- البراز الأحمر: يسبب استهلاك الأطعمة الحمراء كالبندورة، والمشروبات الحمراء وغيرها لونًا أحمر في البراز، لكنّه قد يكون كذلك بسبب وجود دم ناتج عن الإصابة بأمراض، مثل:
- السرطانات.
- التهاب القولون.
- مرض الرتج.
- أورام القولون غير الخبيثة.
- البواسير.
- البراز الطيني أو الأبيض: يكتسب البراز لونًا أبيض باهتًا في بعض الأحيان، ويحدث ذلك بسبب تعاطي الأدوية المسهلة، وهو أمر عارض وطبيعي، ولكنّ الأمر قد يكون مقلقًا عندما ينتج البراز الأبيض بفعل الإصابة بأمراض الكبد التي تعطّل إفراز العصارة الصفراء من الكبد إلى بقية أجزاء الجسم بما فيها الأمعاء الدقيقة، ويرتبط ذلك غالبًا بمشكلات التهاب الكبد، وحصوات المرارة، أو الأورام في الكبد، أو رتق القناة الصفراوية.
أسباب تغيّر لون البراز
ينتج الكبد مادة البيليروبين التي تنتج عند تحلل الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء التي تدمر عادةً بعد مرور عمر معيّن لها، وتؤدي إلى إكساب البراز لونه الذي يختلف تبعًا لتركيز البيليروبين في الصفراء، فمثلًا قد يكتسب البراز لونًا أصفر بسبب انخفاض تركيز المادة، هذا وتؤثّر إنزيمات المعدة في لون البراز، كما ويتعرّض البيليروبين لتغييرات كيميائية تغيّر لون البراز للأصفر، أو الأخضر، ومن هذا المنحى توجد العديد من الأسباب التي تقف وراء تغيّر لون البراز، وهي موضّحة أدناه:
- أسباب طبية متعلّقة بالإصابة بمشكلات في الكبد، والأمعاء، والبنكرياس.
- العلاج ببعض أنواع الأدوية التي لا تحتاج لوصفات طبيّة.
- الإصابة بالإسهال.
- استهلاك بعض أنواع المأكولات مثل: العرق سوس، والبنجر، والخضراوات الخضراء.
- نزف الأمعاء.
علاج تغيّرات لون البراز
يجب على الأشخاص عن ملاحظة تغيّر في لون البراز مراجعة الطبيب المختص بأمراض الجهاز الهضمي لإجراء تنظير للمعدة أو الأمعاء، إذ يكشف ذلك وجود ما له علاقة بأمراض البنكرياس، والأمعاء، أو الجهاز الهضمي، ويجب على المريض إعلام الطبيب بالأدوية التي يتناولها والأغذية المستهلكة، بالإضافة للتاريخ الطبي للعائلة، والأعراض المرضية الأخرى المُلاحَظة، وتعدّ تحاليل البراز ضرورية لتشخيص الحالة الطبية للأشخاص، إذ يمكن الكشف من خلالها عن عدوى ما، أو وجود دهون أو دم في البراز، ويدل تلوّن البراز باللون الأحمر أو الأسود على الإصابة بنزيف، الأمر الذي يتطلّب علاجًا سريعًا وطارئًا، ومن جانبه فلا يشترط في تغيّر لون الفضلات أنْ يكون ناتجًا عن حالة مرضية ما، فقد يحدث أحيانًا بسبب استهلاك مكمّلات الغذاء والفيتامينات التي توصف من قبل الطّبيب.
