الصحة النفسية

أسباب سيلان اللعاب عند النوم

أسباب سيلان اللعاب عند النوم

 

سيلان اللعاب عند النوم

يشكو البعض من سيلان اللعاب من الفم أثناء النوم بين الحين والآخر، وعادةً ما يرجع سبب ذلك إلى توقف المنعكسات العضلية الخاصة بالبلع أثناء النوم بالتزامن مع إراحة عضلات الوجه الأخرى، وهذا الأمر يؤدي إلى تراكم اللعاب داخل الفم ودفع بعضه إلى الخروج من جانبيه، لكن قد تكون كثرة سيلان اللعاب أثناء النوم إحدى العلامات الدالة على الإصابة ببعض المشاكل العصبية، أو مشاكل النوم، أو مشاكل طبية أخرى، مثل؛ الجلطة الدماغية والتصلب المتعدد اللويحي، ويرتبط سيلان اللعاب أثناء النوم بوضعية النوم التي يتخذها الفرد،بالإضافة إلى أسباب كثيرة أخرى لتفسير ظاهرة سيلان اللعاب أثناء النوم ستُوضح في هذا المقال.

أسباب سيلان اللعاب عند النوم

يتمكن الجسم من إنتاج حوالي لتر من اللعاب يوميًا بما يُعرف بالغدد اللعابية، وعادةً ما تُبلع أو يُعاد تدويرها عبر مجرى الدم، لكن في حال تراكم اللعاب داخل الفم ولم يُمتص مرة أخرى، فإنه يبدأ بالسيلان أو النزول من الفم أثناء النوم، ويرجع سبب ذلك إلى توقف العضلات عن العمل أثناء النوم خاصةً أثناء مرحلة النوم التي تُعرف بالنوم الريمي أو نوم حركة العين السريعة، ومن المحتمل أن يبقى الفم مفتوحًا أثناء هذه المرحلة بالذات، كما توجد جملة من الأسباب الأخرى المؤدية إلى سيلان اللعاب من الفم، وفيما يأتي ذكرها:

  • وضعية النوم: يُعد اتخاذ وضعية النوم الخاطئة أكثر أسباب سيلان اللعاب شيوعًا بين الأشخاص خاصةً في حال النوم على البطن أو أحد جانبي الجسم، ويرجع سبب نزول اللعاب في هذه الحالة إلى الدور الذي تلعبه الجاذبية الأرضية خاصةً عند الأفراد الذين تعودوا على التنفس عبر الفم أثناء النوم.
  • انسداد الجيوب الأنفية: ينشأ انسداد الجيوب الأنفية عن الإصابة بالزكام أو بأحد الأمراض التنفسية الأخرى التي تؤدي إلى حدوث احتقان في الأنف، ويزيد احتقان الأنف من فرص نزول اللعاب من الفم أثناء النوم؛ لأنه يدفع الفرد إلى التنفس عبر فمه أثناء النوم.
  • ارتجاع أحماض المعدة: يتسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء بحصول ضرر في بطانة المريء، مما يؤدي إلى معاناة المصاب من مشاكل في البلع أو الشعور بوجود كتلة إضافية داخل الحلق، وهذا يؤدي أحيانًا إلى نزول الكثير من اللعاب من الفم.
  • تناول بعض الأدوية: تتميز بعض الأدوية بتسببها بظهور أعراضٍ جانبية كثيرة من بينها سيلان اللعاب أثناء النوم، مثل؛ بعض أنواع المضادات الحيوية، والأدوية الخاصة بعلاج الذهان، والأدوية الموصوفة لعلاج مرض الزهايمر.
  • انقطاع النفس النومي: يُعاني المصابين بهذا المرض من توقف أجسادهم عن التنفس للحظات معدودة أثناء النوم، ويُمكن لسيلان اللعاب أثناء النوم أن يكون علامةً دالةً على الإصابة به، بجانب أعراض أخرى، مثل؛ كثرة الشخير، وفقدان التركيز الذهني والدوخة أثناء النهار، وجفاف الفم في الصباح.
  • الإصابة بمشاكل البلع أو المشاكل العصبية: تظهر مشاكل البلع عند الأفراد المصابين ببعض الأمراض، مثل؛ مرض التصلب المتعدد، أو الضمور العضلي، أو بعض أنواع السرطانات، أو أي من الأمراض العصبية التي تؤثر على عضلات الوجه، فضلًا عن المرض المعروف بمرض باركنسون،ويُعد سيلان اللعاب من أشهر الأعراض المرتبطة بمرض باركنسون تحديدًا، ويُمكن لسيلان اللعاب أن يحدث أثناء النوم أو أثناء ساعات النهار العادية، فيكون مصدرًا للإحراج عند المصابين به.
  • أسباب أخرى: يشير الخبراء إلى إمكانية أن يكون سيلان اللعاب أثناء النوم ناجمًا عن وجود مشاكل تشريحية أو خلقية، أو بسبب الإصابة بما يُعرف بالتهاب لسان المزمار، أو بسبب تخدير الفم، أو عدم انطباق الأسنان بصورة متناسقة أثناء النوم، أو بسبب التعرض للتسمم، أو الإصابات المباشرة على الدماغ.

علاج سيلان اللعاب عند النوم

يتحدث الخبراء عن وجود ووسائل وطرق كثيرة لعلاج سيلان اللعاب أثناء النوم، وفيما يأتي ذكرها:

  • تغيير وضعية النوم: ينصح الخبراء بالنوم على الظهر بدلًا عن البطن؛ لمنع اللعاب من النزول من الفم، ويمكن الاستعانة بوسائد إضافية خاصة لإبقاء الجسم بوضعية واحدة أثناء النوم.
  • أخذ الأدوية: يضطر الأطباء إلى وصف بعض أنواع الأدوية لعلاج سيلان اللعاب أثناء النوم، خاصةً عند المصابين بأحد الأمراض العصبية، ويُعد دواء السكوبولامين أحد أشهر أنواع الأدوية القادرة على عرقلة وصول الإشارات العصبية للغدد اللعابية، الأمر الذي يؤدي إلى خفض إنتاج اللعاب داخل الفم، لكن توجد له بعض الأعراض الجانبية، مثل؛ جفاف الفم، والدوخة، وزيادة معدل نبضات القلب.
  • أخذ حقن البوتكس: تُعد الحقن خيارًا جيدًا أحيانًا للأفراد الذين يُعانون من سيلان اللعاب نتيجة لإصابتهم بأحد الأمراض العصبية، وعادةً ما تُحقن داخل الغدد اللعابية بالاستعانة بالموجات فوق الصوتية، وتمتاز الحقن بمقدرتها على شلّ أو إيقاف وظيفة العضلات المحيطة بالغدد اللعابية ومنع الغدد اللعابية من العمل، لكن مفعولها يدوم لمدة 6 أشهر فقط.
  • الخضوع لعلاجات النطق والكلام: ينصح الأطباء أحيانًا بإخضاع المرضى الذين يشكون من سيلان اللعاب أثناء النوم إلى جلسات علاج النطق بهدف تحسين ثبات الفك واللسان وتقوية وظائف الأجزاء لديهم.
  • الخصوع للعمليات الجراحية: يُعد الخيار الجراحي ملاذًا أخيرًا للأطباء لعلاج سيلان اللعاب عند الأشخاص المصابين بالاضطرابات العصبية، وقد تهدف إزالة الغدد اللعابية الموجودة تحت الفك السفلي أو اللسان.
  • علاجات أخرى: يحاول الأطباء علاج مشكلة سيلان اللعاب لدى بعض المرضى عبر إعطائهم تقاويم أسنان أو معدات فموية أخرى للمساعدة على البلع، وإغلاق الشفاه غلقًا صحيحًا، وبوضعية اللسان، كما قد يُصبح من الضروري علاج مشاكل الحساسية والجيوب الأنفية في حال كانت هذه المشاكل هي المسؤولة عن سيلان اللعاب.

أسباب سيلان اللعاب عند الأطفال

يُعد سيلان اللعاب وخروج الفقاعات من الفم أحد الأمور الطبيعية عند الأطفال أثناء مرورهم بالمراحل العمرية المبكرة، خاصةً بين الشهر الثالث والسادس من عمرهم، وتعد زيادة نزول اللعاب عندهم إحدى العلامات الدالة على ظهور الأسنان لديهم، لكن يجب التنبيه إلى أن نزول الكثير من اللعاب فجأةً من الفم والتوقف عن الكلام والتنفس قد يكون دليلًا على إصابة الطفل بالاختناق، مما يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا لإزالة الجسم الغريب الذي تسبب في حدوث الاختناق، ومن الضروري التنبيه إلى أن استمرار سيلان اللعاب لدى الطفل بعد تخطيه لسن 4 سنوات هو أمرٌ غير طبيعي ويستوجب استشارة الطبيب لتحديد أسبابه.

السابق
فوائد حفظ النعمة للإنسان
التالي
أسباب جفاف العين

اترك تعليقاً