الصحة النفسية

التهاب الكبد الفيروسي

التهاب الكبد الفيروسي

التهاب الكبد الفيروسي

يُشكّل الكبد أكبر الأعضاء والغُدد في الجسم، ويُصنّف كجزُء من أجزاء الجهاز الهضميّ، إذ يقع في الجانب الأيمن من التجويف البطني أسفل الحجاب الحاجز، ويتميز بلونُه البُنيّ المائل للاحمرار، كما أن لهُ العديد من الوظائف في الجسم، ويساعد على تنقية الجسم من السُموم والفضلات، كما أنه يُساهم في تصنيع البروتينات وإنتاج المواد الكيميائية التي تُساعد في عملية الهضم، ويُعدّ التهاب الكبد الفيروسيّ من الأمراض المؤثرة على صحة الكبد والتي تؤدي إلى تدميرهِ، إذ يتمثل بحدوث التهاب في أنسجة الكبد ناجمة عن عدوى فيروسية، ويقسم التهاب الكبد إلى خمسة أنواع، وقد يكون هذا الالتهاب حادًا أو مزمنًا، وفي بعض الأحيان يتطور إلى فشل الكبد.

أنواع التهاب الكبد الفيروسي

تتضمن أنواع التهاب الكبد الفيروسي ما يأتي:

  • التهاب الكبد الفيروسي أ: يحدث التهاب الكبد الفيروسي نتيجة الإصابة بعدوى فيروس الكبد أ، والذي يُعدّ من أكثر الالتهابات الفيروسية التي تنتقل بواسطة الطعام أو الماء المُلّوث ببراز شخص مُصاب بعدوى هذا الفيروس، وقد يترواح ظهور الأعراض ما بين 2-7 أسابيع بعد التعرض للفيروس، وفي بعض الأحيان تستمر لمدة 6 أشهر،[٥]ولا يوجد لهُ علاج مُحدد، إذ يُمكن التخلص من بعض الأعراض الخفيفة المرافقة لهُ مثل الغثيان والحمى.
  • التهاب الكبد الفيروسي ب: يظهر هذا النوع بسبب الإصابة بعدوى فيروس الكبد ب، إذ ينتقل بواسطة مُلامسة الدم، أو سوائل شخص مُصاب بالفيروس، ويُعدّ مُنتشرًا بجنوب شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى، كما وينتقل من خلال الأم الحامل لإبنها، وفي حالات نادرة قد ينقل بسبب استخدام الحُقن الملوثة.
  • التهاب الكبد الفيروسي ج، يحدث التهاب الكبد الفيروسي ج بسبب فيروس التهاب الكبد ج، وهو أكثر أنواع التهاب الكبد الفيروسي شيوعًا في المملكة المتحدة، كما وتنتقل العدوى من خلال الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المُصابة بالعدوى، وعادةً ما تكون الأعراض المُرافقة لهُ شبيهة بالإنفلونزا، لذلك لا يعلم معظم الأشخاص أنّهم مصابون بهِ، وعادةً ما يتم التخلص من الفيروس خلال وقت قصير، ولكن في بعض الأحيان قد يبقى في الجسم لعدة سنوات، ويُطلق عليه اسم التهاب الكبد الفيروسي ج المُزمن.
  • التهاب الكبد الفيروسي د: والذي يُعرف باسم التهاب الكبد الوبائي د، وهو نوع نادر من التهاب الكبد يحدث فقط مع التهاب الكبد ب، وعادة ما ينتشر نتيجة حودث الاتصال المباشر مع دم الشخص المُصاب بالعدوى، وينتشر هذا النوع من التهابات الكبد في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وقد تؤدي الإصابة طويلة الأجل بالتهاب الكبد الوبائي د والتهاب الكبد ب إلى زيادة خطر التعرّض لتليّف الكبد وسرطان الكبد.
  • التهاب الكبد الفيروسي هـ: يرتبط ظهور التهاب الكبد الفيروسي هـ باستهلاك الأطعمة الملوثة وغير المطبوخة جيدًا مثل؛ لحم الخنزير، والمحار، ويُعدّ عادةً التهاب خفيف وقصير المدى ولا يتطلب أيّ علاج، ولكنهُ قد يكون خطيرًا على الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي ضعيف.

أعراض التهاب الكبد الفيروسي

تتباين أعراض التهاب الكبد الوبائي اعتمادًا على نوع الالتهاب، لكن هذا التباين ليس بالتباين الكبير إذا صح التعبير، وبالإمكان ذكر هذه الأعراض وأنواع التهاب الكبد الوبائي التي تُسببها على النحو الآتي:

  • ملاحظة انزياح لون البول نحو اللون الغامق أو الداكن (أ، و ب، و ج).
  • المعاناة من اصفرار الجلد والعينين (أ، و ب، و ج).
  • ملاحظة حصول شحوب في لون البراز ( أ و ج).
  • المعاناة من حمى خفيفة ( أ، و ب، و ج).
  • المعاناة من فقدان الشهية ( أ، و ب، ج).
  • الشعور بألم في البطن ( ب و ج).
  • الشكوة من التعب ( أ، و ب، ج).
  • الشعور بألم في المفاصل (ب).

أسباب أخرى لالتهاب الكبد

قد يحدث التهاب الكبد نتيجة لمجموعة من الأسباب غير المتعلّقة بعدوى فيروسية، والتي تتضمن ما يأتي:

  • شرب الكحول: إذ يؤدي شرب الكحول بكثرة إلى تلف والتهاب الكبد، وذلك من خلال حدوث ضرر في أنسجة وخلايا الكبد، مما يؤدي إلى التهابهِ، ومع مرور الوقت قد يتحول هذا الالتهاب إلى فشل الكبد أو إصابته بالتليُّف.
  • أمراض المناعة الذاتية: وفي أمراض المناعة الذاتية يُعرف العضو على أنّه جسم ضار ثم يُهاجم، مما يُسبّب التهابًا مُستمرًا يُمكن أن يؤثّر على وظيفة وصحة الكبد، ويكون شائعًا بين فئة النساء.
  • العدوى الطُفيلية: مثل البلهارسيا، وداء الأميبات، والملاريا، والتي تؤثر على صحة الكبد ووظيفتهِ.

تشخيص التهاب الكبد الفيروسي

لتشخيص التهاب الكبد الوبائي لا بُدّ من تحديد تاريخ الشخص الطبي، ومعرفة عوامل الخطورة التي يُعاني منها المُصاب والمُتعلقة بالمرض والعدوى، وقد تُجرى بعض الفحوصات الطبية وتتضمن التالي:

  • الفحص الجسدي: إذ يجري الطبيب فحص الضغط على البطن للتأكُد من وجود الألم، كما ويُمكنه من خلال الفحص مُلاحظة بعض الأعراض الظاهرة والمُتعلّقة باصفرار البشرة وبياض العينين والتي تُحدد وجود اليرقان.
  • اختبارات وظائف الكبد: تُجرى اختبارات وظيفة الكبد من خلال أخذ عينة دم من المُصاب للتأكد من كفاءة وظيفة الكبد، ويدل ارتفاع إنزيمات الكبد على وجود خلل فيهِ، ويُعدّ مؤشرًا لعدم قدرتهِ على آداء وظائفهِ بالصورة الصحيحة.
  • فحوصات الدم الأُخرى: قد يطلب الطبيب من المريض إجراء المزيد من الفحوصات الطبيّة للتأكد من مُسبّب الالتهاب مثل؛ الفيروسات أو الأمراض المناعية الذاتية.
  • تصوير الموجات فوق الصوتية: يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية للحصول على دقة أكثر، إذ يعمل على تصوير منطقة البطن والأعضاء الموجودة بداخلها، كما ويكشف عن السوائل المُتواجدة داخل البطن، ومشاكل الكبد مثل أورام الكبد، والمشاكل المُتعلّقة بالمرارة.
  • أخذ خُزعة من الكبد: عادةً ما يُجرى فحص الخُزعة من خلال أخذ عينة من نسيج الكبد؛ للتأكد من مدى تأثير الالتهاب على الكبد، ويُجرى هذا الفحص من خلال استخدام إبرة مُحددة، إذ إنه لا يتطلب جراحة، كما ويُمكن أخذ عينة من مختلف أنحاء الكبد للتأكد من سلامته.

علاج التهاب الكبد الوبائي

يتوقف اختيار العلاج الأنسب للتعامل مع حالات التهاب الكبد الوبائي على نوع الالتهاب، كما يأتي:

  • التهاب الكبد الوبائي أ: يتعافى معظم المصابون بهذا النوع لوحدهم دون الحاجة لأخذ العلاج، لكن عادة ما ينصحهم الأطباء بالتوقف عن تناول الكحول والعقاقير حتى يُشفى الكبد تمامًا.
  • التهاب الكبد الوبائي ب: يصف الأطباء مضادًا للفيروسات يُدعى بـ “انترفيرون” من أجل علاج هذا النوع من الالتهابات، كما سيكون لزامًا على المريض بالطبع التوقف عن تناول الكحول خلال فترة العلاج والالتزام بأخذ ما يكفي حاجة جسمه من الراحة.
  • التهاب الكبد الوبائي ج: يصف الأطباء أدوية مضادة للفيروسات تهدف إلى إيقاف فيروسات هذا المرض عن التكاثر، وتشتهر هذه الأدوية بكونها غالية الثمن كثيرًا، لكنها قادرة على الاتيان بنتائج جيدة للغاية في حال أخذها بصورة سليمة.

التهاب الكبد الوبائي د: لم يتوصل الباحثون إلى أدوية مضادة لفيروسات هذا المرض، لكن أحد الدراسات تشير إلى مقدرة دواء يسمى “إنترفيرون ألفا” على علاج 25-30% من حالات الإصابة بالمرض، وعلى أي حال يُمكن للأفراد حماية أنفسهم من هذا المرض عبر أخذ مطعوم الكبد الوبائي ب؛ بسبب حاجة فيروس التهاب الكبد د إلى فيروسات التهاب الكبد ب من أجل التكاثر والنمو.

  • التهاب الكبد الوبائي هـ: تختفي أعراض الإصابة بهذا المرض لوحدها دون الحاجة لعلاج، وقد ينصح الأطباء بأخذ المزيد من الراحة، وشرب الكثير من السوائل، والتوقف عن شرب الكحول أيضًا، لكن المرض يُصبح خطيرًا في حال ظهر عند النساء الحوامل على وجه الخصوص.
السابق
اعراض سرطان الدم
التالي
فطريات الاصابع اليد

اترك تعليقاً