الصحة النفسية

الفرق بين المخ والمخيخ

الفرق بين المخ والمخيخ

 

الدماغ والعقل

خلق الله تعالى الإنسان وكرّمه على سائر المخلوقات وميزه بالعقل الذي من خلاله يستطيع إدراك الأمور التي تجري حوله وتفسيرها والتفريق بين الخير والشر والحق والباطل، وبمقدوره أن يصل إلى اتخاذ القرارات عن طريق التحليل والتفكير وهي عملية عصبية سريعة جدًا ومعقدة، وكل ذلك يكون بواسطة الدماغ، فالدماغ هو واحد من أكبر وأعقد الأعضاء في جسم الإنسان، والذي يتكون من أكثر من 100 مليار عصب من الأعصاب التي تتواصل في تريليونات من نقاط الاتصال والتي تسمى نقاط التشابك العصبي، وتتميز خلايا دماغ الإنسان بقوتها وقدرتها على التحليل عن طريق ربط المستقبلات الحسية في الحواس الخمس بالأعصاب التي من خلالها تصل الإشارات العصبية إلى الأعضاء لاتخاذ القرارات وإبداء ردات الفعل.

وبالنسبة للعقل فهو مصطلح نستخدمه لوصف سلوك المخ الذي يمارس أنشطة الدماغ التي من خلالها يمكن تذكر المواقف وتفسير الأمور وتحليلها، والتي يعتمد الإنسان عليها في التفكير والإبداع والابتكار، وعليه فإن العقل مرادفًا لأفكارنا ومشاعرنا وذكرياتنا ومعتقداتنا، ومصدرًا لسلوكياتنا، وهو شيء محسوس وغير مادي، أما الدماغ فهو شكل مادي من أشكال العقل، فما يصدر عنا من أحاسيس وأفكار وردات أفعال، تكون نتيجة أداء الدماغ لعملياته العصبية، وبسبب هذه العمليات المعقدة تمكن الإنسان من اختراع العديد من الإنجازات العلمية التي ساهمت في تسهيل الحياة، وإضفاء المزيد من الرفاهية عليها وإيصالها إلى الأفضل.

الفرق بين المخ والمخيخ

يُقسم الدماغ إلى عدة أقسام يؤدي كل قسم منها وظائف محددة ومن خلال تلك الوظائف المختلفة تكتمل لدى الإنسان وظيفة الإدراك والحس والتحليل، ويتكون الدماغ عامةً من المخ والمخيخ والجذع الدماغي، وهناك أقسام أكثر تفصيلًا تدخل في علم التشريح، لكن نكتفي بذكر الأقسام الرئيسية، ويعد المخ القسم الأكبر في الدماغ وينقسم إلى نصفين، وفيما يأتي تفصيل لكل تلك الأقسام مع بيان الوظائف التي يختص بها كل قسم، والتي يُمكن من خلالها توضيح الفرق بين المخ والمخيخ:

  • المخ: يعد المخ الجزء الأكبر من الدماغ، والذي يتكون من نصفين، الأيمن والأيسر، ولكل منهما مهامه ووظائفه سنفصل الحديث عنها لاحقًا، ويتميز المخ بأنه يؤدي وظائف عليا مثل تفسير المعلومات التي تأتي من الحواس الخمسة وهي؛ اللمس والرؤية والسمع والشم والتذوق، فضلاً عن الكلام والعقل والعواطف والتعلم والتحكم الدقيق في الحركة.
  • المخيخ: وهو ثاني أكبر أقسام الدماغ من حيث الحجم بعد المخ، وهو كما يبدو من اسمه مشتق من المخ وتصغير له، لأنه أصغر من المخ من ناحية الحجم ويؤدي العديد من الوظائف الهامة، فهو المسؤول عن الحركة في جسم الإنسان وترتبط به العديد من الوظائف الخاصة، كالتحكم بتوازن العضلات، وكل ما يتعلق بالتوازن الحركي والمشي، إضافة إلى الحركات الإرادية الأخرى كثني المفصل أو استدراة الجذع أو الوقوف أو القفز، إذ يعطيها المقدار الذي تستحقه من خلال تقدير المسافة وبُعد الأشياء عن الجسم والاستجابة للأشياء القريبة من الجسم وتجنبها، فهو المسؤول عن حركة العضلات والتوازن.
  • جذع الدماغ: وهو جزء الدماغ الأصغر والذي يربط المخيخ بالنخاع الشوكي، كما أنه المسؤول عن تنظيم بعض الأمور الحساسة في جسم الإنسان؛ كتنظيم عملية التنفس، والتحكم في ضربات القلب، وتنظيم النشاط الهرموني، ودرجة حرارة الجسم ودورات الاستيقاظ والنوم، والهضم، والعطس، والبلع.

أقسام المخ

يُقسم المخ إلى العديد من الأجزاء، والتي يُمكن تفصيلها إلى جوانب علمية وفقًا لعلم التشريح، وجوانب نظرية وفقًا للوظائف والمهارات التي يؤديها، وفيما يأتي تفصيل لكل منها:

  • أقسام المخ علميًا: يقسم المخ إلى أربعة أقسام وفقًا لعلم التشريح، كما يأتي:
    • الفص الجبهي: ويقع في مقدمة المخ، ويرتبط بالتفكير والمهارات الحركية والإدراك العالي المستوى واللغة التعبيرية. تستقبل هذه المنطقة من المخ معلومات من فصوص الدماغ الأخرى وتستخدم هذه المعلومات لتنفيذ حركات الجسم.
    • الفص الجداري: هذا الجزء من المخ يقع في وسط الدماغ، وهو المسؤول عن ترجمة المعلومات التي تصل المخ بواسطة حاسة اللمس.
    • الفص الصدغي: يقع الفص الصدغي في أسفل المخ، ويرتبط هذا الجزء بحاسة السمع، وهو مهم لتفسير الأصوات واللغة التي نسمعها. وفيه جزء اسمه الحُصين، وهو المسؤول عن تكوين الذكريات.
    • الفص القذالي: مكانه في الجزء الخلفي من المخ، وهو المسؤول عن تفسير المعلومات البصرية الواصلة للدماغ من شبكية العين.
  • أقسام المخ نظريًا: كما يقسم المخ بطريقة أخرى وفقًا للوظائف والمهارات إلى قسمين، وهذه نظرية وضعها العلماء، وتنص على أن الناس إما يغلب ويهيمن عليهم الجزء الأيمن من المخ أو الجزء الأيسر من المخ. كما تستند هذه النظرية إلى حقيقة أن نصفي المخ يؤديان وظائفهما بصورة مختلفة، وقد ظهر تلك النظريات لأول مرة في الستينيات من القرن الماضي، وذلك بفضل أبحاث عالم الأحياء والفائز بجائزة نوبل روجر وسبري، وفيما يأتي تفصيل لأقسام المخ نظريًا:
    • النصف الأيمن من المخ: من أهم وظائف النصف الأيمن من المخ التحكم في عمليتي السيطرة والإدراك في الجانب الأيسر من جسم الإنسان، وهي من أهم خصائص المخ الغريبة، إذ إن كل جزء من المخ يتحكم في الجزء المخالف له من جسم الإنسان، ويبنى على العملية الإدراكية هذه صدور ردات الفعل من الجهة المقابلة من جسم الإنسان، فبمجرد وصول إشارات للقسم الأيمن من الدماغ يصدر القسم الأيسر من الجسم الأوامر وردات الفعل المختلفة، وتتمثل وظيفة الجزء الأيمن من الدماغ بأنه مسؤول عن التفكير الإبداعي، ويرتبط بالخيال، والفنون، وأحلام اليقظة، والإحساس.
    • النصف الأيسر من المخ: تمامًا كالنصف الأيمن من المخ، يساعد النصف الأيسر من المخ على التحكم في النصف الأيمن من الجسم، من حيث الحركات الإرادية والحركات اللإرادية، والاستجابات للأحداث الخارجية كالأصوات والضوء وغيره، أما النصف الأيسر من المخ يتفوق لفظيًا وتحليليًا على الجزء الأيمن، ويعد أكثرها تنظيمًا، ويرتبط الجزء الأيسر بالمنطق والتسلسل، والتفكير بالكلمات، والرياضيات.

مميزات دماغ الرجل

يختلف دماغ الرجل عن دماغ المرأة بالتكوين، فالرجل يختلف بتفكيره ورؤيته للأمور وردة فعله عن المرأة، وذلك اعتمادًا على هرمون التستيرون لدى الرجال، وهرمون الأستروجين لدى النساء، ويتميز دماغ الرجل بامتلاكه مهارات مكانية عالية، فهو قادر على تذكر الطرق والأماكن أكثر بكثير من المرأة، ويستخدم دماغ الرجل المهارات والإبداع العملي أكثر من المهارات اللفظية واستخدام الكلمات، كما يتميز دماغ الرجل بأنه يجدد نشاطه باستمرار مهما كان النشاط الذي يمارسه الرجل، كما يتميز الرجال بأنهم لا يحبذون المشاركة بالأحاديث لفترات طويلة كالنساء، ويعود ذلك إلى وجود مناطق قشرية في الدماغ متخصصة في برمجة الميكانيكا المكانية، مع وجود عدد أقل من المراكز اللفظية، وبالتالي فإن مشاركتهم بالأحاديث في المناسبات الاجتماعية وغيرها تكون أقل نتيجة لذلك.

السابق
ما سبب طقطقة العظام
التالي
أسباب اسوداد الشفاه وعلاجها

اترك تعليقاً