الصحة النفسية

تأثير الرطوبة على صحة الإنسان

تأثير الرطوبة على صحة الإنسان

مشكلة الرطوبة

يشير مفهوم الرطوبة إلى كمية بخار الماء الموجودة في الهواء، وفي حال ازدادت يمكن القول بأن الرطوبة أصبحت عالية، وغالبًا ما يكون بمقدور الإنسان الشعور برطوبة الجو عندما يُلاحظ أن الجو أصبح أكثر بللًا في الخارج، وتؤدي زيادة الرطوبة إلى منع العرق الذي يُفرزه الجسم من التبخر طبيعيًا بسبب كثرة وجود الماء أصلًا في الهواء، ولقد بات الكثير من العلماء يلقون باللوم على الرطوبة في التسبب في انتشار فطريات العفن في المنازل خاصة داخل الحمامات، كما قد تؤثر الرطوبة سلبًا على عمل الأجهزة الإلكترونية، والتلفاز، والحواسيب، والتمديدات الكهربائية، ومن المثير للاهتمام أن علماء الطقس باتوا يتحدثون عن وجود علاقة بين زيادة مستويات الرطوبة وبين تشكل الأعاصير في المناطق التي تتميز بالرطوبة العالية وفقًا لجمعية ناشيونال جيوغرافيك، خاصة في بعض الولايات الأمريكية الجنوبية؛ كتكساس ولويزيانا.

تأثير الرطوبة على صحة الإنسان

يؤدي ارتفاع الرطوبة وانخفاضها إلى زيادة خطر إصابة الإنسان بالكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، سواء أثناء فصول الشتاء أو فصل الصيف؛ فمثلًا تؤدي برودة الجو وانخفاض الرطوبة إلى زيادة حدة مرض الانسداد الرئوي المزمن، كما يُساهم انخفاض الرطوبة في زيادة خطر الإصابة بالعدوى التنفسية خاصة أثناء الشتاء، وتُعد الإنفلونزا من بين أشهر أنواع العدوى التنفسية التي تحصد آلاف أرواح البشر سنويًا، ويُمكن لمشاكل الرطوبة أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين أثناء الشتاء أيضًا، لكن مهما كان انخفاض الرطوبة سيئًا، فإنه لن يصل إلى سوء زيادة الرطوبة التي تظهر أثناء فصل الصيف؛ لأن زيادة الرطوبة تؤدي إلى تعطيل آليات العرق الطبيعية التي يلجأ إليها الجسم لترطيب نفسه أثناء الأجواء الحارة، ومن المثير للاهتمام أن الدراسات باتت تشير إلى زيادة كبيرة في أعداد الوفيات جراء ارتفاع الحرارة أثناء الصيف داخل المنازل وليس خارجها، كما أشارت دراسات أخرى إلى زيادة كبيرة في عدد زيارات الطوارئ والمستشفيات بسبب زيادة مستويات الحرارة، لكن وعلى أيّ حال توجد قلة في عدد الدراسات التي بحثت في العلاقة بين الرطوبة والحرارة داخل المنازل وبين الإصابة بالمشاكل الصحية.

لكن يبقى من المعروف أن اضطرابات الحرارة تنشأ في مجملها عن عجز الجسم عن التخلص من الحرارة عبر العرق والآليات الحيوية الأخرى، وهذا عادةً يؤدي إلى حصول اختلالاتٍ في مستويات الأملاح في الجسم نتيجة لكثرة التعرق وحدوث زيادة كبيرة في حرارة الجسم الداخلية، مما يتسبب في ظهور الأمراض الحرارية، ومن الجدير بالذكر أن الحرارة الشديدة هي مسؤولة عن وفاة حوالي 175 شخصًا سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتزداد فرص الإصابة بأمراض الحرارة العالية عند الأطفال الصغار، والكبار بالسن، والأفراد المصابين بالسمنة.

تأثير الرطوبة على الجهاز التنفسي

يرى الخبراء أن وصول نسبة الرطوبة في الأجواء إلى ما بين 30-60% هو أمرٌ طبيعي، لكن زيادة نسبتها فوق ذلك يُمكن أن تؤدي إلى الانزعاج وبعض المشاكل الصحية خاصة في الجهاز التنفسي؛ لأن الجسم يواجه صعوبة بالغة في تنفس الهواء الرطب، وفي الحقيقة يُمكن للهواء الرطب أن يتسبب في تحفيز أعصاب الرئتين وجعل المسالك التنفسية أكثر تضيقًا عند المصابين بالربو، كما يُساهم الهواء الرطب في توفير بيئة مناسبة لتراكم العفن، والغبار، وحبوب اللقاح أو الطلع، والدخان، وغيرها من الأجسام والجزئيات التي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض الربو، ومن الجدير بالذكر أن ارتفاع مستوى الرطوبة إلى أكثر من 70-80% يؤدي إلى توفير بيئة مثالية لتكاثر عث الغبار الذي يعيش فوق السجاد والأثاث وأوجه الأسرّة، وفي حال دخلت الأجسام الميتة لعث الغبار إلى الجهاز التنفسي، فإنه من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى حدوث نوبات الربو، أما بالنسبة لفطريات العفن، فإنها تحتاج إلى نسبة من الرطوبة لا تتجاوز 60%، وهي تتواجد بكثرة في أسقف الحمامات وأقبية المنازل التي غمرتها المياه، وفي حال كان الفرد لديه حساسية اتجاه العفن، فإنه من المحتمل أن يتسبب العفن في تفاقم أعراض الربو لديه أيضًا.

نصائح للتغلب على مشاكل الرطوبة

تُساهم الرطوبة العالية في توفير البيئة المناسبة لنمو العفن وزيادة خطر الإصابة بالأمراض التنفسية كما ورد مسبقًا، لذا قد يكون من الأنسب إيجاد حلول لمشكلة الرطوبة العالية، مثل:

  • تركيب أو استعمال المراوح الهوائية التي بوسعها تغيير الهواء في الأمكنة الرطبة؛ كالحمامات والمطابخ.
  • الحرص دائمًا على تشغيل المراوح الهوائية الخاصة بالحمامات لمدة ثلاثين دقيقة بعد الاستحمام.
  • تهوية العلّية والأمكنة المغلقة الأخرى لمنع تراكم الرطوبة والعفن داخلها.
  • استعمال الأجهزة المزيلة للرطوبة داخل المنزل في حال وصلت الرطوبة إلى مستويات عالية ولم تنجح الخطوات الأخرى في التغلب عليها، لكن يجب بالطبع الحرص على إحضار الجهاز الأنسب لحجم الغرفة أو المنزل.
  • المسارعة في إصلاح التمديدات الصحية والمائية لمنع حصول تسرب للمياه في جدران المنزل.
  • إزالة مصادر المياه غير الضرورية التي تتراكم حولها جزئيات العفن.
  • إيجاد حلول عملية لمشكلة تراكم المياه حول تمديدات التهوية أو المكيفات المنزلية.
  • تجنب استخدام أجهزة ترطيب المنزل التي تولد رذاذ الماء في الأجواء للتغلب على الرطوبة القليلة في حال وجود شخص مصاب بالربو يعيش في المنزل.
  • الامتناع عن ممارسة الأنشطة البدنية أثناء الأجواء الرطبة أو الجافة، والبحث بدلًا من ذلك عن أندية رياضية تتوفر فيها المكيفات الهوائية.
  • الحرص على متابعة النشرات أو التقارير الجوية لمعرفة مستويات الرطوبة في الأجواء، كما قد يكون من الأنسب متابعة التقارير التي تختص بتحرّي مستويات التلوث في الأجواء، وفي حال بينت هذه التقارير أن نسب الرطوبة والتلوث عالية، فإن من الأنسب البقاء داخل المنزل في ذلك اليوم.
  • تنظيف الأماكن التي تتكاثر فيها فطريات العفن، والتخلص من قطع السجاد البالية.

وعلى أيّ حال، قد يشكو البعض من انخفاض الرطوبة أثناء فصل الشتاء، خاصة أثناء الخلود إلى النوم في الليل، ولعلاج هذه المشكلة يُمكن وضع جهاز ترطيب للأجواء داخل الغرفة، ومن الأنسب تعيين مستوى الرطوبة ليكون بين 30-50%؛ فهذه النسبة هي كفيلة لترطيب الجو وجعل الهواء مناسبًا للتنفس دون التسبب بجفاف للهواء، لكن يجب الحرص دائمًا على تغيير الماء الموجود في جهاز الترطيب؛ لأن من السهل على البكتيريا الولوج إلى أجهزة ترطيب الهواء والتكاثر داخلها.

السابق
أسماء عضلات المعدة
التالي
اضرار الكحول على الجهاز العصبي

اترك تعليقاً