الصحة النفسية

تعرف على أسباب الشعور بالجوع الدائم

تعرف على أسباب الشعور بالجوع الدائم

الجوع

يعد الجوع من الآليات الفسيولوجية في الجسم لتنبيه الشخص بحاجته للطعام، إذ تبدأ الأمعاء بالحركة وإصدار الأصوات، كما قد يشعر الشخص بالصداع ويفقد قدرته على التركيز عند شعوره بالجوع، ومن الجدير بالذكر أن معظم الناس قد يمضون وقتًا طويلًا بين الوجبات دون الشعور بالجوع، ولكن قد يشعر البعض بالجوع الدائم وعدم الشبع بعد تناول الوجبات، وقد تستمر الرغبة بتناول الطعام على مدار اليوم لعدة أسباب متعلقة بالحميات الغذائية؛ كخلو الوجبات من البروتين والدهون، والألياف، أو الجفاف، وقد يكون الجوع المستمر دلالة على الإصابة بعدة أمراض صحية، وستناقش هذه الأسباب بشيء من التفصيل خلال هذا المقال.

أسباب الشعور بالجوع الدائم

الأسباب الغذائية للجوع الدائم

توجد جملة من الأسباب المتعلقة بالغذاء والحميات الغذائية التي تؤدي إلى الشعور بالجوع الدائم والمستمر، ومن هذه الأسباب الغذائية:

  • اتباع الحميات الغذائية القاسية: يصاب هؤلاء الذين يتبعون حميات غذائية محدودة السعرات الحرارية من الجوع الدائم؛ إذ إن تناول سعرات حرارية أقل من الكمية التي يحتاجها الجسم يؤدي إلى إفراز هرمون الجريلين من المعدة المسؤول عن الجوع عند حاجة الجسم للطعام، واتباع هذا النوع من الحميات يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الجريلين.
  • تناول السكريات بكثرة: تحتوي معظم الأصناف الغذائية والمشروبات على السكر المُضاف، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن تناول الكثير من السكريات المضافة وخاصةً سكر الفركتوز يؤدي إلى فتح الشهية، إذ إن الحميات الغذائية الغنية بالفركتوز تؤدي إلى إفراز هرمون الجريلين وتؤثر على مناطق معينة في الدماغ تجعل الشخص يشعر بشبع أقل، كما أشارت أخرى أن استهلاك مكملات الفركتوز تزيد من معدل تفريغ المعدة.
  • الحميات قليلة البروتين: يساعد تناول البروتين على الشعور بالشبع، إذ أشارت إحدى الدراسات السريرية المحكمة أن المشاركين في الدراسة والذين تناولوا فطورًا غنيًا بالبروتين قد خسروا وزنًا أكثر وتناولوا كميات قليلة من الطعام أثناء وجبة الغداء مقارنة بالذين تناولوا فطورًا قليلًا بالبروتين مع الأخذ بعين الاعتبار تساوي السعرات الحرارية في وجبات الفطور في كلا المجموعتين الدراسيتين، إذ إن تناول البروتين يساعد على الشعور بالشبع.
  • تناول وجبات قليلة بالألياف الغذائية: تساعد الألياف الغذائية على السيطرة على الجوع، إذ ينصح بتناول 38 غرامًا من الألياف يوميًا من قبل الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 19-50 سنة، و25 غرامًا من قبل النساء من ذات الفئة العمرية المذكورة، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن تناول مكملات ألياف السيليوم يقلل من الشعور بالجوع بين الوجبات.
  • استهلاك الملح بكثرة: تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الملح المفرط يؤدي إلى تناول الطعام أكثر، فوفقًا لتوصيات جمعية القلب الأمريكية ينصح بعدم تجاوز 2300 ملغم من الملح في اليوم.
  • استهلاك الصودا الخالية من السكر: يستهلك معظم الأشخاص الصودا الخالية من السكر رغبةً في التقليل من السعرات الحرارية المستهلكة لفقدان الوزن، ولكن يحتوي هذا النوع من الصودا على محليات اصطناعية تجعل الدماغ يتوقع الحصول على سعرات حرارية، وعند عدم حصول الدماغ على الطاقة المتوقعة يفعّل آلية الجوع للحصول على السعرات الحرارية والطاقة، وفي هذه الحالة تظهر أعراض أخرى مثل؛ الصداع، والرغبة في تناول السكر، واكتساب الوزن.
  • تناول الكربوهيدرات المكررة: مثل الطحين الأبيض في الباستا، والخبز، والحلويات، إذ إن الكربوهيدرات المكررة مجردة من الألياف، والمعادن، والفيتامينات، وتسبب هذه الكربوهيدرات ارتفاع مستوى سكر الدم وإفراز الإنسولين لإزالة السكر من الدم لينخفض مستوى السكر في الدم وبالتالي شعور الشخص بالجوع.
  • عدم شرب كميات كافية من الماء: يساعد الماء على تقليل الشهية عند تناوله قبل وجبات الطعام، وعدم شرب كميات من الماء يؤدي إلى الشعور بالجوع.
  • خلو الوجبات من الدهون: يساعد تناول الدهون على إبطاء عملية الهضم وزيادة إفراز الهرمونات المسؤولة عن الشبع والامتلاء.

الأسباب المرضية للجوع الدائم

توجد جملة من الأسباب المرتبطة بالإصابة بحالات طبية معينة تؤدي إلى الشعور بالجوع الدائم ومنها:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: تفرز الغدة الدرقية الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض في الجسم ومعدلات استهلاك الطاقة في الجسم، ويؤدي تغير وظائفها إلى ظهور عدد من الأعراض في مستوى الطاقة، والوزن، والمزاج، ففي حالة فرط نشاط الغدة الدرقية كما هو الحال عند الإصابة بمرض غريفز، وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى فرط إفراز هرمون الغدة الدرقية، مما يسبب زيادة معدل ضربات القلب، والجوع، وتضخم الرقبة، والشعور بالتعب.
  • مرض السكري: يحول الجسم السكر المتناول من الطعام إلى طاقة، ولكن في حال الإصابة بمرض السكري يبقى السكر في الدم دون الدخول إلى الخلايا معطيًا إشارة بتفعيل آلية الجوع للحصول على الطاقة اللازمة للخلايا، إذ تتمثل الأعراض الرئيسية بالجوع الدائم، والعطش الشديد، والتبول المتكرر.
  • انخفاض سكر الدم: قد يعاني المصابون بالسكري من انخفاض سكر الدم المفاجئ كأحد الآثار الجانبية لعلاجات السكري مما يسبب الشعور بالجوع، ويمكن علاجه بتزويد المصاب بالأطعمة المحتوية على السكر، ويجدر التنبيه إلى أن عدم علاج انخفاض سكر الدم الشديد قد يؤدي إلى الغيبوبة أو حتى الوفاة.
  • ديدان البطن: تسبب الإصابة بالديدان الدبوسية في البطن وخاصة بين أطفال المدارس إلى ظهور أعراض الجوع في المعدة، والتعب، والحكة الشرجية.
  • الجفاف: تؤدي الإصابة بالجفاف إلى الشعور بالجوع، والعطش، والدوخة، والتعب، ويصبح لون البول غامقًا، كما ينصح بشرب كوب من الماء قبل أو أثناء الوجبات للشعور بالشبع.

أسباب أخرى للجوع الدائم

توجد جملة من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الشعور بالجوع الدائم، ومنها:

  • الحمل: تشعر معظم السيدات الحوامل بزيادة الشهية نظرًا لنمو الجنين وحاجة الجسم إلى إمدادات الطاقة؛ إذ يزداد وزن السيدة الحامل بين 1.8-2.7 كغ خلال الثلاثة أشهر الأولى، ثم 0.45 كغ أسبوعيًا خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل.
  • تناول أدوية معينة: مثل مضادات الهيستامين، والستيرويدات، وبعض أدوية علاج السكري، والأدوية المضادة للذهان، ومثبطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة التي تعد إحدى أنواع مضادات الاكتئاب، إذ قد تؤدي إلى زيادة الشهية وزيادة الوزن.
  • الحرمان من النوم: يؤدي الحرمان من النوم إلى اختلال مستوى الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الشعور بالجوع، كما يؤدي ذلك إلى الرغبة بتناول الأطعمة الدهنية ذات السعرات الحرارية العالية.
  • التوتر النفسي: يفرز الجسم هرمون الكورتيزول في حالة التوتر الذي يعزز الشعور بالجوع والرغبة في تناول السكريات، والدهون للحصول على الراحة النفسية.
  • الرضاعة الطبيعية: ذلك أن المرضعات يستهلكن سعرات حرارية أكثر لإنتاج الحليب مسببًا ذلك الشعور بالجوع، لذا توصي الكلية الأمريكية لطب النسائية والتوليد باستهلاك 450-500 سعرة حرارية إضافية في اليوم من قبل المرضعات.
  • سن اليأس: ذلك أن انخفاض مستوى هرمون الإستروجين يؤدي إلى زيادة الشهية.
  • متلازمة ما قبل الطمث: إذ يعد الجوع الدائم أحد الأعراض المصاحبة لمتلازمة ما قبل الطمث.
  • الممارسة المفرطة للرياضة: التي تؤدي إلى الشعور بالجوع لذا ينصح بتجنب تناول الوجبات بعد ممارسة الرياضة مباشرة.

أعراض الإحساس بالجوع

قد يرافق الإحساس بالجوع عدّة أعراض أخرى تختلف باختلاف العوامل المسببة، وغالبًا ما تؤثر الأعراض على الجهاز الهضمي وبقية أعضاء الجسم الأخرى، وتتضمن أعراض الإحساس بالجوع ما يلي:

  • الإسهال.
  • الغثيان والذي يحدث مع تناول الطعام وقد يكون متبوعًا بالقيء.
  • حرقة في المعدة.
  • القلق.
  • الكآبة.
  • المُعاناة من صعوبة النوم.
  • الهلع.
  • جحوظ العينين.
  • الضغط العصبي.
  • فقدان أو [[ما أسباب زيادة الوزن|زيادة الوزن].
  • ومن الممكن أن يتسبب الجوع الشديد بأعراض خطيرة تستدعي مراجعة الطبيب فورًا؛ كشحوب الجلد، والرعشة وفقدان الوعي والغيبوبة.

علاج الإحساس بالجوع

يمكن علاج الإحساس بالجوع المستمر بالاعتماد على العوامل المسببة، وفي المجمل فإنّ الخيارات تتضمن ما يلي:

  • تناول كميات جيدة من الألياف: يمكن أن يقلل تناول الألياف من الإحساس الجوع، والتي تتواجد بكثرة في الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والفاصولياء، كما أنّ الأغذية الغنية بالألياف تحتوي على كميات كبيرة من الماء والذي يتسبب في الشعور بالشبع.
  • تناول الشوربة قبل وجبة الغداء: يمكن تناول الشوربة الباردة أو الساخنة قبل تناول الوجبة الغذائية أو بين الوجبات، وهذا يساعد على الإحساس بالشبع لفترة وتناول كميات أقل من السعرات الحرارية عند تناول الوجبة الرئيسية.
  • تناول السلطة: وتحديدًا قبل الوجبة الغذائية، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الأشخاص الذين تناولوا السلطة قبل الوجبات الغذائية تناولوا كميات أقل من الغذاء، وبالتالي كميات أقل من السعرات الحرارية بنسبة 12%.
  • تناول البرتقال أو الجريب فروت: تشير الدراسات إلى أنّ تناول البرتقال أو الجريب فروت يساعد في الحفاظ على الشهية، وهذا يؤدي إلى الإحساس بالشبع لفترة جيدة.
  • تناول فول الصويا: يحتوي فول الصويا على البروتينات والكربوهيدرات والتي تؤمّن لنا الإحساس بالشبع وتقضي على الشعور بالجوع.
  • تناول المكسرات: والتي تؤدي إلى الشبع؛ نظرًا لاحتوائها على البروتينات وكميات جيدة من الألياف، كما أنها غنية بالفيتامينات والمعادن، إذ يمكن تناول المكسرات بين الوجبات، وعلى الرغم من احتوائها على الدهون غير المشبعة أي الصحية ينبغي تناولها بكميات صغيرة.
السابق
هل الليمون يخفض ضغط الدم
التالي
أفضل الطرق للتخلص من البلغم والكحة

اترك تعليقاً