الصحة النفسية

سبب سماع دقات القلب في الأذن

سبب سماع دقات القلب في الأذن

 

سماع دقات القلب في الأذن

تنتمي مشكلة سماع دقات القلب في الأذن إلى فئة أنواع طنين الأذن النادرة أو غير الشائعة بين الناس، ولقد أطلق العلماء على هذه الحالة اسم طنين الأذن الوعائي، أو النابض، أو الإيقاعي، وعادةً ما يشكو المصابون بهذه المشكلة من سماعهم لصوت ثابت بالتزامن مع دقات القلب لديهم، وقد يتركز الصوت أحيانًا في أذن واحدة فقط، وقد يكون باستطاعة الطبيب سماع هذا الصوت أيضًا، لكن للأسف يُمكن لهذا الصوت أن يكون له وقعٌ سيئ للغاية على حياة المصاب، كما يُمكن له أن يتسبب في ظهور أعراضٍ أخرى في حال كان ارتفاع الضغط في السائل المحيط بالدماغ، وعلى أي حال، يمتاز هذا النوع من طنين الأذن بإمكانية تحري أسبابه بدقة على يد الأطباء المتمرسين، عكس أنواع طنين الأذن الأخرى التي يصعب الكشف عن أسبابها بسهولة.

أسباب سماع دقات القلب في الأذن

ينشأ طنين الأذن النابض عن اكتساب الأذن للمقدرة على الشعور بتغيرات التروية الدموية الحاصلة في الأوعية الدموية والشرايين، خاصة تلك المتمركزة في الأذن، وقاعدة الجمجمة، والرقبة، ويُمكن لأسباب ذلك أن ترجع للأمور الآتية:

  • زيادة التروية الدموية في الجسم: تزداد سرعة تدفق الدم في عموم الجسم أثناء ممارسة الأنشطة البدنية القاسية أو أثناء الحمل، وهذا يؤدي إلى نشوء أصوات لحركة الدم داخل الجسم، ويُمكن لزيادة نشاط الغدة الدرقية أو فقر الدم الشديد أن يؤدي إلى الأمر نفسه أحيانًا.
  • زيادة التروية الدموية في الرأس: تحدث زيادة في التروية الدموية داخل الأوعية الدموية الموجودة داخل الرأس أو الرقبة نتيجة لنمو الأورام في هذه المناطق، لكن لحسن الحظ فإن أغلب الأورام المسببة لطنين الأذن النابض هي أورام حميدة وليست سرطانية.
  • اضطرابات التروية الدموية: يُعد تصلب الشرايين من بين أشهر اضطرابات التروية الدموية التي تؤدي إلى حصول تكتلات داخل الأوعية الدموية، وهذا يؤدي في المقابل إلى زيادة فرص الإصابة بطنين الأذن النابض.
  • مشاكل الأوعية الدموية: تُصاب الأوعية الدموية بالكثير من أنواع الأمراض والاضطرابات والتشوهات التي تتسبب في شعور المصاب بدقات القلب داخل الأذن، ومن بين هذه الأمراض حصول ضعف في جدران الأوعية الدموية، أو ارتباط الشرايين والأوردة بطريقة غير طبيعية، او التواء الشرايين.
  • الحساسية نحو الأصوات: يتميز بعض الأفراد بحساسية مفرطة اتجاه الأصوات الداخلية بسبب ميل الدماغ نحو الإحساس بالأصوات التي من المفروض أن يتجاهلها في الأحوال الطبيعية، ويُمكن لهذه الحساسية أن تظهر كذلك عند الأفراد المصابين ببعض أنواع فقدان السمع، والتهابات الأذن الوسطى، بالإضافة إلى انثقاب طبلة الأذن.
  • زيادة ضغط الرأس: تظهر المعاناة من طنين الأذن النابض عند بعض المصابين بمشكلة طبية تُعرف بفرط الضغط داخل القحف المجهول السبب، وغالبًا ما تظهر هذه المشكلة عند النساء الشابات والمصابات بالسمنة.
  • أسباب أخرى: يذهب بعض الأطباء إلى إرجاع مسألة سماع دقات القلب في الأذن إلى بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة افراز الأدرينالين في الجسم؛ كشرب المشروبات الغنية بالكافايين أو التعرض للمواقف المثيرة للتوتر والخوف.

وعلى أي حال، يبقى بوسع الأطباء الكشف عن أسباب الإصابة بطنين الأذن النابض عند حوالي ثلاثة أرباع الحالات المرضية، كما يُمكن للأطباء تصنيف حالات الإصابة بطنين الأذن النابض إلى طنين وريدي، وطنين شرياني، وطنين شرياني وريدي، ويوجد الكثير من الأطباء الذين يعدون طنين الأذن النابض علامة محتملة للدلالة على الإصابة بتضيق الشرايين داخل الدماغ، لكن تجدر الإشارة هنا إلى إمكانية أن يكون صوت الإيقاع الذي يسمعه المصاب بالطنين النابض أو الإيقاعي ليس ناجمًا عن الأوعية الدموية أو دقات القلب، وإنما عن انقباض إيقاعي لعضلتين تقعان داخل الأذن الوسطى أو لعضلات أخرى تقع في مؤخرة الحلق.

علاج سماع دقات القلب في الأذن

يبحث الأطباء في البداية عن السبب الحقيقي لسماع دقات القلب في الأذن، وفي حال كان السبب مثلًا هو الإصابة بفقر الدم، فإن العلاج قد يتضمن إعطاء المريض أدوية أو إخضاع المريض لإجراء نقل الدم، أما في حال كان سبب المشكلة هو انثقاب طبلة الأذن، فإن الطبيب قد يلجأ إلى إغلاق طبلة الأذن جراحيًا، وعلى العموم توجد علاجات وأساليب كثيرة يُمكن وصفها لتخفيف معاناة المريض من طنين الأذن النابض، مثل:

  • العلاج الصوتي: يقوم مبدأ هذا العلاج على تشتيت انتباه المريض قدر الإمكان ومساعدته على تجاهل الأصوات التي يُعاني منها، ويُمكن لأساليب العلاج الصوتي أن تتضمن حث المريض على الاستماع لصوت المذياع، أو الموسيقى، أو أصوات البيئة الخارجية، كما يُمكن تزويد المريض بأجهزة محمولة قادرة على إصدار أصوات معينة أو تعريف المريض ببعض تطبيقات الهواتف الذكية المصممة خصيصًا لغرض التغلب على طنين الأذن النابض.
  • أساليب الاسترخاء: ينصح بعض الخبراء بتعليم المرضى الذين يُعانون من طنين الأذن النابض أساليب الاسترخاء التي تهدف إلى خفض ضغط الدم وبعض نشاط الدماغ، ومن بين هذه الأساليب تمارين التنفس العميق والتأمل الذهني.
  • علاج ارتفاع ضغط الدم: لا بد من إرجاع مستويات ضغط الدم إلى وضعها الطبيعي لتخفيف وطأة طنين الأذن النابض، وهذا الأمر قد يتضمن تزويد المريض ببعض الأدوية ونصحه باتباع العادات الحياتية المناسبة؛ كالإقلاع عن التدخين، وتناول الأطعمة التي لا تحتوي على الكثير من الصوديوم أو الملح، فضلًا عن ممارسة الأنشطة البدنية وتخفيف حدة التوتر.
  • العلاجات النفسية: يُعد العلاج السلوكي المعرفي من بين أبرز أساليب العلاجات النفسية التي يلجأ إليها الأطباء للتأثير على طريقة استجابة المرضى للأصوات التي يسمعونها بدلًا من التخلص من هذه الأصوات، لكن سيتطلب هذا الأمر بالطبع إيجاد أساليب نفسية لتغيير طريقة التفكير التي يتبعها المصاب، وتوجد أيضًا أنواع أخرى من العلاجات التي تهدف إلى تخفيف وطأة طنين الأذن النابض على حياة المصابين اليومية.

مضاعفات سماع دقات القلب في الأذن

لا بد من استشارة الطبيب من أجل الكشف عن أسباب سماع دقات القلب في الأذن وأخذ العلاجات المناسبة لها؛ فبعض هذه الأسباب هو خطير ويجب عدم التهاون في علاجها، كما أن إهمال مشكلة سماع دقات القلب في الأذن له عواقب سيئة على حياة المريض، خاصة فيما يخص عادات النوم لديه؛ فسماع دقات القلب في الأذن قد يكون سببًا في إصابة المريض بالأرق وقلة النوم، وهذا الأمر قد يؤدي إلى مضاعفات سيئة، مثل:

  • صعوبة التركيز.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • زيادة الوزن.
السابق
أسباب المياه البيضاء على العين
التالي
كيف تؤثر الأطعمة على ضغط الدم

اترك تعليقاً