الصحة النفسية

طرق الوقاية من مرض السكري

طرق الوقاية من مرض السكري

مرض السكري

يعد مرض السكر من أكثر أمراض العصر شيوعًا، ويحدث نتيجة ارتفاع مستويات السكر أو الجلوكوز في الدم، ويسبب اضطرابات في عمليات الأيض، ويحدث عند وجود خلل في إفراز هرمون الإنسولين وهو هرمون يساعد الجسم على نقل الجلوكوز إلى داخل خلايا وأنسجة الجسم كمصدر للطاقة، وقد يكون السبب المؤدي للسكري عدم إنتاج البنكرياس أي كمية من الإنسولين، أو إنتاج كمية قليلة منه، أو عندما لا يستجيب الجسم للإنسولين المُفرز، مما يؤدي لارتفاع مستويات السكر في الدم، ومع مرور الوقت يمكن أن يسبب نقصان الإنسولين وارتفاع الجلوكوز في الدم مشاكل خطيرة، فقد يسبب تلف العينين والكلى والأعصاب، ويسبب أمراض القلب والجلطات الدماغية وبتر الأطراف أحيانًا، وتوجد العديد من العلاجات والطرق الوقائية التي يمكن اتباعها للوقاية من هذا المرض.

طرق الوقاية من مرض السكري

يمتاز مرض السكري بوجود مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، وفيها يكون مستوى السكر في الدم مرتفع لكن ليس للحد الذي يُشخص فيه بمرض السكري والتي يُطلق عليها مرحلة مقدمات السكري، وما يقارب 70% من المصابين بمقدمات السكري يتطور المرض لديهم إلى مرض السكري، وبالرغم من وجود بعض العوامل التي لا يمكن تغييرها إلا أنه توجد أيضًا عدة عوامل يمكن تجنبها للتقليل من فرصة الإصابة بالسكري، بالإضافة إلى بعض النصائح والتي تساعدك أيضًا على خفض نسبة الإصابة بالسكري، وتتضمن ما يأتي:

  • إزالة السكر والكربوهيدرات المكررة من النظام الغذائي: يضعك تناول الأطعمة السكرية والكربوهيدرات المكررة على مسار الإصابة بالسكري؛ فالجسم يحطم جزيئات هذه المواد ويحولها إلى غلوكوز في مجرى الدم، مما يرفع من مستوى السكر في الدم ويحفز البنكرياس على إفراز المزيد من الإنسولين لموازنة الارتفاع الحاصل، وهذا قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري على المدى البعيد، خاصة في حال الإصابة المسبقة بما قبل السكري.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تزيد ممارسة التمارين الرياضية من حساسية خلايا جسمك للإنسولين، مما يقلل من حاجة الجسم إلى كمية عالية من الإنسولين لسد احتياجاته؛ فوفقًا لإحدى الدراسات، فإن ممارسة التمارين ذات الشدة المتوسطة عند المصابين بما قبل السكري قد زاد من حساسية الإنسولين لديهم بنسبة تصل إلى 51%، بينما وصلت النسبة إلى 85% عندهم أثناء أيام ممارسة التمارين عالية الشدة.
  • شرب الماء: يُعد الماء أكثر أنواع المشروبات ذات الصفة الطبيعية التي بإمكانك شربها، كما أن شرب الماء على الدوام يقلل من الرغبة بشرب المشروبات الغنية بالسكر أو المليئة بالمواد الحافظة السيئة؛ فالمشروبات السكرية كالصودا يُمكنها التسبب بزيادة خطر الإصابة بسكري النمط الثاني وأنواع أخرى من سكري النمط الأول، أما الماء فالبعض يرى بأنه مفيد أكثر للحفاظ على مستوى طبيعي من سكر الدم ودعم استجابة الخلايا للإنسولين.
  • خسارة الوزن: على الرغم من حقيقة أنه ليس كل المصابين بسكري النمط الثاني من أصحاب الوزن الزائد، إلا أن الغالبية هي فعلًا تنتمي إلى هذه الفئة، كما يرى الخبراء أن المصابين بما قبل السكري يكون لديهم كمية أكبر من الدهون داخل الأحشاء وحول الأعضاء البطنية، مثل الكبد، ومن المعروف بأن هذه الدهون تزيد من أخطار الالتهاب ومقاومة الإنسولين، مما يزيد كثيرًا من خطر الإصابة بالسكري.
  • تجنب السلوكيات الخاملة: يرى الخبراء ضرورة تجنب الممارسات الكسولة والخاملة لتقليل خطر الإصابة بالسكري، ويُمكن لهذه السلوكيات أن تتضمن الجلوس خلال أغلب ساعات النهار وممارسة القليل من النشاط البدني، وقد ذهبت إحدى الدراسات إلى أن الأفراد الذين قد قضوا أغلب وقتهم على هذه الصورة قد زاد لديهم خطر الإصابة بالسكري بنسبة وصلت إلى 91%.
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تشير بعض الدراسات إلى قدرة الألياف على الحفاظ على مستوى سكر الدم والإنسولين منخفضًا عند الكبار بالسن والمصابين بما قبل السكري، لكن الخبراء ما زالوا غير مدركين للآلية التي يسير هذا بها.
  • زيادة الحصول على فيتامين “د”: يُعد فيتامين “د” ضروريًا للتحكم بمستوى السكر في الدم، كما أن الباحثين يرون أن الأفراد الذين يحصلون على كمية غير كافية من هذا الفيتامين تزيد لديهم فرصة الإصابة بأنواع السكري جميعها، وتنصح أغلب المنظمات الصحية بأن لا يقل استهلاك فيتامين “د” عن 30 نانوغرام / مل في اليوم الواحد، وتتضمن أهم المصادر للحصول على هذا الفيتامين كل من الأسماك الدهنية وزيت كبد سمك القد، كما أن التعرض لأشعة الشمس يزيد من مستويات هذا الفيتامين في الدم.
  • تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة: رُبطت الأطعمة المصنعة مع الكثير من المشاكل الصحية، بما في ذلك مشاكل القلب، والبدانة، والسكري، كما وجدت بعض الدراسات أن التوقف عن تناول الأطعمة المعلبة الغنية بالزيوت النباتية، والحبوب المكررة، والإضافات الصناعية يُمكنه التقليل من خطر الإصابة بالسكري.
  • التوقف عن التدخين: يترتب على التدخين حدوث العديد من المضاعفات والأمراض والتي تتضمن أمراض القلب، والنفاخ الرئوي، والسرطانات التي تصيب الثدي، والبروستات، والرئة، والجهاز الهضمي، كما تعد الإصابة بداء السكري أحد نواتج التدخين والتدخين غير المباشر، ولوحظَ أن التوقف عن التدخين لمدة خمس سنوات يقلل من خطر الإصابة بالسكري بما يقارب 13%.
  • تقليل كمية الطعام المتناولة: إذ إن تقليل كمية الطعام المتناولة يخفض احتمالية الإصابة بالسكري لمساهمته في خفض مستوى السكر في الدم ومستوى الإنسولين، فقد وُجِدَ أن خفض حجم وجبات الطعام التي تتناولها واتباع السلوكيات الغذائية الصحية، يساعد على انخفاض نسبة الإصابة بالسكري بما يقارب 46%.
  • اتباع النظام الغذائي الكيتوني: وهو عبارة عن خفض كمية الكربوهيدرات المتناولة إلى حدّ كبير، مما يحافظ على مستوى السكر طبيعي في الدم بالإضافة إلى مستوى الإنسولين، كما يقلل من مستوى السكر في الدم بعد الصيام، ويحسن من مقاومة الخلايا للإنسولين.
  • شرب القهوة أو الشاي: يساهم شرب القهوة والشاي في خفض معدل الإصابة بمرض السكري؛ وذلك لمساهمته في زيادة حساسية الإنسولين، والتقليل من إفراز الغلوكوز من الكبد، وبالتالي تقليل مستوى السكر في الدم، ويُعزى ذلك لاحتوائه على مضادات التأكسد والتي بدورها تحمي من الإصابة بالسكري.
  • تناول المكسرات: وفقًا لدراسة شملت 83.000 امرأة استهلكن المكسرات وزبدة الفول السوداني، فإن تناول المكسرات قد وفر لهن نوعًا من الحماية من الإصابة بالسكري.
  • تناول بعض الأعشاب الطبية: توجد بعض الأعشاب الطبيعية التي تساهم في تقليل فرصة الإصابة بمرض السكري والتي تتضمن ما يأتي:
    • بربارين: وُجِدَ أن فعالية عشبة البربارين في تقليل مستوى السكر بالدم تشبه إلى حدّ كبير فعالية دواء الميتوفورمين المستخدم في خفض مستوى السكر بالدم، إذ تساهم عشبة البربارين في زيادة حساسية الإنسولين، والتقليل من إنتاج السكر من الكبد، وبالتالي خفض مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى فعاليتها في مقاومة الالتهاب، وخفض مستوى الكوليسترول في الدم، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
    • الكركم: والذي يساهم في زيادة حساسية الإنسولين والتقليل من مقاومتها، بالإضافة إلى خفض خطر تطور مرض السكري، كما تتعدد فوائد الكركم لكونها ذات فعالية كبيرة في مقاومة الإلتهاب.

أنواع مرض السكري

توجد أنواع مختلفة من أنواع السكري، ومن أهم هذه الأنواع ما يأتي:

  • مرض السكري من النوع الأول، ويطلق على السكري من النوع الأول أيضًا سكري الأطفال، إذ إنه يبدأ عادة منذ الصغر، ويعتمد علاج هذا النوع من السكري على الإنسولين، لذلك فهو يسمى أيضًا بالسكري المعتمد على الإنسولين، وعادة ما يحدث نتيجة طفرات جينية تنتقل وراثيًا، أو مقاومة مناعية ذاتية، إذ يفرز الجسم أجسامًا مضادة لمهاجمة خلايا البنكرياس، مسببةً تلفها وعدم قدرتها على إفراز الإنسولين في الدم.
  • مرض السكري من النوع الثاني، يعد السكري من النوع الثاني الأكثر انتشارًا، إذ إن 95% من مرضى السكري مصابون بهذا النوع، وعادة ما يصيب البالغين نتيجة العادات والممارسات اليومية السيئة، أهمها السمنة وزيادة الوزن، في هذا النوع تستطيع خلايا البنكرياس إفراز الإنسولين، لكن إما أن تكون الكمية المفرزة غير كافية، أو أن خلايا الجسم لا تستجيب للإنسولين المفرز، وعادة لا يعتمد علاج هذا النوع على الإنسولين، لذلك يسمى أيضًا بالسكري غير المعتمد على الإنسولين.
  • سكري الحمل، إذ يحدث هذا النوع من السكري مع المرأة الحامل في منتصف فترة الحمل أو أواخرها، وبعد الولادة يختفي هذا المرض، لكن بعض النساء قد يتطور المرض لديهن حتى بعد الولادة، لتصبح مصابة بالسكري من النوع الثاني، وقد يسبب هذا النوع العديد من المضاعفات على الحامل والجنين في حالة عدم علاجه، منها تلف أنسجة القلب والكلى والأعصاب للمرأة، وولادة الطفل بوزن عالٍ، ووجود مشاكل في التنفس لديه.

أعراض مرض السكري

توجد العديد من الأعراض التي تشير للإصابة بمرض السكري، ومن الأمثلة على هذه الأعراض ما يأتي:

  • التبوّل المتكرر.
  • الشعور بالعطش الشديد.
  • الشعور بالجوع الشديد.
  • التعب المفرط.
  • الرؤية الضبابية.
  • صعوبة في شفاء الجروح، وزيادة الإصابة بالعدوى، مثل العدوى التي تصيب اللثة، والجلد.
  • المعاناة من فقدان الوزن دون سبب.
  • الغثيان والتقيؤ.

عوامل خطر الإصابة بمرض السكري

توجد العديد من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالنوع الأول من السكري، ومن الأمثلة على هذه العوامل ما يأتي:

  • العامل الوراثي، فإصابة أحد الآباء، تزيد احتمالية إصابة الأبناء بذلك.
  • وجود خلل في الجهاز المناعي يسبب مقاومة ذاتية لخلايا الجسم، ومهاجمتها.
  • تسبب بعض العدوات الفيروسية الإصابة بهذا المرض.
  • العامل الجغرافي، إذ تزيد احتمالية الإصابة بهذا النوع في بعض المناطق مثل فنلندا والسويد.

أما العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالنوع الثاني من السكري ما يأتي:

  • زيادة الوزن، فكلما زادت الخلايا الدهنية في الجسم، زادت احتمالية مقاومة خلايا الجسم للإنسولين.
  • قلة الحركة.
  • العامل الوراثي، فإصابة أحد الآباء بذلك يزيد احتمالية إصابة الأبناء به.
  • العرق، تزيد احتمالية الإصابة بهذا المرض لدى بعض الأعراق، كاللاتينيين والهنود الأميركيين والآسيويين الأميركيين.
  • العمر، كلما زاد العمر، زادت احتمالية الإصابة، وقد يكون السبب وراء ذلك قلة الحركة مع التقدم في العمر، وزيادة الوزن.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم، أو نقص مستوى الكوليسترول الجيد في الدم.

مضاعفات مرض السكري

من مضاعفات داء السكري ما يأتي:

  • الإصابة بأمراض القلب الوعائية: تزداد نسبة التعرض لأمراض القلب عند الإصابة بداء السكري مثل؛ مرض الشريان التاجي، وحدوث آلام في الصدر أي ما تُسمى الذبحة الصدرية، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية.
  • تَلَف الأعصاب (الاعتلال العصبي): تسبب إصابة جدران الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات الدموية) التي تُغذي الأعصاب الشعور بوخز أو خدر في أطراف أصابع القدم أو أصابع اليدين ويَنتشر تدريجيًّا إلى أعلى، ويُفقد الإحساس في الأطراف المصابة إذا لم تُعالج، وقد يؤدي تلف الأعصاب إلى ضعف الانتصاب بالنسبة للرجال.
  • تلف الكلى: تفلتر الكلى الفضلات من الدم، وقد يَضر داء السكري نظام الفلترة، إذ يُؤدي التلف الشديد إلى الفشل الكلوي.
  • تلف العينين: قد يُؤدي داء السكري إلى تلف في الأوعية الدموية التي تُغذي شبكية العين، مما يزيد احتمالية حدوث حالات خطيرة أخرى متعلقة بالبصر، مثل؛ إعتام عدسة العين والزَّرَق (المياه الزرقاء).
  • تلف القدم: تزيد مشكلة تلف الأعصاب أو عدم تدفق الدم إلى القدمين من حدوث إصابات خطيرة والتهابات في القدم.
  • الحالات الجلدية: قد يَجعل داء السكري المصاب به أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل الجلد مثل؛ الالتهابات البكتيرية والفطرية.
  • ضعف السمع: قد يُسبب داء السكري مشاكل في السمع.
  • الإصابة بمرض الزهايمر: يزيد عدم السيطرة على مستوى السكر في الدم من خطر الإصابة بالزهايمر.
  • الإصابة بالاكتئاب: تشيع أعراض الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول والثاني.
  • مشاكل في الأسنان: إذ قد يؤدي مرض السكري إلى إحداث مشاكل في الأسنان لدى المصابين به.

الطرق العلاجية لمرض السكري

توجد العديد من الطرق العلاجية التي يمكن اتباعها لعلاج مرض السكر، ومن الأمثلة على هذه الطرق ما يأتي:

  • تناول الأطعمة الصحية المحتوية على البروتينات والخضراوات والفواكه، وتقليل تناول السكريات والدهون.
  • زيادة الحركة وممارسة التمارين الرياضية.
  • يعتمد علاج السكري من النوع الأول على هرمون الإنسولين، وذلك لأنه يوجد خلل في إفراز هذا الهرمون من البنكرياس في هذا النوع من السكري، وعادة ما يُعطى الإنسولين بواسطة إبر تُعطى تحت الجلد، وتوجد أربعة أنواع رئيسية للإنسولين، إذ يوجد نوع سريع المفعول يحتاج ربع ساعة ليبدأ مفعوله، ويستمر مفعوله لمدة 3 إلى 4 ساعات، ويوجد الإنسولين طويل المفعول الذي يبقى مفعوله ليوم كامل، وغيره من الأنواع التي تُستخدم حسب تعليمات الطبيب.
  • عادة ما يعتمد علاج النوع الثاني من السكري على أدوية تقلل مستوى السكر في الدم، ويعد الميتفورمين، أو ما يسمى بمساعد السكري من أكثر الأدوية استخدامًا، وقد يحتاج المريض لأخذ أكثر من دواء معًا لتنظيم السكر بالدم.

قد يُهِمُّكَ

يشير بعض الخبراء إلى إمكانية إعطاء الأدوية للرجال الذين تزداد لديهم فرصة الإصابة بداء السكري، فالعديد من الدراسات أكدت على أن إعطاء أدوية السكري المختلفة واتباع الأنماط الحياتية الصحية يُمكنه تقليل احتمالية إصابة الفرد بالسكري، كما أن إحدى الدراسات أشارت إلى تقليل خطر الإصابة بالمرض إلى 31% عند الأفراد الذين أخذوا الأدوية، لكن الدراسة أيضًا أظهرت أن الأنماط الحياتية الصحية هي أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالسكري، لذلك يُمكن الاستعانة بأخصائي التغذية لوضع خطة غذاء متكاملة لذلك، كما يُمكن أيضًا استشارة أحد المدربين الرياضيين للاستفسار عن التمارين الرياضية الأنسب.

السابق
أسباب الفشل الكلوي
التالي
ماهي فوائد عصير الرمان

اترك تعليقاً