الصحة النفسية

علاج وجع الرأس

علاج وجع الرأس

وجع الرأس

وجع الرأس أو ما يعرف بالصداع هو ألم في الرأس أو الرقبة العليا، وقد يكون أوليًا أيّ غير مرتبط بحالة طبية، أو ثانويًا ناجمًا عن إصابة أو حالة طبية، كما يتضمن الصداع الأولي؛ التوتر، والصداع النصفي، والصداع العنقودي، وعلى الرغم أن معظم الحالات لا تدل على وجود مشكلة طبية خطيرة، إلا أنه يجب أن يسعى المصاب للحصول على عناية طبية إذا كانت الأعراض شديدةً، أو لا تستجيب للعلاج وتزداد سوءًا مع مرور الوقت، أو تتكرر كثيرًا، أو تصاحبها إصابة، أو نوبات، أو تقيؤ، أو حمى، أو تغييرات في الكلام أو الرؤية أو السلوك، وقد يطلب الطبيب إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي وغيرهما من إجراءات التشخيص للمساعدة في تقييم الحالة، وفي حال عدم وجود أيّ سبب خطير للصداع فقد يحاول الطبيب تحديد المحفزات، مثل: الإجهاد، أو بعض الأطعمة، ويوصي بإجراء تغييرات في نمط الحياة أو أخذ مسكنات الألم للتقليل من الأعراض.

علاج وجع الرأس

على الرغم من كون أدوية علاج الألم آمنة نسبيًا ولا تحتاج إلى وصفة طبية، إلا أن جميعها لها آثار جانبية محتملة، ويمكن أن تكون خطيرة إذا استخدمت استخدامًا غير صحيح، لذا ينصح دائمًا بقراءة التعليمات واتباع الجرعة الموصى بها، والحذر من حدوث تفاعلات مع الأدوية الأخرى، مثل: مميعات الدم كالوارفارين، ويعد الأسيتامينوفين مسكنًا آمنًا وفعالًا للألم، وهو علاج أولي للصداع، كما يتميز بأن تفاعلاته مع الأدوية الأخرى قليلة؛ وينصح بتجنب تناول الأسيتامينوفين مع الكحول والأدوية المنومة، كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد كتليف الكبد أو التهاب الكبد تجنب هذا الدواء، وفي حال كان دواء الأسيتامينوفين وحده غير كافٍ، فيمكن إضافة الكافيين إلى الأسيتامينوفين لتقديم الراحة وتقليل الألم، كما يعد الأسيتامينوفين آمنًا للحوامل اللواتي يعانين من الصداع.

أما الأسبرين فهو مسكن شائع للألم، ومن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا له حدوث اضطرابات في المعدة، وزيادة خطر النزيف، كما يعد الأسبرين نوعًا من الأدوية المضادة للالتهابات أو الستيرويدات المضادة للالتهابات، لذا يجب عدم تناول الأسبرين من قبل الأشخاص المصابين بقرحة المعدة، أو الذين يستخدمون مميعات الدم مثل الوارفارين، كما قد يزيد تعاطي الكحول من خطر النزيف الناتج عن تهيج المعدة أو القرحة، كما يجب عدم تناول الأسبرين للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين يعانون من مشاكل في الكلى إلا بوصفة طبية، كما يوصف الأسبرين من قبل الأطباء بعد السكتة الدماغية غير المصحوبة بنزيف، إذ يمكن أن يمنع حدوث سكتة دماغية أخرى.

كما تستخدم الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية لعلاج الصداع، مثل: الأيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، إذ تكون الآثار الجانبية لهذه الأدوية مشابهة لآثار الأسبرين، لذا من المهم عدم أخذ الأسبرين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى معًا لتجنب الآثار الجانبية الإضافية، كما تنطبق نفس التحذيرات حول العمر وأمراض الكلى والسكتة الدماغية ومشاكل الكحول على مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى[٢]، كما توجد العديد من العلاجات الطّبيعية والمنزليّة، ومنها:

  • العلاجات البديلة: وهي العلاجات التي تساعد في تخفيف الصداع وتشمل؛ الوخز بالإبر، والعلاج السلوكي المعرفي، ومنتجات الصحة العشبية، والتنويم المغناطيسي، والتأمل، ولكن لا بد من استشارة الطبيب قبل البدء بإحدى هذه العلاجات أو إجراء أيّ تغييرات كبيرة.
  • العلاجات المنزلية: ينتج الصداع في بعض الحالات عن نقص في بعض العناصر الغذائية أو المغذيات الهامة للجسم مثل؛ المغنيسيوم وبعض فيتامينات ب، وقد يكون ذلك نتيجة لسوء التغذية أيضًا أو مشاكل سوء الامتصاص، لذا بعد تشخيص الحالة فإنه يمكن لبعض المكملات الغذائية أن تساعد في حلّ المشكلة، بالإضافة إلى العلاجات المنزلية التي تساعد في تخفيف الألم أو تجنبه في بعض الحالات، والتي تشمل:
    • وضع عبوة جليدية على الرأس أو الرقبة عند التعرض لدرجات الحرارة العالية تجنبًا للصداع الناتج عنها.
    • تجنب التعرض للضغوطات قدر الإمكان، وذلك بتطوير استراتيجيات صحية للسيطرة على الإجهاد أو القلق الذي لا مفرّ منه.
    • تناول وجبات الطعام بشكل منتظم مع الحفاظ على نسبة السكر في الدم بمستوياتها الطبيعية المستقرة.
    • الاستحمام بالماء الساخن وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة، مما يسهم في الحدّ من التوتر ويحسن الصحة العامة للجسم.

أعراض وجع الرأس

تعتمد أعراض الصداع على نوعه، وقد يختلف تواتره وشدة أعراضه أيضًا، كما قد تشبه أعراض الصداع حالات أو مشكلات صحيةً أخرى، لذا ينبغي دائمًا استشارة الطبيب لتشخيص الحالة، وتتضمن الأعراض التي قد توحي بوجود صداع أكثر خطورةً ما يأتي:

  • الصداع الذي يبدأ في الصباح الباكر.
  • ازدياد الألم سوءًا بسبب الإجهاد، مثل: السعال، أو العطس.
  • التقيؤ دون غثيان.
  • ظهور مفاجئ للألم.
  • الصداع الذي يصبح أكثر حدّةً أو مستمرًا.
  • تغيرات في الشخصية.
  • التغييرات في الرؤية.
  • ضعف في الذراعين أو الساقين.
  • التشنجات.

أنواع وجع الرأس

توجد عدة أنواع مختلفة من الصداع، ومن أبرزها نذكر ما يأتي:

  • صداع التوتر: وهو أكثر أنواع الصداع شيوعًا، وغالبًا يحدث عند النساء فوق سنّ 20 عامًا، ويوصف بأنه الشعور بالضغط حول الرأس، وتنتج عن تصلب العضلات في الرقبة وفروة الرأس، كما تعد الوضعية السيئة والضغط على الرقبة عاملين مساهمين في الصداع، وعادةً ما يستمر صداع التوتر لعدة دقائق، لكن في بعض الحالات قد يستمر لعدة أيام، كما يمكن أن يكون متكررًا.
  • الصداع العنقودي: هو صداع لا يسبب الخفقان، ويسبب ألمًا شديدًا على جانب واحد من الرأس أو خلف العين، وعادة ما يسبب دموع العينين، واحتقان أو سيلان الأنف، إذ يمكن أن يستمر هذا الصداع لفترات طويلة من الزمن، والمعروفة باسم الفترة العنقودية، وقد يحدث الصداع العنقودي كل يوم وأكثر من مرة واحدة في اليوم، وما زال السبب غير معروف؛ ومع ذلك فإن هذا النوع من الصداع نادر الحدوث ويصيب عمومًا الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20-40 عامًا.
  • الصداع النصفي: هو صداع شديد يمكن أن يسبب ألمًا خافقًا، وعادةً ما يكون على جانب واحد من الرأس، ويوجد عدة أنواع مختلفة من الصداع النصفي، ويشمل الصداع النصفي المزمن الذي يحدث 15 يومًا أو أكثر في الشهر، والصداع النصفي الفالجي وله أعراض تشبه أعراض السكتة الدماغية.
  • الصداع الارتدادي: وهو الصداع الذي يحدث بعد أن يتوقف الشخص عن تناول الأدوية التي كان يستخدمها بانتظام لعلاج الصداع، إذ من المرجح أن يعاني الشخص من الصداع المرتجع إذا تناول أدوية مثل؛ أسيتامينوفين وتريبتان، وإرغوتامين، وغيرها من مسكنات الألم.
  • صداع الرعد المفاجئ: هو صداع شديد يحدث غالبًا بسرعة كبيرة، يظهر عادةً دون سابق إنذار، ويستمر حتى خمس دقائق، وقد يدل هذا الصداع على وجود مشكلة في الأوعية الدموية في الدماغ، وغالبًا ما يتطلب عناية طبية فورية.

تشخيص وجع الرأس

قد لا تُعرَف المشكلة بالكامل على الفور، لكن قد يُكشف عنها من خلال تشخيص طبيّ شامل، إذ يُشخَّص الصداع من خلال السؤال عن التاريخ الدقيق، والفحص البدني، والاختبارات التشخيصية، وقد تتضمن الأسئلة الشائعة خلال التشخيص ما يأتي:

  • وقت حدوث الصداع.
  • مكان الألم.
  • طبيعة الصداع.
  • مدة استمرار الصداع.
  • إمكانية حدوث تغييرات في السلوك أو الشخصية.
  • مدى تسبب التغيرات في الوضعية أو الجلوس بالصداع.
  • مواجهة مشكلة في النوم.
  • وجود تاريخ طبي من التوتر.
  • وجود تاريخ من الإصابة في الرأس.

وإذا لم يكن الصداع من النوع الأساسي فقد تظهر حاجة إلى المزيد من الفحوصات لتحديد السبب، وقد تتضمن الفحوصات المستخدمة لتحديد سبب الصداع ما يأتي:

  • تحاليل الدم: قد تجرى فحوصات كيمياء الدم المختلفة وغيرها من الفحوصات المختبرية للتحقق من الحالات الأساسية.
  • الأشعة السينية: قد يطلب الطبيب إجراء تصوير تشخيصي لتقييم الاحتقان أو المشكلات الأخرى التي يمكن أن تُعالَج.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: قد يطلب الطبيب إجراء تشخيصي يستخدم مزيجًا من المغناطيسات الكبيرة، والترددات الراديوية، وجهاز حاسوب لأخذ صور مفصلة للأعضاء داخل الجسم.
  • التصوير المقطعي المحوسب: قد يجرى تصوير تشخيصي يستخدم مزيجًا من الأشعة السينية وتكنولوجيا الحاسوب لأخذ صور أفقية أو محورية للجسم، إذ يُظهر الفحص بالأشعة المقطعية صورًا مفصلةً لأي جزء من الجسم، بما في ذلك العظام والعضلات والدهون والأعضاء، كما تعد الأشعة المقطعية أكثر تفصيلًا من الأشعة السينية.
السابق
أسباب التبول أثناء النوم للبالغين
التالي
علاج شبكية العين لمرضى السكري

اترك تعليقاً