الصحة النفسية

ضعف السمع العصبي

ضعف السمع العصبي

 

ضعف السمع العصبي

ضعف السمع هو حالة تتضمن التّراجع الكلي أو الجزئي في حاسة السّمع، وتحدث بسبب خلل في الأذن الداخلية، أو القوقعة، أو العصب السمعي، أو تلف في الدماغ. وضعف السمع العصبي هو مصطلح يصف مشكلتين، هما: الضعف الحسّي الذي يتضمّن الأذن الداخلية، والضعف العصبي الذي يتضمّن العصب السمعي، وكان يسمّى بالصَّمَم العصبي، ويعدّ من أكثر أنواع ضعف السمع شيوعًا، ويحدث نتيجة خلل أو تلف داخل قوقعة الأذن أو العصب السمعي، ممّا يسبب خللًا في إرسال الصوت من الأذن إلى الدماغ.

في حالة التلف داخل قوقعة الأذن يكون السبب تلف الخلايا الهدبية فيها، ومن الجدير بالذكر أن الخلايا الهدبية تفقد وظائفها تدريجيًا مع التّقدم بالعمر، كما أنّ التعرض لفترات طويلة للضوضاء الصاخبة والأصوات عالية التردد قد يُسبب تلف هذه الخلايا التي لا يمكن استبدالها عند تلفها، وقد يحدث الصمم الكلي الحسي العصبي نتيجةً للتشوهات الخَلقية، أو إصابة الأذن الداخلية بالعدوى، أو نتيجةً للإصابات الرّضيّة في الرأس.

أنواع ضعف السمع العصبي

توجد ثلاثة أنواع أساسية من فقدان السمع، كل منها ناتج عن عوامل أساسية مختلفة، ويمكن توضيح هذه الأنواع على النحو الآتي:

  • ضعف السمع التوصيلي: يحدث نتيجةً لمواجهة صعوبة في انتقال الأصوات من الأذن الخارجية إلى طبلة الأذن وعظام الأذن الوسطى، بالتالي صعوبة سماع الأصوات الناعمة أو الهادئة، ومن أهم أسباب الإصابة به عدوى الأذن، والحساسية، ودخول الماء في الأذن أثناء السباحة، وتراكم الشمع فيها.
  • ضعف السمع الحسي العصبي: يحدث هذا النوع من ضعف السمع عند وجود تلف في هيكل الأذن الداخلية أو في الأعصاب الواصلة إلى الدماغ، ويكون فقدان السمع في هذا النوع دائمًا، كما تكون الأصوات العادية أو العالية بالنسبة للمصاب غير واضحة وشبه مكتومة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع الحسي العصبي العيوب الخَلقية منذ الولادة التي تكون في هيكل الأذن، والشيخوخة، والتعرض للضوضاء الصاخبة لفترات طويلة، والتعرض لضربة في الرأس أو الجمجمة، كما توجد أمراض تسبب هذا النوع، مثل: مرض مينيير الذي يؤثر على السمع والتوازن، والورم العصبي السمعي، وهو ورم غير سرطاني ينمو على العصب الدهليزي القوقعي، وقد تؤثر بعض أنواع العدوى على الأذن، مثل: التهاب السحايا، والحصبة، والحمى القرمزية، والنكاف، مما يؤدي إلى ضعف السمع العصبي.
  • ضعف السمع المختلط: يحدث هذا النّوع إذا كان الشخص مصابًا بالنّوعين السابقين من ضعف السمع؛ أي عند وجود خلل في الأذن الخارجية أو الوسطى، وفي الأذن الداخلية أو عصب السمع.

عوامل الإصابة بضعف السمع العصبي

عادةً تُصنَّف الإصابة بضعف السمع العصبي عمومًا إلى فئتين، هما: المكتسبة والخَلقية، فالمكتسبة تتمثّل بفقدان السمع التدريجي بعد الولادة أو في وقت متقدم من العمر، أمّا فقدان السمع العصبي المكتسب فقد تتضمن أسباب حدوثه ما يأتي:

  • الشيخوخة: مع التقدم بالسن يحدث انحلال أو تآكل في هيكل الأذن الداخلية، ممّا يسبب ضعف السمع، ويحدث تدريجيًّا دون ملاحظة الأمر.
  • الضوضاء: يعدّ التعرض للضوضاء خلال فترة زمنية طويلة أو حتى لمرة واحدة وكانت الضوضاء أعلى من 85 ديسيبل خلال فترة زمنية معينة مثل أصوات الانفجارات أو إطلاق النار كافٍ ليُفقد الشخص سمعه.
  • الأمراض والعدوى: فالعدوى الفيروسية مثل الحصبة والتهاب السحايا والنكاف قد تؤدي أحياناً إلى فقدان السمع الحسي العصبي.
  • تعرض الرأس لضربة قوية: فقد تؤدي ضربة في الرأس إلى تلف في الأذن الداخلية، مما يؤدي إلى فقدان السمع العصبي.
  • الأورام: قد تؤثر الأورام التي تنمو في الدماغ إذا كانت في منطقة السمع على القدرة عليه، ومن أكثر أنواع الأورام شيوعًا الورم العصبي السمعي، والورم الكوليسترولي، وهو نمو غير طبيعي للجلد في الأذن الوسطى.
  • الأدوية: يوجد أكثر من 200 نوع من الأدوية التي تسبب أضرارًا دائمةً للأذنين، مثل: بعض أنواع المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للالتهابات، وأدوية العلاج الكيميائي للسرطان.

أما فقدان السمع الحسي العصبي الخَلقي أو الذي يبدأ منذ الطفولة يعدّ نادرًا، ومن أهم أسبابه سكري الحمل الذي يؤثر على الجنين، ونقص الأكسجين أثناء الولادة، والولادة المبكرة، وأحيانًا ينتقل وراثيًّا، أو من الأمراض المعدية التي تنتقل من الأم إلى الطفل في الرحم، مثل الحصبة الألمانية. وفقدان السمع الحسي معظم الوقت يحدث تدريجيًّا، لكن في حالات نادرة يمكن أن يصاب الأشخاص بفقدان مفاجئ للسمع، مما يؤدي إلى الصَّمَم المفاجئ في أذن واحدة.

أعراض ضعف السمع العصبي

يبدأ عادةً ضعف السمع العصبي الحسي تدريجيًّا ويتطور ببطء إلى الأسوأ، إلا إذا كان مفاجئًا، وتبدأ الأعراض بفقدان السمع الحسي عندما يستشعر المصاب صعوبة سماع الأصوات الخلفية في الأماكن ذات الضوضاء العالية، مثل: الحفلات، أو المطاعم، أو التجمعات العائلية، وقد يفهم كلام الأشخاص فهمًا خاطئًا، ثم تبدأ الصعوبة بسماع الأصوات الناعمة أو فهمها، كأصوات الإناث أو الأطفال، أو يواجه الشخص صعوبةً في تحديد مصدر الأصوات حتى تتطور حالة فقدان السمع فتزيد مشكلة سماع الأصوات العالية.

لأنّ ضعف السمع يقلل من تواصل الشخص مع بيئته فإنّه قد يسبب الشعور بالاكتئاب، أو القلق، أو العزلة الاجتماعية. ويكون فقدان السمع الحسي في معظم الأوقات دائمًا، إذ لا يمكن إصلاح خلايا الشعيرات الموجودة في الأذن الداخلية أو استبدالها، ولا يتعافى كليًّا أو جزئيًّا بصورة عامّة.

علاج ضعف السمع العصبي

عادةً لا يمكن للأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع الحسي العصبي استعادة سمعهم، لكن يمكن لمعظمهم الاستفادة من أجهزة السمع، إلا أنّه يمكن في بعض الحالات علاج أنواع معينة من فقدان السمع الحسي المفاجئ. بعد إجراء فحص السمع العصبي يُحدَّد مدى سوء الحالة والعلاج الممكن، إذ يمكن علاج فقدان السمع الحسي العصبي الحاد بزراعة القوقعة الصناعية، أمّا حالة السمع العصبي الحسي الجزئي فقد تُعالَج جراحيًا.

السابق
أعراض تعاطي المخدرات
التالي
استخدام دواء السكري للتنحيف

اترك تعليقاً