الصحة النفسية

طرق علاج السرطان

طرق علاج السرطان

 

مرض السرطان

يُعرَّف مرض السرطان على أنَّه مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بقدرتها على الانقسام اللامحدود والانتشار إلى الخلايا المجاورة، إذ يحتوي جسم الانسان على ما يزيد عن تريليون خلية تنمو وتنقسم لتُكوّن خلايا جديدة يحتاج الجسم لها، وذلك عندما تموت أو تتلف، فتحل الخلايا الجديدة مكانها، أما في مرض السرطان فإن الخلايا التي تكبر لا تموت وإنما تبقى وتستمر في الانقسام بلا توقف على الرغم من عدم حاجة الجسم لذلك، مما يتسبب في تشكل السرطان أو ما يُعرف بالأورام، وقد ينتشر السرطان إلى جزء آخر من الجسم عن الطريق الدم أو الجهاز الليمفاوي مسببًا نمو أورام جديدة بعيدًا عن الورم الأصلي.

طرق علاج مرض السرطان

توجد العديد من الطرق المُتّبعة لعلاج مرض السرطان، وذلك بحسب نوعه ومرحلة تقدمة، ويمكن استخدام علاج واحد أو مجموعة من العلاجات لعلاج السرطان أو تقليل حجمه أو إيقاف نموه، ويمكن استخدام علاج السرطان كعلاج أولي؛ وذلك للتخلص التام من كافة الخلايا السرطانية في الجسم، وتُعدّ الجراحة من أكثر طرق علاج السرطان الأولي شيوعًا، أما العلاج المساعد فهو يهدف إلى قتل ما تبقى من الخلايا السرطانية بعد العلاج الأولي، ومن أكثر العلاجات المساعدة استخدامًا هو العلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، والعلاج الاشعاعي، ويوجد نوع خاص من العلاج المساعد يُدعى العلاج القَبْلي المساعد، ويستخدم قبل العلاج الأولي لزيادة فعاليته، وأخيرًا العلاج التلطيفي الذي يساعد على تخفيف أعراض مرض السرطان كالألم وضيق النفس، ويمكن استخدام الطرق الجراحية، أو الكيميائية، أو الاشعاعية، أو الهرمونية، وفيما يأتي شرح تفصيلي لكل علاج:

  • العلاج الكيميائي: ويُسمى أيضًا بالعلاج المضاد للسرطان وهي مركبات كيميائية تُستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية وقتلها، ويعد دواء ميكلوريثامين من أوائل الأدوية الكيميائية التي استُخدمت لعلاج السرطان، ومع حلول القرن الحادي والعشرين أصبح يوجد ما يزيد عن مئة نوع من العلاج الكيميائي، إذ تنتقل هذه المركبات الكيميائية عن طريق الدم لتصل إلى الخلايا السرطانية أينما تواجدت في الجسم ما عدا أماكن محددة، وهذا ما يميز العلاج الكيميائي عن الجراحي والعلاج الإشعاعي، ولأن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا سريعة الانقسام فإنه يُؤثر أيضًا على الخلايا السليمة والتي تنمو وتنقسم بشكل سريع مثل الخلايا المبطنة للفم والأمعاء والخلايا المسؤولة عن نمو الشعر مما يؤدي إلى الشعور بالغثيان وضعف عام في الجسم وتساقط الشعر.
  • العلاج الجراحي: تعد الجراحة من أقدم الوسائل المُتّبعة لعلاج مرض السرطان، يستأصل الجراح الورم والأنسجة المحيطة به، وتعطي الجراحة نتائج أفضل في حال كان الورم صلبًا متمركزًا في منطقة واحدة وغير منتشر، أما في حالات سرطان الدم والسرطان المنتشرة في الجسم فإن الطرق العلاجية الأخرى تتفوق على الجراحة، وتعتمد النتائج على حسب وقت التشخيص والتدخل الجراحي، ونوع السرطان، والحالة الصحية للمصاب.
  • العلاج الإشعاعي: وهو استخدام الأشعة الأيونية كالأشعة السينية، وأشعة جاما، والأشعة دون الذرية ذات الطاقة العالية، والتي تقتل الخلايا السرطانية إما عن طريق تقنية العلاج الإشعاعي الموضعي أو العلاج بأشعة خارجية، وتُعدّل حزمة الطاقة حسب حجم الأنسجة المصابة لتتناسب معها، ويُعد العلاج الإشعاعي ذا فعالية كبيرة في القضاء على الأورام التي تنتشر حول محيط السرطان والتي يصعب اكتشافها جراحيًّا، ولا يُعد العلاج الإشعاعي بحد ذاته مؤلمًا، ولكن قد يشعر المصاب بعد انتهاء الجلسة بالألم والإعياء وظهور طفح جلدي مكان تلقي الأشعة.
  • العلاج المناعي: يُعرف أيضًا بالعلاج البيولوجي، ويهدف إلى تحفيز الجهازالمناعي في جسم الإنسان على مهاجمة الخلايا السرطانية بعد الكشف عنها من خلال مواد مصنوعة من كائنات حية تُعطى للمصاب إما عن طريق الوريد، أو كبسولات يبلعها، أو على شكل كريمات موضعية، وتختلف الآثار الجانبية للعلاج المناعي باختلاف نوع السرطان، ودرجة تقدمه، والحالة الصحية للمصاب، بالإضافة إلى نوع العلاج المناعي وجرعاته.
  • العلاج المُوجّه للسرطان: يستهدف هذا النوع من العلاج أجزاءًا معينة من الخلايا السرطانية المسؤولة عن نمو السرطان وانقسامه وانتشاره بإحدى الطرق الآتية:
    • العقاقير الجزيئية الصغيرة والتي يمكن أن تخترق الخلايا السرطانية وتدخل إليها.
    • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة وهي عبارة عن بروتينات ترتبط مع أجزاء معينة من الخلايا السرطانية، فتقتل الخلايا السرطانية، أو توقف نموها، أو تساعد الجهاز المناعي على تدمير هذه الخلايا.
  • العلاج الجيني: يستخدم هذا النوع ناقلًا معينًا، عادة ما يكون فيروسًا لنقل الحمض النووي داخل الخلايا الحية من الجسم لتعديل الجينات غير الطبيعية أو إزالتها، أو استبدالها، وذلك لتعديل الطبيعة المناعية للخلايا االسرطانية، أو تعديل الجهاز المناعي ليهاجم تلك الخلايا، أو لتقليل التروية الدموية للورم وغيرها من الطرق للقضاء على الخلايا السرطانية.
  • العلاج الهرموني: يُستخدم هذا النوع من العلاج في حالة الخلايا السرطانية التي تعتمد على الهرمونات في نموها كسرطان البروستات وسرطان الثدي من خلال وقف قدرة الجسم على إنتاج الهرمون أو تغيير سلوك الهرمون في الجسم، إذ يتوقف نمو الخلايا السرطانية أو تُقل أعراض السرطان في حال عدم القدرة على إجراء عمليات جراحية أو إعطاء علاج كيميائي في حالات سرطان البروستات، وكغيره من العلاجات فإن له آثارًا جانبية تعتمد على نوع العلاج الهرموني وعلى طريقة استجابة الجسم له.
  • العلاج بالتبريد: يُستخدم التبريد كوسيلة لقتل الخلايا السرطانية وتجميدها، وذلك عن طريق إدخال إبرة عبر الجلد إلى الخلايا السرطانية، يُضخ من خلالها غاز يُجمّد الأنسجة السرطانية ويذيبها ويقتلها.[٢]
  • العلاج بالأعشاب: يلجأ البعض لاستخدام الأعشاب في علاج مرض السرطان إلّا أنّه لا توجد أيّ أدلة علمية تثبت قدرة الأعشاب على علاج مرض السرطان، وإنما قد تؤثر سلبًا وتتفاعل مع أدوية السرطان الأخرى، وتؤدي إلى حدوث أعراض جانبية.

أنواع مرض السرطان

يوجد ما يزيد عن مئة نوع من السرطان حسب النسيج والعضو المصاب؛ فمثلًا سرطان الرئة ينشأ من خلايا الرئة، أما سرطان الدماغ فينشأ في الدماغ، كما يمكن تصنيف مرض السرطان حسب نوع الخلايا التي نشأ منها، مثل الخلايا الظاهرية والخلايا الحرشفية، وفيما يأتي توضيح لهذه الأقسام:

  • سرطانات الخلايا الظاهرية: وهي أكثر الأنواع شيوعًا، ويتكون في الخلايا الظاهرية التي تغطي أسطح الجسم الداخلية والخارجية، وتقسم لأربعة أنواع فرعية حسب نوع الخلايا الظاهرية.
  • الساركوما: تتكون في العظام، والعضلات، والخلايا الدهنية، والأوعية الدموية، والأوعية اللمفاوية، والأوتار، والأربطة.
  • سرطانات الدم: وتتكون في الخلايا المنتجة لخلايا الدم في النخاع العظمي، وتقسم لأربعة أنواع حسب سرعة تطور المرض ونوع خلية الدم.
  • سرطانات الغدد الليمفاوية: وتُعرّف باسم اللمفوما، ويبدأ في الخلايا الليمفاوية، وتُقسّم لمرض هودجكين واللمفومة اللاهودجكينية.
  • سرطانات الورم النقوي المتعدد: تُعرّف باسم السرطان النخاعي المتعدد، ويبدأ في الخلايا البلازمية، وتتراكم الخلايا البلازمية غير الطبيعية في نخاع العظم أو نقي العظم، وتكوّن أورامًا في العظام.
  • سرطانات الخلايا الصبغية : وتُعرف باسم الميلانوما، وسميّت بهذا الاسم نسبةً للخلايا التي تُصيبها وهي الخلية الميلانينية المسؤولة عن إعطاء صبغة الميلانين التي تعطي الجلد لونه، وعادةً ما يُصيب هذا النوع الجلد، ولكن قد يُصيب الأنسجة الملونة الأخرى كالعين.
  • سرطانات الدماغ والحبل الشوكي: تختلف أسماؤها حسب موقع الورم ونوع الخلايا المتأثرة.
  • سرطانات الخلايا الجنسية: وهي السرطانات التي تُصيب الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية أو البويضات.
  • الأورام العصبية الصماوية: وتتكون في الخلايا المسؤولة عن إفراز الهرمونات نتيجة استجابتها لأوامر عصبية.

أسباب الإصابة بمرض السرطان

يُطلق على المادة المسببة للسرطان اسم المُسرطنات، ويوجد عدد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به، من أهمها ما يأتي:

  • العوامل البيولوجية أو الشخصية: كالعمر، والجنس، والجينات، والعرق.
  • العوامل البيئية: وتُعد من المُسرطنات، مثل التعرض للرادون، أو الأشعة فوق البنفسجية، أو الإشعاعات المؤينة كالأشعة السينية.
  • العوامل المهنية: كالتعرض للمواد الكيميائية، أو الإشعاعات، أو الحَرِيرُ الصَّخْرِيُّ، أو الهيدرو كربونات الأروماتية متعددة النوى، أو بعض الفلزات والمواد البلاستيكية.
  • العوامل الحياتية: وتتضمن:
    • التدخين.
    • شرب الكحول.
    • التعرض للأشعة الضارة وخصوصًا الأشعة فوق البنفسجية من الشمس.
    • تناول بعض المواد الموجودة في الغذاء كالنتريت والهيدروكربونات العطرية التي تنتج عن الشواء.
  • العوامل المرضية: قد تؤدي الإصابة ببعض المشاكل الصحية أو تناول الأدوية إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وفيما يأتي ذكر بعضها:
    • عدوى بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري أو بكتيريا الملوية البوابية.
    • التهاب الكبد الفيروسي من النوع C أو B.
    • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
    • العدوى بفيروس ايبشتاين بار.
    • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل بعض مضادات الأورام، أو بعض الهرمونات، أو الأدوية التي تسبب نقص المناعة.
السابق
أكلات ضد الإمساك
التالي
أعراض زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم

اترك تعليقاً