الامارات

طرق للتخلص من العصبية

طرق للتخلص من العصبية

الغضب

يمرّ جميع البشر بمجموعة واسعة من المشاعر، وأحد هذه المشاعر هو الغضب أو العصبية، ويتراوح الغضب بين شعور بسيط بالضيق والشعور بالغضب الشديد الذي يعدّ شعورًا طبيعيًا يمرّ به أيّ إنسان؛ وهو حالة عاطفية يصاحبها تغيرات جسدية ونفسية، فعند الشعور بالغضب يزداد عدد ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، بالإضافة إلى زيادة إفراز هرمونات الطاقة والأدرينالين وغيرها من الهرمونات، وبالرغم من كون العصبية شعورًا طبيعيًا، إلا أنه من الممكن أن تتحول إلى سلوكيات مؤذية بل ومدمرة للفرد نفسه أو لمن حوله، وقد يؤثر ذلك على العلاقات الخاصة أو علاقات العمل أو حتى على صحة الإنسان.

تعد الطريقة الطبيعية للتعبير عن الغضب هو ردّ فعل شديد على شكل تصرفات ومشاعر، وهذا يمكّن الإنسان من الدفاع عن نفسه، ولذلك يعد القدر المناسب من الغضب مهمًا جدًا لتفريغ الطاقة السلبية، وفي الوقت ذاته فإنه من غير المنطقي أن ينتقم الإنسان بعنف اتجاه أيّ حدث أو شخص يسبب له الضيق، فهذا منافٍ للقوانين والأعراف وحدود المجتمع الذي نعيش فيه، فضلًا عن آثاره المدمرة على الفرد والمجتمع، ويحدث الغضب بسبب عوامل خارجية أو داخلية، فقد ينشأ اتجاه الآخرين أو بسبب مواجهة مشكلات شخصية أو بسبب الحوادث أو المصائب.

كيفية التغلّب على العصبية الزائدة

فيما يأتي بعض الأساليب والتصرفات التي تساعد على التحكّم بأسباب الغضب للتخلص منه:

  • معرفة سبب الغضب: توجد الكثير من الأسباب التي تجعل الأشخاص غاضبين، ويعدّ الغضب استجابة طبيعية لبعض المواقف، كأن يُعامل الشخص بطريقة غير لائقة، وهنا يكون التفكير وتحديد أسباب الانزعاج كفيلةً بتقليل الغضب، فالتعامل معه كفيل بألّا يجعل للغضب تأثيرًا ضارًّا على العلاقات أو الجسد أو العقل أو المشاعر، ومن العلامات التحذيرية له؛ زيادة نبضات القلب، والقلق، ورفع الصوت، وضيق الصدر، وغيرها من الأمور.
  • تدوين أسباب غضب الشخص: في بعض الأحيان تدوين الأشياء يساعد في معرفة سبب الشعور بالغضب، وكيف يمكن التعامل معه، وسيساعد على وضع حدّ للأمور.
  • الابتعاد عن سبب الغضب: عند الشعور بالغضب اتجاه أي شيء وإحساس الشخص بأنه يفقد رباط جأشه، من الأفضل الابتعاد عن الموقف لوهلة، إذ سيتيح ذلك الشعور بالهدوء.
  • التمارين الرياضية: تعدّ الرياضة من النشاطات التي تخفف التوتر في حياة الفرد، إذ يمكن المشي أو الركض.
  • التحدث مع شخص ما: إنّ التحدث إلى شخص ما كفيل بأن يشعر الفرد بالراحة، ويفضل أن يكون شخصًا موثوقًا.
  • التفكير قبل الكلام: من الممكن العدّ إلى العشرة، إذ يعطي الفرد بعض الوقت للتفكير بوضوح، ويتجنب بهذا الشكل أيّ قول أو فعل أهوج من الممكن أن يندم عليه لاحقًا.
  • أخذ وقت للاسترخاء: يجب أن يعرف الفرد الشيء الذي يساعده على الاسترخاء، سواء كان ذلك؛ المشي في الحديقة أو قراءة كتاب أو الاستماع إلى الموسيقى، كما يعد أخذ استراحات قصيرة، خاصة في أوقات الضغط والتوتر من أفضل الممارسات لتجنب الشعور بالغضب.
  • التركيز على الحلول: عندما يشعر الفرد بالغضب اتجاه مشكلة ما، فمن الأفضل التركيز على إيجاد حلّ بدلًا من التركيز على المشاعر السلبية.
  • تجنب حمل الضغائن: إن تراكم هذا النوع من المشاعر السلبية داخل الإنسان لا يدع مجالًا للمشاعر الإيجابية، وقد ينغمس الفرد في الشعور بالمرارة وانعدام العدالة، لذلك فإن التسامح يعدّ آداة قوية ليحافظ الفرد على المشاعر الإيجابية.
  • استخدام الدعابة لتخفيف التوتر: يمكن لحسّ الدعابة أن يحد من التوتر حتى في المواقف السيئة جدًا.

أنواع الغضب

إن جميع الأشخاص يغضبون عامةً، لكن تتفاوت ردود فعل كلّ شخص عن الآخر، وتختلف طرق التعبير عنه، وفيما يأتي وصف العديد من الطرق التي يبدي بها الناس غضبهم:

  • الهدوء: من الطرق التي يعبر عنها الأفراد عند الغضب الحفاظ على الهدوء، وهذا النوع من الأشخاص لا يستجيب بسرعة عند الغضب، إذ إن هذا النوع من الأشخاص قبل التعبير عند لحظة الغضب يتحّفظ على مشاعره ومن ثم يفعل اللازم لحلّ المشكلة.
  • التعبير اللفظي: هو نوع من الأفراد يعبر عن غضبه بالصراخ والشتم اللفظي والتهديدات، والسيئ في هذا النوع أنه عند التعبير عن غضبهم بهذه الطريقة سيؤدي ذلك إلى ترك أثر من الغضب والاستياء والمشاعر السلبية عن الأشخاص المقابلين.
  • التعبير الصامت: يمكن أن يكون هذا النوع من التعبير عن الغضب بضرب الناس أو الإيماءات غير الودية، فمن أنواع التعبير الصامت لغة الجسد العدوانيّة.
  • قمع الغضب: يمكن كبت الغضب وعدم التعبير المباشر عنه، ولكن يجب أن يتحوّل الغضب باتجاه آخر، فإن استطاع الإنسان تحويله باتجاه إيجابي يكون ذلك أحد الأساليب الجيدة للتعامل معه، ولكن الكبت دون تحويله أو التعبير عنه يكون مضرًّا جدًا للفرد على المدى البعيد، فقد يصاب الفرد بالعديد من الأضرار بسببه؛ كالتوتر وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب ومشكلات الجهاز الهضمي وأمراض القلب، وقد يتحوّل الكبت إلى تصرفات مؤذية جدًا، كمحاولة إيذاء النفس أو الآخرين بشكل غير مباشر ودون ذكر الأسباب، عادة ما يسيطر الأصدقاء المقربون أو أفراد الأسرة على موقف الشخص الغاضب، ولا أحد يعرف مقدار العداء الذي يحتفظون به في الداخل، ولا تعدّ هذه الطريقة استراتيجية جيدة لقمع الغضب.
  • الغضب السلبي العدواني: يحاول الأشخاص الذين يعبرون عن غضبهم بطريقة سلبية عدوانية إيجاد طرق آمنة لإظهار غضبهم، وهذا النوع دائمًا ما توجد له أعذار لتبرير الغضب.
  • الشكوى والقيل والقال: تُشعِر هذه الطريقة الفرد بالأمان أكثر من الغضب مباشرةً، وأكثر ما يرغبون به هو إيجاد أشخاص يستمعون إلى إحباطاتهم وأزماتهم وغضبهم من شخص آخر.
  • العدوان الجسدي: هذا النوع من الأشخاص يبادر فورًا بردّ فعل جسدي، مثل؛ ضرب الجدران أو رمي الأطباق، وهو يشكّل خطرًا على الأشخاص الآخرين، ويحدث هذا النوع من الغضب عندما يتعرض الفرد لهجوم من شخص آخر.
  • التعبير: يعدّ التعبير الحازم غير العدائي عن مشاعر الغضب من أفضل الطرق، وهذا يعني أن يتعلم الفرد التعبير عن احتياجاته بصراحة، ولا يعني أن يكون الإنسان متطلبًا أو عدائيًا، بل أن يسعى للحصول على ما يريده باحترام.
  • تهدئة النفس: وهذا لا يعني الكبت كما لا يعني أن يمنع الإنسان نفسه من الرد أو التصرف بغضب، بل يعني التحكم بالردود الداخلية وتخفيف اضطراب ضربات القلب وتهدئة النفس حتى يزول الغضب.

اختلاف الناس في التعامل مع الغضب

يوجد اختلاف حقيقي بين الناس في الشعور بالغضب؛ فبعض الأشخاص يغضبون بسهولة أكثر من غيرهم، ويوجد آخرون لا يظهرون غضبهم ولكنهم يكتمونه بشكل مزمن، وقد يؤدي الغضب في البعض الأحيان إلى أمراض حقيقية، إذ يمتلك الناس الذين يغضبون بسرعة قدرة منخفضة على تحمل أيّ مضايقة، وهذا يعني أنه يجب تجنيبهم أيّ موقف قد يشعرهم بالضيق أو الانزعاج أو الشعور بعدم العدالة، وتجدر الإشارة إلى أنه توجد أدلة على عوامل جينية ونفسية تساهم في هذه الحالة، وعادة تظهر صفات الحساسية عند الأطفال منذ الصغر، وأحد الأسباب الأخرى هو النظرة شديدة السلبية لشعور الغضب، وعدم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع هذا الشعور بشكل صحيح، ويحدث الأمر ذاته مع الشعور بالاكتئاب والقلق، كما تلعب البيئة العائلية دورًا في هذه الحالة؛ إذ إن العائلات المضطربة والفوضوية قد تنتج أفرادًا يعانون من مشكلات الحساسية وسهولة الغضب.

السابق
مرض القوباء – Impetigo
التالي
كيف اتعامل مع ابني العصبي

اترك تعليقاً