القرآن الكريم

عدد ايات سورة الشعراء

سور القرآن الكريم

أنزل الله جل وعلا على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم سورًا القرآن الكريم متفرقة، فلكل سورة مناسبة خاصة بها، وعدد آيات مختلف عن غيرها، فمنها ما هو تثبيت ومواساة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ومَن معه بأن الله معهم فلا غالب لهم، ومنها ما هو حجة على الكافرين الذين جاهدوا أنفسهم في تكذيب الدعوة المحمدية، ومنها ما هو لغير ذلك، فالأسباب كثيرة، وسنتحدث في هذا المقال حول سورة الشعراء بشيء من التفصيل من حيث عدد آياتها، وسبب نزولها، وسبب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى مقاصدها.

عدد آيات سورة الشعراء

تعدّ سورة الشعراء سورةً مكية عدا 5 آيات منها مدينة، وهي في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197]، وفي قوله تعالى من خواتيم السورة: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء: 224-227]، عدد آياتها 227 آية، وأما ترتيبها في سور القرآن الكريم فهي السادسة والعشرين، أي أنها تقع في الجزء التاسع عشر، وفي الحزبين 37-38، نزلت بعد سورة الواقعة.

تسمية سورة الشعراء

تُعرف كلمة شعراء في معاجم اللغة العربية بأنها اسم جمع من شاعر، والشاعر هو مَن يكتب الشعر، أي الكلام الموزون المُقَفّى بقصد، ويتنوع الشعر ما بين المديح، والرثاء، والغزل، والهجاء، وغير ذلك، وقد سميت السورة الكريمة بهذا الاسم؛ لأن مشركي قريش اتهموا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر، وحاشا وكلا أن يكون شاعرًا، بل يوحى إليه من الله جل وعلا، فما ينطق عن الهوى، وحاشا أن يكون كلام الله شعرًا، وعليه فقد نزلت السورة الكريمة لتمييز الرسل والأنبياء عن الشعراء، وقيل أنها سميت بهذا الاسم؛ لأنها اختُتِمَت بذكر الشعراء في قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء:224]. وتجدر الإشارة إلى أنها تسمى سورة الظلة لقوله جل وعلا في السورة الكريمة: { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} [الشعراء: 189]، وذكرت أيضًا باسم الجامعة في تفسير مالك.

وفي هذا المقام روى معقل بن يسار رضي الله عنه عن رسول الله المصطفى أنه قال: (أعطيتُ سورةَ البقرةِ منَ الذِّكرِ الأولِ، وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ منْ ألواحِ موسى، وأعطيتُ فاتحةَ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ منِ تحتِ العرشِ، والمفصلُ نافلةٌ) [رواه السيوطي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي تفسير الحديق فإن الطواسين يقصد بها السور التي بدأت بالحروف طسم، وتشمل سورتي الشعراء والقصص، بالإضافة إلى سورة النمل التي بدأت بطس، وبذلك فإن الطواسين هي سورة القصص، الشعراء والنمل.

مقاصد سورة الشعراء

مما لا شك فيه أن كلام الله جل وعلا لم يُقال عبثًا حاشا لله، بل له مقاصد عديدة يرمي إليها سواء أكانت دينيةً أم دنيوية، وفيما يتعلق بسورة الشعراء يمكن إجمال مقاصدها فيما يأتي:

  • إثبات إعجاز القرآن الكريم، فلا أحد يستطيع الإتيان بمثله أو بمثل سورة أو آية منه، مع التأكيد على تنزيهه عن أن يكون شعرًا أو من أقوال الشياطين كما تقول قريش، بل لو كان شعرًا لما عجزوا عن الإتيان بمثله وهم أهل الفصاحة والبلاغة، بل كانوا يتبارزون في هذا المجال.
  • بيان موقف كفار قريش من الدعوة المحمدية، فقد كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزؤوا بالنذر، وأعرضوا عن آيات الله مستعجلين عذابه الذي توعدهم به، وعليه فقد تضمنت الآيات تهديدهم بأن يحل عليهم غضب وسخط الله تعالى بسبب موقفهم هذا، مع سرد أمثلة حية لهم من الأمم الغابرة التي كذبت وكفرت فأخذها العذاب الأليم، وصارت تستغيث أن أرجعوني فأعمل صالحًا وأصدق، لكن هيهات فقد قُضي أمر الله وكلٌ عنده بأجل مسمى.
  • مواساة النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيت فؤاده إزاء ما يلاقيه من إعراض، وتكذيب، واتهامات من قومه، فحاشا لله أن يترك نبيه وحيدًا دون تسلية، بالإضافة إلى بث الطمأنينة والسكينة في نفوس المسلمين لتصبيرهم وتثبيهم أيضًا على عقيدة التوحيد مهما لقوا في سبيلها، فجنة الله لا ينالها إلا مَن تحمّل وصبر وضحّى.
  • سرد مناظرة بين نبي الله موسى عليه السلام وفرعون مصر سيد الطغاة وزعيمهم، فقد حاجج النبي ومكر وخدع بادئ ذي بدء، ثم آمن وانقاد لكن بعد فوات الأوان، فلم ينفعه إيمانه ما لم يكن آمن من قبل.
  • إثبات وحدانية الله جل وعلا، فلا شريك له في الخلق أو الملك، مع التأكيد على صدق الرسل جمعيًا من خلال سرد معجزاتهم، لكن أكثر المشركين لم يؤمنوا تعنّتًا ، فحق عليهم عذاب الله، مقابل إحقاق الحق رحمةً برسله ونصرًا لهم على مَن عاداهم، ووقف في طريق دعواهم، وهم المخولون بأداء الأمانة وتبليغ الرسالة.
  • سرد جملة من قصص الأقوام السابقين الذي أنذرتهم رسلهم، ولكنهم بالغوا في التكذيب فكان ختام كل قصة: {إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم} [الشعراء: 8-9]، أي أن القصص المبينة في الآيات تدلي بالحق وتنتهي بما انتهت به سابقتها، وفي التكرارِ تقريرٌ للمعنى وتثبيت له فيرسخ في الفهم ويُستبعد نسيانه؛ إلا أن أكثر الناس لا يفقهون.
  • التأكيد على مهمة النبي صلى الله عليه وسلم في تأدية الأمانة وإبلاغ الرسالة، وإنذار العشيرة ليس إلا.
  • وعيد الظالمين بسوء الخاتمة وبئس عقبى الدار؛ لأنهم ظلموا أنفسهم بكفرهم بآيات الله وبرسوله فأودوا بها إلى التهلكة، وظلموا الآخرين فاعتدوا على حقوقهم.

    إقرأ المزيد على حياتك.كوم: https://hyatok.com/%D8%B9%D8%AF%D8%AF_%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A1

السابق
اول بيت بني في الارض
التالي
طريقة اخراج الغازات من البطن

اترك تعليقاً