القرآن الكريم

عدد كلمات سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

تعد سورة الفاتحة من السور المكية، فقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}، وقال الله تعالى بأنها أمِّ القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم هي فاتحة الكتاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ألا أُعلِّمُك سورةً ، ما أُنزِل في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ ولا في الفرقانِ مثلُها ؟ قلتُ : بلى ، قال : إنِّي لأرجو أن لا تخرجَ من ذلك البابِ حتَّى تعلمَها ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقمتُ معه ، فجعل يُحدِّثُني ويدُه في يدي ، فجعلتُ أتباطأُ كراهيةَ أن يخرجَ قبل أن يُخبِرَني بها ، فلمَّا قرُب من البابِ قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! السُّورةُ الَّتي وعدتَني ! قال : كيف تقرأُ إذا افتتحتَ الصَّلاةَ ؟ قال : فقرأتُ فاتحةَ الكتابِ ، قال : هي هي ، وهي السَّبعُ المثاني الَّتي قال اللهُ تعالَى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ} الَّذي أُوتيتُ].

والذي دل على أن سورة الفاتحة مكية هو أن سورة الحجر مكية أيضًا، والذي يؤيد القول أنها مكية هو أن الصلاة فرضت في مكة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: [لا صَلاةَ لِمَن لم يقرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ فصاعِدًا قالَ سُفيانُ لمن يصلِّي وحدَه]، فهذان دليلان على أن السورة مكية.

عدد كلمات سورة الفاتحة

قال الله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾}، يبلغ عدد كلمات سورة الفاتحة 31 كلمة على اعتبار أن واو العطف كلمة مستقلة، وتتكون سورة الفاتحة من سبع آيات، والرقم سبعة له منزلة خاصة عند المسلمين، فعدد السماوات 7، وعدد الأرض 7، وعدد الأشواط التي يطوفها المؤمن حول الكعبة 7، كما أن السعي بين الصفا والمروة 7، وعدد أيام الأسبوع 7، والحصيات التي يرميها المؤمن 7، والسجود يكون على سبعة أَعْظُم.

ويكرر ذكر رقم سبعة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: الإمَامُ العَادِلُ، وشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ رَبِّهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، ورَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ اجْتَمعا عليه وتَفَرَّقَا عليه، ورَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وجَمَالٍ، فَقَالَ: إنِّي أخَافُ اللَّهَ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ، أخْفَى حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ]، وغيرها مما يصعب إحصاؤه، والتكرار لرقم 7 لم يأتي عبثًا بالمصادفة، بل يعد دليلًا على أهميته حتى أن الله تعالى قد جعل لجهنم سبعة أبواب، وقد تكررت كلمة جهنم في القرآن كله 77 مرة.

أسماء أخرى لسورة الفاتحة

ذكر المفسرون أسماء عديدة لسورة الفاتحة، ومنها: الحمد، فاتحة الكتاب، أم الكتاب، السبع المثاني، الواقية، الكافية، الشفاء، الشافية، الرقية، الواجبة، الكنز، الدعاء، الأساس، النور، سورة الصلاة، سورة تعليم المسألة، سورة المناجاة، سورة التفويض، وكل هذه التسميات دالة على معنى واحد، وهو أنها تضمنت مقاصد القرآن كله، فهي أساسه، كما أن هذه التسميات ثبت بعضها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وورد بعضها عن السلف وذكروا أسباباً لبعض هذه التسميات، منها:

  • قال البخاري: “سميت أم الكتاب لأنها يُبدأ بكتابتها في المصحف، وبقراءتها في الصلاة، وقال أبو السعود: أنها سميت أم الكتاب لأنها الأصل لكل الكائنات”.
  • وقال ابن تيمية: “سميت الواجبة لكونها تجب في الصلوات، ولا صلاة إلا بها وسميت أيضًا بالكافية لكونها تكفي عن غيرها ولا يكفى غيرها عنها”.
  • وسميت بالمثاني لأنها تثنى في كل ركعة وقيل: سميت بذلك لأنها استثنيت لهذه الأمة، فلم تنزل على أحد قبلها ذخرًا لها.
  • وسميت أمَّ القرآن لأنها الأصل والمنشأ له، إما لمبدئيتها له أو لاشتمالها على ما فيه من الثناء على الله تعالى والتعبد بأمره ونهيه، وبيان وعده ووعيده، وقال البقاعي: أنها سميت أمَّ القرآن لأن القرآن الكريم جميعه مفصل من مجملها.
  • وسميت بسورة الحمد؛ لأن الله سبحانه وتعالى افتتحها بحمده، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وحمدُه جل وعلا هو الذي تدور عليه السورة.
  • وقال بعض المفسرون بأنها سميت بسورة الشكر، والدعاء، وتعليم المسألة لكونها تشمل عليها.
  • وسميت بسورة الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: [من صلَّى صلاةً لم يقرأْ فيها بأمِّ القرآنِ فهي خِدَاجٌ ثلاثًا غيرَ تمامٍ فقيلَ لأبي هريرةَ إنَّا نكونُ وراءَ الإمامِ فقال اقرأْ بها في نَفْسِكَ فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ قال اللهُ تعالى قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبينَ عبدي نِصْفَيْنِ ولعبدي ما سَأَلَ فإذا قال العبدُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قال اللهُ حَمِدَنِي عبدي وإذا قال الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال اللهُ أثْنى عليَّ عبدي وإذا قال مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قال مَجَّدَنِي عبدِي وقال مرةً فَوَّضَ إليَّ عبدي فإذا قال إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيُن قال هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سَأَلَ فإذا قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قال هذا لعبدي ولعبدي ما سَأَلَ].

فضل سورة الفاتحة

من فضل قراءة سورة الفاتحة ما يلي:

  • عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ قَالَ له: [كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: 24]. ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ، قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}[الفاتحة: 2] هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ].
  • روى مسلم والنسائي عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَال: [بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ].
  • عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَال: [نَزَلْنَا مَنْزِلًا، فأتَتْنَا امْرَأَةٌ فَقالَتْ: إنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، لُدِغَ، فَهلْ فِيكُمْ مِن رَاقٍ؟ فَقَامَ معهَا رَجُلٌ مِنَّا، ما كُنَّا نَظُنُّهُ يُحْسِنُ رُقْيَةً، فَرَقَاهُ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ فَبَرَأَ، فأعْطَوْهُ غَنَمًا، وَسَقَوْنَا لَبَنًا، فَقُلْنَا: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً؟ فَقالَ: ما رَقَيْتُهُ إلَّا بفَاتِحَةِ الكِتَابِ قالَ: فَقُلتُ: لا تُحَرِّكُوهَا حتَّى نَأْتِيَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَيْنَا النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرْنَا ذلكَ له، فَقالَ: ما كانَ يُدْرِيهِ أنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لي بسَهْمٍ معكُمْ. وفي رواية: بهذا الإسْنَادِ نَحْوَهُ، غيرَ أنَّهُ قالَ: فَقَامَ معهَا رَجُلٌ مِنَّا، ما كُنَّا نَأْبِنُهُ برُقْيَةٍ].
  • روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: [قِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ.
السابق
ما هي سور جزء عم
التالي
فوائد سورة الفاتحة للرزق

اترك تعليقاً