الصحة النفسية

علاج الصداع النصفي بالاعشاب

علاج الصداع النصفي بالاعشاب

 

الصداع النصفي

يتسبب الصداع النصفي -أو صداع الشقيقة- بشعورٍ شديد بالصداع النابض لساعات أو حتى لأيام متتالية، وعادةً ما يبدأ الألم في جبهة الرأس، أو في جانب الرأس، أو حتى حول العينين، وللأسف فإن طبيعية الصداع النصفي تنزاح نحو الشدة والألم أكثر فأكثر، كما أن القيام بأي حركة بسيطة، أو سماع صوت، أو حتى رؤية ضوء ساطع يُمكن أن يؤدي إلى زيادة في شدة هذا النوع من الصداع، ويُمكن للبعض أن يشكو من التقيؤ والغثيان أيضًا، وقد تظهر نوبات الصداع النصفي بوتيرة يومية لدى البعض، أو لمرة أو مرتين فقط في السنة عند آخرين، كما تزداد الشكوى من الإصابة بالصداع النصفي بين فئة النساء تحديدًا، وليس الرجال، ومن الجدير بالذكر أن سبب الإصابة الدقيق بالصداع النصفي ما زال مجهولًا إلى الآن، لكن بعض الآراء ووجهات النظر باتت تتحدث عن دور للسيروتونين في نشوء هذا النوع من الصداع، بينما يتحدث آخرون عن دورٍ محتمل للجينات الوراثية، وعلى أية حال، قد يتساءل البعض عن حقيقة الأعشاب والعلاجات الطبيعية المتوفرة للتعامل مع حالات الصداع النصفي، وهذا سيكون موضوع الأسطر التالية.

علاج الصداع النصفي بالأعشاب

يعجز بعض المصابين بالصداع النصفي عن إتمام أنشطتهم اليومية بسبب شدة الصداع الكبيرة، وهذا يدفع بالبعض منهم إلى تجربة الكثير من الوسائل العلاجية، بما في ذلك الأعشاب، ولحسن الحظ فإن هنالك فعلًا أنواعًا كثيرة من الأعشاب المفيدة لعلاج الصداع النصفي، لكن لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية لإثبات فاعليتها جميعًا، لذا يُستحسن استشارة الأطباء والعارفين قبل اعتماد أي منها، وعلى العموم تتضمن أبرز أنواع هذه الأعشاب ما يلي:

  • الأقحوان (Feverfew): تُعرف هذه العشبة أيضًا باسم زهرة الذهاب أو زهر اللبن، ولقد استخدمت للمرة الأولى أيام الإغريق القدماء قبل الميلاد بحوالي خمسة قرون، وكانت توصف لعلاج الصداع أثناء القرن الأول بعد الميلاد، ويرجع أصل هذه النبتة إلى جبال البلقان، لكنها أصبحت منتشرة بعد ذلك في جميع أصقاع الدنيا، وعلى الرغم من أن إحدى المراجعات العلمية عام 2011 قد أكدت على فاعلية هذه العشبية لعلاج الصداع النصفي والتهاب المفاصل والحمى، إلا أن مراجعة علمية أخرى نفت أن يكون لها فائدة ملحوظة عند معظم الناس، كما يُمكن لهذه العشبة أن تتسبب بحدوث بعض الأعراض الجانبية؛ كتقرحات الفم والغثيان.
  • القبعية (Butterbur): يُطلق البعض على هذه العشبة اسم القبعة عريضة الحواف أو البيتازيتس، وهي تتواجد بكثرة في المستنقعات والمناطق الرطبة من آسيا وأوروبا وشمال أمريكا، ولقد استخدمها الطبيب الإغريقي ديسقوريدوس لغرض علاج التقرحات الجلدية، ثم استخدمها آخرون لعلاج الصداع والربو والحمى ومشاكل صحية أخرى، وهنالك دراسة ترجع إلى عام 2012 قد وصفت مستخلصات جذور هذه العشبة لغرض علاج الصداع النصفي، لكن يصعب الحصول حاليًا على مستخلصات هذه العشبة في ألمانيا وإنجلترا وفي أوروبا عمومًا بسبب تحريم السلطات الصحية لتداول هذه العشبة نتيجة للمشاكل المتعلقة بمنتجيها الرئيسيين.
  • النعناع (Peppermint): ينمو النعناع في آسيا، وأوروبا، وشمال أمريكا أيضًا، ولقد اكتسبت أوراق وزيوت النعناع شهرة واسعة بين الناس، خاصة لغرض علاج الصداع، وبالإمكان الحصول على المركب الرئيسي في النعناع- أي المينثول- على شكل كبسولات أيضًا، وهنالك بعض الدراسات التي نصحت بوضع المينثول مباشرة فوق جبين الرأس لعلاج الصداع، لكن تبقى الأدلة العلمية المساندة لاستخدام النعناع محدودة نوعًا ما.
  • الصفصاف (Willow): لجأ العلماء أصلًا إلى الاستعانة بمستخلصات من لحاء الصفصاف لغرض تطوير دواء الأسبرين الشهير، وفي الحقيقة فإن استخدام الصفصاف يرجع إلى عهد أبقراط، عندما كان الناس يستخدمون الصفصاف كمضاد للالتهابات والحمى، ثم استخدم فيما بعد في الصين وأوروبا لغرض علاج الصداع وآلام أسفل الظهر.
  • الناردين (Valerian): يرجع استعمال الناردين إلى الإغريق والرومان القدماء أيضًا، كما وصفها العارفون لغرض علاج الأرق منذ قرون طويلة، أما حديثًا فإنها تُستخدم ضمن علاجات الصداع، لكن لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية التي ساندت وصفها لغرض علاج الصداع النصفي تحديدًا.
  • أعشاب ونباتات مختلفة: يمتلك الزنجبيل قدرة محتمل على علاج الصداع النصفي تُضاهي بعض أنواع الأدوية الموصوفة لهذا الغرض أصلًا، كما أن البعض يتحدثون عن وجود أعشابٍ أخرى مفيدة لعلاج الصداع النصفي؛ كعشبة إكليل الجبل، وفجل الخيل، وعنب الأرض، وغيرها الكثير.

علاج الصداع النصفي بطرق طبيعية مختلفة

يوجد الكثير من العلاجات والطرق الطبيعية التي قد تكون مفيدة لعلاج الصداع النصفي، منها الآتي:

  • العلاج بتطبيق الضّغط: يهدف هذا الأسلوب إلى وضع مزيدٍ من الضغط فوق مناطق محددة من الجسم لغرض تخفيف الآلام وإراحة العضلات، وكثيرًا ما يلجأ العارفون بهذا الأسلوب إلى وضع الضغط في قاعدة إصبع الإبهام الأيسر والسبابة اليُسرى أيضًا.
  • التّدليك: يشعر بعض المصابين بالصداع النصفي بالتحسن عند تدليك عضلات الرقبة والكتفين لديهم، وبالإمكان الاستعانة بالطبع بخبراء المساج أو تنفيذ المساج ذاتيًا باستعمال كرة تنس فقط.
  • العلاج بمُكمّلات المغنيسيوم: يُمكن لنقص المغنيسيوم أن يؤدي إلى ظهور نوبات الصداع النصفي، خاصة تلك التي يرافقها أورة أو اضطرابات بصرية، لذا فإن مكملات المغنيسيوم قد تكون ذات فائدة للبعض.
  • الكمادات الدافئة أو الباردة: يلجأ البعض إلى وضع كمادات باردة أو دافئة فوق جبهة الرأس من أجل تخفيف حدة آلام الصداع النصفي لديهم.

قد يُهِمُّكَ

قد تتساءل عزيزي القارئ الآن عن الفوائد المحتملة لفيتامينات ب فيما يخص علاج الصداع النصفي، ويُجيب الخبراء على هذا التساؤل بالقول بأن هنالك تأثيرًا إيجابيًا محتملًا لهذه الفيتامينات على الصداع النصفي؛ وذلك لأن لهذه الفيتامينات دورًا أساسيًا في تنظيم النواقل العصبية داخل الدماغ، وتتميز فيتامينات ب بكونها فيتامينات ذائبة في الماء، مما يعني أن للجسم القدرة على التخلص من الكميات الفائضة منها على شكل بول، ولقد انصب تركيز الكثير من الخبراء على القدرة المحتملة لفيتامين ب2 أوالريبوفلافين تحديدًا فيما يتعلق بعلاج الصداع النصفي، لأن هنالك إحدى الدراسات التي وجدت بأن لهذا الفيتامين قدرة على الحد من نوبات الصداع النصفي بنسبة وصلت إلى 50% تقريبًا.

السابق
علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية بالأعشاب: رأي العلم
التالي
علاج عسر الهضم والانتفاخ بالأعشاب

اترك تعليقاً